مقدمة
تزخر مدينة القاهرة بالعديد من المقامات الشريفة التي يتوقف عندها التاريخ ليروي نفسه للأجيال ومن أهم هذه المقامات
مسجد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد- صلى الله عليه وسلم- وتعتبر منطقة السيدة زينب بالقاهرة من أهم الأحياء الشعبية ومسجد السيدة زينب هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة عاصمة مصر والذى يقع فى الميدان الذى يعرف باسمها وهو من أهم الأحياء الشعبية
فى القاهرة حيث يكتظ هذا الميدان بالمقاهى الشعبية ومطاعم الأكلات كما اعتاد أهل القاهرة خصوصًا فى شهر رمضان والذهاب إلى المقاهى فى هذا الحى وتناول وجبات السحور كما أعتادوا دائماً بجوار مسجد السيدة زينب زيادة على ذلك حبهم الشديد للمسجد ومن المعروف بالمنطقة حيث يوجد بها بنايات ومنازل قديمة بطراز تنبعث منه رائحة الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي المجيد
نبذة عن السيدة زينب :
ولدت السيدة زينب حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة للهجرة وهي ابنة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسيدتنا
فاطمة الزهراء ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها وهي أخت الحسن والحسين وأم كلثوم تزوجت من عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأنجبت ستة أولاد وبنتا واحدة وترعرعت السيدة زينب في بيئة دينية وعلمية فقد قابلت جدها رسول الله عليه الصلاة والسلام وعاصرت خلافة كلٍّ من أبي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان ووالدها علي رضي الله عنهم جميعاً
كما عاشت السيدة زينب فترة الفتنة الكبيرة التي حدثت وأضرت بآل البيت والمسلمين وقد شهدت سيدتنا زينب رضي الله عنها مقتل أبيها وأخيها سيدنا الحسين الذي قُتل في كربلاء كما قُتل ولداها محمد وعون والعديد من أهل البيت وتمّ أسرها وإرسالها إلى يزيد بن معاوية الذي أصدر أمراً بتفريق أهل البيت في مختلف الأقطار أعطى يزيد بن معاوية سيدتنا زينب فرصة اختيار المكان الذي تود أن تهجر إليه فاختارت مصر
مقام السيدة زينب :
جاءت إلى مصر السيدة زينب برغبة منها إلى بعد أن أعطاها معاوية فرصة اختيار منفاها واستقبلها والي مصر وأهل مصر استقبالا رائعا غامرا لم يسبق له مثيل حيث فرحوا كثيرا بقدومها وذلك حبا في جدها
المصطفى صلى الله عليه وسلم وتبركا بنسبها الشريف فهي حفيدة محمد- عليه الصلاة والسلام وابنة سيدنا علي رضي الله عنه وسيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأخت الحسن
والحسين محبوبي نبي الله عليه أزكى الصلاة والتسليم وبعد الترحيب الكبير الذي لقيته السيدة زينب ومن معها دعت دعوتها الشهيرة لأهل مصر فقالت أهل مصر نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله وأعنتمونا أعانكم الله وجعل لكم من كل مصيبة مخرجا ومن كل ضيق فرجا حين استقرت سيدتنا زينب في أرض مصر وهبها والي مصر آنذاك قصره كله للإقامة فيه لكنها اكتفت بغرفة واحدة فقط في القصر وقد أقامت السيدة زينب الملقبة بالسيدة الشريفة في هذه الغرفة وجعلتها
مكانا لتعبدها وزهدها وتحولت هذه الغرفة بعد وفاتها إلى مقامها الآن فتسمى هذه الغرفة مقام السيدة زينب وأوصت السيدة زينب قبل وفاتها بأن يتحول باقي القصر إلى مسجد فكان لها ذلك وتحول قصر الوالي إلى مسجد السيدة زينب رضي الله عنها واليوم يعتبر مسجد السيدة زينب من أهم المساجد في مصر وكل من يزور القاهرة يتشوق إلى زيارته فهو من أهم المزارات الإسلامية في مصر إلى جانب مسجد سيدنا الحسين بن علي- رضي الله عنهما والمسجد الأزهر الشريف ويلاحظ الزائر إلى مسجد السيدة زينب أن علاقة الناس بهذا المسجد
