المقدمة :
قصر رأس التين يعد من أقدم القصور الموجودة في مصر ويطل على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بمدينة الإسكندرية والقصر من أجمل المعالم التاريخية و الأثرية في عروس البحر المتوسط. واستغرق بناء القصر احد عشر عاماً
وتم افتتاح القصر رسمياً عام 1847م وقد تم بناؤه علي الطراز الأوربي الذي كان شائعاً بمدينة الإسكندرية أنذاك نظرا لكثرة الجاليات الأجنبية الموجودة في الإسكندرية في تلك الفترة وقد استخدم في بناء هذا القصر عمال أجانب ومصريين
فقد كان القصر علي شكل حصن تم تشييده مكان اشجار التين لذا سمي بقصر رأس التين ولم يتبق من القصر القديم سوي الباب بمدخله الذي أدمج في بناء القصر الجديد
وقد أعاد بنائه الملك فؤاد علي طراز يتماشي مع روح العصر الحديث علي يد المهندس الإيطالي فيروتشي وأصبح مشابهاً لقصر عابدين وقصر رأس التين يعتبر من أكبر القصور الأثرية الشهيرة بالإسكندرية وفيه أدخل التليفون العام 1879م أواخر فترة حكم الخديوي إسماعيل قبل أن تخلعه بريطانيا عن العرش
وقصر رأس التين بالأسكندرية هو القصر الذي شهد نهاية حكم الأسرة العلوية في مصر وذلك عندما شهد خلع الملك فاروق الأول وشهد رحيله من هذا القصر الي منفاه بإيطاليا وذلك على ظهر اليخت الملكي المحروسة من ميناء رأس التين
و ظل قصر رأس التين من أهم المعالم الأثرية والسياحية حيث كان مقرا صيفيا للحكام على مر العصور ينتقلون إليه كل عام خلال فصل الصيف للأجتماعات واستقبال ضيوف للدولة ولمهام كثيرة
قصر رأس التين أحد المعالم التاريخية والأثرية بالإسكندرية وهو القصر الوحيد الذي شهد وعاصر قيام أسرة محمد على باشا في مصر والتي استمرت نحو مائة وخمسين عاما
وقد شهد ذلك القصر على انتقال مصر من حقبة إلى أخرى ومن الملكية إلى الجمهورية وهو نفس القصر الذي شهد غروب حكم الأسرة العلوية عن مصر عندما شهد خلع الملك السابق فاروق وشهد رحيله من مصر وذلك على ظهر اليخت الملكي المحروسة من ميناء رأس التين في 26 يوليو 1952
الأهمية التاريخية للقصر :
بناء القصر :
بدأ محمد علي في بناء قصر رأس التين عام 1834م ليضمه إلى قصوره علاوة على القصور الأخرى التي كان يملكها في الإسكندرية مثل قصر المحمودية وقصر إبراهيم باشا
وقد بني القصر في البداية على شكل حصن وقد أستعان محمد على باشا في بنائه وإصلاحه فيما بعد بمهندسين أجانب منهم المهندس الفرنسي الشهير حين ذاك سيريزى بك والذي استقدمه محمد علي عام 1828م وذلك لإنشاء دار الصناعة والإشراف عليها
وقد عهد إليه بتصميم جناح الحرم في هذا القصر كما شارك في بنائه مهندسان آخران هما روميو والمسيو ليفرويج وقد تم بناء هذا القصر عام 1845م وقد استغرق بناؤه أحد عشر عاما
وأضيف للقصر أعمالا تكميلية كإنشاء أجنحة إضافية ظلت قائمة به إلى عام 1847حيث تم افتتاحه رسميا وكما ذكرنا من قبل عن سبب تسميته بقصر رأس التين أن القصر بنى على منطقة كانت مزروعة بأشجار التين بكثافة وهو ما جعل الجمهور يذكره بمزرعة التين
ولذلك سمي قصر رأس التين وأعيد بناء القصر في عصر الملك فؤاد على طراز يتمشى مع روح العصر الحديث على يد المهندس الايطالى فيروتشى والمهندس حسن باشا العدوي
وظل القصر من أهم القصور الملكية حتى الان وقد وجد للقصر عدة مداخل أهمها المدخل رقم 1 حيث أنه من بقايا القصر القديم ويعرف بالباب الشرقي وهذا المدخل يتكون من ستة أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان تحمل عتباً من النحاس بها آيات قرآنية
ويستند هذا العتب من طرفيه علي تمثالين يمثلان أسدين ويتوسطهما كتلة رخامية بها أشكال طيور ودروع ونسرين متقابلين
المدخل الثاني مدخل فرعي مجاور للمسجد المقام حديثاً ويوجد مدخل ثالث للداخل إلي مباني القصر من ناحية البحر
ويوجد بالقصر بوابة أخري رابعة تقع بأخر سور القصر عند نهايته ةالذى يؤدي إلي القيادة البحرية ويحتوي القصر علي عدة مبان تقع داخل محيط السور المحاط به وهذه المباني تتمثل في مبني القصر
والقصر يضم الدور الرئيسي والأوسط وجناح الضيافة وجناح الإعلام ومبني الأميرات والممرات الزجاجية التي تربط القصر بمبني الأميرات
و المسجد المواجه للواجهة الرئيسية للقصر وهو مسجد حديث أما الملحقات فهي محطة السكة الحديد المرسي علي الواجهة الخلفية كما يوجد مبنيان حديثان وهما مسجد البرقي ومبني الأشراف الرئاسة ويوجد بالقصر عدد من القاعات المميزة أما ملحقات القصر فهى مبني الأميرات يتكون من دور أرضي وطابقين علويين و مبني استراحة محطة القطار
ومسجد البرقي الموجود داخل بنايات القصر مكوناته بسيطة تعبر عن كونه زاوية حيث أن مدخله مكتوب حديث عليه نص قرأني من المعوذتين
والنص القرآنى المكتوب بشكل رائع علي قطعة من القماش الأحمر منفذ عليها النص باللون الأبيض وكان هذا هو مقام سيدي العارف بالله البرقي سنة 1314هـجرية
و ظل قصر رأس التين القصر الأثرى الشهير من أهم القصور الملكية فى جمهورية مصر العربية حيث كان مقرا صيفيا دائماً لكل الحكام على مر العصور منذ بنائه ينتقلون إليه كل عام خلال فصل الصيف
من الأحداث التى شاهدها القصر :
أنشأ الخديوى إسماعيل محطة للسكك الحديدية داخل قصر رأس التين وذلك لتسهيل انتقال الأسرة المالكة من القاهرة إلى الإسكندرية
وجددها الملك فؤاد عام 1920 عندما عزم الأمر على تجديد القصر هذا وقد تم تجديد القصر مرتين الأولى المرة الأولى فى عصر الخديوى إسماعيل والمرة الثانية فى عهد الملك فؤاد عام 1927ميلادية وقد شهد القصر العريق العديد من أفراح وأحنفالات أسرة محمد علي باشا
فقد شهد إعداد الموائد الرمضانية لأحياء ليالى هذا الشهر الكريم من قبل الملك فاروق لعامة الشعب كما كانت تغادر منه كسوة الكعبة المشرفة التى كانت مصر تهديها له سنوياً إلى الأراضي السعودية عن طريق البحر
كما شهد قصر رأس التين العريق بالأسكندرية وفاة محمد علي باشا فى 2 أغسطس 1849 ميلادية فقد تم نقل جثمانه إلى القاهرة وذلك عن طريق ترعة المحمودية
وقد شهد من الأحداث الهامة أيضاً خروج الخديوى إسماعيل فقد خلعه عن العرش السلطان العثماني تحت ضغط كل من إنجلترا وفرنسا
وكذلك خروج عباس حلمي عندما حاول أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني خلعه الإنگليز في 19 سبتمبر 1914
وأيضاً تنازل الملك فاروق الأول عن العرش وذلك عندما وافق على مطالب الضباط الأحرار فى ثورة عام 1952 ميلادية فقد وقع الملك فاروق على وثيقة التنازل عن العرش لأبنه وذلك فى يوليو 1952 لينتهى بعدها حكم أسرة محمد علي باشا:
التاريخ :
أثناء الحملة البريطانية على مصر عام 1882 قام الإنجليز بقصف الإسكندرية أثناء تجديدات الحصون مدمرين معظم المدينة ومسببين الذعر لسكانها بعد يومين من القصف رفعت المدينة أعلامها البيضاء معلنةً استسلامها للإنجليز
مما أدى فيما بعد إلى اشتعال الثورة العرابية بدلاً من أن يدافع الخديوي توفيق عن المدينة استقبل قائد الأسطول البريطاني الأميرال بوشامب سيمور واضعًا بذلك سلطته تحت تصرف المحتلين بعدئذ نقل الجنود الإنجليز الخديوي من قصر الرمل إلى قصر رأس التين الذي بقي فيه معظم فترة الحملة
الشكل المعماري وسبب التسمية :
تم بناء القصر على الطراز الأوروبي الذي كان شائعا في الإسكندرية في ذلك الوقت نظرا لكثرة الجاليات الأجنبية الموجودة في الإسكندرية
في تلك الفترة وقد استخدم في بناء هذا القصر عمال أجانب ومصريين وقد بني القصر في أول الأمر على شكل حصن
فقد كانت الأرض التى تم أختيارها لبناء القصر حديقة واسعة مترامية الأطراف مزروعة بأشجار التين ولذلك سمي قصر رأس التين
و ظل قصر رأس التين من أهم القصور الملكية والأثرية الهامة حيث كان مقرا صيفيا للحكام على مر العصور ينتقلون إليه كل عام خلال فصل الصيف وفى المناسبات الخاصة والعامة
بقايا القصر القديم :
لا يوجد من القصر القديم حاليا سوى الباب الشرقي الذي أدمج في بناء القصر الجديد ويتكون من 6 أعمدة جرانيتية
تعلوها تيجانا مصرية رائعة الجمال تحمل عتبا به سبعة دوائر على هيئة كرون من النحاس
يتميز بالفخامة وقد كتب بداخلها بحروف نحاسية آيات قرآنية وكلمات عن العدل مثل العدل ميزان الأمن ، حسن العدل أمن الملوك ، العدل باب كل خير ، اعدلوا هو أقرب للتقوى
ويكتنف هذا العتب من طرفيه تمثالا لأسدين كبيرين وتتوسطهما كتلة رخامية من أجود أنواع الرخام مبهرة للناظرين أليها
هذه الكتلة الرخامية الجميلة يوجد بها تماثيل لطيور ودروع وأيضا نسران متقابلان يتضح فيه فن النحت الرائع وقد كتب بوسطها اسم محمد علي وتاريخ 1261 وذلك للتوثيق وما زال موجود حتي الآن
حمام السباحة :
وقد كان لهذا القصر حمام سباحة له بهو مغطى بالزجاج وقد أنشا الملك فاروق حماما بحريا بدلا منه على حاجز الأمواج وذلك بعد الحرب العالمية الثانية
وتم أختيار المساحة التى قد أعدت من قبل في مكان خاص ليكون موقعا للدفاع الجوى عن ميناء الإسكندرية كله
وقد أوصل هذا العام برصيف طويل بقصر رأس التين على البحر الأبيض المتوسط ليكون الوصول أليه برا بعربة جيب وكان به استراحة بها غرفة للنوم وأوفيس كامل لإعداد الطعام وحجرات مملوءة بأدوات الصيد البحري وقد تسلمتها في السنوات الأخيرة القوات البحرية
وقبل أن تتسلمه القوات البحرية المصرية تم سحب جميع متعلقات الملك فاروق من ملابس التشريفة وملابس الصيد والملابس العادية
وأيضاً أدوات الصيد وغيرها من متعلقاته الخاصة به وكذلك متعلقات الأميرات السابقات شقيقاته الأميرة فتحية والأميرة فائقة والأميرة فائزة والأميرة فوزية فقد تم سحب متعلقاتهم الخاصة حيث كان هذا المكان المصيف الرئيسي لهن في الإسكندرية وبعد ذلك تسلمته القوات البحرية المصرية
قصر رأس التين الحديث :
أعيد بناء قصر رأس التين بالأسكندرية مرة أخرى في عهر الملك فؤاد الأول الذى أوصى المهندس المكلف بالبناء أن يكون تجديد بناء القصر على طراز يتمشى مع روح العصر الحديث
وبالفعل تم البناء بهذ الشكل الحديث حين ذاك على يد المهندس الايطالى فيروتشى وهو أيضاً الذي كُلف من قبل ببناء قصر الحراملك بحى المنتزة وتكلف بناء القصر وقتها أربعمائة ألف جنيه وأصبح مشابها لقصر عابدين ولكنه أصغر منه
أهم مايوجد بالدور الأول العلوي بعد الصعود من سلم التشريفات يوجد قاعة العرش الفسيحة الفخمة إلى جانب الصالونين الملحقين بها
وقاعة العرش كانت تسمى سابقا قاعة الفرمانات وهي أصغر من مثيلتها بقصر عابدين والمكتب الخاص
ويوجد ممر وهو عبار عن طرقة موصلة إلى قاعة الولائم الرئيسية ثم حجرة المائدة والقاعة المستديرة المقفلة الأبواب تضاء صناعيا طبقاً لتقنيات هذا العصر ومملؤة بنقوش وحليات رائعة الجمال موزعة بين أرجائها الفسيحة
وفي جناح الملك فاروق يوجد الحمام الخاص به وهو صورة طبق الأصل من حمام عابدين وحجرة النوم وحجرة المكتب ثم صالون النظارة
ثم الباب السري الموصل لجناح الملكة السابقة حيث نجد صالون الزينة الفخمة والمخدع والحمام الخاص المبهر للناظرين وهو يشبه مثيلة في عابدين ثم بعد ذلك نجد الصالون الكبير الفخم وبه شرفة كبيرة تطل على ميناء المحروسة ثم قاعة الطعام الصغرى
الدور الأرضي يوجد به صالون الحرملك ذو الأبهة والعظمة والفخامة وكذلك أجنحة الخدم والحاشية الخاصة بالملك والأسرة الملكية
ويوجد أيضاً القاعة المستديرة حيث وقع الملك السابق فاروق وثيقة تنازله عن العرش فى هذه القاعة وفى الدور الأرضى أيضا يوجد البدروم كما يوجد فيه أيضا الصالة المستديرة الثالثة التي توصل إلى السلم الموصل إلى مرسى الباخرة المحروسة وهى التي غادر عليها الملك فاروق مصر متجها إلى إيطاليا عند الرحيل بعد تنازله على العرش
يوجد فى القبو أيضا الصالة المستديرة الثالثة وهى صالة واسعة تتميو بالفخامة والأبهة والتي يمتد أتساعها إلى السلم الموصل إلى مرسى الباخرة المحروسة
التي غادر عليها الملك فاروق مصر متجها إلى إيطاليا كما يوجد أيضاً ويذكر أيضاً إن الخديوى أسماعيل أنشأ محطة للسكة الحديد داخل القصر لينتقل هو وأسرته من قصر رأس التين بالأسكندرية إلى القاهرة وقد قام الملك فؤاد بتجديدها عام 1920 ميلادية