أحدث المقالات
الرئيسية / تاريخ مصر / عائلة القاياتى

عائلة القاياتى

مقدمة :

القايات قرية مصرية تابعة لمركز العدوة بمحافظة المنيا تحمل تاريخاً مهماً ورموزاً وتراثاً عتيقاً وتشكل رمزاً هاماً لمصر العريقة تروى تاريخها فى فترة من تاريخ مصر الحديث ومن أشهر عائلاتها عائلة القاياتى تمتد تاريخها إلى الشيخ شمس الدين القاياتى قاضى قضاة مصر فى العصر المملوكى فى عام 1393 وأمتد تاريخ العائلة إلى شخصيات مرموقة منها خطيب ثورة 1919 الشيخ مصطفى القاياتى الذى جسد نموزجاً لمعنى الوحدة الوطنية خطيب ثورة 1919

تاريخ قرية القايات :

عُرفت قرية القايات عبر تاريخ مصر فى العصر الحديث بسبب كل القصص التى تروى عن الأثر التاريخى لعائلة القاياتى

التى أشتهرت بها القرية عبر هذه الفترة الزمنية من تاريخ مصر وهى من أكبر العائلات بمحافظة المنيا ففى هذه القرية تجتمع عراقة التاريخ من خلال مبانيها الأثرية الفريدة

وروحانيات مصر فى تاريخها الحديث حيث تتمتع هذه العائلة بالعراقة والأصل والتاريخ من أجدادهم فكانت من أكثر العائلا التى تحظى بالعلم والمناصب الهامة القيادية منذنشأت العائلة

ويروى إن نسبها يمتد من الجد الأكبر الشيخ شمس الدين القاياتى قاضى قضاة مصر فى العصر المملوكى

والذى تولى القضاء خلفاً للشيخ أبو الحجر العسقلانى وكان من أكبر قضاة مصرفى هذا العصر وذلك عام 1398 وكان منها الشيخ كامل القاياتى عضو مجلس النواب حين ذاك ومن أبناء هذه العائلة أيضاً الشيخ مطفى القاياتى خطيب ثورة 1919 والذى ولد بقرية القايات وتوفى فى عام 1927

وهو خطيب وطنى حر ضرب نموزجاً حياً لمعنى الوحدة الوطنية وقف فى وجه الأنجليز وخرج فى تظاهرات ضدهم وخطب على منبر الأزهر وفى الكنيسة ليلهب مشاعر كل المصريين جميعاً وجاهد كثيراً فى سبيل نجاح هذه الثورة  وكان الشيخ مصطفى القاياتى عالماً أزهرياً كمثل العديد من أفراد عائلته الذين ألتحقوا بالأزهر الشريف وأشتهروا بالعلم والوطنية فى أسمى معانيها

وكانت دار القاياتى فى منطقة السكرية ملتقى لأهل العلم والأدب ويعد الشيخ مصطفى القاياتى واحداً من أبطال ثورة 1919 وحصل على شهادة العالمية من الأزهر الشريف

وحفظ الشيخ مصطفى القاياتى القرآن الكريم كاملاً منذ صغر سنه وقام بتأسيس جمعية مكارم الأخلاق وهو لا يزال طالباً بالأزهر الشريف وعكف بعد تخرجه على الكثير من الأنشطة الأجتماعية والخيرية وفى تلك الفترة من تاريخ مصر الحديث فقد أسس جمعية الدفاع عن حقوق مصر

وكان والده وعمه من الداعمين للثورة العرابية  وبيت القاياتى كان ملتقى للداعمين لأحمد عرابى وكان أيضاً من أوائل من ساندوا مطالب

الزعيم سعد زغلول بالأستقلال والوقوف ضد الأحتلال البريطانى وقد نجح فى أن يكون خطيباً للثورة خلال ثورة 1919 وصار منزله مكاناً لتجمع مشايخ الأزهر الشريف ويذكر أن أجتمع فى هذا المنزل سعد زغلول مع الشيخ القاياتى

الشيخ مصطفى القاياتى :

هو شخص وطنى ثائر من الطراز الأول ضرب نموزجاً حيا لمعنى الوحدة الوطنية فلم يعبأ ولم يخف من السلطان ووقف فى وجه الأنجليز وخرج فى تطاهرات ضدهم

وخطب على منبر الأزهر الشريف وفى الكنيسة أيضاً ليلهب مشاعر المصريين بجميع طوائفهم بما وهبه الله من موهبة الخطابة وبلاغة اللسان وجاهد كثيراً فى سبيل نجاح هذه الثورة

هذا هو الشيخ مصطفى أحمد عبد الجواد القاياتى خطيب ثورة 1919 ولد بقرية القايات مركز العدوة بمحافظة المنيا وتوفى فى عام 1927 دون أن يترك أبناء

ويقول عنه عثمان القاياتى وهو حفيد الشيخ عبد المجيد الشقيق الأصغر للشيخ مصطفى القاياتى إن جده من أوائل المشاركين فيها منذ أندلاع شرارتها الأولى كما يذكر أن الشيخ مصطفى قد كان يجمع توكيلات لسعد باشا زغلول جمع توكيلات من داخل الأزهر الشريف لتفويض سعد باشا ورفاقه

بغرض تمثيل مصر فى مؤتمر باريس وذلك لطلب الأستقلال عن الأحتلال البريطانى لمصر ولما تم القبض على الزعيم سعد زغلول

أنتفضت التظاهرات التى تطالب بالأفراج عنه وفى ذلك الحين قاد الشيخ القاياتى الجموع التى خرجت من الأزهر الشريف  ويذكر أنه خلال المظاهرات

أستشعر الشيخ مصطفى القاياتى مخاطر تفتيت الوحدة الوطنية المصرية من خلال مكائد الأحنلال البريطانى فذهب إلى الكنيسة البطرسية وخطب أمام الموجودين بالكنيسة

وكان يقسم بالله (إذا كان الأستقلال سيؤدى إلى  شرخ أتحادنا كشعب مصر بجميع طوائفه ف لعنة الله على هذا الأستقلال حرصاً على أتحادنا كقوة مصرية بد واحدة وفى هذه الأحداث المثيرة نفى الأحتلال خطيب الثورة  وقمص الكنيسة سرجيوس إلى رفح وسجنهما فى معسكر تابع لجيش الأحتلال الأنجليزى كما أعتقلت السلطات القمص سرجيوس والشيخ القاياتى

وقامت سلطات الأحتلال البريطانية بنفيهما إلى مدينة رفح  وسجنهما فى معسكر للجيش الأنجليزى فى سابقة أهتزت لها

شعب مصر بأكمله وبسبب غضب الشعب بأكمله من هذا الحدث وأستمرار الثورة مما أدى إلى نجاحها

وأيضاً أدى إلى إعلان قيام المملكة المصرية وصدور دستور 1923 ووصل سعد زغلول إلى الحكم  ووصل القبطى القمص سرجيوس إلى منصب رئيس مجلس النواب وأصبح مكرم عبيد الرجل الثانى فى حزب الوفد بعد مصطفى النحاس

روايات أحفاد الشيخ القاياتى :

وعن بطولة مصطفى القاياتى يروى أحد أحفاده عثمان القاياتى والتى جاءت على لسانه ووثقها أيضاً كتاب ثورة 1919 تاريخ مصر القومى من سنة 1914 إلى سنة 1922

للمؤرخ المصرى عبد الرحمن الرافعى الذى عاصر الثورة وكان يبلغ حينها 30 عام وتخرج فى كلية الحقوق وإلى جانب عمله بالمحاماة أشتغل بالصحافة فى جريدة اللواء

وأكد الرافعى فى كتابه إن الأزهر الشريف قام بدور كبير فى ثورة 1919 فقد كان الأزهريون فى مقدمة صفوف المتظاهرين ومن أكثر الطلبة جرأة وحماسة وتضحية وفداء

فى بث روح الثورة والأضراب فى طبفات الشعب المصرى  وكثيراً ما كانت المظاهرات تيدأ من الأزهر كما إن الأجتماعات العامة كانت تعقد فيه وأوضح إن هناك عدداً من خطباء الأزهر الشريف  ساهموا يدور فعال فى ثورة 1919 من خلال خطبهم الحماسية  وقدظهرت فيه شخصيات برزت بمواهبها الخطابية

وكان بعضهم يسترعى الأسماع حقاً ولكن من الممكن أن نذكر بعضهم فمنهم الشيخ مصطفى القاياتى وأيضاً الشيخ على سرور الزنكلونى

والشيخ محمود أبو العنين وغيرهم كما يروى الدكتور صالح الخالدى زوج حفيدة الشيخ مصطفى القاياتى عن الرجل الذى صار من أقطاب ثورة 1919 وخطيبها المفوه بقول عن عائلة القاياتى  إن نسبها يرجع إلأى الجد الأكبر الشيخ شمس الدين القاياتى  قاضى قضاة مصر فى العصر المملوكى

الذى تولى القضاء خلفاً للشيخ أبو الحجر العسقلانى وكان من أكبر قضاة مصر قى هذا العصر وذلك فى عام 1398 لكنه رفض أن يحوز منصب جده عندما أمر السلطان فؤاد الأول فيما بعد

بتولية القضاء خلال أحداث ثورة 1919 ورفض أن يرتدى عباءة التشريف للسلطان قائلاً إن القاضى لا يتبع إلا نفسه وليس السلطان ولقد أخذ الحمية التاريخية عن جده الأكبر الشيخ عبد اللطيف القاياتى فهو أحد القادة العظام فى التاريخ المصرى والذى نوه أليه الكثير من المؤرخين ومنهم الجبرتى فقد كان قائد التنظيم الشعبى ضد الحملة الفرنسية فى وسط الصعيد

خاصة فى قرية القايات  وكان قد رفض تسليم قرية القايات للفرنسيين فحكم عليه بالأعدام فقام أقباط القرية بإلباس الأفراد زى الشيخ وأمروه بأن يبتعد ويختفى عن الأنظار

وبالفعل حدث ذلك وكان غاضباً جداً وقال لهم لقد حرمتمونى من نيل الشهادة وذلك كان عام 1798 ويذكر إن الشيخ مصطفى القاياتى ورث منزل جده  وجعله أيضاً مكاناً لتجمع مشايخ الأزهر الشريف واجتمع الزعيم سعد زغلول بالشيخ مصطفى القاياتى فى أحد غرف البيت وقد سكن فى البيت خلال القرن التاسع عشر الشيخ محمد عبد الجواد القاياتى

وذلك فى الفترة مابين 1838_1902 وأخيه الشيخ أحمد القاياتى  وكانا من علماء الأزهر الشريف اللذان شاركا فى أحداث الثورة العرابية وبعد أن أحتل الأنجليز مصرقٌبض على زعماء الثورة

ونفى الأخوين من عائلة القاياتى إلى بيروت لمدة أربع سنوات وهناك قام بتأليف كتابه الشهير عن ملامح التغير الأجتماعى فى بلاد الشام بعنوان نفحة البشام فى رحلة الشام

ويقول الخالدى ومما يتناقله ورثة القاياتى إن البيت سُجل كأثر فى عام 1961 ثم خرج من هذا التصنيف فى أواخر الستينات  وإن الأخوين محمد وأحمد عبد الجواد طلبا أن يتملكا البيت وعرض الأمر على قاضى قضاة مصر حضره صلاح بك الشاموطى ووافق على البدل مقابل 300 فدان بأحد قرى محافظة المنيا

وقد أنجب أحمد عبد الجواد القاياتى ولده مصطفى فى قرية القايات بمركز العدوة بمحافظة المنيا وحضر للدراسة بالأزهر وسكن فى بيت القاياتى الذى جمع الكثير من أهل العائلة

وأغلبهم من شيوخ الأزهر واشعراء والساسة وكان البيت ملتقى لأهل العلم والأدب كالسابق ولا يزال يأتى أليه أبناء من عائلة القاياتى من المنيا إلى الآن وحصل مصطفى على شهادة العالمية من الأزهر وعُين مدرساً بالأزهر وأشتهر بنزعته الوطنية  وأسس مع زملائه خلال درااسته  جمعية مكارم الأخلاق

وأسس جمعيات كثيرة منها الأجتماعية والدينية أخرى ولنبوغه أُنتدب فيما بعد لتدريس اللغة العربية وآدابها وتاريخها بالجامعة المصرية ويقول الخالدى

إن الدور الذى لعبه القاياتى فى تبادل الخطب مع القس سرجيوس فى الجامع الأزهر بينما يخطب الشيخ مصطفى القاياتى فى الكنيسة المرقسيةبكلوت بك كان مؤثراً لدرجة أنه ترتب على هذه الخطب أن أعتقلت سلطة الأحتلال البريطانى الشيخ مصطفى والقس سرجيوس وتم نفيهما معاً إلى معسكر الجيش الأنجليزى فى رفح

وذلك لإبعادهما عن القاهرة العاصمة وظللا فى المنفى حتى تم الأفراج عنهما بعد ذلك ليصبحا رمزاً من رموز السياسة وثورة 1919 ويذكر إن الشيخ الثائر مصطفى القاياتى

قد أسندت أليه رئاسة الجماعة التى ألفها المتظاهرون فى ثورة 1919 لحفظ النظام أثناء سير المظاهرات ومُيز أصحابها بأشارات بيضاء حول أذرعهم لتميزهم عن غيرهم وأليها يرجع الفضل فى تنظيم المظاهرات والأبتعاد بها عن الأعتداء على الأموال والمؤسسات والأنفس وكان منهم من يحمل القرب لإطفاء ظمأ المتظاهرين

وكان الجمهور يستجيب لنداءاتهم طواعية وتوعدت السلطة الأحتلال البريطانية أن من ينتمى لهذه الجماعة سيتم أعتقالهم ومحاكمتهم

وذلك فى أبريل من عام 1919 ويختم الدكتور صالح الخالدى أنه كان طيباً ووطنياً ثائراً ضرب نموزجاً لمعنى الوجدة الوطنية فلم يعبأ بمنصب ولم يخف من سلطان وقف فى وجه الأنجليز وخرج فى تظاهرات ضدهم وخطب على منبر الأزهر وفى الكنيسة ليلهب مشاعر المصريين بجميع طوائفهم  بما وهبه الله من موهبة الخطابة  وبلاغة اللسان  وجاهد كثيراً فى سبيل نجاح هذه الثورة

مسجد القاياتى الأثرى :

مسجد القاياتى مسجد عتيق ويعتبر هذا المسجد من أقدم المساجد فى محافظة المنيا بمصر ويرجع تاريخه إلى العصرالمملوكى

ويتميز بطراز معمارى يبهر الناظرين تم إنشاؤه عام 1250م ويبلغ عمر المسجد نجو 500 سنة أنشىء المسجد فى عام 1250 ميلادياً

على يدالجد الأكبر الشبخ عبد اللطيف القاياتى قاضى قضاة مصر فى العصر المملوكى ويقع بقرية القايات بمركز العدوة شمال المنيا

والمسجد يضم قبة ضريحية وساحة للصلاة ومنبر من أندر المنابر حيث لا يوجد إلا قطعتين فقط على مستوى العالم من بينها منبر المسجد موضوع البحث والقطعة الأخرى موجودة فى المسحد الكبير باى صوفيا بتركيا حيث يضم المنبر 3 ألاف قطعة من الأرابيسك المعشق دون مسمار وبه باب جرار بالأضافة إلى دكة المبلغ

وتستخدم فى بعض الأوقات مصلى للسيدات وساحة المسجد تتجاوز 800 متر ويقول الدكتور صالح الخالدى زوج حفيدة الشيخ مصطفى القاياتى

إن المسجد تعرض لمتغيرات طبيعية مثل زلزال 1992 مما تسبب فى إنهيار مأذنة المسجد وتم أستبدالها بأخرى حديثة مطالباً هيئة الآثار الإسلامية بالتدخل لإنقاذ المسجد الأثرى من الأنهيار يتسم مسجد الشيخ عبد اللطيف القاياتى

المعروف باسم مسجد القاياتى بجمال التقسيم وبديع الصنع لما يحتويه من عناصر زخرفية هندسية ومعمارية فقد بنى على الطراز العثمانى

ويصنف بأنه المسجد الوحيد فة محافظة المنيا الذى يضم مجموعة معمارية متمثلة فى المسجد حيث يستقر المسجد فوق تل مرتفع من الرديم فى مركز العدوة فى محافظة المنيا  ولقد تم أدراجه فى عداد الآثار حديثاً عام 1993 ميلادياً فيما يحتوى المسجد على

ضريح السيد عبد اللطيف بن عبد الجواد الذى ينتهى نسبه إلى الصحابى الجليل أبو هريرة رضى الله عنه وتتميز المجموعة المعمارية لمسجد القاياتى

إنها بنيت على تل مرتفع من الرديم وهو عبارة عن ضريحين ومضيفة يفصل بين هذه المجموعة صحن أوسط عبارة عن فتحه معقودة بعقد نصف دائرى يغلق عليه

مصراعين من الخشب ويؤدى إلى أستطراق مستطيل مكشوف والذى يصل إلى صحن المجموعة ونجد على اليمين المضيفة واليسار قباب الأضرحة وفى المقدمة نجد المسجد يطل على الصحن بواجهته الرئيسية فيما يقع منبر المسجد على اليسار

والمنبر مصنوع من الخشب المزخرف بزخارف هندسية عبارة عن نجوم ثمانية الأطراف وأشكال مثلثات وتقع دكة المبلغ بالرواق الغربى للمسجد والمصنوعة من الخشب

يصعد إليها بدرجات تستخدم قديماً لتبليغ الناس بحركات الإمام وتحتوى المقصورة الخاصة بالشيخ القاياتى على شمعدانات نحاسية ويغطى الضريح بقبة مضلعة وزُخرفت الواجهة الغربية للمسجد بزخرفة منحوتة على شكل أوراق نباتية

ويعلو باب المسجد عنب خشبى عليه كتابة غائرة يذكر فيها تاريخ وفاة القاياتى وعلى جانبيها وأسفلها زخارف هندسية محفورة بالأضافة إلى ضريح الشيخ مصطفى القاياتى

وهو أحد أحفاده ويتميز مسجد القاياتى بمساحته الكبيرة المليئة بالكثير من الأعمدة المصنوعة من الرخام الأبيض كما تتميز الواجهة الرئيسية بزخارف وصفوف من المقرنصات ذات الدلايات بالأضافة إلى العتب المزخرف بزخارف هندسية يعلوها حشوة مستطيلة بارزة عليها كتابات قرآنية بخط النسخ

إلى جانب الواجهات الباقية والمأذنة المستحدثة وبرغم ما يتميز به المسجد من العمارة الأسلامية من جمال يلفت النظر ويدل على عبقرية ربط المسجد بالجمال الروحانى

وليس الإنشائى فقد إلا أنه مُهمل فقواعد الأعمدة بها رطوبة وشروخ وعقد من العقود به شرخ فاصل فى منتصفه قابل للسقوط فالمسجد يئن ويعانى على مر العصور ولا مستجيب وقد أعتمد فى البناء على الزخرفة الأسلامية ومازالت موجودة إلى الآن ويضم قبة ضريحية وساحة للصلاة ومنبراً من أندر المنابر حيث لا يوجد منها إلا قطعتان

من بينهما منبر مسجد الشيخ القاياتى والآخر فى المسجد الكبيرفى أى صوفيا بتركيا ويضم المنبر 3 ألاف قطعة من الأرابيسك المعشق

دون مسامير وبه باب جرار وساحة المسجد تتجاوز 800 متر ويوجد يجوار المسجد المقر الشتوى وهو مكان لإلقاء الدروس كما يوجد به عمود من المرمر بتاج رومانى ويتسم مسجد الشيخ عبد اللطيف القاياتى  بجمال التقسيم

وكذلك يتسم ببديع الصنع  لما يحتويه من عناصر معمارية محلاه بالفنون الزخرفية والهندسية تبهر الناظر أليها كما أنه يصنف بأنه المسجد الوحيد فى محافظة المنيا

الذى يضم مجموعة معمارية عريقة من الدراز المملوكى والعثمانى غير إن المسجد يستقر المسجد فوق تل مرتفع من الرديم ولقد تم  إدراحه فى عداد الآثار حديثاً فيما يحتوى المسجد على ضريح السيد عبد اللطيف عبد الجواد الذى ينتهى نسبه إلى الصحابى الجليل أبو هريرة رضى الله عنه

أسرار بناء مسجد القاياتى :

يحكى إن الشيخ عبد اللطيف القاياتى الجد الأول لعائلة القاياتى والذى ينتمى نسبه للصحابى الجليل أبو هريرة فقد قرر إنشاء مسجد يضم جبانة

داخل ديوان العائلة الكبير عائلة القاياتى الذي يضم أيضا مدرسة لتعليم القراءة والشعر والآدب كانت في بعض الأوقات مضيفه لبعض الأشخاص البارزين

وكذلك غرباء المدينة يقع المسجد بقرية “القايات بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي  وكما ذكرنا من قبل إن المسجد يعد الآثر الإسلامي الوحيد بمركز العدوة  إذ يتعدي عمر إنشائه 500عام  ويعود بنائه للعصر المملوكي وتحديدا لعام 1258من الهجرة

وللمسجد تصميم فريد كونه يتخذ تخطيطا تعامديا متأثرا بتخطيط الكنائس ذات التقسيم المربع  ولا عجب في ذلك حينما نكشف أنه تم الإستعانة بحجارة أحد الأديرة في بنائه

بالإضافة للزخارف الإسلامية النادرة فيقول الدكتور صالح الخالدى متحدثا عن كواليس إنشاء مسجد القاياتي التاريخية والمسجد يعد من أقدم مساجد شمال الصعيد والمنيا

وخطط علي النظام العثماني رغم إنشائه في العهد المملوكي وذلك  بعدما تم إسناد تصميم المسجد إلي أحد المهندسين الأتراك  فقد تم جلب الحجارة التي تم بناء المسجد بها

من دير الأنبا صموئيل الواقع بالطريق الصحراوى الغربى علي بعد 38 كيلو غرب مدخل مدينة الفشن ببني سويف  حيث كانت بواقي أحجار سقطت من الدير بعد أن قام الشيخ عبد اللطيف بإستئذان القساوسة والرهبان هناك وتم نقلها بالجمال إلي القايات لذا عند مشاهدتك للمسجد ستلاحظ أن الشكل رسم كأنه صليب

وذلك بعدما تم نقل حجارة بوابة الدير والتي كانت ملقاة علي الأرض  وتم الإحتفاظ بشكله الأصلي مربع متداخل ولم يقم عائلة القاياتى بتغييره حتى الآن

وعندما قام مهندس المعمار التركي بتخطيط أماكن الحفر علي ربوة مرتفعة وإستأذن المشايخ في الرحيل ويأتي بعد إنتهاء عملية حفر الأساس التي قدرها بنحو شهرين

فوافق المشايخ وطلبوا إستضافة المهندس بدار القاياتي لمدة 24ساعة تعبيرا عن شكرهم له وفي هذه اللحظات

قرر كبار العائلة دعوة أحبائهم من البلاد المجاورة للمشاركة في حفر أساسات المسجد فهب الأهالي من كل بلدة مجاورة وقسموا أنفسهم إلي مجموعات وقامت كل مجموعة بالمشاركة في أعماق الربوة المراد تأسيس المسجد عليها  وأضاف الراوى أنه في صباح اليوم التالي إستأذن المهندس بالرحيل

فطلبوا منه المشايخ الإنتظار حتي تناول طعام الغداء  فغضب المهندس لكنه رضي بالبقاء وبعد تناول وجبة الغداء طلب منه المشايخ أن يذهب إلي المكان الذي سيقام عليه المسجد

فتعجب المهندس لكنهم قالوا له ألق نظرة أخيرة علي الموقع قبل الرحيل  وعندما ذهب المهندس لموقع الحفر أصيب بالصدمة عندما رأي أن جميع الأساسات التي قدرها بمسيرة عمل شهرين قد تم حفرها في يوم وليلة حتي قال لهم هذا من عمل الشيطان  فلما وجد أثار أقدام الأهالي

الذين شاركوا في إنهاء الحفر إذ شارك في هذا العمل الجبار آلاف المواطنين من أهل القرية الرائعة فقرر المهندس البقاء بقرية القايات

وعدم الرحيل حتي إنهاء بناء وتشييد المسجد ويلاحظ إن مقدمة ضريح مسجد القايات قد سجل عليه بالكتابة  بيتان من الشعر رفيع المستوى .. يا زائرا هذا المقام لك الرضا .. ففيه همام مثله لا يوجد .. دعاه إله العرش لبى مؤرخا  بظهر البقاء عبد اللطيف مخلد

منزل الشيخ مصطفى القاياتى :

على بعد أمتار على اليمين داخل باب زويلة يقع منزل الشيخ مصطفى القاياتى خطيب ثورة 1919 المنزل مسجل كأثر برقم 368 بمسمى منزل اللألايلى والقاياتى وقد أنشأه في الأصل

الأمير سليمان أغا ططر القسطنبولى عام 1232هـ 1816م وكان البانى الأول للمنزل سليمان أغا ططرا أى سفيراً لمحمد على باشا والقسطنبول

وهى ولاية بالأناضول وقد توفى سليمان أغا  عام 1261 هجرية _ 1845 ميلادية وبعد وفاته تتابعت ملكية المنزل إلى أن وصلت إلى حليمة بنت الشيخ عبد الجواد بن عبد اللطيف القاياتى المتوفى عام 1287 هجرية / 1870 ميلادية والشيخ عبد اللطيف القاياتى

له مسجد أثرى فى قرية العدوة بالمنيا باق حتى الآن جعلت حليمة الشبخ محمد القاياتى ناظراً ومباشراً على المنزل المذكور وصار منزل القاياتى فى عهد كبيرهم حسن القاياتى

صالون أدبى وملتقى للعلماء والمثقفين وكان مسطح المنزل يبلغ 517 متراً وقد تم إزالة أجزاء كبيرة منه للمنفعة العامة وهى الواجهة الرئيسية المطلة على الدرب الأحمر

وأبقيت على الواجهة الحالية داخل عطفة الحمام وقد سكن هذا المنزل خلال القرن التاسع عش كذلك الأخوين محمد وأحمد عبد الجواد القاياتى  وكانا من علماء اأزهر الشريف

الذين شاركوا فى أحداث الثورة العرابية وقد تم القيض عليهما ونفيهما إلى بيروت وكما ذكرنا من قيل  أن يمتد نسب الشيخ مصطفى القاياتى إلى الشيخ شمس الدين القاياتى قاضى قضاة مصر عام 1398 م خلفاً للأمام حجر العسقلانى فى العصر المملوكى  وكذلك نسبه فيما بعد إلى الشيخ عبد اللطيف القاياتى

ويقال إن نسبه يمتد للصحابى أبو هريرة رضى الله عنه وقد قاد الشيخ عبد اللطيف عام 1798 م المقاومة ضد الحملة الفرنسية فى الصعيد الأوسط وتعود أصول الشيخ مصطفى القاياتى إلى قرية القايات مركز العدوة بمحافظة المنيا وهو الشيخ الذى كان يتبادل الخطب الحماسية مع القس سرجيوس فى الأزهر الشريف والكنيسة المرقصية بكلوت بك   واللذان تم أعتقالهما ونفيهما بعيداً عن القاهرة إلى معسكر الجيش الأنجليزى فى رفح لمدة أربع شهور قبل الإفراج عنهما بواسطة النقراشى

قرية القايات حديثاً :

وللقايات نجاحات عديدة منها ما هو متعلق بصناعة منتاجات جريد النخيل والذى يتحول إلى تحف تغزلها أنامل أهل القرية من الفتايات والشباب والصغار والكبار لتصبح مركزاً مهماً للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر

وتجربة القايات حققت نجاحاً ملحوظاً فى إطلاق مبادرة نشر الصناعات الصغيرة القائمة على خامات النخيل والتى كانت فكرتها عبارة عن تحويل جريد نخيل البلح إلأى أخشاب عبر ماكينات أخترعها قسم الأنتاج بجامعة القاهرة من خلا أستغلال مصدر الطبيعة البسيط ليكون مصدر رزق لأهالى تلك القرى التى تعانى الفقر والبطالة

ومعروف إن النخيل له فوائد عدة فمن جريده تصنع الأخشاب بعد تقليمها ويصنع منه الكراسى والطاولات وبعض أغراض الأثاث الأخرى وتستخدم ألياف النخيل فى عمل الحبال وقرية القايات بها مصنع لتصنيع خشب الباركيه والذى تم إنشائه بعد توصل باحثون وعاملون فى القرية لطريقة من أجل تحويل جريد النخيل إلى مجموعة متنوعة من المنتاجات البديله للخشب مثل  ألواح الأرضيات الباركيه  والأدوات المنزلية  فجاءت فكرة المشروع والتى تتضمن إزالة الإنحناءات من الجريد وذلك بوضعه فى ماكينة ضغط تقوم بكبسه عدة مرات لتخرج فى النهاية لوحاً خشبياً متماسكاً وقوياً


عن Madeha Genady

Madeha Genady
مصر كما رأيتها و أحيا على أرضها و أرتوى من نيلها -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مصر التي في خاطري وفي فمي ........ أحبها من كل روحي ودمي ......... ياليت كل مؤمن بعزها ......... يحبها حبي لها ......... بني الحمى والوطن ......... من منكم يحبها مثلي أنا

شاهد أيضاً

مسجد بارسباي

مقدمة : فى عهد سلطنة المماليك فى مصر كان واضحاً ازدهاراً الفن الإسلامي وخاصة في ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *