أحدث المقالات

الجامع الأزهر


الجامع الأزهر  هو من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي. وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة، وقد أنشئ على يد جوهر الصقلي عندما تم فتح القاهرة 970 م، بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاءء الفاطميين بمصر، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ – 970م، وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 هـ – 972 م،فهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرة المدينة التي اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر. وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمناًبفاطمة الزهراء ابنةالنبي محمد  صلَ الله عليه وسلم ، وإشادة بذكراها.

 ويعتبر المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين. وقد اعتبرت جامعة الأزهر الأولى في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة، أو القانون الإسلامي.

تم تأسيس جامعة متكاملة داخل المسجد كجزء من مدرسة المسجد منذ إنشائه، وأصبحت رسميا جامعة مستقلة في عام 1961، في أعقاب ثورة يولية سنة 1952  .

وفى عهد الملك الناصرصلاح الدين الأيوبي والسلاطين الأيوبيون السنيين الذين جاءوا  من بعده لم يظهروا أهتمامهم بالجامع الأزهر الشريف تماماً  ،فتجنبوا الأزهر على مدى تاريخ طويل، وقد تم إهمال المسجد بالتناوب وبشكل كبير؛ لأنه تأسس باعتباره مؤسسة لنشر المذهب الأسماعيلى  ، كما  منع إقامة صلاة الجمعة به ،  ثم مارسوا  تغيرات  حتى  وصلوا به لأن يتحول إلى ما هم عليه من مذهب فجعلوه  جامعاً سنيا.طبقاً للمذهب السنى وأوقفت عليه الأوقاف وفتح لكل الدارسين من شتي أقطار العالم الإسلامي. وكان ينفق عليهم ويقدم لهم السكن والجراية من ريع أوقافه. وكانت الدراسة والإقامة به بالمجان. وقد تم أنتقاص  مكانته باعتباره مسجد شيعي ، وحرمان الطلبة والمدرسين في مدرسة الجامع من الرواتب.

وفي 17 ديسمبر 1267 أقيمت صلاة الجمعة لأول مرة بالجامع الأزهر في عهد الظاهر بيبرس سلطان مصر، بعد أن انقطعت فيه نحو قرن من الزمان على يد صلاح الدين

في عهد السلطنة المملوكية تم عكس هذه التحركات، حيث بلغ الاهتمام بالأزهر ذروته، وكان ذلك بمنزلة العصر الذهبي للأزهر، وقاموا بالعديد من التوسعات والتجديدات التي طرأت على البنية  التحتية للمسجد، كما أظهرالحكام  الكثير من الإهتمام والاحترام للمسجد، وقدمت المساعدات المالية  إلى المسجد بغرض الصيانة .

و لا يزال الأزهر مؤسسة لها تأثير عميق في المجتمع المصري ورمزاً من رموز مصر الإسلامية.

التسمية

تأسست مدينة القاهرة بواسطة جوهر الصقلي، وهو قائد فاطمي رومي من أصل يوناني من جزيرة صقلية، وأطلق عليها اسمالمنصورية، وأعدت المنصورية لتكون مقراً للخلافة الفاطمية المتواجدة في تونس، وقد استخدم المسجد لأول مرة في عام 972، وسُمّي في البداية بجامع المنصورية، نسبة إلى المدينة التى أسسها جوهر الصقلى .

مع دخول الخليفة المعز لدين الله لمصر قام بتسمية المدينة بالقاهرة، وهكذا أصبح اسم المسجد جامع القاهرة،

وقد اكتسب المسجد اسمه الحالي، الأزهر، في وقت ما بين الخليفة المعز، ونهاية عهد الخليفة الفاطمي الثاني في مصر العزيز بالله،

وقد سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون.

الأزهر فى عصر الدولة الفاطمية

الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، ، قام بغزو مصر عن طريق قائد قواته جوهر الصقلي، الذي نجح في انتزاعها من سلالة “إخشيديون”، وقد  أشرف جوهر على بناء المركز الملكي “للخلافة  الفاطمية” وجيشها، وقد بني الأزهر كقاعدة لنشر مذهب الشيعة الإسماعيلية،الذي ويقع الجامع بالقرب من مدينة الفسطاط السنية، وقد أصبحت القاهرة مركزا للطائفةالإسماعيلية الشيعية، ومركز للدولة الفاطمية.

 وقد بدأ العمل في بناء المسجد فى 4 أبريل، 970  وقد تم الانتهاء من البناء  في عام 972، وعقدت أول صلاة الجمعة في 22 يونيو 972 خلال شهر رمضان.

سرعان ما أصبح الأزهر مركزا للتعليم في العالم الإسلامي، وأصبحت التعاليم السرية سابقا من المذهب الإسماعيلي (كلية القانون)) متاحة لعامة الناس،  وقد عين المعزالقاضي النعمان بن محمد القاضي، مسؤولا عن تدريس المذهب الإسماعيلي، وقد كانت بعض الفصول تدرس في قصر الخليفة، وكذلك في الأزهر، مع دورات منفصلة للنساء، وخلال عيد الفطر عام 973، تم ترسيم المسجد كمسجدا لصلاة الجماعة الرسمي في القاهرة بأمر من الخليفة،، المعز وابنه عندما أصبح بدوره الخليفة، جعلوا خطبة الجمعة خلال شهر رمضان في الأزهر.

كما أصبح ، الأزهر مركزا رئيسيا للتعليم في القانون الإسلامي في عام 988،  وفي السنة التالية، تم توظيف 455 عالم لإعطاء الدروس، وإرساء الأساس لما يمكن أن يصبح الجامعة الرائدة في العالم الإسلامي.

وتم توسيع المسجد أثناء حكم الخليفة العزيز (975–996). فقد قام  بترميم المسجد وتوفير باب خشبي جديد في عام 1010. و في عهد المستنصر،  تم تنفيذ إضافات وتجديدات على المسجد، وقداضيفت الكثير من التجديدات في عهد الخلفاء الفاطميين الذي أتو من بعده.

في البداية كان الأزهر يفتقر لمكتبة التي أنشئت في وقت لاحق من تشييده، وقد وهبت للأزهر من قبل الخليفة الفاطمي في 1005، الآلاف من المخطوطات التي شكلت الأساس لمجموعتها، وأصبح الأزهر مؤسسة سنية بعد ذلك بوقت قصير.

الأزهر فى عصر الدولة الأيوبية

كان صلاح الدين الأيوبي الذي أطاح بالفاطميبن عام 1171 معادياً لمبادئ التعاليم الشيعية التي طرحت في الأزهر أثناء الخلافة الفاطمية، وقد أهمل المسجد خلال حكم السلالة الأيوبية لمصر، وحُظرت الصلاة فيه بواسطة صدر الدين بن درباس، وهو قاضي عين من قبل صلاح الدين الأيوبي، والسبب في أصدار هذا المرسوم قد يكون تعاليم الشافعي بتحريم الصلاة في بلد واحد يقيم خطبتين،  أو عدم الثقة في مؤسسة شيعية سابقة لمؤسسةة سنية جديدة،

بالإضافة إلى تجريد الأزهر من مركزه كمسجد صلاة الجماعة، أمر صلاح الدين الأيوبي أيضا إزالة شريط فضة أدرجت فيه أسماء الخلفاء الفاطميين عليه من محراب المسجد.  ولم يتجاهل صلاح الدين الأيوبى  صيانة المسجد فقد قام بترميم أحدى  مآذن المسجد أثناء حكمه .

كما تعرض  مركز التدريس في المسجد،  ومكتبة الأزهر  للإهمال، ودمرت مخطوطات تعاليم الفاطمية التي عقدت في الأزهر،كما شجع الأيوبيون تدريس الفقه السني في المدارس التي بنيت في جميع أنحاء القاهرة، وأثر ذلك علىالأساتذة الذين قد ازدهروا في ظل الفاطميين مما أضطروهم  إلى البحث عن وسائل أخرى لكسب عيشهم.

ومع ذلك ظل الأزهر مركز فقه اللغة العربية، ومكاناً للتعليم طوال هذه الفترة، في حين أوقف النظر في فصول الدراسية الرسمية، كما ألقيت الدروس الخاصة في المسجد، ويوجد تقارير تفيد بأن أحد علماء،درس عددا من المواضيع مثل القانون والطب في الأزهر، ،، ولم تكن هذه الكليات قد أنشئت في مصر وقت فتح صلاح الدين، وقد بنيت الكليات الست والعشرين في مصر، بينها المدرسة الصالحية خلال عهد صلاح الدين والحكام  الأيوبيين الذين أتوا من بعده.

اعتمد الأزهر في نهاية المطاف الإصلاحات التعليمية التي فرضها صلاح الدين على غرار نظام الهيئة التدريسية، وتحسنت حظوظه في عهد المماليك، الذين أعادوا رواتب الطلاب ورواتب الشيوخ (أعضاء هيئة التدريس).

الأزهر فى عصر الدولة المملوكية

تم إعادة تأسيس الصلاة في الأزهر أثناء حكم المماليك بأمر من السلطان بيبرس في 1266، التي كانت قد حرمت في عهد صلاح الدين بسبب التعاليم الشافعية، التي ينتمي إليها صلاح الدين ويليه الأيوبيين، تنص على أنه مسجد واحد فقط ينبغي أن يستخدم لإلقاء خطبة الجمعة في المجتمع، أما المذهب الحنفي، التي ينتمي إليه المماليك، لم يضع أي قيد من هذا القبيل، ومع التوسع السريع في القاهرة، والحاجة إلى مساحة المسجد سمح السلطان بيبرس إلى تجاهل تاريخ الأزهر، واستعاد المسجد شهرته السابقة. وقد أمر السلطان بيبرس وسلاطين المماليك، بعودة رواتب للطلاب والمعلمين، فضلا عن بداية العمل لإصلاح مسجد الأزهر، الذي أهمل منذ ما يقرب من 100 سنة.  ،  وألقيت الخطبة الأولى منذ عهد الخليفة الفاطمي الحاكم، وقد وقع ذلك في 16 كانون الثاني/يناير 1266،

وقد تسبب زلزال عام 1302 بأضرار كبيرة لحقت بالأزهر وعدد من المساجد الأخرى في جميع أنحاء الأراضي المملوكية. وتم إعادة الأعمار والأصلاحات التى كانت  الأولى منذ عهد بيبرس،  وبعد سبع سنوات تم بناء المدرسة الأقبغاويه، على طول الجدار الذي يقع في الشمال الغربي من المسجد، وتمت إزالة أجزاء من جدار المسجد لاستيعاب المبنى الجديد، وبدأت أشغال بناء مدرسة أخرى، سميت بالمدرسة الطيبرسية في 13322-1333. وقد اكتمل هذا المبنى في 1339-1340، وبني أيضا هيكل للمسجد، ونافورة للوضوء.وقد بنيت كل المدارس والمباني المكملة للأزهر، بمداخل وقاعات صلاة منفصلة.

على الرغم من أن المسجد قد استعاد مكانته في القاهرة في عهد المماليك، إلا أن أعمال التصليح والعمل الإضافي، أستمرت وقد تغير هذا في ظل حكمالظاهر برقوق، أول ملوك مماليك الشركس، الذي أولى استئناف الرعاية المباشرة خلال نهاية حكم المماليك. وأدخلت تحسينات وإضافات من قبل السلاطين قايتباي وقنصوه الغوري، كل واحد منهم أشرف على العديد من الإصلاحات وبناء المآذن وقد كانت هناك منافسة بين السلاطين فى التحسينات والأضافات التى يتم عملها فى المسجد . وينظر إليها على أنها رمز القوة والطريقة الأكثر فعالية في تدعيمه لمنظر مدينة القاهرة، وتمنى كل سلطان أن تكون له لمسة مرموقة في الأزهر

على الرغم من أن مسجد الأزهر كان جامعة رائدة في العالم الإسلامي واستعاد الرعاية الملكية السامية، إلا أنه لم يتفوق على المدارس الأخرى، كمكان مفضل للتعليم بين النخبة في القاهرة. واستمرت سمعة الأزهر بوصفه مكانا مستقل عن التعليم، في حين أن المدارس الدينية التي تم بناؤه خلال حكم صلاح الدين الأيوبي كانت مندمجة تماما في النظام التعليمي للدولة. واستمر الأزهر في جذب الطلاب من مناطق أخرى في مصر والشرق الأوسط،

في القرن الرابع عشر، حقق الأزهر مكانة بارزة بإعتباره مركز لدراسات القانون واللاهوت واللغة العربية، وأصبح قبله الأنظار للطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.و كان ينظر إليه كقلعة للعلماء في نهاية عهدالمماليك.

الأزهر فى عصر الدولة العثمانية

خلال بداية عهد الخلافة العثمانية في سنة 1517، وعلى الرغم من فوضى معركتهم للسيطرة على مدينة القاهرة، أظهر الأتراك احتراما كبيرا للمسجد وكليته، على الرغم من توقف الرعاية الملكية المباشرة له، فقد حضر إلى الأزهر  السلطان سليم الأول، أول حاكم عثماني لمصر،  لصلاة الجمعة،  .كما حضر الأمراء العثمانيين بانتظام لصلاة الجمعة في الأزهر، ولكن نادرا ما يتم تقديم الدعم لصيانة المسجد، على الرغم من أنهم وفروا رواتب للطلاب والمعلمين،، على نقيض عهد المماليك التي أجريت فيه الكثير من التوسعات والإضافات.

على الرغم من هزيمتهم على يد سليم الأول والعثمانيين في عام 1517، ظل للمماليك تأثير خاص في المجتمع المصري، ليصبحوا بايات(“مشايخ”)، تحت السيطرة العثمانية،

وقد عانى المماليك من خسائر – اقتصادية وعسكرية على حد سواء – في أعقاب انتصار العثمانيين، وهذا ينعكس في عدم وجود المساعدات المالية المقدمة إلى الأزهر في أول مئة عام من الحكم العثماني. وفي القرن الثامن عشر، استطاع نخبة من المماليك باستعادة الكثير من نفوذهم، وقاموا على وجه التحديد في تقديم تجديداتت عديدة في جميع أنحاء القاهرة والأزهر.

وقد قام المماليك ، بالعديد من الإضافات والتجديدات في وقت مبكر من القرن 18. وتحت إدارته، تمت إضافة رواق للطلاب المكفوفين في سنة 1735. وقام أيضا بإعادة بناء أروقة تركية وسورية، وكلاهما قد بنيت في الأصل في عهد قايتباي.

وتعتبر هذه بداية لأكبر مجموعة من التجديدات يمكن القيام بها، نظراً للتوسعات الكبيرة التي أجريت على يد عبد الرحمن كتخدا، وقد عين كتخدا (رئيسا للإنكشارية) في 1749، وشرع في عدة مشاريع في جميع أنحاء القاهرة والأزهر. وتحت إدارته، بنيت ثلاث بوابات جديدة: أولهما باب المزينين (بوابة الحلاقين)،حتى اسمه لأنه سيتعين على الطلاب حلق رؤوسهم خارج البوابة، التي أصبحت في نهاية المطاف المدخل الرئيسي للمسجد؛ وثانيهما  باب الصعايدة، وكان هذا  المسمى لشعب مصر العليا، وفي وقت لاحق، أنشئ باب الشربة (بوابة حساء)، من حساء الأرز وهو من الأغذية التي هي غالباً يتم تقديمها إلى الطلاب،  وتم إضافة قاعة للصلاة في جنوب المكان الأصلية، وتم أيضا مضاعفة حجم المساحة المتاحة للصلاة. وقام كتخدا أيضا بتجديد أو إعادة بناء العديد من الأروقة التي تحيطط بالمسجد. ودفن ضريح كتخدا في الأزهر؛ في عام 1776، وأصبح كتخدا الشخص الأول (والأخير) الذي يدفن داخل المسجد منذ نفيسة البكرية، التي توفيت حوالي عام 1588.

خلال الفترة العثمانية، استعاد الأزهر مركزه كمؤسسة يفضل التعلم بها في مصر، متجاوزة المدارس الدينية التي وضعها صلاح الدين الأيوبي، ووسع الأزهر بشكل كبير من طرف المماليك. وبنهاية القرن الثامن عشر، أصبح الأزهر مرتبط ارتباطاً وثيقا بعلماء مصر، وقد كان للعلماء القدرة على تأثير على الحكومة بصفة رسمية، مع عدة شيوخ عينوا للمجالس الاستشارية  هذه الفترة شهدت أيضا تم إدراج دورات تعليمية لتدرس بعض العلوم في الأزهر،  ضمت الفلسفة والمنطق في المناهج الدراسية.وخلال هذه الفترة، شهد الأزهر أول رئيس للجامعة  ليس من مذهب المالكي وهو عبد الله الشبراوي، التابع للمذهب الشافعي،الذي قد تم تعيينه رئيسا للجامعة، وقد انتظر اتباع مذهب المالكي منصب رئيس الجامعة حتى عام 1899 عندما تم تعيين سالم البشري لهذا المنصب.

كان الأزهر أيضا بمثابة نقطة محورية للاحتجاجات ضد الحكم العثماني لمصر، سواء من داخل العلماء ومن بين عامة الناس. وكانت هذه الاحتجاجات الطلابية التي عقدت في الأزهر شائعة بين عامة الناس، وقد أغلقت المحلات التجارية في محيط المسجد أحيانا تضامنا مع الطلاب،  كما كان أيضا العلماء في بعض الأحيان قادرين على تحدي الحكومة.

الحملة الفرنسية

قام نابليون بغزو مصر في شهر  يوليو 1798، ليصل إلى الإسكندرية يوم 2 يوليو وبعد ذلك أنتقل نابليةن بونابرت ومن معه  إلى القاهرة يوم 22 يوليو،وفي محاولة لاسترضاء الشعب المصري والإمبراطورية العثمانية، ألقى نابليون خطابا في الإسكندرية والذي أعلن فيه عن مدى احترامه للإسلام والسلطان:

في 25 تموز أنشأ نابليون ديوان يتكون من تسعة شيوخ الأزهر المكلفين بإدارة القاهرة، وهي أول هيئة رسمية تكونت من المصريين منذ بدايةالحكم العثماني حين ذاك الوقت   وهذه الممارسة لتشكيل مجالس وضعت بين أيدي علماء المدينة، وشكل أول مجلس في الإسكندرية، وشمل لاحقا جميع أنحاء مصر الخاضعة للإحتلال الفرنسي، وقد سعى نابليون أيضا لفتوى من أئمة الأزهر، التي من شأنها تنص بجواز الولاء لنابليون بموجب الشريعة الإسلامية، لكنن  بدون جدوى.

وباءت جهود نابليون الفاشلة للفوز على المصريين والعثمانيين ؛ وقد أعلنت الإمبراطورية العثمانية الحرب في 9 سبتمبر 1798، وبدأت ثورة ضد القوات الفرنسية من الأزهر في 21 أكتوبر 1798، وقام المصريون المسلحين بالحجارة والرماح فقط، بأعمال بطولية ضد جيش نابليون الجرار،  وفي صباح اليوم التالي اجتمع الديوان مع نابليون في محاولة للتوصل إلى نهاية سلمية للأعمال العدائية، وقد غضب نابليون في البداية، لكنه وافق لمحاولة التوصل إلى حل سلمي، وطلب من شيوخ الديوان لتنظيم محادثات مع الثوار، وقد اعتبر الثوار هذه الخطوة إشارة ضعف بين الفرنسيين، ورفضوها، على إثر هذا أمر نابليون بإطلاق النار على المدينة من قلعة القاهرة، وتهدف مباشرة إلى الأزهر. وخلال التمرد قتل إثنين إلى ثلاث مائة جندي فرنسي، مع إصابة 3،000 مصري،  وقتل ستة من علماءالأزهر بعد أن وضعت ملخص الأحكام ضدهم،  وقد ألقت القوات الفرنسية القبض على كل مصري شارك في المظاهرات وتم سجنه، وإذا وجد عنده سلاح، يقطع رأسه، وقد دنست القوات الفرنسية المسجد عمدا، ومشوا فيه بأحذيتهم والبنادق المعروضة. وقامت القوات بربط خيولهم في المحراب ونهب أرباع الطلاب والمكتبات، وألقوا  نسخ من القرآن على الأرض. ثم حاول قادة الثورة للتفاوض على التسوية مع نابليون، وتم رفض طلبهم.

وقد فقد نابليون إحترام وإعجاب المصريين بعد قيام الثورة، بعد أن كان يحظى باحترام كبير في مصر، وقد أطلق نابليون  على نفسه لقب السلطان العظيم بين كل المصريين في القاهرة، وفي مارس 1800، أغتيل الجنرال الفرنسي جان بابتيست كليبر بواسطة سليمان الحلبي، وهو طالب في الأزهر. وبعد عملية الاغتيال، أمر نابليون إغلاق المسجد، وظلت أبوابه مغلوقة حتى وصول المساعدات العثمانية والبريطانية في أغسطس 1801، وقد فقد المسجد الكثير من محتوياته بغزونابليون.

استفاد الأزهر كثيرا من ابتكار آلة الطباعة الحديثة، التي أضافت بدورها بعدا أخر في مجال التعليم، وقد تحولت المناهج الدراسية من محاضرات عن طريق الفم وتحفيظ للدرس بالنص، على الرغم من أن المسجد قد اكتسبب مطبعة خاصة به في عام 1930.

عند انسحاب الفرنسيين، شجع محمد على باشا إنشاء التعليم العلماني، والتاريخ، والرياضيات، والعلوم الحديثة وقد تم الاعتماد على المناهج الدراسية التي كانت تلقى قبل عام 1872، تحت إشراف جمال الدين الأفغاني، كما أضيفت الفلسفة الأوروبية لبرنامج الدراسة.

محمد على والأحتلال البريطانى

بعد انسحاب الفرنسيين، قام الوالي محمد علي بتعيين نفسه خديوي (أمير) على مصر، وسعى لتوطيد سيطرته على كل الأنحاء فى مصر الحديثة التي أسسها، ولتحقيق هذه الغاية فقد اتخذ عددا من الخطوات للحد، والقضاء في نهاية المطاف على قدرة علماء الأزهر للتأثير على الحكومة. وفرض ضرائب على أراضي رزقة (وهي اراضي تابعة للمساجد) والمدارس الدينية، كما قام أيضا بأخذ جزء كبير من مداخيل الأزهر، وفي يونيو 1809، أمر بمصادرة جميع أراضي رزقة وضمها إلى أملاك الدولة في خطوة أثارت غضبا واسعا بين العلماء، ونتيجة لذلك، قام عمر مكرم، بثورة في يوليو 1809، وقد فشلت الثورة ونفي مكرم، حليف العلماء، إلى دمياط.

سعى محمد علي أيضا إلى الحد من نفوذ شيوخ الأزهر بتوزيع المناصب داخل الحكومة لأولئك الذين تلقوا تعليمهم خارج الأزهر. وبعث الطلاب إلى فرنسا تحديدا، ليتكونوا تحت نظام تعليمي غربي، وقام بإنشاء نظام تعليميي  يستند إلى هذا النموذج وموازي إليه، وهكذا تجاوز، نظام الأزهر.

واستهلت مشاريع الأشغال العامة الرئيسية تحت حكم إسماعيل باشا، حفيد محمد علي، بهدف تحويل مدينة القاهرة إلى الطراز الأوروبي،هذه المشاريع، في البداية كانت ممولة من مصنع القطن المزدهر، لكن في نهاية المطاف عصفت ديون ضخمة للبريطانيين بتلك المشاريع، وأصبحت تلك الديون ذريعة لبريطانيا باحتلال مصر عامم 1882، بعد إجبار “إسماعيل باشا” بدفعها في عام 1879.

كما شهد عهد إسماعيل باشا أيضا بعودة الرعاية الملكية السامية إلى الأزهر، واستعاد إسماعيل باب الصعايدة ( بني لأول مرة في عهدكتخدا ) والمدرسة الأقبغاويه، كما واصل توفيق باشا، ابن إسماعيل، الذي أصبح بدوره الخديوي عندما أطاح بوالده نتيجة للضغط البريطاني، استعادة المسجد، وقام توفيق بتجديد قاعة الصلاة التي تمم اضافتها في عهد كتخدا، بمحاذاةالواجهة الجنوبية الشرقية من القاعة والشارع الذي يقع وراءها، وإعادة تشكيل عدة مناطق أخرى من المسجد. ونجح ابن توفيق،عباس الثاني خديوي مصر والسودان في عام1892، بإعادة هيكلة الواجهة الرئيسية للمسجد وبنى الرواق الجديد واستمرت التجديدات التي كتبها جده إسماعيل. وتحت حكمه، تم إستعادة لجنة حفظ الآثار الفنية العربية ( شكلت في البداية تحت الاحتلال الفرنسي )، وأيضاا استعاد الصحن الفاطمي الأصلي، وكانت هذه التجديدات اللازمة على حد سواء بمساعد تحديث الأزهر وتنسيقهه  مع ما أصبح مدينة عالمية.

كما استمرت مجموعة كبيرة من الإصلاحات التي بدأت في ظل حكم إسماعيل باشا في ظل الاحتلال البريطاني،  ومع قدوم شيخ الأزهر محمد المهدي العباسي، وضعت مجموعة من الإصلاحات تهدف إلى توفير هيكل للممارسات الوظيفية في الجامعة وكذلك لتوحيد امتحانات الطلاب في عام 1872، وقد بذل المزيد من الجهد لتحديث النظام التعليمي خلال الاحتلال البريطاني،  وتم جمع مخطوطات المسجد في مكتبة مركزية، وتم أيضا تحسين المرافق الصحية للطلاب، ووضع نظام عادي من امتحانات. وفي عام 1885، وضعت كليات أخرى في مصر مباشرة تحت إدارة الجامع الأزهر.

وخلال فترة سعد زغلول حيث كان وزيراً للتعليم ،  قبل ان ينتقل إلى قيادة الثورة المصرية عام 1919، بذلت جهود أخرى لتعديل السياسة التعليمية للأزهر،  وأيده التيار المحافظ في سياسته، في حين لقي سعد زغلول معارضةالأصولية الإسلامية في المسجد،.

في عهد الملك فؤاد الأول، صدرت اثنين من القوانين التي من شأنها تنظم الهيكل التعليمي للأزهر. وأول هذه القوانين، في عام 1930، وينص على تقسيم المدرسة إلى ثلاثة أقسام: اللغة العربية، الشريعة، واللاهوت، وأن يقع كل قسم في مبنى خارج المسجد في جميع أنحاء القاهرة،  وأضيفت هياكل إضافية في وقت لاحق لاستكمال إدارات المباني الثلاثة.

كما بدأت الأفكار التي ينادي بها العديد من الإصلاحيين نفوذا في في وقت مبكر من القرن العشرين، مثل محمد عبده ومحمد الأحمدي الظواهري وغيرهم من المفكرين، تترسخ في الأزهر، وفي عام 1928، تم تعيين مصطفى المراغي رئيسا لجامعة الأزهر وهو من أتباع محمد عبده. وقد عارضت الغالبية العظمى من العلماء تعيينه، بدأت إدارة المراغي وخلفائه سلسلة من الإصلاحات والتحديثات التي طرأت على المسجد وجامعته، وتوسيع البرامجج التعليمية خارج إطار الموضوعات التقليدية. وقد كره الملك فؤاد المراغي، وقام باستبداله بعد سنة واحدة من تعيينه وتم تعيين الظواهري مكانه، ولكن المراغي عاد إلى منصب رئيس الجامعة في عام 1935، وظل بمركزه حتى وفاته في عام 1945. وتحت قيادته، تم توسيع مناهج الأزهر لتشمل لغات غير العربية والعلوم الحديثة. كما واصل الظواهري -الذي كان قد تم أيضا معارضته من العلماء من في وقت مبكر من القرن العشرين-، الجهود المبذولة لتحديث وإصلاح الأزهر، بعدها بفترة تم إسناد مركز رئيس الجامعة للمرة الثانية للمراغي، وهو أحد أتباع محمد عبده وتلامذته.

الأزهر وثورة يولية 1952

في أعقاب الثورة عام 1952، التي قامت بها حركة الضباط الأحرار وكانت  بقيادة محمد نجيب وجمال عبد الناصر، والتي أدت إلى سقوط النظام الملكي المصري، خلال هذه الفترة حدثت كثير من العديلات التى تمت فى  مراحل فصل الجامعة عن المسجد. وقد تم ضم الكثير من الممتلكات التي تحيط بالمسجد وهدمها لتوفير مساحة للحرم الحديث،

وفي عام 1956م قام الرئيس جمال عبد الناصر فوق منبر الأزهر ليعلن القتال ضد العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل). وصدر القانون رقم 103 لسنة 19611م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التابعة له. فنص: الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام وآثره في تقدم البشر ورقي الحضارة، وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا والآخرة. كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية وإظهار أثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها، وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية، وتزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأي فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافية الدينية والعربية ولغة القرآن. وتخريج علماء عاملين متفقهين في الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك. وتأهيل عالم الدين للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، وعالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. كما تهتم بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والأجنبية. ومقره القاهرة، ويتبع رئاسة  الجمهورية”. و أوضحت المادة الثانية من القانون رقم 103 لسنة 1961م ملامح الأزهر الجديد، وأنه يعيش بالإسلام في واقع المجتمع، وينفث روح الدين في شتى مجالات العمل في الدنيا، ويأخذ مكانه في العالم من خلال هذا الدور الذي يربط علوم الدين بالدنيا، و نصت على: يرأس الأزهر الشريف الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر. وقد وضع القانون المشار إليه اختصاصات شيخ الأزهر

فنصت المادة (4) على الآتي:

شيخ الأزهر الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرئاسة  والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية في الأزهر وهيئاته، ويرأس المجلس الأعلى للأزهر”.

وحاليا جامع الأزهر كون أنه مسجد يتبع وزارة الأوقاف ولا يتبع مشيخة الأزهر.

هيئات الأزهر

  1. المجلس الأعلى للأزهر
  2. مجمع البحوث الإسلامية
  3. قطاع المعاهد الأزهرية
  4. جامعة الأزهر

مشايخ الأزهر

كان النظام المتبع لمشيخة الأزهر أن ينتخب من بين كبار العلماء ناظر يشرف على شئونه منذ إنشائه إلى آخر القرن الحادي عشر الهجري. فقد أنشىء منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شئونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر. وأول شيوخ الأزهر الشيخ محمد عبد الله الخرشي المالكي، وشيخ الأزهر الحالي د. أحمد محمد الطيب.

العمارة  فى العصور المختلفة

الهندسة المعمارية للأزهر ترتبط ارتباطاً وثيقا بتاريخ القاهرة. واستخدمت مواد مأخوذة من فترات متعددة من التاريخ المصري، من “قدماء المصريين إلى الحقبة المسيحية القبطية، في بنية المسجد المبكر، والتي استفادت من الهياكل الأخرى الفاطمية في أفريقية،  وفي وقت لاحق من اضافات الحكام الذي تعاقبوا على مصر، وبالمثل تظهر تأثيرات من داخل وخارج مصر على حد سواء. أقسام المسجد العديد من هذه التأثيرات ومزجها معا ، في حين أن البعض الآخر مصدر إلهام واحد، مثل القباب من الفترةالعثمانية والمآذن التي بناها المماليك.

بني المسجد في البداية على شكل قاعة للصلاة مع خمسة ممرات وفناء مركزي متواضع، ومنذ ذلك الحين تم توسيع المسجد عدة مرات مع منشآت إضافية محيطة تماما بالهيكل الأصلي،  شكل العديد من حكام مصر فيي الفن والهندسة المعمارية للأزهر، من المآذن أضيفت من قبل المماليك، وبوابات المضافة أثناء الحكم العثماني للتجديدات الأخيرة مثل تركيب المحراب الجديد، كما أن بعض من المآذن أو القباب الأصلية  قد أعيد بناؤها عدة مرات.

فى العصر الفاطمى

كانت تبعيات المسجد محاطة بالكامل واستخدمت على مر الزمن، كان الهيكل الأصلي 280 أقدام (85 متر) في الطول و 227 قدم (69 م) عرض ويتألف من ثلاثة أروقة معمدة تقع حول فناء،  في جهة الجنوب الشرقي من الفناء، بنيت قاعة الصلاة الأصلية على هيئة بهو معمد، مع خمسة ممرات عميقة،بقياس 260 قدم (79 م) طول و 75 قدم (23 م) عرض، وكان جدار القبلة منحرف قليلاً عن الزاوية الصحيحة، وتم إعادة استخدام الأعمدة الرخامية لدعم الأروقة الأربعة التي تؤدي لقاعة الصلاة من مواقع موجودة في أوقات مختلفة في التاريخ المصري، من العصور الفرعونية حتى فترة الحكم الرومانى    التي أدت إلى ارتفاعات مختلفة من مستوى الأعمدة باستخدام قواعد متفاوتة السماكة،  كما تظهر التأثيرات الخارجية مثل الجص.كمافى العمارة العباسية والقبطيةوالبيزنطية.

وقد بني في النهاية ما مجموعه ثلاث قباب، وهي سمة مشتركة بين أوائل المساجد في شمال أفريقيا،

المحراب الأصلي، كشف عنه في عام 1933، لديه شبه قبة فوقه مع عمود من الرخام في كل جانب، وقد كانت الزخارف الجصية المعقدة سمة بارزة في المسجد، فقد كانت كل الجدران والمحراب مزينة بالنقوش،وقد كتب على المحراب مجموعتين من الآيات من القرآن المدرجة في قوقعته، والتي لا تزال سليمة، أول مجموعة من الآيات هيي ثلاثة أيات من سورة المؤمنون:

قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ  الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ  وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ

المجموعة الثانية من الآيات 162 و 163 من سورة الأنعام:

قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ

هذه النقوش هي قطعة الوحيد الباقية من الديكور التي ترجع إلى العهد الفاطمي

أقواس على شكل عارضة على طول جدار الفناء.

تم إضافة الساحة المركزية المعبدة من رخام بين 1009 و 1010،  وتم أيضا إضافة الممرات التي تحيط الفناء لها عارضة مقوسة الشكل مع نقوش الجصية. وقد بنيت الأقواس في عهد الحافظ لدين الله من الحلي والجص،وقد تم إعادة بنائها في عام 1891 باستخدم نوعان من الحلي،  [ظهر أعلى مركز القوس الأول ويتكون من رونديل غارق والفصوص الأربعة والعشرين. وتمت إضافة زمرة دائرية من زخارف نباتية في عام 1893، أما زخرفة الثانية المستخدمة، التي هي ما بين كل قوس، تتكون من منافذ ضحلة تحت غطاء مخدد تشكل سقف أعمدة متشاركة، والتي تحيط بها مجموعة من الكتابات القرآنية بالخط الكوفي. تم إضافة النصوص القرآنية بعد حكم الحافظ خلال الفترة الفاطمية، وتصدرت الجدران على شكل نجمة مع زينة للشرفةعلى ثلاث مستويات، الممر الجنوبي الشرقي من فناء يحتوي على المدخل الرئيسي إلى قاعة الصلاة. بوابة تأطير الفارسي، التي قوس مركزها لها ممر مستطيل تفتح إلى قاعة الصلاة.

تم تركيب باب خشبي جديد ومحراب خشبي جديد في عهد الحاكم بأمر الله في 1009،  وفي سنة 1125، شيدت قبة إضافية في عهد الحافظ لدين الله، بالإضافة إلى ذلك، فقد أمر بإنشاء ممر الرابع حول الفناء، أما الشرفة فقد بنيت على الطرف الغربي من الصحن.

العصر المملوكى

تم تعين صلاح الدين في البداية وزيرا من طرف أخر الخلفاء الفاطميين العاضد لدين الله ، وانهارت الدولة الفاطمية خلال عهد صلاح الدين الأيوبي وسلالته،وفى عهده  خسر المسجد هيبته أثناء فترة حكمه ، ومع ذلك، استعاد المسجد هيبته خلال فترة المماليك الذي قاموا بسللة من الترميمات والإضافات للمسجد، والإشراف على التوسع السريع في برامجه التعليمية، ومن بين الترميمات التي قام بها المماليك تعديل المحراب، مع تركيب الرخام الملون لواجهته

في عام 1339، تم بناء قبة ومئذنة لتغطية المدرسة الأقبغاوية، التي تحتوي على قبر أمير أقبغا عبد الواحد، وتعود تسمية المدرسة الأقبغاوية لمؤسسها، أقبغا عبد الواحد، لتكون مسجدا قائمة بذاته ومدرسة، وقد أصبحت المدرسة متكاملة مع بقية المسجد، أما: المدخل، جدار القبلة، والفسيفساء والزجاج في المحراب مع القبة الأصلية يرجع تاريخها إلى الفترة العثمانية.

في عام 1440، بنيت المدرسة الجوهرية يحتوي على قبر الأمير جوهر القنقبائي،الذي كان يشغل منصب الخازندار (المشرف على خزائن الأموال السلطانية) أثناء حكم السلطان المملوكي الأشرف سيف الدين برسباي،وكانت أرضية المدرسة من الرخام، والجدران تصطف مع الخزائن، وتم تزيين المطعمة مع خشب الأبنوس والعاج والصدف، وتم تغطية حجرة قبر بواسطة قبة صغيرة مزخرفة.

المدرسة الطيبرسية

وفي عام 1309، تم بناء المدرسة الطيبرسية، التي تحتوي على قبر الأمير علاء الدين طيبرس، وقد بنيت أصلا لتعمل كمسجد مكمل للالأزهر ومنذ ذلك الحين تم دمجها مع بقية المسجد،  وتمت دراسة المذاهب المالكية والشافعية في هذه المدرسة،وتستخدم المدرسة الآن للاحتفاظ بالمخطوطات من المكتبة.

ذكر المقريزي أن المدرسة كانت تستخدم فقط لدراسة المذهب الشافعي، في حين أن مؤرخ عن ابن دقماق أن  واحدا من إيوانات المدرسة كان لتعاليم الشافعي حين أن الآخر كان لتعاليم المالكي.

أعيد بناء المدرسة بالكامل في عهد عبد الرحمن كتخدا، ولم يتبقى سوى الجدار الجنوبي الشرقي والمحراب القطع الوحيدة الأصلية الباقية من عهد الأمير علاء الدين طيبرس،  والمحراب هو بقياس 1.13 متر عرض و 76 سم في العمق. وعلى كل جانب من المحراب يقف عمود من الحجر السماقي بارتفاع 2.78 متر (9.11 قدم). وتوجد فوق الأعمدة رسمات مزخرفة بأشكال هندسية ملونة، وتم إضافة نصف قبة في أعلى المحراب داخل القوس الخارجي، ويحيط بهذا إطار خارجي مستطيل، ويعتبر هذا المحراب الأول في مصر الذي استخدم هذا النوعع من الإطار،  وقد وصفه المؤرخ كريزويل (المحراب) بأنه “واحدة من أرقى التحف المعمارية في القاهرة.”

مئذنةقيتباى

بنيت في عام 1483،وهي على شكل عمود أسطواني ينقسمين إلى جزئين مثمنين، ومئذنة قايتباي تتكون من ثلاث شرفات، تدعمهامقرنصات،وشكل سقفها معقود الهوابط الذي يوفر الانتقال السلس من سطح مستو لمنحني واحد، (وسجل أول استخدام له في مصر في 1085)، الجزء الأول مثمن، زين بلوحات عارضة مقوسة من كل جانب، مع مجموعة من ثلاثة أعمدة لتفصل كل لوحة،أما الجزء الثاني وهو أيضا مثمن تم فصله عن الأول بشرفة زينت بضفر،الشرفة الثانية تفصل هذا الجزء مع جزء أسطواني في نهاية المئذنة، وزينت بأربعة أقواس. فوق هذا توجد الشرفة الثالثة،التي توجد في أعلى جزء من المئذنة.

ويعتقد أن المئذنة أقيمت في منطقة من مئذنة الطوب الفاطمية في عهد سابق، التي أعيد بناؤها عدة مرات. الحسابات المعاصرة تشير إلى أن المئذنة الفاطمية كان يها عيوب عند بنائها، ويلزم إعادة بنائها عدة مرات، بما في ذلك مرة واحدة تحت إشراف صدر الدين الأذرعي الدمشقي الحنفي، وهو قاضي القضاة خلال فترة حكمم “السلطان بيبرس”،وقد تم إعادة بنائها مرة أخرى خلال عهد برقوقفي 1397، وقد بدأت المئذنة تميل بزاوية خطرة، وأعيد بناؤها في عام 1414 بأمر من تاج الدين الشاوباكي، والي ومحتسب القاهرة، وبنيت مئذنة قايتباي في موقعها اليوم، كجزء من إعادة بناء مدخل المسجد في عام 1432.

باب الجندى

مباشرة عبر فناء مدخل باب المزينين نجد باب الجندي (باب قايتباي)، الذي يؤدي بدوره إلى الباحة الرئيسية من قاعة الصلاة، وقد بني عام 1495.

مئذنة الغورى

وقد بنيت المئذنة مزدوجة الرؤوس في عام 1509 في عهد قنصوة الغوري، وتقع على قاعدة مربعة، الجزء الأول منها مثمن، وقد قوست جوانبه الأربعة بعارضات زخرفية، وتم فصل عن جوانبه المتجاورين بعمودين، أما الجزء الثاني، تم فصله عن الاول بشرفات مكعبه تدعمه مقرنصات، كما أنه أيضا مثمن زين بالقيشاني الأزرق، ويتكون المستوى الثالث من اثنين من اعمدة مستطيلة مع الأقواس على شكل حدوة حصان على كل جانب منها توجد مهاوي. ويعلو الجزء الثالث مربع يحمل إثنان من رؤوس كمثرية الشكل تحمل كل منها هلالاً نحاسياً.

التجديدات العثمانية والأضافات

قدمت عدة إضافات وترميمات خلال عهد الخلافة العثمانية في مصر، وتم إنجاز الكثير منها تحت إشراف عبد الرحمن كتخدا الذي ضاعف تقريبا حجم المسجد، وأضاف ثلاث بوابات وهي

  • باب المزينين، الذي أصبح المدخل الرئيسي للمسجد،
  • باب الشربة
  • باب الصعايدة

وأضاف كتخدا عدة أروقة، بما في ذلك واحدة للطلاب المكفوفين من الأزهر، فضلا عن تجديده خلال الفترة العثمانية، وأضاف كتخدا أيضا قاعة صلاة إضافية جنوب القاعة الفاطمية الأصلية، مع محراب إضافي، لمضاعفة مساحة قاعة الصلاة الإجمالية.

باب المزينين

هو أكبر وأهم الأبواب الثمانية للجامع الأزهر وهو المدخل الرئيسى للجامع , سبب تسميته بهذا الأسم أن المزينين كانو يجلسون أمامه من أجل حلق روؤس المجاورين،وهو نموذج للعمارة العثمانية في القاهرة،ويعود الفضل لبنائه لعبد الرحمن كتخدا عام1753.

مئذنة قائمة بذاتها، بناها كتخدا، وقفت في الأصل خارج البوابة. وقد تم هدم المئذنة قبل افتتاح شارع الأزهر من قبل توفيق باشا خلال جهود التحديث التي وقعت في جميع أنحاء القاهرة.

التخطيط الحالى والهيكل

المدخل الرئيسي الحالي إلى المسجد هو باب المزينين، والذي يؤدي إلى فناء من الرخام الأبيض في الجهة المقابلة من قاعة الصلاة الرئيسية، إلى الشمال الشرقي من باب المزينين، نجد الفناء المحيط بواجهة المدرسة الأقبغاويه؛ وفي جنوب غرب نهاية الفناء نجد المدرسة الطيبرسية، ومباشرة عبر الفناء من مدخل باب المزينين نجدد باب الجندي (بوابة قايتباي)، الذي بني عام 1495، ويقف فوق مئذنة قايتباي ومن خلال هذه البوابة نجد موقع باحة قاعة الصلاة. وقد تم تغيير المحراب مؤخرا إلى رخام عادي مواجه مع نقوش ذهبية.

شيخ الأزهر

شيخ الأزهر هو أعلى مركز في هيكل إدارة الجامع، وقد كان النظام المتبع أن ينتخب من بين كبار العلماء، وقد أنشئ منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شئونه الإدارية،،  ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر.

عن Madeha Genady

Madeha Genady
مصر كما رأيتها و أحيا على أرضها و أرتوى من نيلها -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مصر التي في خاطري وفي فمي ........ أحبها من كل روحي ودمي ......... ياليت كل مؤمن بعزها ......... يحبها حبي لها ......... بني الحمى والوطن ......... من منكم يحبها مثلي أنا

شاهد أيضاً

برج القاهرة

مقدمة : تعد مصر أحد أكثر الدول العربية التي تحتوي علي معالم تاريخية كثيرة وأثار ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *