مقدمة
هو اسم يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة إله الوحدانية سيرابيس وهي عبادة مقدسة في مصر في العصر البطلمى أو الهيلينستي وفيه تجمع بين إلهين من آلهة مصر القديمة وهما أوزوريس وأبيس
وكان هناك العديد من دور العبادة لهذه الديانة وكان يطلق على كل واحدة منها باللاتينية Serapeum ويعد سرابيوم سقارة أهم المقابر التي بنيت في منف ويقع في مجمع مدافن العجل أبيس الذي كان مقدسا في فترة الأسرات المصرية القديمة ويوجد فى منطقة سقارة بالجيزة ويعكس مظهر من مظاهر المعيشة للإله بتاح
كما يعنى سرابيوم أنه مقر أو ضريح الإله سرابيس وهو مسمى يوناني مرتبط بالمسمى اليوناني سرابيس للإله المصري القديم حب أي الثور أبيس وسرابيس كلمة مركبة تجمع بين الإلهين “أوزير” و”حب”، واكتشفه عالم المصريات أوجست مارييت عام 1848 وهو الذي نقب عن الجزء الأكبر من المجمع لكن المخطوطات التي كتبها بشأن هذا الأمر قد فقدت وهذا يحد من إمكانية استخدام المقابر لتكوين تسلسل زمنى للتاريخ المصري
وقد كلف بطليموس الثالث الذي حكم مصر فى هذه الفترة من 246 قبل الميلاد-222 قبل الميلاد المهندس المعماري “بارمينيسكو” بمهمة إعادة تأسيس المبنى حيث يضم المعبد تمثال للإله سيرابيس ويذكر أن
سيرابيس يأتى على شكل رجل ضخم ملتح جالس على عرش ويحمل على رأسه سلة مليئة بالبذور وفي يده اليسرى المرفوعة يحمل صولجان مميز الشكل طويل في حين أن يده اليمنى متكئة على رأس الكلب كيربيروس تغير المعبد تغييراً جزرياً على يد الأمبراطور الروماني كلاوديو (41- 54 ق.م)
تاريخ إنشاء معبد سرابيوم
يرجع تاريخ إنشائها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث (1390_1352ق.م) الأسرة الثامنة عشر والعصر المتأخر أي فى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وقد قام ابن رمسيس الثاني خمواس بحفر نفق في أحد الجبال منحوت على جوانبه محاريب يوجد بها نواويس العجول ولذا فإن المدافن الأكثر قدماً للعجول المقدسة المحنطة والمحفوظة داخل نواويس وقد بنى الملك إبسماتيك الأول نفق ثاني يبلغ طوله 350 متر وإرتفاعه 5 أمتار وعرضه 3 أمتار إستخدمه البطالمة فيما بعد
ومن المرجح أن يكون هذا الممر المبهر الذي يتواجد به عدداً من التماثيل التى تقدر من 600 تمثال لأبي الهول والذي يربط الموقع بالمدينة أحد أعمال نكتانبو الأول
وقد اكتشف عالم المصريات أوجوست مارييت السيرابيوم وهو الذي نقب عن الجزء الأكبر من المجمع لكن المخطوطات التي كتبها بشأن هذا الأمر قد فقدت وهذا يحد من إمكانية استخدام المقابر لتكوين تسلسل زمنى للتاريخ المصري
وصف سرابيوم سقارة
يتكون سرابيوم سقارة من مجموعة من الأنفاق والسراديب بطول 400 متر محفورة في قلب صخر هضبة سقارة ويبدأ بممر طويل يؤدي إلى سلالم عبارة عن مصاطب كبيرة في آخر هذه المصاطب باب صغير
يفتح على ممر رئيسي على استقامة واحدة طوله 136 مترا أرضيته خشبية وأخرى زجاجية لروؤية الأرض الأصلية للممرات وعلى جانبيه 24 غرفة دفن مقببة منحوتة في الصخر لا تواجه هذه الغرف بعضها بعضا بل حفرت بالتبادل حتى لا تحدث ضغطا على التربة الطينية التي حفرت عليها
وجداريات المقبرة تزينها النقوش المصرية القديمة وتحتوي كل غرفة دفن على تابوت ضخم من الجرانيت ذي الألوان المختلفة تظهر عليها نقوش مصرية قديمة متعددة وأنفاق السرابيوم لها باب واحد يُعتبر هو المدخل والمخرج على استقامة واحدة والرؤية داخل الأنفاق حتى مع وجود الشمس معتمة للغاية ولا يُوجد أي أثر لمواضع المشاعل على جدران النفق ما يعد لغزا محيرا دفع البعض للتساؤل هل كان هناك كهرباء في مصر القديمة؟ كما أن الأنفاق ليست محفورة في الرمال
ولكنها محفورة في صخور سقارة ما يتطلب مجهودا مضاعفا لا يُصدق أنه نفذ باستخدام اليد البشرية وحدها ما يفتح الباب أما التساؤل: هل صنعت بآلات قوية ومتقدمة؟
والتوابيت الموجودة تعتبر لغز آخر من ألغاز السرابيوم من حيث عددها وضخامة حجمها إذ يبلغ عددها 26 تابوتا مصنوعا من الجرانيت مُتقن الصنع ووزن جسم التابوت 70 طنا أما غطاؤه فيزنُ نحو 30 طنا
ويترواح ارتفاع التابوت بين 3 و4 أمتار ويصل عرضها إلى 2.5 متر وطولها 3 أمتار واللغز في مجموعة التوابيت ليس في عددها أو ضخامتها فقط وإنما في سبب صنعها
أيضا إذ وجدت كلها خالية ومغلقة عدا تابوت واحد فقط ما ينفي ادعاءات عالم الآثار مارييت مكتشف المقبرة أنها توابيت لدفن جسد العجل أبيس إذ لم يُعثر في أي تابوت منها على أي مومياء أو جثة لجسد العجل أبيس ويبقى السؤال المحير لماذا صنعت هذه التوابيت؟
وحيث أن التوابيت كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابة مثل الجرانيت الأحمر والأسود وهي صخور لا يمكن التعامل معها إلا عن طريق قواطع الماس مما يطرح مجموعة هامة من التساؤلات التى بدرت إلى الذهن وهى
كيف قطع المصري القديم هذه الصخور الضخمة شديدة الصلابة وصقلها بهذا الشكل بالغ الدقة ؟ وهل تصلح المعاول وآلات الطرق البدائية في عمل صعب العامل كهذا؟ أم استخدمت آلات ومعدات متقدمة جدا بالمقارنة بهذا الزمان؟ وكيف وضعت تلك التوابيت العملاقه داخل النفق الذي له مدخل واحد ضيق جدا؟
إضافة إلى أن جميع زوايا التابوت سواء الداخلية أوالزوايا الخارجية عبارة عن 90 درجة كاملة وبدقة تامة كما سجلها الباحثون فى أبحاثهم الموثقة
وهكذا يصبح معبد سرابيوم سقارة وكل أنفاقة المتعددة وممراته بالأضافة إلى التوابيت جميعها الموجودة به عبارة عن لغز كبيرا يحير جميع العلماء والمتخصصين في تاريخ وحضارة مصر القديمة والمهتمين بهندسة السرابيوم وخاصة سرابيوم سقارة بسقارة
ألغاز السرابيوم المحيرة
تكمن المشكلة في الحقيقة أن في الفترة ما بين عهد رمسيس الحادي عشر إلى السنة الثانية والعشرين من عهد أوسركون الثاني وهي فترة تقدر بنحو 250 عاماً تم التوصل فقط
إلى تسعة من مدافن العجول هذا العدد يشمل أيضاً ثلاثة مدافن ليست موجودة حالياً وإنما شوهدت من قبل أوگوست مارييت الذي قال إنه عثر عليها في غرفة تحت الأرض غير مستقرة تماماً بحيث يمكن التنقيب عنها
ويرجح علماء المصريات أنه كان من المفترض أن يكون هناك عدد أكبر من مدافن الثيران في هذه الفترة بما إن متوسط عمر الثور كان ما بين 25 إلى 28 سنة إن لم يمت قبل ذلك ويذكر إن هناك أربعة مدافن نسبها مارييت إلى عهد رمسيس الحادي عشر
تم تأريخهم بتاريخ رجعي وهنا حدثت المشكلة مما خلق هذه الفجوة الزمنية قد تصل إلى 130 عاماً حاول الباحثين سدها ووفقاً للبعض وجدوا إنه يجب إعادة النظر في التسلسل الزمني كله ووجد بعض الباحثين إن هناك مدافن أخرى للثور أبيس لم يتم اكتشافها بعد
