مقدمة :
تعد العمارة في مصر من أقدم العمارات في العالم حيث يعود تاريخ العمارة في مصر إلى الفترة القديمة فى عصر الفراعنة حيث كانت مصر القديمة تشتهر بالهندسة المعمارية الضخمة مثل الأهرامات والمعابد والأقصر والأبواب والأسوار والمنشآت الأخرى التي تم بناؤها خلال تلك وفى العصر اليونانى الرومان يطلق على فن العمارة فى هذه الفترة العمارة الكلاسيكية التى تعود لفترة الدولة الوسطى (2055-1650 قبل الميلاد)
وتتميز بالأعمدة والأبواب الضخمة والنوافذ الضيقة ويعتبر معبد الكرنك في الأقصر ومعبد أبو سمبل في أسوان ومنطقة وادى الملوك ووادى الملكات
من أشهر المعابد وأيضاً أشهر مقابر الملوك والملكات في هذه الفترة أما الفترة مابعد الفتح الأسلامى لمصر فقد شهدت العمارة في مصر تطوراً كبيراً من حيث الشكل الهندسى للمعمار والخامات المستخدمة وفنون التصميم المعمارى وقد تم بناء العديد من المساجد والمدارس والمستشفيات والأماكن العامة الأخرى وكانت العمارة الإسلامية في مصر تتميز بالتصميم الفريد والديكورات المتميزة
والزخارف الإسلامية الجميلة وفى العصر الحديث عرفت العمارة في مصر تطوراً كبيراً جداً خاصة في القرن العشرين حيث تم بناء العديد من المباني
الحديثة مثل المبانى متعدة الأدوار والمباني السكنية العادية ومبانى العائلات الكبيرة مثل الفلل والقصور وكذلك المبانى الحكومية والتجارية والشركات المتنوعة والمتخصصة والمكاتب وأيضاً المستشفيات والمدارس والجامعات والمسارح والمتاحف وغيرها وتتميز العمارة الحديثة في مصر بالتصميمات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة
ويتم استخدام مواد بناء حديثة ومتطورة جداً مثل الزجاج والحديد والخرسانة المسلحة وأيضاً تبليط الأرضيات بالسيراميك والرخام وأحياناً البلاط الزجاجى
وكذلك الألواح الشمسية وغيرها وعموماً تشتهر العمارة في مصر بالتنوع الكبير والمتميز وأصبح لها شكل مختلف نوعاً بين العمارة القديمة والعمارة الحديثة حيث إنها تتميز بالتصميمات الجميلة والفريدة والتفاصيل الزخرفية
الجميلة كما إنها تحدث نوع من التكامل بين العمارة الإسلامية والعمارة الحديثة في بعض المباني ويتميز بعض المعالم الشهيرة في مصر بالتصميم الفريد والجميل مثل مسجد محمد علي في القاهرة وقلعة صلاح الدين في القاهرة ومعبد الكرنك في الأقصر ومعبد أبو سمبل في أسوان وغيرها وتعد العمارة في مصر جزءاً مهماً من التراث الثقافي والتاريخي للبلاد وتجذب العديد منالسياح من مختلف أنحاء العالم لزيارة المعالم الشهيرة والمشاهدة العمارة الفريدة والجميلة
العمارة في مصر الفرعونية :
الهندسة المعمارية المستخدمة في البناء والتشييد فى مصر القديمة فترة الفراعنة أجمع المؤرخين وعلماء المصريات أن المصريين القدماء قد أرسوا
الأسُس الحضارية للإنسان فقد وصل قدماء المصريين إلى مستويات عالية لا مثيل لها في التصميم المعماري وهندسة البناء حتى الآن لا يزال من الصعب تصور كيف يمكن أن تكون كل هذه المباني والمنشآت التي أقيمت على مستوى عال من الكمال والدقة باستخدام أدوات بدائية لا تضاهي الآلات والمعدات الحديثة
ومن أشهر الأمثلة على تلك العمارة المصرية القديمة أهرامات الجيزة كما تمت دراسة المعابد المصرية القديمة والقصور والمقابر والحصون المحفورة
وتم تشييد معظم المباني من طوب اللبن والحجر الجيري المتاح محليًا بواسطة عمال جباية تم بناء المباني الأثرية عبر طريقة البناء عتبة البريد كانت العديد من المباني محاذاة فلكيًا كانت الأعمدة تزين عادة بـ تيجان مزينة لتشبه النباتات المهمة للحضارة المصرية مثل نبات البردي وأثرت الزخارف المعمارية المصرية القديمة على العمارة في أماكن أخرى ووصلت إلى أنحاء العالم
وبسبب ندرة أستخدام الخشب فى هذا العصر فكانت مادة البناء السائدة الطوب المصنع من الطين بعد تشميسه وأيضاً الحجر الجيرى الذى أستخدم
بشكل أساسي كذلك الحجر الرملي والجرانيت بكميات كبيرة من المملكة المصرية القديمة وكان يستخدم الحجارة لبناء المقابر والمعابد بينما تم استخدام الطوب في القصور الملكية والحصون وجدران حرم المعابد والمباني الفرعية في المعابد وأيضاً المجمعات وعند أستخدام الحجارة كان يتم نقلها من أماكن بعيدة
والحجر الجيري الأبيض في الغالب كان ينم نقله من طرة والجرانيت الأحمر من مصر العليا وكانت المنازل المصرية القديمة مصنوعة من الطين الذي
تم جمعه من ضفاف نهر النيل الرطبة ويتم وضعه في قوالب ويترك ليجف في الشمس الحارقة ليصبح صلباً لاستخدامه في البناء وإذا كان القصد من استخدام الطوب في مقبرة ملكية مثل الهرم فإن الطوب الخارجي سيكون محفورًا ومصقولًا بدقة شديدة وكانت العمارة المصرية القديمة تعتمد بشكل أساسي على المعالم الدينية
هذه المعالم التى تتميز بجدران سميكة منحدرة مع عدد قليل من الفتحات كما كانت الزخرفة السطحية المحفورة والمسطحة للمباني الحجرية مشتقة من
زخرفة الجدران الطينية قد تم تطويره بحيث إن جميع المباني الأثرية هي الأعمدة بأشكالها المختلفة وأيضاً العتبة وأسقف المبانى تكون مستوية ومبنية من كتل حجرية ضخمة جداً يدعمها الجدران الخارجية والأعمدة المتقاربة الجدران المرتفعة الخارجية والداخلية بالإضافة إلى العمود والأرصفة كانت مغطاة باللوحات المنقوش عليها الكتابة باللغة الهيروغليفية القديمة
وأيضاً اللوحات الجدارية المصورة وكل المنحوتات المرسومة بألوان زاهية والعديد من الزخارف المصرية هي رمزية مثل الجعران أو الخنفساء المقدسة والقرص الشمسي والنسر وتشمل الأشكال الشائعة الأخرى أوراق النخيل ونبات البردي وأيضاً براعم وأزهار اللوتس الهيروغليفية نُقِشَت لأغراض الديكور وذلك لتسجيل الأحداث أو التعاويذ التاريخية وكانت المعابد المصرية القديمة تتماشى مع الأحداث المهمة من الناحية الفلكية مثل الانقلاب الشمسي والاعتدال مما يتطلب قياسات دقيقة في لحظة الحدث المعين قد تكون القياسات في أهم المعابد
العمارة فى العصر اليونانى الرومانى :
فى هذا العصر اليونانى الرومانى كان يطلق على فن العمارة الفن الكلاسيكى الذى يشمل ثقافات اليونان وروما ويبقى حجر الزاوية للحضارة الغربية بما في ذلك
الابتكارات في الرسم والنحت والفنون الزخرفية والهندسة المعمارية والفن الكلاسيكي كان يحقق المثل العليا للجمال والتناسب حتى مع تغير تلك المثل على مر القرون بينما غالبًا ما يتم توظيفها بطرق دعائية كانت الشخصية البشرية والتجربة الإنسانية للفضاء وعلاقتها بالآلهة مركزية للفن الكلاسيكي
وعلى مدار ما يقرب من 1200 عام احتلت مُثُل الجمال البشري والتناسب موضوع الفن وأصبح الشكل البشري المثالي هو أنبل موضوع للفن في اليونان
وكان الأساس لمعيار الجمال الذي سيطر على قرون عديدة من الفن الغربي تم تأسيس المثل الأعلى للجمال اليوناني في قانون النسـب بناءً على
النسبة الذهبية ونسبة أطوال أجزاء الجسم إلى بعضها البعض والتي تحكم تصوير شخصيات الذكور والإناث فى حين أن النسب المثالية كانت ذات أهمية قصوى وسعى الفن الكلاسيكي إلى مزيد من الواقعية في الرسوم وجاءت هذه الواقعية أيضًا لتشمل الواقعية العاطفية والنفسية التي خلقت توترات دراماتيكية
هـذه الواقعيـة قـد جذبت المشاهد وبدأت تصميمات المعابد اليونانية ببساطة وتطورت إلى هياكل أكثر تعقيدًا وأكثر أستخداماً لفن الزخـرفة
ولكن المهندسين المعماريين فى فترة لاحقة قاموا بترجمة التصميم المتناسق والأعمدة الخارجية إلى مجموعة من المباني الحكومية والتعليمية والدينية على مر القرون لنقل الشعور بالنظام والاستقرار
وتتميز العمارة الكلاسكية التى تعود لفترة الدولة الوسطى 2055-1650 قبل الميلاد كانت تتميز بالأعمدة والأبواب الضخمة والنوافذ الضيقة ويعتبر معبد الكرنك في الأقصر ومعبد أبو سمبل في أسوان من أشهر المعابد في هذه الفترة أما الأمبريالية التى جاءت فى الفترة الحديثة قبل الميلاد أما العمارة الأمبريالية تمثل هذه العمارة فترة الدولة الحديثة (1550-1069 قبل الميلاد) وتتميز بالأسوار والأبراج والمقابر الملكية وتعتبر وادي الملوك في الأقصر
وخاصة معبد الأقصر فهو من أشهر الأماكن السياحية وأكثرها جذباً للسائحين الأجانب والعرب وأيضاً المصريين في هذه الفترة و العمارة الفنية تعود لفترة العصر البطلمي 332-30 قبل الميلاد وتتميز بالمباني ذات الزخارف الفنية والألوان الزاهية وتشمل معبد الكريتين في الأقصر ومعبد دندرة في أسوان والعمارة الرومانية تتمثل هذه العمارة في فترة الحكم الروماني لمصر 30 قبل الميلاد – 395 ميلادية وتتميز أيضاً بالقباب والأقواس والعوارض الخشبية ويعتبر معبد كوم أمبو في أسوان ومعبد فيلة من أشهر المعابد في هذه الفترة على الإطلاق
العمارة فى مصر بعد الفتح الأسلامى :
العمارة الإسلامية تمثل هذه العمارة الفترة التي تم فيها الفتح الأسلامى فى مصر وتتميز العمارة فى هذه الفترة بالأقواس
والقباب وأيضاً المنارات وفن الزخرفة ويعتبر مسجد محمد علي ومسجد الحسين ومبانى منطقة المعز لدين الله الفاطمى في القاهرة من أشهر المباني في هذه الفترة ولم تكن في العمارة العربية قبل الإسلام أساليب فنية أصيلة وكل ما كان فيها من فنون إنما نقل عن مدنيات مجاورة
وكانت العمارة الإسلامية عبر تاريخها الطويل منفتحة على فنون الحضارات التي سبقتها قبل الإسلام أو التي تزامنت معها كالساسانية والبيزنطية
أو فنون البلاد التي فتحها المسلمون من خلال دراستها وتحليلها وإعادة طرحها ضمن ثوابت لا تخرج عن عوامل هامة خاصة بالمشاعر الروحية والثقافية للإسلام وتنوعت الأنماط الوظيفية التي تمثلت فيها الأبنية الإسلامية فكان منها الديني كالمساجد والجوامع والمدني كدور الإمارة والقصور
والتجاري كالأسواق والخانات والحمامات والتعليمي كالمدارس والبيمارستانات والحربي كالقلاع والحصون إلى جانب البيوت
والاسبلة كما اشتركت هذه الأبنية جميعها بسمة التركيز والانفتاح على الداخل فصُممت أغلب المباني بحيث تتوجه نحو الداخل منفتحة على فناء مفتوح بدوره إلى السماء أرض الديار وحتى في الأبنية التي تخلو من الفناء كان يسعى المعمار المسلم إلى التأكيد على مركز أو وسط المبنى كما هي الحال في الأضرحة السلجوقية
وتصميم المبانى حيث التوجه بالأنفتاح على الداخل والاهتمام بذلك الأمر يقف خلفه مجموعة هامة من العوامل المناخية والاجتماعية والروحية وأيضاً
الوظيفية والإنشائية وحتى الدفاعية وقد انطلق المعمار للاهتمام بالواجهات الداخلية وثرائها فنياً قياساً بالواجهات الخارجية التي كانت أقل مساحة في هذا التوجه إضافة إلى سمة المرونة وقابلية التوسع والامتداد الأفقي من دون الإخلال بوظيفة وجمالية المبنى وكذلك تنوع أساليب الزخرفة
هذا الفن الذى يستخدم فيه الفسيفساء والقيشاني والرخام والآجر والجص والخشب وكثيراً من الخامات وبالنسبة إلى العناصر المعمارية المميزة
في العمارة الإسلامية فكانت البنايات الخارجية فيها كالمداخل والبوابات والأبواب والشبابيك وأيضاً المشربيات والداخلية منها كالأرضيات والأسقف والأثاث الداخلي ووحدات الإضاءة والنوافير ومنها العناصر المستخدمة بشكل خاص في المساجد كالمحاريب والمنابر والمآذن إضافة إلى المقرنصات والأعمدة والعقود والقباب
العمارة فى العصر الحديث :
شهد العصر الحديث تغييرًا كبيرًا في العمارة حيث تخلت المباني عن الطابع العثماني القديم الذي أنتشر فيها لفترة طويلة من الزمن وقد بدأت العمارة الحديثة في نهاية القرن التاسع عشر ففي بداية القرن العشرين حيث بدأ دخول المصريين لمجال العمارة الحديثة فقد أخذت العمارة مساريين مختلفين أولاً كان هذا الأهتمام بالثقافة الشخصية فيما يخص العادات والتقاليد المصرية المعروفة إلى جانب الحضارة المصرية وبعد ذلك الأهتمام بالتطوير
وصنع محاكاة غربية للعلم الحديث مع الحفاظ على الهوية المصرية وبعد ثوره 1952 وتغير مصر من دوله ملكية الى جمهورية اختلف تقسيم الطبقات
الشعبية مما أدى إلى اختلاف طريقة المعيشة والأفكار وأيضا العمارة فكان هناك أهتمام بالطبقات الكادحة مثل العمال والفلاحين والبائعين المتجولين بالإضافة إلى البسطاء من الموظفين والأداريون العمومين لتتشكل المنازل والبيوت البسيطة فيما يناسب هذه الطبقات لذلك بنيت العمارات فى البداية قصيرة
تتكون من طابقين أو ثلاثه لتحتوي على أكثر من أسرة وهذه الفترة تعد أوج ازدهار العمارة المصرية وظهور طابع مختلف للشوراع المصرية
وفى عصر الإنفتاح وظهور طبقه جديدة أطلقوا على أنفسهم لقب الطبقة الراقية لامتلاكهم الكثير من الأموال فقد استورد المصريين الملابس والأنتيكات استوردوا أيضاً الطراز المعماري وانطلقت العمارة الحديثة من التصميم الذي يخضع للغة موحدة في إنتاج الأشكال والألوان لتحقق اتصالا مقبولاً بين العمارة والجمهور
فالثقافة الحضرية التى نحياها من فترة طويلة إلى حد ما تنشأ من التوافق بين الذوق العام بين عموم الشعب وبين المنشآت
المعمارية باختلاف أنواعها وتطوير العمارة المحلية الحديثة التى تقوم على تحقيق التناسق والجمال في التصميم وفنون المعمار الحديث والإنشاء واحترام المقياس الإنساني في الكتل والفراغات وتحقيق الأمن والراحة والمتعة وأيضاً الاهتمام بالطابع المحلي الذي يغني تعددية الإبداع المعماري
واستخدام التقنيات الحديثة والمواد والخامات المساعدة على تطوير العمارة باتجاه الأصالة وتاريخ العمار فى مصر
وخدمة الإنسان في هذا العصر المتطور جداً واعتماد التصاميم الحديثة المناسبة المجتمع وكذلك تحقيق رغبات الساكن وحاجاته ضمن حدود المحافظة على الهوية ولا زال هدف العمارة تحقيق سعادة الناس وراحتهم ومازال المعمار يبحث عن الوسيلة لتحقيق هذا الهدف من خلال الإبداع والمعمار الناجح هو القادر أبداً على تحقيق التلاحم بين العمارة والتجديد