غير عادية فهم مرتبطون به ارتباطا وثيقا يتعدى كون هذا المسجد مكانا للعبادة فقط فهم حين يذهبون إلى المسجد وكأنهم يذهبون إلى بيت السيدة زينب لزيارتها وحتى للتكلم معها فهم ينادونها بعدة ألقاب الطاهرة وأم اليتامى وأم العواجز فتجد الناس يصلون في المسجد ثم يذهبون إلى الضريح الذي هو بالنسبة إليهم قبر السيدة زينب فيتكلمون معها وكأنهم في بيتها ويستشعرون وجودها واستقبالها لهم ورغم اختلاف الروايات التاريخية حول المكان الحقيقي لقبر السيدة زينب إلا أن المصريين يجزمون بأنه موجود في المسجد هذا
بالنسبة إلى عامة الناس أما بالنسبة إلى أبناء الطرق الصوفية فهؤلاء تربطهم عادات أخرى بالمسجد ففي شهر رجب من كل عام يحتفلون
بميلاد السيدة زينب في احتفال يسمونه المولد فيقومون بتزيين المنطقة وحرم المسجد ويوزعون الهدايا والحلويات في شوارع المنطقة وينشرون الخيم
في كل مكان وذلك لإيواء جموع الناس مرتادي هذه الطرق الصوفية المعروفة ويأتي مرتادو هذه الطرق من كل مكان في مصر والزائرين من الدول الأسلامية تاركين أهاليهم حبا في السيدة زينب السيدة الشريفة وآل البيت وذلك طمعا في بركتها وفي أن تخفف عنهم هذه الزيارة بعض همومهم وهناك بعض الأسر سواء كانت مصرية أم غير مصرية تأتي للمولد لتفي بنذر معين فيوزعون الهدايا على الفقراء والدراويش وقد تكون هذه الهدايا في شكل ذبائح أو أموال أو شيكات أو ذهب يوضع في صندوق النذور بالسيدة زينب
تاريخ المسجد :
يقع مسجد السيدة زينب وسط منطقة السيدة زينب في القاهرة وهي منطقة شعبية تحتوي على الكثير من البنايات القديمة ذات الطراز الإسلامي
كما تملؤها الكثير من المتاجر الشعبية وتضاربت الروايات التاريخية حول تاريخ بناء المسجد الحقيقي المعروف أنه كان قبل قدوم السيدة زينب إلى مصر قصر والي مصر ثم تم تحويله إلى مسجد وفي عام 1547ميلادية أمر والي مصر العثماني علي باشا بتجديد المسجد وفي عام 1768م وبالفعل تم تجديده مرة أخرى من طرف الأمير عبد الرحمان كتخدا
وقد قامت وزارة الأوقاف في سنة 1940 م بهدم المسجد القديم لتبني مكانه مسجدا بطراز إسلامي راق وهو المسجد الموجود حاليا وعند عملية الهدم تركوا فقط الضريح
الذي يقال إنه للسيدة زينب وشيد المسجد في تلك الفترة من سبعة أروقة موازية لجدار القبلة يتوسط الأروقة صحن مربع مغطى بقبة وفي الجهة المقابلة لجدار القبلة ضريح السيدة زينب رضي الله عنها الذي يقال
إن القبر موجود فيه يحيط بالضريح سياج من النحاس الأصفر ويعلوه قبة شامخة وفي عام 1969 تم تجديد المسجد مرة أخرى من قبل وزارة الأوقاف التي ضاعفت مساحتهأرتباط المصريين والزوار بمسجد السيدة زينب وقد قررت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بجلستها بتاريخ 4 يناير ضم مسجد السيدة زينب بالقاهرة فى عداد الآثار الإسلامية وكان يطلق على القاهرة مدينة الألف مئذنة لكثرة عدد مآذن المساجد بها
وبلغ عددها 500 مسجد قبل أن تنهار مئات المآذن بفعل الكوارث الطبيعية مثل زلزال 1302 ميلادية أو حتى زلزال 1992 وكذلك بفعل حرائق الفسطاط أو تتابع الدول والممالك على مصر أو ربما قيلت في مرحلة متأخرة وزادت عدد المساجد بشكل كبير خلال القرون الأخيرة حيث أن بيانات إحصائية أخيرة قالت إن إجمالي عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بلغ 132 ألفًا و809 مساجد وزاوية منها 102 ألف و186 مسجدًا و30 ألفًا و623 زاوية
نبذة عن تاريخ مسجد السيدة زينب : وصف المسجد
وكان المسجد يعرف قبل ذلك باسم قنطرة السباع نسبة إلى نقش السباع الموجودة على القنطرة التى كانت مقامة
على الخليج الذى كان يخرج من النيل عند فم الخليج وينتهى عند السويس وكانت السباع شارة الظاهر بيبرس الذى أقام القنطرة وفى عام 1315 هـ
و1898م تم ردم الجزء الأوسط من الخليج وبردمه اختفت القناطر ومع الردم تم توسيع الميدان وعند عملية التوسيع اكتشفت واجهة جامع السيدة زينب الذى كان الوالى العثمانى
على باشا قد جدده سنة 951 هـ ـ 1547م، ثم أعاد تجديده الأمير عبد الرحمن كتخدا سنة 1170هـ ومنذ اكتشاف واجهة الجامع فى القرن التاسع عشر أصبح يطلق على الميدان بل والحى كله اسم عقيلة بنى هاشم وقد أقامت وزارة الأوقاف سنة 1940م المسجد الموجود حاليًا، ويتكون من سبعة أروقة موازية للقبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة
ويقابل قبة ضريح السيدة زينب ويتقدم المسجد من الواجهة الشمالية رحبتان يوجد بهما مدخلان رئيسيان يفصل بينهما مستطيل تعلوه شخشيخة أما فى الطرف الشمالى للمسجد
فيوجد ضريح سيدى العتريس وقامت وزارة الأوقاف بعد ذلك بإضافة مساحة تبلغ 17×32 إلى المسجد الأصلى وفى عام 1969م أضافت وزارة الأوقاف مساحة ثانية مماثلة تمامًا للمسجد الأصلى وبنفس
مساحته بحيث أصبحت الإضافة الأولى تفصل بين مسجد السيدة زينب الأصلى والتوسيعة الأخيرة لذلك فقد عمل فى منتصف التجديد الأول محراب يتوسط المسجد الجديد مع الإبقاء على المحراب القديم حسب ما سجل بكتاب مساجد مصر وأولياؤها الصالحين للدكتورة سعاد ماهر محمد ويقابل ضريح السيدة زينب فى التجديد الثانى رحبة مماثلة للصحن مغطأة أيضًا وفى الواجهة الغربية يوجد مدخلان أحدهما يتوسط التجديد الأول والثانى فى التجديد الأخير
ومسجد السيدة زينب هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة ويقع في الميدان الذي يعرف باسمها وكان المسجد يعرف قبل ذلك باسم قنطرة السباع نسبة إلى نقش السباع
الموجودة على القنطرة التي كانت مقامة على الخليج الذي كان يخرج من النيل عند فم الخليج وينتهي عند السويس وكانت السباع شارة الظاهر بيبرس الذي أقام القنطرة وفي عام 1315 هـ 1898م وتم ردم
الجزء الأوسط من الخليج ولذلك اختفت القناطر ومع الردم تم توسيع الميدان وعند عملية التوسيع اكتشفت واجهة جامع السيدة زينب الذي كان الوالي العثماني على باشا قد جدده سنة 951 هـ ـ 1547م ثم أعاد تجديده الأمير عبد الرحمن كتخدا سنة 1170هـ ومنذ اكتشاف واجهة الجامع في القرن التاسع عشر أصبح يطلق على الميدان بل والحي كله اسم عقيلة بني هاشم وقد أقامت وزارة الأوقاف سنة 1940م المسجد الموجود حاليًا ويتكون من سبعة أروقة موازية للقبلة
يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة ويقابل قبة ضريح السيدة زينب ويتقدم المسجد من الواجهة الشمالية رحبتان يوجد بهما مدخلان رئيسيان يفصل بينهما مستطيل تعلوه شخشيخة أما في الطرف الشمالي للمسجد فيوجد ضريح سيدي العتريس وقامت وزارة الأوقاف بعد ذلك بإضافة مساحة تبلغ 17×32 إلى المسجد الأصلي وفي عام 1969م أضافت وزارة الأوقاف مساحة ثانية مماثلة تمامًا للمسجد الأصلي وبنفس مساحته بحيث أصبحت الإضافة الأولى تفصل بين المسجد الأصلى والتوسيعة الأخيرة
المساجد فى مصر :
فى دراسة للدكتورة سعاد ماهر محمد وبحسب البيانات الصادرة مؤخرًا عن جهاز الإحصاء فإن محافظة الشرقية تأتي في المركز الأول من حيث انتشار عدد المساجد والزاويا بها يليها
محافظة البحيرة ثم القاهرة وتمثل هذه المساجد تطورًا في فن العمارة والتي تطورت تطورًا سريعًا ساير ركب الحضارة الإسلامية فتتعدد أشكالها وأساليبها تبعا لتعدد وتغير وظائفها فالعمارة الإسلامية بدأت ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا على أننا إذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها وعلى ذلك
نجد إن أول عمل قام به الرسول صلَ الله عليه وسلم عند هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة هو بناء مسجد السيدة زينب في مربد التمر الذي بركت
فيه ناقته وقد كان بناء مسجد السيدة زينب بدائيا بسيطا جداً فكانت مساحته تقريباً 60 في 70 ذراعًا وجدرانه من الطوب اللبن وأيضاً سقف جزء منه تم فيه أستخدام سعف النخيل
وقد ترك الجزء الآخر من السقف بدون سعف وجعلت أعمد المسجد من جذوع النخل أيضاً كما هو معمول به فى هذه الفترة واتبع بعد ذلك المسلمون
هذا المنهج في بناء مسجد البصرة عام 14 هـ ومسجد الكوفة عام 18 هجرية حيث كانت مساجد الكوفة ومساجد البصرة خالية من المحاريب المجّوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ويشير بعض المؤرخين إن السيدة زينب توفت في عام 62 هجري أي بعد عام واحد على حادثة كربلاء وبعض الروايات تقول إنه يصعب تحديد سنة وفاتها