كما إن التوابيت تعتبر أيضاً لغز آخر من ألغاز السرابيوم من حيث عددها وضخامة حجمها إذ يبلغ عددها 26 تابوتا مصنوعا من الجرانيت مُتقن الصنع ووزن جسم التابوت 70 طنا وغطاؤه يزنُ 30 طنا وارتفاعه بين 3 و4 أمتار ويصل عرضها إلى 2.5 متر، وطولها 3 أمتار
وهذا يعني أن التوابيت تحتاج حوالى 500 رجل لتحريك كل صندوق منها ويطرح عدة أسئلة لماذا صنعت التوابيت؟ ولمن تم صنعها؟ولماذا التوابيت كلها خاليه ومغلقه عدا تابوت واحد فقط ؟ يقال ان هذه التوابيت الضخمة صنعت للعجل ابيس
ولكن وجد أنها خالية لم يُعثر في كل التوابيت على اي مومياء للعجل كما ادعى اوجست ماريت الفرنسى مكتشف المقبره ورغم انه استخدم الديناميت فى فتح التوابيت ولكنه اكتشف التمائم والحلي واللوحات المنقوشة والملونة والمعروفة باسم لوحات السيرابيوم التى سافرت الى فرنسا فى متحف الوفر رغم كبر حجم التوابيت ولكنها موجودة داخل انفاق ضيقة ومظلمة ومحفورة فى قلب صخور سقارة
وأنفاق السرابيوم ليس لها إلا باب واحد يُعتبر هو المدخل والمخرج فالرؤيا بداخل الأنفاق حتى مع وجود الشمس معتمة للغاية وتوابيت السيرابيوم تعد اعجاز علمي وهندسي حتى في وقتنا الحالي !!!! إن هذه التوابيت لم يتم بناؤها ولكنها نُحتت مثل أي تابوت هو عبارة عن 4 جوانب وقاعدة وغطاء جسد التابوت نفسه نُحت عن طريق اقتطاع كتلة مصمتة من الجرانيت بأنواعه المُختلفة من المحاجر الموجودة في جنوب البلاد في الأقصر وأسوان والسودان وسيناء والبحر الأحمر والفيوم
وبعد اقتطاع تلك الكتلة المُقدرة بـ 80 طنا تقريبا من المحجر يتم حفرها وصقلها ثم يتم نحت الغطاء التوابيت كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابه كالجرانيت الأحمر والجرانيت الأسود والبازلت والشست والكوارتز
وهي عبارة عن صخور لا يمكن التعامل معها الا عن طريق قواطع الماس ولا يعقل ان يقوم احد بنحتها بالأدوات التي كانت تُستخدم في عصر الأسرات وهي على التوالي (الحجارة – النحاس – البرونز ثم الحديد في العصور المتأخرة) كلها لا يمكنها التعامل معها مطلقا بهذه الأدوات
وصقلها بهذا الشكل إن هذه التوابيت لم يتم بناؤها ولكنها نُحتت مثل أي تابوت هو عبارة عن 4 جوانب وقاعدة وغطاء جسم التابوت نُحت عن طريق اقتطاع كتلة مصمتة من الجرانيت بأنواعه المُختلفة من المحاجر الموجودة جنوب البلاد الأقصر وأسوان والسودان وسيناء والبحر الأحمر والفيوم ثم بعد اقتطاع تلك الكتلة المُقدرة بـ 80 طنا تقريبا من المحجر
ويتم حفرها وصقلها وبعد ذلك يتم نحت الغطاء والتوابيت كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابه كالجرانيت الأحمر والجرانيت الأسود والبازلت والشست والكوارتز وهي عبارة عن صخور شديدة الصلابة
لا يمكن التعامل معها على الإطلاق الا عن طريق قواطع الماس ولا يعقل ان يقوم احد بنحتها بالأدوات البدائية التي كانت تُستخدم في عصر الأسرات جميعها وهي على التوالي الحجارة – النحاس – البرونز ثم الحديد في العصور المتأخرة وكلها لا يمكنها التعامل معها مطلقا بهذه الأدوات فضلا عن صقلها بهذا الشكل المبهر !
ثم نأتي للسؤال الاهم ..كيف تم وضع تلك التوابيت العملاقه داخل النفق الذي له مدخل واحد ضيق جدا ؟ واللغز في مجموعة التوابيت ليس في عددها أو ضخامتها فقط وإنما في سبب صنعها أيضا إذ وجدت كلها خالية ومغلقة عدا تابوت واحد فقط
ما ينفي ادعاءات عالم الآثار مارييت مكتشف المقبرة أنها توابيت لدفن جسد العجل أبيس إذ لم يُعثر في أي تابوت منها على أي مومياء أو جثة لجسد العجل أبيس ويبقى السؤال المحير لماذا صنعت هذه التوابيت؟ ويذكر إن التوابيت كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابة مثل الجرانيت الأحمر والأسود
وهي صخور لا يمكن التعامل معها إلا عن طريق قواطع الماس الحادة مما يطرح مجموعة من التساؤلات الهامة كيف قطع المصري القديم هذه الصخور الضخمة شديدة الصلابة وصقلها بهذا الشكل المبهر؟
وهل تصلح المعاول وآلات الطرق البدائية في عمل منهى الصعوبة كهذا؟ أم استخدمت آلات ومعدات متقدمة جدا بالمقارنة بالأدوات التى كانت تستخدم فى هذا الزمان؟ وكيف وضعت تلك التوابيت العملاقه داخل النفق الذي له مدخل واحد ضيق جدا؟ إضافة إلى أن جميع زوايا التابوت الداخلية والخارجية عبارة عن 90 درجة كاملة بدقة تامة
وهكذا يبقى معبد سرابيوم سقارة وأنفاقة وممراته إضافة إلى توابيته لغزا كبيرا يحير العلماء والمتخصصين في تاريخ وحضارة مصر القديمة ثم نأتي للسؤال الاهم ..كيف تم وضع تلك التوابيت العملاقه الضخمة داخل النفق الذي له مدخل واحد ضيق جدا ؟
واللغز في مجموعة التوابيت ليس في عددها فقط وإنما في سبب صنعها أيضا إذ وجدت كلها خالية ومغلقة عدا تابوت واحد فقط ما ينفي ادعاءات عالم الآثار مارييت مكتشف المقبرة أنها توابيت لدفن جسد العجل أبيس إذ لم يُعثر في أي تابوت منها على أي مومياء أو جثة لجسد العجل أبيس
ويبقى السؤال المحير لماذا صنعت هذه التوابيت؟ ويذكر إن التوابيت كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابة مثل الجرانيت الأحمر والأسود وهي صخور لا يمكن التعامل معها إلا عن طريق قواطع الماس ما يطرح مجموعة من التساؤلات: كيف قطع المصري القديم هذه الصخور الضخمة شديدة الصلابة وصقلها بهذا الشكل؟ هل تصلح المعاول وآلات الطرق البدائية في عمل كهذا؟
أم استخدمت آلات ومعدات متقدمة جدا بالمقارنة بما كان يستخدم فى هذا الزمان؟ وكيف وضعت تلك التوابيت العملاقه شديدة الضخامة داخل النفق الذي له مدخل واحد ضيق جدا؟
إضافة إلى أن جميع زوايا التابوت الداخلية وأيضا الزوايا الخارجية عبارة عن 90 درجة كاملة بدقة تامة وهكذا وبهذه الصعوبات فى عملية التنفيذ يبقى معبد سرابيوم سقارة وأنفاقة وممراته إضافة إلى توابيته لغزا كبيرا يحير العلماء والمتخصصين في تاريخ وحضارة مصر القديمة
محاولة الملك فاروق
صندوق الملك فاروق
هذه القصة أيضا يتداولها حُراس السرابيوم ويرويها المرشدون لم يجدها الباحث في كتاب لكن الشواهد تُدلل على صدقها أراد الملك فاروق إهداء فرنسا أحد صناديق السرابيوم وكان هذا مع الأسف إجراء متبعا من قبل
حيث كان الملوك والخديوية يهدون دول أوروبا آثارا وتماثيل مصرية بل ومتاحف كاملة كمتحف فيينا وقد تم إخراج هذا الصندوق الذي يزن 70 طنا من مكانه في وتحريكه لمسافة قصيرة لا تزيد عن عدة أمتار فقط لا غير ثم أنهم أنزلوا الغطاء من فوق الصندوق ولتقسيم الوزن فالغطاء يزن وحده ما يقرب من 25 طنا من مجموع وزن الصندوق
ومع ذلك فإنهم لم يستطيعوا الخروج بالغطاء ولا بالصندوق من المعبد فتركوهما معا ولم يرجعوا الصندوق إلى مكانه ومن يذهب اليوم سيشاهد الصندوق في أحد الممرات وبجواره الغطاء ولم يتم معرفة كيف سحبوا الصندوق في عهد فاروق
ولكن على يقين أنهم استعانوا بالخيول أو الثيران القوية أو العربات ولو افترضنا أن الخيل القوي أو الثور سيسحب نصف طنا فإنهم يحتاجون إلى 60 دابة لسحب الغطاء فقط علاوة أن مخرج المعبد عبارة عن منحدر لأعلى مما يجعل من المستحيل سحبه الصندوق من مكانه
مما يقرب من 70 عاما وحتى حينما قامت شركة المقاولين العرب بعمل صيانات المعبد لم يُحركوا الصندوق من مكانه وأظن أن العقول الحديثة قد هُزمت في تلك المعضلة إذ كيف استطاع القدماء إدخال 26 صندوقا من أولئك الصناديق الثقال وتسكينهم في أماكنهم في تلك الأنفاق الضيقة؟ ووجدو نقوش شديدة البدائية خطوط متعرجة ورسوم ضعيفة مهزوزة!
ويمكن لأي شخص الذهاب إلى منطقة سقارة بنفسه لمعاينة النقوش على الطبيعة فسيجد صندوق معين هائل لامع مصقول من الجرانيت الأسود يتم الكتابة عليها بهذه الصورة الرديئة!
كما أنه هو الصندوق الوحيد المكتوب عليه وكأنهم غفلوا عن باقي الـ 26 صندوقا الموجودين في أروقة المعبد وإن اليد التي نقشت لا تعرف مدى قوة وصلابة الحجر وبالتالي استخدمت آلات حديثة عن تلك التى أستخدمت فى الزمن القديم ولا تُناسب طبيعة اللوح
ويُمكن القول إن من نحت صندوقا من كتلة صخر واحدة بروعة فنية ومبهرة للناظرين ولا يستطيع أحد ممن شاهدوا هذه الصناديق الغريبة أن يتخيل كيف صنعت وكيف نقلت إلى هذه الممرات مما جعلهم غير مصدقين إن النقوش هذه ليست لنفس من نقش عليها من زمن مضى وإنها حضارة مختلفة تماما ثم ننظر إلى هذا الخرطوش فهو خالي وكأن صاحبه قد نسى أن يكتب اسمه عليه أم أن النقوش مُزيفة؟!
أنفاق السرابيوم وأسرارها
عند وقوفك أمام باب أنفاق السرابيوم ستقع عيناك على اللوحة الرسمية ومكتوب عليها السرابيوم من الأسرة 18 حتى بطليموس الثاني عشر ولكن كل الأسماء المكتوبة على اللوحة
من المؤكد لاعلاقة لها بالألغاز الهندسية الجاثمة بالداخل وسراديب السرابيوم في ذاتها لغز مُعضل في الصيف تجدها باردة وفي الشتاء حارة يتصبب عرقك فيه الأنفاق بطول 400 متر محفورة في قلب صخر هضبة سقارة وليست وسط الرمال والنفق تنزل له بسلم مدرج وإذا نظرت لخريطة الأنفاق بالأسفل ستجد تفريعات عديدة في النفق الرئيسي عند تلك الفراغات الظاهرة في الخريطة
حيث توجد الصناديق كما أنه يوجد هناك تفريعات أخرى ونلاحظ إن الممر الرئيسي الموجود على استقامة واحدة فهل يُمكن أن يكون هذا النفق الطويل قد حفر فقط بواسطة المعاول؟ مجرد سؤال وأنفاق السرابيوم ليس لها إلا باب واحد يُعتبر هو المدخل والمخرج فالرؤيا بداخل الأنفاق حتى مع وجود الشمس معتمة للغاية ظلام تام فهل حفروا كل تلك المسافة بذلك العُمق في النفق وأخرجوا ردما بالأطنان على أضواء المشاعل النارية؟ فأنه شيىء محير للغاية
ومن الغريب أنه لا يُوجد أي آثر لمواضع المشاعل على جدران النفق كما أن أي مشاعل نارية في ذلك العمق مع الردم والأتربة سيكون عملا شاقا وخانق
والسؤال هل نستطيع أن نقول إن السرابيوم هو دليل في حد ذاته على أنه كان هناك كهرباء في مصر القديمة؟ مجرد تخيل فإذا نظرنا إلى استدارة النفق واستقامته هل تستطيع يد بشرية أن تحفر نفقا بتلك الدقة والاستقامة لهذه المسافة أم يمكن القول إن هذا مستحيل دون وجود آلة حفر؟ ولكن من المؤكد أن الأنفاق ليست محفورة في الرمال
لكنها محفورة في صخور سقارة التى هى فى غاية الصلابة وهو ما يتطلب بالتأكيد مجهودا مضاعفا ولا يمكن أن يُصدق أنه تم عبر اليد البشرية وحدها
ولكنها آلات قوية ومتقدمة أنجزت هذا العمل إذا نظرنا إلى حضارتنا المعاصرة فسنجد أننا لحفر نفقا مثل هذا فإننا سنحتاج إلى ماكينة حفر أنفاق جبارة Tunnel Boring Machine
وهناك أمر آخر وهو هل يبدو أنه قد تم استخدام آلة وهذا منطقيا حتى وإن لم نعثر عليها؟ حيث أنه تم تفريغ الأنفاق من آلاف الأطنان من الصخور والأتربة أثناء حفرها وذلك لإنجاز المهمة المحددة والشديدة الصعوبة وليس لمجرد أن تكون مقابرا لمومياوات العجل أبيس التي لم نر لها أثرا حتى الأن
وذلك بما فيها مومياء العجل الموجود بالمتحف الزراعي بمحافظة الجيزة والذي أشار أليه أوجوست مارييت ومن العسير رغم ما نحن فيه من تقدم في القرن الحادى والعشرين أن نقوم بعمل منتهى الصعوبة
والذى يكاد أن يكون إعجاز لا يمكن تخيله كهذا الذى نجده فى السرابيوم بسقارة رغم كل ما نعيشه من تقدم ورفاهية في كل مناحى الحياة المعاصرة ويقال أن تلك الأنفاق لا تمت بصلة للحضارة الفرعونية بل بحقبة مصرية أقدم من ذلك لا يعرف أحدا عنها شيئا إن نفق السرابيوم وحده لغز أما الصناديق فهي مُعجزة أُخرى ولغز آخر
فى أنفاق السرابيوم هندسة فريدة
وكما بعرف المهتمون إن الصناديق الجرانيتية الكبيرة الموجودة في المتحف المصري في الدور الأرضي أو في حديقة المتحف محيرة للعقول وتُجهد التفكير لمجرد فهم كيف صُنعت؟ لكن حينما تقع عينيك على صناديق السرابيوم فستنسى على الفور صناديق المتحف المصري المعروفة لكل من شاهدها بل وستبدو كما لو كان مهمة سهلة كالمثل الذى يقال السهل الممتنع بجوار السرابيوم أما صناديق سرابيوم سقارة لم يتم بناؤها
ولكنها نُحتت كأي صندوق هو عبارة عن 4 جوانب وقاعدة وغطاء جسد الصندوق نفسه نُحت عن طريق اقتطاع كتلة مصمتة من الجرانيت بأنواعه المُختلفة التي تحدثنا عنها من المحاجر الموجودة في جنوب البلاد في الأقصر وأسوان والسودان وسيناء والبحر الأحمر والفيوم ثم بعد اقتطاع تلك الكتلة المُقدرة بـ 80 طنا تقريبا من المحجر يتم حفرها وصقلها وبعد ذلك يتم نحت الغطاء فكيف تم ذلك
وصناديق السرابيوم كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابة الجرانيت الأحمر والجرانيت الأسود والبازلت والكوارتز وهي صخور لا يمكن التعامل معها بالأدوات التي كانت تُستخدم في عصر الأسرات
وهي على التوالي كانت من الحجارة أو النحاس أو البرونز وأيضاً الحديد في العصور المتأخرة ولذلك فإن الطرق السابقة كلها لا يمكنها التعامل مع الجرانيت إلا بصعوبة بالغة كما أن تعجز عن الصقل بهذا الشكل وإن هذا يتطلب إما مناشير صلب أو أدوات بسنون ماسية
أو ربما قواطع ليزر من التى تستخدم فى عصرنا الحالى! بل إن وجود ماكينات ومناشير آلية المعروفة لدينا جميعاً وخاصة الذين يعملون فى هذا المجال
كذلك لا يُفسر صناعة الصناديق! بالسرابيوم سقارة وكل صندوق يقع في ممر ضيق كما أوضحنا ذلك الممر لا يتسع لأكثر من 50 شخصا محشورين لتحريك صندوق واحد فقط تحتاج إلى 500 شخص إذا افترضنا أن ذلك سيتم بالوسيلة اليدوية أين سيقفون وكل سيعملون معا فى آن واحد ؟!
علماء المصريات ودراسة لأسرار المعبد
تبنى علماء المصريات والأكاديميون الحفر بأدوات بدائية وهي عبارة عن عصا من النحاس يتم تدويرها بقوس خشبي وخيط ثم يتم تكرار العملية حتى يتم حفر الصندوق
بعد ذلك تتم مساواته بأحجار الديوريت هذا الطرح يُثير الكثير من الأسئلة إذا كانت تلك هي الطريقة فكم سيستغرق الوقت لعمل صندوق واحد فقط ؟ وهل يكفي تبني فكرة أن قدماء المصريين كانوا متفرغين تماما لتلك الأعمال؟
لا يتعلق الموضوع بعدد من شاركوا في نحت الصناديق فمهما أضفت من أعداد العمال فلن يؤدي هذا إلى خروج الصناديق بتلك الدقة إن هذه الصناديق تنفي تماما تبني عملها بآلات بدائية وإلا لما حصلنا على درجة الاستقامة الموجودة ولا شك أن المعاول وآلات الطرق البدائية لا يُمكنها أن تُخرج مثل هذا المُنتج الهندسي الفريد فجميع زوايا الصندوق الداخلية والخارجية عبارة عن 90 درجة كاملة وليست 90.1 ولا 89.9
وأيضا مُعامل التسطيح أو الـ Flatness بنسبة خطأ أقل من 0.02% وهي درجة لا يُمكن بلوغها في العصر الحديث إلى باستخدام آلات عالية الدقة أو تقنية بصرية ضوئية وذلك للحصول على التسطيح التام قام كريستوفر دان بعمل قياسات دقة لأحد صناديق السرابيوم فالزوايا 90 درجة بدقة تامة والصندوق نفسه مصقول بدرجة تجعل ذهنك يتطلع إلا أن هناك ماكينات أو تقينه ُمتقدمة قد قامت بصقله فدرجة الصقل عالية داخل الصناديق
وعلى بعض أغطيتها حيث إن ذلك يدل على تقنية مُتقدمة استخدمت في مصر القديمة لإنتاج هذه الصناديق الحضارية! ويأتي على الذهن سؤالا بينما نشاهد تلك الصناديق
لماذا نُحت قدماء المصريون هذه الصناديق بتلك الدقة العالية من صخر عالي الصلادة مالذي كان سيضير إذا كانت الصناديق من حجر جيري أو من الخشب إذا كانت فعلا لدفن أبيس؟ ولماذا صنع الصندوق من قطعة واحدة؟ لقد كان باستطاعتهم أن يقوموا بعمل الصندوق بـخمس ألواح للأربع جوانب والقاعدة فلماذا قاموا بعمله قطعة واحدة؟
إن هذا يقفز بالعمل من درجة “شديد الصعوبة” إلى درجة مستحيل لقد سببت الدقة صدمة لكل من رآها لأن الدقة في تلك الصناديق لا ريب مكلفة بل وباهظة الثمن
فلماذا لجأوا إليها؟ في تلك النقطة نجد أحد الإجابتين أولهما أن الصناديق كانت كذلك بهذا الحجم والشكل الغريب من أجل تأدية وظيفة هندسية محددة ولذلك كان لابد أن تكون الأنفاق التى شاهدناها فى سرابيوم سقارة بهذا العمق والصناديق بتلك الهيئة المبهرة ليمتص ضغط قوي داخله
ذلك الضغط القوى كان من المتوقع أنه سيدمر أي وصلات أو لحامات بين الأجناب ولذلك كان يجب أن يكون الصندوق مصنوع من قطعة واحدة فقط والإجابة الثانية هي أن هؤلاء القوم لم يكن يعجزهم شيئ على الإطلاق وكانوا يصلون إلى درجة الكمال في كل أعمالهم ويتقنون صناعة كل شيء وأي شي من قطعة واحدة وهذا إعجاز فىى حد ذاته كالمسلات والتماثيل العملاقة التى شاهدها كل الزائرين للمتاحف والصناديق الجرانيتية وغيرها