أحدث المقالات

الأسكندر الأكبر

b8a042f77eecdc6e0fc11fa8c637023e

تمهيد

بعد النهضة السريعة التي شهدتها مصر في عهد الفرعون “أبسماتيك الأول” وخلفائه، واجهت بلاد رع غزو أجنبى من الفرس انهك قواها. ظلت مصر تعانى من حكم الفرس، حتى ظهر “الإسكندر المقدونى”، الذى هزم جيوش الفرس، ودخل مصر، بذلك خضعت مصر لحكم الإغريق. وبعد وفاة “الإسكندر الأكبر”، خضعت مصر لحكم البطالمة. ثم أخيراً (بعد سنة 31 ق.م) خضعت مصر لحكم الرومان، وظلت مصر ولاية رومانية حتى اجتاحها الغزاة العرب عام 641 ميلادي قادمين من الصحراء العربية ليتمكنوا من إذابة بقايا الشخصية المصرية في مكوناتهم الثقافية اليافعة ليفقد الشعب المصري القديم كل ماتبقى له الى الابد ويصبح عربي..

بسقوط الدولة الحديثة، تراجعت مصر من جميع النواحى الثقافية والاقتصادية، وفي هذه الحقبة سقطت تحت النفوذ الليبى ثم النوبى ثم الآشورى، فالفارسى. ظلت مصر تحت حكم الفرس حتى عام 332 ق.م، عندما دخلها ” لإسكندر المقدونى”، وقضى على حكم الفرس، وضم مصر إلى إمبراطوريته .

الأسكندر المقدونى  ( الأكبر )

الاسكندر المقدوني هو ابن الملك “فيليب” ملك بلاد “مقدونيا” فى شمال بلاد اليونان (الإغريق)، هذا الملك استطاع توحيد بلاد الإغريق تحت زعامته، ومات قبل أن يهزم الفرس أعداء الإغريق الذين بدؤا بالاعتداء على الاغريق وحاولوا اخضاعهم للملكة فارس. وقد تولى ابنه الاسكندر الحكم بعده عام 336 ق.م، وكان عمره لا يزيد على عشرين سنة، استخفت الولايات الإغريقية بالحاكم الشاب الجديد، وثارت عليه فى وقت واحد، ولكنه أخمد ثوراتهم فى سرعة ومهارة. وكان الفيلسوف “أرسطو” قد باشر تربية “الإسكندر”، فنشأ مشبعا بمبادئ الحضارة الإغريقية ومتحمساً لها. استعد “الإسكندر” لغزو بلاد الفرس، فاستولى على ممتلكاتهم فى آسيا الصغرى وسورية وفينيقيا، ولم يبق أمامه سوى مصر.
عُرف “الإسكندر” بلقب “الأكبر” لأنه من أعظم الفاتحين، فقد غزا معظم أجزاء العالم.

مجىء الإسكندر إلى مصر

alex2نجح “الإسكندر” فى فتح مصر بسهولة عام 332 ق.م، ورحب به المصريون، لأنهم اعتبروا أنه خلاص لهم من حكم الفرس، وبسبب معرفتهم للإغريق الذين عاشوا فى مصر ومعرفتهم بأخلاقهم اعتبروا ان الاغريق سيكونون افضل على كل حال. التحق الكثير من المصريين بجيش الاسكندر كجنود مرتزقة. وشعر الاسكندر بتعاطف الشعب المصري معه، الامر الذي شجعه على التقرب منهم، حيث زار معبد آمون فى واحة سيوة، وقدم القرابين، فمنحه الكهنة لقب “ابن آمون”.

تأسيس مدينة الإسكندرية

كان الاسكندر معجبا بالحضارة المصرية والشعب المصري الذي استقبله بحماس، وعمل على بناء مدينة له فيها. لذلك قام “الإسكندر” بإنشاء ثغرا كبيرا في القسم الشمالى ً، يكون مركز إشعاع للحضارة الإغريقية، ليلتحم ويتلاحق مع حضارة مصر والحضارة الفارسية العريقتان. حقق “الإسكندر” غرضه بإنشاء مدينة الإسكندرية، بأن ردم الماء بين جزيرة صغيرة قريبة من الشاطئ اسمها “فاروس”، وقرية صغيرة على الشاطئ اسمها “راقودة”، فتكون بذلك مرسيان جميلان، أحدهما شرقى والآخر غربى (يوجد بالإسكندرية الميناء الشرقى والميناء الغربى)، وبذلك تكونت مدينة الإسكندرية. وقد خططها المهندسون الإغريق على شكل شوارع مستقيمة ومتقاطعة. واتخذ “لإسكندر” من مدينة الإسكندرية عاصمة للحكم اليونانى فى مصر. ومع اجتياح الاسكندر المقدوني للملكة فارس القديمة جرى اختلاط وتلاقح حضاري واسع بين شعوب الممالك الشرقية ونتج عن هذا الانصهار نشوء الحضارة الهلنستية، حيث كانت عادات سكانها وثقافاتهم مختلطة ومتتداخلة وتتعايش بسلام جنبا الى جنب.

نهاية عهد الإسكندر

بعد أن استقر الحكم للمقدونيين فى مصر، غادرها متوجها الى فارس حيث “الإسكندر الأكبر” قضى على الإمبراطورية الفارسية، ووصل إلى الهند. ولكنه مرض فعاد إلى بابل حيث مات عام 323 ق.م، وهو فى سن الثالثة والثلاثين، وحُملت جثته إلى مصر ودُفن بالإسكندرية.

عن Madeha Genady

Madeha Genady
مصر كما رأيتها و أحيا على أرضها و أرتوى من نيلها -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مصر التي في خاطري وفي فمي ........ أحبها من كل روحي ودمي ......... ياليت كل مؤمن بعزها ......... يحبها حبي لها ......... بني الحمى والوطن ......... من منكم يحبها مثلي أنا

شاهد أيضاً

تاريخ الترام فى مصر

مقدمة : بدأت قصة الترام في مصر في 12 أغسطس 1896 وهو تاريخ تشغيل قاطراته ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *