أحدث المقالات

واحة سيوة

مقدمة

توجد واحة سيوة التابعة لمحافظة مطروح أداريا توجد ضمن لائحة المزارات السياحية المصرية المهمة في العشرين عاما الأخيرة رغم أنها من أقدم المواقع وأعتقها

وحولها نُسج الكثير من القصص والأساطير والتكهنات التي يحاول البعض إثباتها ويحاول آخرون نفيها

وموقعها النائي في صحراء مصر الغربية وعادات أهلها وتقاليدهم المختلفة عن بقية سكان مصر ولغتهم الخاصة بهم جميعها عوامل زادت من انجذاب السياح إليها ولذلك عملت السلطات المصرية على تسهل زيارة تلك البقعة على أرض مصر وتعتبر سيوة بجانب أنها واحة فهى أيضاً محمية طبيعية مصرية

موقع واحة سيوة

تقع في الصحراء الغربية في محافظة مطروح تنخفض 18 متر تحت سطح البحر في مركزها واحة سيوة

وواحة سيوة تقع على بعد مسافة 820 كيلومترا جنوب غربي القاهرة قرب حدود جمهورية مصر العربية مع دولة ليبيا الشقيقة

وتعتبر واحة سيوة بمصر هي الواحة الأبعد بين الواحات الأخرى وهذه الواحات  هى الواحة البحرية وواحة الفرافرة و كذلك واحة الداخلة والخارجة

وظلت واحة سيوة بسكانها فترة طويلة من الزمن شبه منفصلة تماما عن مصر بجميع محافظاتها إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادى كما يبلغ عدد السكان بواحة سيوة 7000 نسمة

وسكان واحة سيوة يتكلمون لغة خاصة بهم تعرف بااللغة السيوية وتشتهر واحة سيوة بكثرة الينابيع والبحيرات الصغيرة وهذه البحيرات كانت سببا فى الجذب السياحى لها 

التاريخ

عرفت واحة سيوه بإسم بنتا ونجد هذا الاسم في أحد النصوص المعرفة في معبد إدفو ثم أطلق عليها بعد ذلك إسم واحة آمون

واستمرت تحمل هذا الإسم حتى عصر البطالمة اللذين أطلقوا عليها إسم سانتاريه ثم أطلق عليها العرب بعد القتوحات الأسلامية إسم الواحة الأقصى

وكان يسكنها فى البدايات البعيدة جماعة من البربر يتكلمون اللهجة السيوية وإستمرت واحة سيوة فترة طويلة حتى دخلها العرب في القرن السابع الميلادى

ومنذ ذلك الوقت دخل الإسلام سيوه فقد ظلت الواحة كما كانت ولم تخضع للحكم الإسلامى إلا في العصر الفاطمى وأعلنت الحكومة المصرية رسميا إن واحة سيوة تصنف كمحمية طبيعية لها كل مقومات المحميات الطبيعية وذلك في سنة 2002

العصور القديمة

قبل عام 2900 قيل الميلاد دأب قوم من الليبيين يعرفون بأهل التمحو أو التنحو على مهاجمة الوجه البحري فى مصر

وكانوا يتخذون من واحة سيوة مركزاً لزحفهم على مصر فقام الملك سنفرو آخر ملوك الأسرة الثالثة بمهاجمة الواحة والاستيلاء عليها

ليتقي شر هجمات الليبيين على واحة سيوة ومرة أخرى وفي عام 1970 قبل الميلاد 

أغارت القبائل الليبية على الوجه البحري عن طريق  واحة سيوة فقاتلهم الملك المصرى البطل سيزوستريس

ثاني ملوك الأسرة الثانية عشر وذلك ليردهم إلى بلادهم منهزمين وفي عام 1547 ق.م هاجم الليبيين مصر مرة أخرى مستغلين انشغال حاكمها بالحرب في بلاد النوبة

إلا أن الملك أمنحتب الأول  ثاني فراعنة الأسرة الثامنة عشر واجههم بكل قوة وانتصر عليهم فقد أنزل بهم خسائر فادحة ولقوا شر هزيمة

وأيضاً في عهد الملك منفتاح (مرنبتاح) وهو ابن الملك رمسيس الثاني من زوجته الثانية إيزيس نوفرت 

وترتيبه الرابع عشر بين أبناء رمسيس حيث أن جميع إخوته الأكبر منه قد ماتوا في حياة والدهم رمسيس الثانى ففى عهد هذا الملك منفتاح  تكرر هجوم الليبيون للمرة الرابعة ولكن صد الفرعون المصرى العظيم الملك منفتاح هجوم الليبيين للمرة الرابعة  براً وبحراً  

جيش قمبيز

عقب احتلال الفرس لمصر أرسل قائدهم قمبيز ملك الفرس جيشه لاحتلال سيوة التي كان كهنة الإله آمون في معبدها قد تنبئوا له بنهاية هالكة

فجهز جيشاً قوياً قوامه خمسون ألف جندي وأمرهم أن يتوجهوا إلى واحة آمون ويشعلوا النار في هيكل جوبيتر الذي يهبط فيه

أما قمبيز نفسه أخذ طريقه إلى نبته (واحة سيوة ) ومعه باقى الجيش وبالفعل توجه الجنود إلى واحة آمون ومعهم الأدلاء ومن المؤكد أنهم وصلوا إلى هناك ولكن لا يعلم أحد ماذا جرى لهم بعد ذلك ومن المحقق أن هؤلاء الجنود لم يصلوا إلى مصر

وأنتشرت الأقاويل بخصوص عدم وصول جيش قمبيز إلى مصر فيقول أهل سيوة أن هؤلاء الجنود هبت عليهم ريح شديدة

هذه الرياح غمرتهم بجبال من الرمال وأخفتهم جميعا وهكذا هلك جنود قمبيز وبعد تلك الحادثة تحققت نبوءة الكهنة التى أنتشر القول عليها في أن قمبيز مرض ومات ولكنها مجرد أقوال لأن الكثير أرجع عدم وصول قمبيز وجنوده بأن الرياح العاتية التى هاجمتهم أثناء محاولة وصولهم إلى مصر فأهلكتهم جميعاً

زيارة الإسكندر الأكبر

بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر وإنشائه مدينة الإسكندرية فقد قرر زيارة معبد آمون بمنطقة سيوة التى نالت شهرة واسعة بعد حادثة جيش قمبيز

وفي شتاء عام 331 ق.م وصل الإسكندر إلى معبد آمون بسيوة واصطحبه الكاهن الأكبر إلى قدس الأقداس وهو حجرة مظلمة لا يدخلها إلا الكاهن الأكبر والملك ولم يسمح لأي من مساعديه بمرافقته وحين خرج الإسكندر من المعبد بدا عليه الارتياح ورفض الإفصاح عما حدث بالداخل وكان كل ما قاله لأصدقاؤه (سمعت ما يحبه قلبي)

العصور الوسطى

ظلت واحة سيوة مستقلة في حضارتها وأسلوب حياة الناس الذين يعيشون على أرضها بعد الفتح الإسلامي لمصر

 حاول القائد موسى بن نصير فتح واحة سيوة وذلك في عام 708 ميلادى  خلال العصر الأموي بصفته حاكم شمال أفريقيا

تحرك القائد موسى بن النصير إلي واحة سيوة فوجد مدينة يحيط بها حصن عظيم له أبواب حديدية ولكنه وجد صعوبة في دخولها فتركها ويرجح الكثير أن دخول الدين الإسلامي إلى سيوة كان قبل نهاية القرن الأول الهجري وفي عام 969م استطاعت الجيوش الفاطمية الأستيلاء على واحة سيوة 

العصر الحديث

في فبراير 1820 جهز محمد علي باشا تجريدة من 1300 جندي بقيادة حسن بك الشماشرجي لفتح واحة سيوة

ونشب قتال مرير بين جنود القائد حسن بك الشماشرجى قائد جيش محمد على باشا وأهل الواحة انتهت بانتصار قوات محمد علي واعترافهم بالولاء للحكومة المصرية

وفي العصر الحديث دخلت جيوش المحور الواحة واحتلتها في 20 يوليو 1942 وجلائهم عنها في 8 نوفمبر 1942 بعد انكسارهم في معركة العلمين

الجغرافيا

تعتبر أبعد الواحات المصرية عن وادي النيل حيث تبعد حوالي 450 كم تقريباً إلى الغرب من وادي النيل

وهي تقع إلى أقصى الغرب على الحدود المصرية الليبية وإلى الجنوب من مدينة مطروح على ساحل البحر المتوسط بحوالي 300 كم تقريباً

أما عن الشكل الجغرافي لواحة سيوة فهي تشكل منخفضاً طبيعياً تكون في العصور القديمة بسبب عوامل التعرية الطبيعية وهي تنخفض عن مستوى سطح البحر 18 متراً تقريباً

ومساحة المنخفض الإجمالية 1000 كم2 تقريباً تشكل الكثبان الرملية النسبة الأكبر من تكوين واحة سيوة

وباقي المساحة يخص المنخفضات التي شكلت بعض البحيرات بسبب تسرب المياه الجوفية من العيون الكثيرة المتدفقة ما بين كبريتية وعذبة

أما عن وجود البحيرات المالحة فذلك بسبب الطبيعة الملحية للصخور والمنخفضات التي تكونت فيها عبر السنين تلك البحيرات وذلك لأن المنطقة كلها كانت قاعاً لبحر عظيم كان يشمل كل مساحة الصحراء في العصور السابقة وهو ما تجد دلائله واضحه في بقايا القواقع البحرية والشعاب المراجنية المتحجرة في معظم أنحاء تلك المناطق المحيطة

المناخ

مناخ واحة سيوة التى توجد فى الصحراء الغربية حيث المساحات الواسعة من الرمال وأيضاً من حيث إن الواحة تنخفض عن مستوى سطح البحر جنوباً من محافظة الأسكندرية

فمناخها قاري شديد البرودة فى فصل الشتاء وشديد الحرارة فى فصل الصيف ومعتدل في فصل الربيع والخريف

لذالك التوقيت الأفضل لزيارة واحة سيوة هو فصل الربيع و فصل الخريف فتكون درجة حرارة الجو معتدلة وحينها يقيم أهل سيوة احتفالاتهم لأعتدال الجو واستقبالهم للزوار والسائحين من كل مكان بالعالم حيث الجو المعتدل والمناظر الخلابة  

أهمية سيوة كمنطقة جذب سياحى

والواحة تقدم كل ما يداعب مخيلة السائح من أشجار النخيل المتعانقة حول بحيرات الماء العذبة والمالحة وكثبان رملية عملاقة

وأطلال المدن الطينية المتبقية  على مر السنين فأصبحت مبانى أثرية من الطين والتى تذهل المشاهد لإنها مبانى من الطين وكيف لها أن تبقى عبر كل هذه السنين !

وكل هذه المناظر الرائعة تشهد على شهرة سيوة وعلو شأنها في العصور الإغريقية الرومانية حتى إن الكثير من الرومانيين المصريين يعتقدون بوجود قبر الإسكندر الأكبر في واحة سيوة

ومن واحة سيوة أو ( شالي في العصر الفرعوني ) بها عدة معالم أثرية يرجع تاريخها إلى العصر الفرعوني و الروماني ومن أهم المعالم السياحية والأثرية بها

معبد جوبيتر آمون وهو من أشهر الآثار وهو الذي كان مقرا لعراف شهير في العالم وقتذاك والذي زاره الإسكندر الأكبر عام 333 قبل الميلاد حيث نصبه الكهنة ابنا لأمون وتنبأوا له بحكم مصر

ومن المعالم السياحية أيضاً معبد الخزينة وجبل الموتى الذي يضم مقابر فرعونية ترجع إلى الأسرة 26 كذلك القاعدة التي توج فيها الإسكندر الأكبر

سيوة كمنتجع سياحى

واحة سيوة تمتاز برمالها البيضاء الساخنة حيث منظرها المبهر والتي لها من الخواص

مما يجعلها قادرة على علاج الكثير من الأمراض الروماتيزمية وألام المفاصل و كذلك آلام العمود الفقري

أما أهم العيون والآبار في سيوة فهي حمام كليوباترا وعين العرايس وفنطاس وملول والحموات كما تمتاز بمناخ جاف طوال العام

والمياه الساخنة بواحة سيوة تنقسم إلى نوعين مياه ساخنة عادية و مياه ساخنة كبريتية التى تستخدم فى العلاج 

وهذه المياه الساخنة العادية والساخنة الكبريتية والتي تتوفر فيها خاصة عند مساحة 18 كيلومتر من قلب واحة سيوة

وهذه المياه خاصة الكبريتية تستخدم علميًا على نطاق واسع في مناطق كثيرة من العالم حيث يتم معالجة المرضى بنوع خاص من الطين وحيث إن هذه المياه يتم استخدامها في علاج الكثير من الأمراض الجلدية وبعض الأمراض الأخرى وأيضاً تستخدم فى علاج مشاكل البشرة

كما يمكن استخدامها أيضا في علاج الجهاز التنفسي وبعض الأمراض الأخرى كما إن عامل الطقس له دور في غاية الأهمية

حيث يتميز بالجفاف و خلوه من الرطوبة مما يساعد كذلك على عمليات الاستشفاء و العلاج خاصة ممن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي 

وقد أثبتت الدراسات والأبحاث التى أجتهد فيها العلماء أن الرمال الموجودة بجبل الدكرور بمنطقة سيوة تحتوى إشعاعات تساعد في علاج مرض الروماتيزم وشلل الأطفال والصدفية والجهاز الهضمي

يفد إلي واحة سيوة عدد كبير من السائحين العرب والأجانب وكذالك العاشقين للسياحة من المصريين فيتم دفن الجسم فى هذه الرمال الساخنة للاستشفاء خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام

كما أن عين كيفار تماثل منطقة بئر كارلد فيفارى أحد المنتجعات العالمية التي تستخدم في العلاج وأحد مصادر الدخل السياحي لجمهورية التشيك فى قارة أوربا

من أجل هذه الميزات تعتبر واحة سيوة منتجعاً طبيعياً للاستشفاء و قبلة لطالبي العلاج وقد اكتشف القدماء منذ القدم مقومات السياحة العلاجية في تلك الواحة كما أنها بشهادة المتخصصين عالميًا تعد المكان الأمثل في العالم لهذا النوع من العلاج

عن Madeha Genady

Madeha Genady
مصر كما رأيتها و أحيا على أرضها و أرتوى من نيلها -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مصر التي في خاطري وفي فمي ........ أحبها من كل روحي ودمي ......... ياليت كل مؤمن بعزها ......... يحبها حبي لها ......... بني الحمى والوطن ......... من منكم يحبها مثلي أنا

شاهد أيضاً

“جبل الكريستال .. كنز في قلب الصحراء الغربية

مقدمة : جبل الكريستال تاج يزيّن الصحراء البيضاء وهو كنز من أغنى كنوز واحة الفرافرة ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *