أحدث المقالات
الرئيسية / تاريخ مصر / اللواء أركان حرب عبد المنعم سعيد

اللواء أركان حرب عبد المنعم سعيد

مقدمة  :

اللواء أركان حرب عبد المنعم سعيد  هو أحد أبرز قادة الجيش المصرى وأحد أبطال القوات المسلحة المصرية الذين قدموا لها الكثير وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن وتأمين حدود أراضيه

وفى البداية علينا أن نتعرف على معنى رتبة لواء أركان حرب أوركن الحرب بالإنجليزية Staff Officer هو لقب لفئة متخصصة من الضباط المعاونين لقائد التشكيل العسكري في الشؤون العسكرية الفنية ويتدرب خلالها الضابط على العمل في مركز قيادة يضم مختلف التخصصات المشاة المدفعية الاتصالات الجوية ويطلق على كبار الضباط الأكفاء

الحاصلين على ماجستير العلوم العسكرية من كليات القادة والأركان لقب ضابط ركن وتتواجد تلك الكليات في كثير من دول العالم وهو أحد قادة حرب أكتوبر المجيدة وأحد الرموز العسكرية المصرية وله بصمة أيضاً فى الحياة المدنية

حيث تولى منصب محافظ لعدد من المحافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر والسويس ومرس مطروح  وفى السطور التالية نتطرق إلى المسيرة البطولية العسكرية لسيادة اللواء أركان حرب عبد المنعم سعيد فهو ابن من أبناء القوات المسلحة وقائدًا من قادة حرب أكتوبر المجيدة والذي تولى العديد من الوظائف القيادية إذ عُين قائد للجيش الثاني الميداني وكذلك رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ومحافظًا لجنوب سيناء والبحر الأحمر والسويس ومرسى مطروح عين محافظ السويس وفي عام 1991 عين محافظًا لجنوب سيناء وفى عام 1993عين محافظًا للبحر الأحمر

نبذة عن نشأة اللواء أ.ح عبد المنعم سعيد :

اللواء أ.ح عبد المنعم محمد سعيد يوسف من مواليد المنصوره فى 16 مايو 1933

عاش فى مرحله الطفوله مع والده الذى كان يعمل فى تجاره الاصواف فى المنصوره

حتى بلغ سن  عشرة سنوات  وتوفت والدته وهى  صغيرة حيث لم يتعدَ عمرها حوالى 39 سنه ثم توفى والده بعدها بعامين مما اضطر ان تتولى أخته الكبرى رعايته هو وأخوته وسافرت بهم إلى القاهره حيث بيت العائله

وأتمم اللواء أ.ح ضابط خطط عبد المنعم سعيد تعليمه الابتدائى فى مدرسه الجماليه الابتدائيه ثم ألتحق بمدرسه الحلميه الثانويه وكان هدفه دخول كليه الهندسه لأنه كان يعشق الرياضيات ولذلك دخل فى اخر سنه فى الثانويه العامه فقد كان يقال عليها التوجيهيه شعبه رياضيات وحصل على تقدير متقدم وبالفعل قدم أوراقه فى كلية الهندسه جامعه فؤاد الاول وهى جامعه القاهره حاليا وذلك عام 1952 قبل الثوره بشهور بسيطه

مراحل التعليم  وبداية عمله ضابطاً بالجيش

بعدما تقدم بأوراقه لكلية الهندسة جامعة فؤاد الأول وذلك فى عام 1952 وقبل الثورة بوقت قصير  ومع أندلاع ثورة 23 يوليو  1952 وكان من ضمن مبادئها إقامة جيش وطني قوى

أثارته  فكرة اقامه جيش وطنى قوى فقرر ان يسير فى هذا الاتجاه وبالفعل قدم أوراقه للكلية الحربية وقضى اللواء عبد المنعم سعيد ثلاث سنوات هى فترة الدراسة بالكلية وتخرج في الكلية الحربية في الثالث من مارس سنة 1955 في حفلة حضرها الرئيس جمال عبدالناصر وعُين في لواء المشاة بالإسكندرية وكان يقوده العقيد أركان حرب أنور القاضي

وفي نهاية عام 1958 نقل إلى مدرسة المشاة ليعمل معلمًا للأسلحة الصغيرة ويستمر في هذه المدرسة العريقة

التي تربى فيها كل ضباط المشاة بداية من فرق قادة فصائل وحتى قادة ألوية ثم رقى إلى رتبة النقيب في تلك الأثناء

تقدم للترشيح بكلية القادة والأركان وحصل على المركز الأول في التقديم وسافر إلى روسيا سنة 1965 للدراسة بأكاديمية فرونز للحصول على درجة الماجستير في العلوم العسكرية

وظل هناك حتى اندلعت حرب يونيو 1967 وفي عام 1975 عين العقيد أ.ح عبد المنعم محمد سعيد قائدًا للواء الرابع مشاة من الفرقة الثانية وفى 1978 حصل على الزمالة من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وسافر إلى أمريكا سنة 1981 للحصول درجة الزمالة وعين قائدًا للفرقة الثالثة مشاة 1982 وفى عام 1983 عين رئيسًا لفرع التخطيط بهيئة العمليات ثم رئيسًا لأركان المنطقة الغربية سنة 1984 وفى سنة 1985 عين قائدًا للجيش الثاني الميداني وفى أغسطس 1986 عين رئيسًا لهيئة العمليات حتى مايو 1990 وحصل على ماجستير علوم عسكرية من روسيا عام 1968 بعدها عُينَ بقيادة الجيش الثانى ضابط خطط مع اللواء عبدالمنعم خليل قائد الخطط

عودة اللواء أ.ح عبد المنعم سعيد من روسيا :

عاد اللواء عبد المنعم سعيد من الاتحاد السوفيتى بعد أن حصل على دورة أركان الحرب فصار الرائد أركان حرب عبد المنعم سعيد وعُين ضابط عمليات بالجيش الثاني الميدانى

فرع التخطيط وعمل مع قادة الجيش الكبار الأوائل مثل اللواء أحمد إسماعيل واللواء عدلي سعيد واللواء توفيق عبدالنبى واللواء عبد المنعم خليل وفى تلك الأثناء شهد إعادة بناء القوات المسلحة وأشرف على التدريب المستمر لتعويض الخسائر الفادحة التي سببتها الحرب

واستمر اللواء عبد المنعم سعيد في شعبة العمليات وعمل أيضا ضابطًا لخطط الجيش الثاني مع اللواء عبد المنعم خليل وكان يقوم بتنظيم تعاون مع القوات المعاونة من الصاعقة والبحرية والقوات الجوية وخطط التدريب كانت شهرية وكان ينظم التعاون مع الجيش الثالث لتنظيم المهام في منطقة فايد قبل عرضها على وزير الحربية وبسبب تميزه الواضح حاز على أعجاب الجميع مما جعل  قادة الجيش يتمسكون به فتأخر تعيينه كقائد كتيبة إلى عام 1970 حيث رقى إلى رتبة العقيد فعين قائدًا للكتيبة 149 باللواء 30 مشاة مستقل ببورسعيد لمدة عام

جرب الأستنزاف :

يقول اللواء أركان حرب عبد المنعم سعيد أنه عقب عودته من موسكو تمّ تعيينه ضابط خطط في قيادة الجيش الثاني الميداني ليتولى مسؤولية التخطيط للعمليات بمرافقة مسؤولي الجيش بقيادة الفريق عبدالمنعم خليل قائد الجيش الثاني الميداني وكان الهدف من حرب الاستنزاف هو وضع العدو فى حالة استنفار دائم تؤثر عليه اقتصادياً وسياسياً ومعنوياً لأنه يعتمد على جنوده كما كنت مسئولاً عن الخطط الشهرية ومعنا اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث آنذاك وكنت ألتقى بقائد الجيش الثالث وننسق طوال مدة حرب الاستنزاف وقمنا بالقبض على أكثر من أسير

منهم الضابط الإسرائيلى عساف ياجورى حيث كنت أتحدث معه باللغة العبرية وهذه الفترة لا تقل فى أهميتها عن معركة العبور

وكنت وقتها مقدم أركان حرب بقيادة الجيش الثانى وبدأت الحرب يوم 8 مارس 1969 بقصف نيرانى على امتداد الجبهة بالكامل لمدة 4 ساعات

لدك مواقع إسرائيلية كى يعرفوا أننا لن نتركهم يهنأون بأرضنا أبداً وأننا لن نجعلهم ينعمون بالوجود على قطعة من بلدنا ونحن قواتنا المسلحة جعلنا حالتهم المعنوية فى الحضيض

وأصبح لديهم رعب حقيقى من هجماتنا المباغتة والمهام التى كُلفت بها كضابط تخطيط  هو نقل أخبار الجيوش والمناطق وعرضها على الوزير ورئيس الأركان فى هذا التوقيت ليُسهم في نجاح حرب الاستنزاف سواء داخل نطاق الجيش الثاني او الجيش الثالث الميداني بعد التنسيق مع مسؤوليه

وانطلقت شرارة حرب الاستنزاف التي استمرت سبعة أشهر وكان هدفها الضغط على إسرائيل واختبار قدرة القوات المسلحة العسكرية وإمكانياتها الحقيقية

وفى هذه الحرب يتم وضع خطة لكل شهر  وكان يعرضها قادة الجيوش على القائد العام وفيها قد تم استخدام كل التكتيكات المختلفة وكل الأسلحة المتنوعة وهى التي مهدت لحرب أكتوبر وتم وقف إطلاق النار في 8/8/1970 وبدأ الإعداد لحرب أكتوبر حيث تم تعيينه بهيئة العمليات في فرع التخطيط التي كان يرأسها اللواء أركان حرب محمد عبد الغنى الجمسى وعُين اللواء عبد المنعم سعيد لقيادة الجيش الثانى ضابط خطط مع قائد الجيش اللواء عبدالمنعم خليل قائد الخطط فى حرب الاستنزاف كما كان مسئولًا عن الخطط الشهرية

اللواء أ.ح عبد المنعم سعيد وخطة حرب أكتوبر :

بعد فترة حرب الاستنزاف عين اللواء عبدالمنعم سعيد تم تعينه قائد كتيبة ثم اختير ليصبح ضابط خطط ضمن صفوف هيئة عمليات القوات المسلحة وكان ل اللواء عبدالمنعم سعيد دورًا مهمًا خلال حرب اكتوبر حيث تواجد في غرفة العمليات الرئيسية التي أديرت منها الحرب برفقة الرئيس الراحل محمد أنور السادات وكبار قادة القوات المسلحة وفى أواخر عام 1972 أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيين المشير أحمد إسماعيل قائدا للقوات المسلحة ووزيرا للحربية

وكان هذا الخبر ينذر بأن الحرب باتت وشيكة نظرا لأن المشير أحمد أسماعيل شارك فى أكثر من حرب وتأكدنا جميعاً أن الحرب وشيكة وصدرت الأوامر فى آواخر 1972بالإعداد لخطة الحرب وبالفعل بدأنا فى دراسة كل الاحتمالات الممكنة وأكد فى هذه الأثناء قيادات الجيش أن قوات المسلحة ليس لديها القدرة على الإعداد لخطة لتحرير الأرض كاملة وقال أيضاً بأنه يتذكر هذا اللقاء الذى سمعه من أحد القيادات أن الرئيس السادات أشار بيده إلى خريطة مصر أنه يريد فقط شبر من الأرض أى المقصود به 20 كيلو على الخريطة وكانت الإشارة على منطقة خط بارليف فى عمق 14 كيلومترا وشارك سيادته فى الإعداد لخطة الحرب بعد أن وصل إلى رتبة عقيد أركان حرب بهيئة العمليات بالقوات المسلحة

أهم دور قام به اللواء عبد المنعم سعيد :

كان ل اللواء عبدالمنعم سعيد دورًا مهمًا خلال حرب اكتوبر حيث تواجد في غرفة العمليات الرئيسية التي أديرت منها الحرب برفقة الرئيس الراحل محمد أنور السادات

وكبار قادة القوات المسلحة وعن خطة الحرب قال اللواء عبد المنعم سعيد خطة حرب أكتوبر ترتكز على قيام القوات المسلحة باستخدام

قواتها الجوية في القيام بضربة أو ضربتين في الأهداف الرئيسية بإسرائيل كالمطارات والرادارات وفى نفس التوقيت

تقوم المدفعية بقصف مدفعي مستمر لمدة 53 دقيقة وتمهيد بهدف شل حركة العدو ثم تعبر الجيوش الميدانية تحت ساتر النيران وتقتحم قناة السويس لمهاجمة العدو وتأمين الجنود المستخدمين لخراطيم المياه وعمل رؤؤس كباري وتم توظيف جميع الأسلحة في وقت واحد الطيران له توقيت الثانية وخمس دقائق والمدفعية بمجرد أن يعبر الطيران قناة السويس

تبدأ بالقصف حيث تم القصف بـ 2000 قطعة مدفعية ضربت 10500دانة في أول دقيقة وهذا ما جعل العدو يكمن في الخنادق مما مكن الجنود من الاقتحام وكان كل هذا التخطيط قبل الحرب ونفذ بكل دقة وحتى ميعاد الحرب كان له تخطيط ودراسة ولماذا اختيار الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرًا كما تمت دراسة الشمس والقمر ودراسة حركة الموج واختيار العاشر من رمضان لأنه يكون النصف الأول من الليل إضاءة حتى يتم تركيب الكباري على ضوء القمر ثم في النصف الثاني من الليل يكون مظلمًا حتى تمر الدبابات لكي لا يراها العدو” وانتصرنا برغم كل الصعوبات التي واجهت التخطيط والتنفيذ والأسلحة القديمة التي يمدنا بها الروس بالرغم من تقدم العدو في التسليح حيث تمده الولايات المتحدة بأحدث الأنواع وتم التغلب على هذا بالإرادة وعزم الرجال

اللواء عبد المنعم سعيد وحرب أكتوبر :

يصف اللواء عبد المنعم سعيد حرب أكتوبر ويقول الزمان يوم 6 أكتوبر الساعة الواحدة ظهرا المكان غرفة العمليات المركزية للحرب والتى تقع فى القاهرة فى مركز القيادة العامة للقوات المسلحة ولكنها غرفة سرية

تحت الأرض على حد وصف اللواء عبدالمنعم سعيد دخل الرئيس أنور السادات مركز العمليات فى الغرفة الرئيسية الساعة الواحدة ظهرا لمتابعة حركة أفرع الجيش وكل قياداته

ويصف اللواء عبدالمنعم سعيد تكوين الغرفة بأنها غرفة مربعة بها أربعة أركان رئيسية الركن الرئيسى به منضدة عريضة يجلس عليها الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع القائد العام

والفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان وضابط الاتصال للتنسيق مع سوريا أثناء الحرب لأنه واثنين من الضباط برتبة مقدم مسؤولون عن كتابة الأوامر التى تصدر من الوزير أمامها خريطة كبيرة عليها خطة الحرب وبجوارها منضدة عليها الضباط العقداء وكان اللواء عبدالمنعم واحدا منهم مسؤولين عن متابعة تنفيذ الخطة ويتناوبون العمل وأول شرارة فى الحرب بدأت بالضربة الجوية التى حققت هدفها بنسبة كبيرة جدًا، نسبة 94% من أهداف ودمرت من خلالها حوالي 220 طائرة

والمدفعيات حوالي 2000 وحدة علي امتداد الجبهة استمر ضربها حوالي 53 دقيقة ضرب متصل علي خط بارليف وعمقه في قصفات وضربات متعددة

أربعة قصفات تقريبا فكان اقتحام الساعات الأولي من الساعة الثانية والخمس دقائق حتى السادسة فقط وكان لنا 80 ألف مقاتل في الضفة الشرقية للقناة

عبروا من خلال القوارب المطاطية والخشبية بعرض القناة وتمكنوا من اجتياز الحاجز الترابي ومهاجمة 20 نقطة قوية حصينة على الخط هناك

فبدأوا يستولوا على النقط القوية على الساتر فكانت المعركة قوية درجة أنه بآخر النهار كان 75% من نقاط العدو الحصينة سقطت بأيدينا هذا الكلام بعد أكثر من يوم في القتال وبعد تحقيق المهمة المباشرة للقوات المسلحة وتحطيم خط بارليف المنيع والاستيلاء على منطقة بعمق كبير تعلو حوالي 20 كيلومتر شرق القناة فحدث تباين في وجهات النظر وليس خلافًا

فالجيش لا يعرف الخلافات ولكن يمكن أن تتنوع وجهات النظر والآراء والقائد له القرار الحاسم وقتها الذي سيخضع له الكل بالنهاية ويتفق عليه الجميع

وهذا ما يتم بكل الفرق بالجيش وليس محصور على قرارات القادة الكبار وبعد السادس من أكتوبر يقوم الجميع لتحقيق مهامه المنشودة فمهام الحرب لا تتحقق في يوم

فالتدمير يأخذ حوالي من 3 إلى 4 أيام ثم الاستيلاء على الأرض ثم التمسك بالأرض والاستعداد لأي تطوير في المستقبل وهكذا سارت حرب أكتوبر ككل

ومعاركها المتعددة التي بدأت في 6 أكتوبر ولكنها مجرد بداية استمرت بعدها أيام كثيرة كنا نعلم أن الخصم الإسرائيلي سيحاول الهجوم ضد قواتنا فحاول بهجمات كثيرة ولم ينجح فركز عملياته على الفاصل بين الجيشين فالبحيرات المرة مساحتها كبيرة 30 كيلومتر مربع تفصل بين الجيش الثاني والثالث وهي منطقة لا تحدث بها عمليات هجومية أو قتالية

فهو يركز على جانب منها بالطائرات والمدفعية إلى أن أحدث ثغرة بين الجيش والبحيرات المرة فاستطاع بها انشاء كوبري على البحيرة والانتقال من خلاله إلى الضفة الغربية للقناة ثم بدأ يتزايد عدده والدبابات من خلال هذه الثغرة ثم الانتشار يمينا ويسارا ومحاولة توسعة هذه الثغرة فحاول الوصول إلى مدينة الاسماعيلية فصدته قوات الجيش الثاني فاضطر للنزول الى المنطقة الجبلية مابين الجيش الثاني والثالث فوصل حتى الجيش الثالث فلم يتمكن من اختراقه فتوقف في الضفة الغربية عند البحيرات المرة شمالا وجنوبا

وهذه هي الثغرة التي أحدثها وحاصرنا هذه الثغرة في الضفة الغربية حتى لا تستعيد أوضاعها مرة أخرى إلى أن بدأت المفاوضات بتدخل أمريكا حيث قرار وقف إطلاق النيران

حدث يوم 24 أكتوبر وبعد أحداث الثغرة ومحاصرتها فتدخلت أمريكا و”كيسنجر” وزير الخارجية الأمريكى والتقي بالرئيس وأخبره عن علمه بأن المصريين أعدوا الخطة

لتدمير القوات التي عبرت غرب القناة ونحن قادمون لنعلن انسحابهم من الدفرزوار بغرب الضفة ولكن كان لنا طلبين اثنين أولهم فك حصار باب المندب

الذي دمرتم من خلاله العديد من مراكب الجانب الإسرائيلي والأخري أن يتركوا النقطة القوية التي لم يستولوا عليها بشرق بورسعيد علي البحر

وهي بورتوفيق فكان هذا مقابل انسحاب جيش العدو الاسرائيلي من الغرب الى الشرق وفعلا قد تم الاتفاق وانسحب العدو الى الشرق وهذا كان أول فض اشتباك بين القوتين وكان معنا قوات ل11 دولة عربية واشتركت تلك القوات معنا بحرب أكتوبر فيما يناسبها أبرزهم السودان وليبيا فساهمت تلك القوات في نصر أكتوبر

والقوات المسلحة ل 11 دولة العربية بالطبع لم يتم تصديرهم بالجبهة لكنهم ساعدوا بإخلاص بمهام أخرى في الحرب وفى نصر أكتوبر وأستطاع الرئيس السادات أن يحرك الموضوع من خلال حنكة سياسية وعسكرية بارعة فحرك الموضوع أولًا عسكريًا من خلال الحرب ثم سياسيًا من خلال اتفاقية السلام والتي انسحبوا على إثرها بالفعل من سيناء بالكامل فقمنا نحن جيش مصر والقيادة من خلال الحرب والسياسة والسلام للوصول الى المرحلة الأخيرة وهي طابا والتحكيم الدولي الذى تم لنقطة طابا خاصة والتي  استردناها  من خلال القضاء فتحررت سيناء من خلال القوة العسكرية والحنكة السياسية والتحكيم الدولي

إدارة حرب أكتوبر من غرفة العمليات :

ويقول اللواء عبد المنعم سعيد حيث أننى  ضابط خطط في هيئة العمليات وضمن 10ضباط بفرع الخطط الذى يتولى وضع خطة الحرب ثم يعرضها على رئيس الهيئة

الذي يعرضها على رئيس الأركان ليصدق عليها والعمل الذى نقوم به هو متابعة العمليات وتطبيق الخط الموضوعة وتنفيذها وفقا للمتغيرات الطارئة فكنت كضباط خطط بالغرفة الرئيسية التي تدير الحرب في المركز الرئيسي للقيادة بالقوات المسلحة حيث نضع منضدة في المنتصف موضوع عليها خريطة كما نمتلك غرفة خارج تلك الغرفة أحدهم خاص بضباط متابعة الجيش الثاني

وأخرى لمتابعة الجيش الثالث وأخرى للجوية والبحرية ودفاع جوي وهكذا ويصب كل هذا بمتباعاته للغرفة الرئيسية عندنا لإدارة المشهد

ومتغيراته كمعلومات عن قواتنا وأخرى عن العدو فنقر الموقف ونعرضه على رئيس الهيئة الذي يعرضه بدوره على الوزير ورئيس الأركان فنتابع الموقف لحظة بلحظة بمرور ساعات وأيام المعركة لأخذ أي قرار تحتاجه المعركة ليصدق عليها القيادة العامة أو تصدر تعليماتها للأفرع أوالجيوش المدنية فهذا هو دور الغرفة الرئيسية ودورنا كضباط خطط

فقد كشف اللواء عبدالمنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة العديد من كواليس نصر أكتوبر 1973 وخطة الخداع الاستراتيجى وأجواء إدارة الحرب داخل هيئة عمليات القوات المسلحة كما تحدث عن دور القوات الجوية فى حسم المعركة منذ اللحظات الأولى وقدرتها على تحقيق 95% من أهدافها مما وفر القيام بضربة ثانية واصفاً إياها بأنها كانت معجزة بكل المقاييس وكشف أيضاً  تفاصيل ما جرى بين قادة الحرب حول الثغرة التى حدثت أثناء الحرب وأسباب رفض الرئيس السادات اقتراح الفريق الشاذلى بسحب عدد من القوات من الضفة الشرقية للقضاء عليها

اللواء عبدالمنعم سعيد قائد عسكري من طراز فريد :

تم تعيينى قائد كتيبة بعدها عُينت ضابط خطط لهيئة عمليات القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر مع اللواء طه المجدوب

تحت رئاسة اللواء عبدالغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات آنذاك وأثناء الحرب كنت داخل الغرفة الرئيسية التى تدار منها العمليات الحربية

بمركز القيادة مع الرئيس أنور السادات والفريق أحمد إسماعيل ورئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلى وفى فترة حرب أكتوبر 73

ففى يوم 6 أكتوبر إلى 28 أكتوبر يوم وقف إطلاق النار كنا نجلس بغرفة العمليات لا نتحرك منها طوال فترة الحرب وننام أسفل «ترابيزة» الاجتماع ونحن صائمون وانتهت الحرب

بعدها انتقلت إلى هيئة العمليات وأصبحت قائد لواء متى بدأت الاستعدادات لمعركة النصر؟  وفى هذه الحرب جرى الإعداد لها بمجرد تولى المشير أحمد إسماعيل منصب وزير الحربية وفى أواخر عام 1972 وفى أوائل عام 1973 حيث استدعاه الرئيس السادات وقال له حرفياً «عام 1971 أطلقوا عليها عام الضباب وأطلقنا على العام التالى سنة الحسم لكن علينا فى 1973 أن نحارب علينا أن نفكر ونخطط من أجل معركة النصر وكان السؤال المهم متى؟ وكيف نحارب؟»

فكان الأعداد بختص المشروع الاستراتيجى الذى سبق النصر؟  قبل أن تقوم الحرب بعشرة أيام جرى تجهيز مركز العمليات الذى ستدار منه الحرب

وتم تنفيذ مشروع استراتيجى من خلاله لمدة سبعة أيام انتهى فى يوم الجمعة 5 أكتوبر ولم يكن أحد يعلم موعد الحرب وفى صباح يوم الحرب تمت كتابة أظرف بها موعد الحرب وخرج بها مجموعة من الضباط برتبة عقيد ومقدم وسلموها لقادة الجيوش والأسلحة ووجهت لهم تعليمات ببلع الظرف إذا تعرضوا لأى مخاطر

وبالنسبة لدور القوات الجوية فى حرب أكتوبر كان هناك تخطيط جيد قام به سلاح الطيران لهذه الضربة كان فوق الخيال فالضربة الجوية ليست بالسهولة التى يعتقدها البعض

أن تقوم مجموعة الطائرات من مختلف المحافظات وتضرب فى نفس الوقت وتحلق على ارتفاع منخفض حتى لا ترصدها رادارات العدو الأسرائيلى

والضربة الجوية حققت 95% من المهام المخططة لها وكان هدفها الرئيسى المفاجأة وشل العدو بعد قصف مراكز القيادة والسيطرة على طول خط الجبهة وداخل العمق

مما ساهم فى عبور قواتنا البرية وعلى الرغم من أن سرعات الطائرات مختلفة عن بعضها وتسليحها أيضاً مختلف فقد حققت الطائرات المهمة الموكلة إليها فى عمق العدو

وعادت ترافقها المقاتلات على الأجناب لحمايتها وتتزود بالأسلحة والوقود وتعود مرة أخرى كانت معجزة بكل المقاييس بالإضافة إلى أن الضربة الجوية الأولى بنتائجها الباهرة وفرت الضربة الثانية أما دور المدفعية فى حماية القوات أثناء عبورها فكان يتم عمل التمهيد النيرانى من المدفعية الذى استمر 52 دقيقة بمعدل 140 طلقة مدفعية فى الدقيقة الواحدة

بدون توقف كما أطلقت القوات نحو عشرة آلاف دانة مدفع فى الدقيقة الأولى على طول الجبهة فحققنا أكثر مما كنا نتوقع وبالنسبة عن أزمة «الثغرة» التى جرت أثناء الحرب  فعندما حدثت الثغرة بين قوات الجيشين الثانى والثالث اقترح الفريق سعد الدين الشاذلى على المشير إسماعيل سحب 4 فرق من الضفة الشرقية للقناة والعودة بهم إلى الضفة الغربية فى الإسماعيلية تحديداً لمحاصرة القوات الإسرائيلية وقتلهم إلا أن المشير إسماعيل رفض ذلك واتصل بالرئيس السادات وطالبه بالمجىء فوراً

وعندما وصل «السادات» عرض «الشاذلى» اقتراحه ورفضه السادات لأنه إذا تم سحب القوات من هناك سيحدث توتر كبير لدى باقى الجنود هناك

ويمكن أن يعتقدوا أن هناك نكسة أخرى وانسحاب آخر من الضفة الشرقية كما حدث فى عام 1967 فأيد السادات موقف المشير إسماعيل وقد اشترك فى قصف المدفعية كل من الجيشين الثانى والثالث معاً ومُنيىَ خط بارليف بخسائر كبيرة فيما ظن العدو أنه سوف يكون الحائط الذى يختفى وراءه ويمنعه من المصريين وفى اليوم الثانى

حضر الفريق عبدالمنعم رياض إلى الجيش الثانى وطلب من اللواء عدلى سعيد قائد الجيش زيارة الجبهة الأمامية للقتال فكانت المفاجأة التى أذهلت الجميع ورد عليه عدلى

قائلاً خطر عليك يا أفندم ولكن رياض البطل رد قائلاً أريد أن أزور أولادى على الخط الأمامى وألتقى بهم وأعرف شعورهم وفعلاً ذهب معه إلى موقع المعدية نمرة 6 والتقى بأفراد الخندق الموجودين قبل أن يستشهد هناك بالإضافة إلى أننا زرعنا قناصة فى الأشجار الموجودة على الجبهة لقنص أى إسرائيلى يخرج من الخندق فوراً وبعد ذلك تنوعت المهمة كلها لتنفيذ المهمة الرئيسية

وفاة اللواء أ.ح عبد المنعم سعيد :

فى صباح الجمعة الخامس من نوفمر عام 2021 زحل عن عالمنا البطل والقائد الفذ اللواء عبدالمنعم سعيد، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، الذى تقلد عدد من المناصب داخل القوات المسلحة من بينها قائد الجيش الثانى الميدانى الأسبق، وعدد المناصب المدنية ومحافظ جنوب سيناء والبحر الأحمر الأسبق، شارك فى الإعداد لخطة الحرب فى عام 1973، عندما كان عقيد أركان حرب بشعبة العمليات بقيادة الجيش فى هذا الوقت، وكانت غرفة العمليات المركزية للحرب هى موقعه أثناء الحرب

فيما يلى اللينك الخاص بمذكرات سيادة المغفور له اللواء أركان حرب عبد المنعم سعيد :

https://www.facebook.com/thegreategypt1/posts/265494068925397

 

عن Madeha Genady

Madeha Genady
مصر كما رأيتها و أحيا على أرضها و أرتوى من نيلها -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مصر التي في خاطري وفي فمي ........ أحبها من كل روحي ودمي ......... ياليت كل مؤمن بعزها ......... يحبها حبي لها ......... بني الحمى والوطن ......... من منكم يحبها مثلي أنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *