مقدمة :
هي مدينة ومركز في محافظة القليوبية مصر وتقع في المنطقة التى يتفرع فيها النيل لفرعيه رشيد ودمياط وتستمد اسمها من قناطر محمد على التى تتحكم في تتدفق المياه للثلاث رياحات الرئيسية في دلتا النيل المنوفى والتوفيقى والبحيري وتتميز بمساحات كبيرة جدا من الحدائق والمتنزهات وتعتبر واحد من اهم المعابر لوسط الدلتا وهى تبعد في حدود 20 كم من القاهرة وتعتبر القناطر الخيرية التي شيدها محمد علي باشا والي مصر أعجوبة فنية وأثرية وسياحية وواحدة من أروع الآثار المصرية الحديثة في مجال هندسة الري
سبب إنشائها وتسميتها :
كانت أراضي الوجه البحري إلى أوائل القرن التاسع عشر تروي عن طريق الحياض مثل رى الوجه القبلي فلا يزرع فيها سوى الشتوي ولا يزرع الصيفي إلا على شواطئ النيل أو الترع القليلة المشتقة منه وعندما تولي محمد علي باشا حكم مصر أخذ على عاتقه تغيير هذا النظام تدريجيا فأخذ في إقامة الجسور على شاطئ النيل وشق الترع وتطهيرها ليضمن توفير مياه الري معظم العام وقد ظهر خلل في بعض عيون القناطر الخيرية سنة 1867
بسبب ضغط المياه فوجه الخديوي إسماعيل عنايته لتصليح هذا الخلل وعهد بذلك إلى موجيل بك وبهجت باشا ومظهر باشا ثم مستر فولر المهندس الإنجليزي وأنجز هذا الإصلاح في عهد الخديوي إسماعيل توج محمد علي أعمال الري التي أقامها بإنشاء القناطر الخيرية وهو الاسم الذي يعني تنظيم وضبط الري لخدمة الزراعة المصرية في الدلتا والوجه البحري وبذلك تعتبر فاتحة خير وبركة على الشعب المصري فهي سد من النوع المفتوح
قصة القناطر الخيرية :
تقع القناطر الخيرية على بعد 22 كم من القاهرة وهي أهم متنزهات مصر حتى الآن ولها شهرة خاصة عند السائحين وعند المصرين بشكل خاص
وذلك للاستمتاع بجوها النقى ومناظرها الخلابة هى واحدة من أعظم أعمال الري وهى الحجر الأساسى فى نظام الري الحديث بمصر ويبلغ طولها
حوالى 8400 ميل كما تبلغ مساحتها المائية أيضاً حوالى 100.000 ميل مربع ويرجع السبب الرئيسى لأهمية هذا المكان وشهرته الى موقعها
على فرعى دمياط ورشيد عند تفرعهما من المجرى الرئيسى لنهر النيل شمال مدينة القاهرة وقد استغرق بناؤها حوالى 20 عام وكانت أراضي الوجه البحري إلى أوائل القرن التاسع عشر تروي بطريق الحياض كرى الوجه القبلي فلا يزرع فيها الا الشتوي ولا يزرع الصيفي الا على شواطئ النيل أو الترع القليلة المشتقة منه وقد أخذ محمد علي في تغيير هذا النظام تدريجيا
إذ اخذ في شق الترع وتطهيرها واقامة الجسور على شاطئ النيل ليضمن توفير مياه الري في معظم السنة وصارت الترع تروي الاراضي في غير اوقات الفيضان جهد المستطاع ولا سيما بعد اقامة القناطر عليها وقدد توج محمد علي أعمال الري التي أقامتها بانشاء القناطر الخيرية وأسمها يغني عن التعريف فانها قوام نظام الري الصيفي في الوجه البحري وهي وان كانت اخر اعماله في الري إلا أنها أعظمها نفعا
وأجلها شانها وابقاها على الدهر اثرا وقد فكر فيها بعد ما شاهد بنفسه فوائد القناطر التي أنشأها على الترع التى ذكرناها ورأى أن كميات عظيمة من مياه الفيضان تضيع هدرا في البحر
ثم تفتقر الأراضي إلى مياه الري في خلال السنة فلا تجد كفايتها لتكون صالحة للزراعة فعزم الأمر على ضبط مياه النيل للانتفاع بها زمن التحاريق وأيضاً لأحياء الزراعة الصيفية في الدلتا وذلك بانشاء قناطر كبرى في نقطة انفراج فرعي النيل المعروفة ببطن البقرة وقد عهد محمد علي بدراسة هذا المشروع الى جماعة من كبار المهندسين
منهم المسيو لينان دي بلفون لينان باشا كبير مهندسيه فوضع له تصميما وشرع في العمل وفقا لهذا التصميم سنة 1834
ثم ترك لوقت اخر وعندما اعتزم الوالى محمد علي باشا أستئناف العمل مرة أخرى واسترشد بمهندس آخر فرنسي الجنسية وهو المسيو موجيل بك إذ أعجبته مقدرته الهندسية وتميزه فى العمل وذلك لإنشاء حوض السفن بميناء الاسكندرية فقد عهد أليه أن يقوم بوضع تصميم لإقامة القناطر الخيرية فقدم المهندس الفرنسى الجديد مشروعا يختلف عن تصميم المسيو لينان
حيث إن المهندس الفرنسى المسيو لينان دي بلفون لينان باشا يرى إن إنشاء القناطر المطلوب إقامتها أى القناطر الخيرية يجب أن تقام على الارض اليابسة بعيدا عن المجرى الاصلي للفرعين وأختار لذلك قطعتين بين ملتويتين من ملتويات فرعي نهر النيل حتى إذا تم أنشاؤها حول فرعين نهر النيل يجب حفر مجريين جديدين ولكن مشروع المهندس الفرنسى الجديد المسيو موجيل بك يقتضي اقامة القناطر مباشرة في حوض نهر النيل مباشرة
وصف القناطر الخيرية و أهميتها :
يتألف المشروع من قنطرتين كبيرتين على فرعي النيل يوصل بينهما برصيف كبير وشق ترع ثلاثة كبرى تتفرع عن النيل فيما
وراء القناطر لتغذية منطقة الدلتا وهي الرياحات الثلاثة المعروفة برياح المنوفية ورياح البحيرة وأيضاً رياح الشرقية الذي عرف بالتوفيقي لأنه انشئ في عهد الخديوي توفيق باشا وقد شرع في العمل على قاعدة تصميم المهندس الفرنسى موجيل بك وبمعاونة المهندس مصطفى بهجت باشا وأيضاً مظهر باشا المهندسين الكبيرين آنذاك
وتضم القناطر اكثر مساحة من الحدائق والمنتزهات على مستوى المحافظة وتصل الى 500 فدان على النيل مباشرة والقناطر الخيرية أعظم مشروعات محمد علي نفعًا وأجلها شأناً وأبقاها علي الدهر أثرًا وقد فكر فيها بعدما شاهد فوائد القناطر التي أنشأها على الترع المصرية ورأى أن كميات عظيمة من مياه الفيضان تضيع هدرًا في البحر ثم تفتقر الأراضي إلى الري خلال السنة فلا تجد كفايتها فاعتزم ضبط مياه النيل للانتفاع بها زمن التحاريق ولإحياء الزراعة الصيفية في الدلتا وذلك بإنشاء قناطر كبري في نقطة انفراج فرعي النيل
مراحل إنشاء القناطر الخيرية :
كلف الوالى محمد علي لدراسة هذا المشروع الضخم إلى جماعة من كبار المهندسين آنذاك منهم المهندس الفرنسى
المسيو لينان دي بلفون والمهندس لينان باشا هو كبير مجموعة المهندسين فوضع تصميمًا وشرع في العمل وفقًا لهذا التصميم سنة ١٨٣٤ ميلادية ثم توقف هذا العمل فترة من الزمن وعندما أعتزم الوالى محمد علي استئناف العمل استعان بمهندس فرنسي آخر هو المسيو موجيل بك بعدما أعجب بمقدرته الهندسية في إنشاء حوض للسفن بميناء الإسكندرية فقدم تصميمًا للقناطر الخيرية
يختلف عن تصميم المسيو لينان الذي كان يرى إنشاءها على اليابسة بعيدًا عن المجري الأصلي للفرعين واختار لذلك قطعتين بين متلويين من متلويات فرعي النيل حتى إذا تم إنشاؤها حَوَّل الفرعين إليها بحفر مجريين جديدين ولكن مشروع موجيل بك يقتضي إقامة القناطر مباشرة في حوض النهر وقد مر إنشاء القناطر الخيرية بعدة مراحل وكان تصميمها لرفع مستوى النيل وراءها حتى يمكن لثلاث ترع كبرى هى الرياح التوفيقى لرى شرق الدلتا والرياح المنوفى لرى وسط الدلتا
ورياح البحيرة لرى غرب الدلتا لتأخذ مياهها زمن التحاريق وقد استدعى الوالى محمد على المهندس الفرنسى لينان دى بلفون بك من فرنسا
لتنفيذ هذا المشروع الضخم وكان المرتب الذى يتقاضاه لينان بك فى بداية عمله فى مصر مرتب ضخم فى هذا الوقت وبدأ لينان بك بتجهيز 1200 عامل ومهد لهم سبل الاعاشة من عمال مصريين وأجانب وأنشأ خط سكة حديد لنقل محاجر طرة حتى نهر النيل واستمر فى رسم الخرائط لتكملة هذا العمل الذى بلغت تكاليفه 1.880.000 جنيه
ولكن جزء تصدع وانهار وظهر خلل فى بعض عيون القناطر بسبب ضغط المياه وقد توفى محمد على باشا فى عام 1848 قبل أن يرى المشروع
الذى طالما تاقت نفسه إلى اتمامه وعندما آل الحكم إلى عباس حلمي الأول فى مابين عامين 1848-1853 أخذ المهندس الفرنسى موجيل بك يلح عليه بانجاز هذا المشروع الضخم لكى لا تضيع ثمرة الأموال الطائلة التى انفقت عليه واستكمل الانجاز المبهر حتى عام 1878 وفى عام 1855 فى عهد الخديو سعيد باشا 1854-1863 تم انشاء قلعة حربية بجوار القناطر
سميت هذه القلعة بالقلعة السعيدية نسبة إلى الخديوى سعيد باشا وذلك للدفاع عن البلاد عن طريق البر ولكن هذه القلعة قد أحترقت فجأة
وفى عهد الخديو اسماعيل 1863-1895 تمت تقوية القناطر الخيرية عام 1888 وظلت التجديدات تتوالى عليها فترة بعد أخرى حتى أصبحت
القناطر القديمة وقلعتها معلما هاما من المعالم الأثرية الباقية وظلت القناطر الخيرية تعمل حتى نهاية عام 1939 وبلغت تكاليف انشائها وقتئذ 3.500 مليون جنيه حتى تم انشاء قناطر محمد على قناطر الدلتا الجديدة خلف القناطر القديمة التى اصبح استخدامها مقصورا على أغراض المرور باعتبارها من أعظم الآثار الهندسية لمصر الحديثة والتى كانت محط الاعجاب وموضع الفخار الأبدى
تاريخ القناطر الخيرية :
وضع حجر الأساس للقناطر الخيرية بعد 43 عامًا من حكم الوالى محمد علي باشا لمصر وذلك فى التاسع من شهر أبريل
عام 1847 وقد توقف مشروع بناء القناطر الخيرية بسبب تجاوز نفقاته مليون جنيه وكان هذ المبلغ وقته مبلغ ضخم جداًثم تراخي العمل في تنفيذ المشروع في أواخر عهد الوالى محمد علي باشا وتوقف بعد وفاته في ولاية الخديوى عباس حلمى الأول بسبب تجاوزت نفقات البناء مليون جنيه وتم استكمال المشروع في عهد الخديوى سعيد باشا
وتم إصلاحه في عهد الخديوى إسماعيل باشا وتم بناء القناطـر وإنشاء الرياح المنوفي في عهد سعيد باشـا وفي عام 1867 ميلادية حين كـان
الخديوى أسماعيل باشا والياً على مصر فقد ظهر خلل في بعض عيون القناطر الخيرية فتم إصلاح الخلل طبقًا لآراء المهندس الفرنسى موجيل بك وكان قد غادر مصر إلي فرنسا وقد اشترك فى عملية الإصلاح المهندس المصرى بهجت باشا والمهندس مظهر باشا وفي عام ١٨٩١ ميلادية تم إصلاح بناء القناطر الخيرية
في العصر الحديث لتقويتها حتي بلغت شكلها الحالي بعدما رجعت الحكومة المصرية إلي رأي المهندس الفرنسى موجيل بك في هذا الإصلاح
وجاء إلي مصر وقتها وكان قد بلغ من العمر الـ ٧٥ سنة فعينته الحكومة مهندسًا للقناطر ليتسني لهذا المهندس الفرنسى الكبير موجل بك أن يكون إنشاء القناطر ابتداء من العمل فيها إلي تمام بنائها علي يده وقد كان علي مبارك باشا أول من قام بإدارة القناطر وذلك فى عهد الخديوى عباس حلمى الأول وأقيمت عند تفرع نهر النيل إلي فرعي دمياط
وبالنسبة لقياسات مبنى القناطر فيبلغ الطول ٢٤٢ كيلو مترًا ومتوسط العرض ٢٧٠ مترًا وفرع رشيد يبلغ طوله ٢٣٦ كليو مترًا ومتوسط عرضه ٥٠٠ متر
وترك محمد علي باشا مئات الأفدنة حول القناطر لأجل التوسعات المستقبلية كما خصص ٥٠٠ فدان جميعها تطل علي النيل مباشرة للحدائق المقامة علي نمط المنتزهات والحدائق الأوروبية وهي مزودة بالأشجار النادرة التي جلبها من مختلف أنحاء العالم وأطلق عليها عند أفتتاحها
أعظم حدائق الشرق وأصبحت القناطر الخيرية بكل حدائقها الواسعة الجميلة أصبحت منطقة سياحية من الطراز الفريد وقد ساهم قربها من القاهرة
عاصمة مصرالتي تبعد عنها بمسافة ٢٢ كيلو متر مربع وأيضاً إمكانية الوصول إليها عبر نهر النيل بسهولة وقد ساهم في ازدهارها كمنطقة جذب سياحي بشكل كبير وشرع في العمل على قاعدة تصميم موجيل بك وبمعاونة المهندس المصرى مصطفى بهجت باشا ومظهر باشا المهندسين الكبيرين الذين لديهم من العلم الهندسى فى بناء القناطر
حيث أنهم قاموا ببعثات علمية لهذا النوع من البناء متخرجين وذلك لأشتراكهم فى البعثات العلمية المتخصصة فى هذا النوع من البنايات ويقول المسيو شيلو إن مشروع القناطر الخيرية
كان يعد في ذلك العهد أنه أكبر أعمال الري في العالم قاطبة لان فن بناء القناطر على الانهار لم يكن بلغ من التقدم ما بلغه اليوم فاقامة القناطر الخيرية بوضعها وضخامتها كان يعد اقداما يداخله شي من المجازفة وقال المسيو بارو أن هذه أول مرة اقيمت فيها قناطر كبرى من هذا النوع على نهر كبير وقد ظهر خلل في بعض العيون
في عهد الخديوى اسماعيل سنة 1867 فاصلح الخلل طبقا لاراء موجيل بك وكان قد غادر مصر الى فرنسا وبهجت باشا ومظهر باشا ثم اصلح بناء القناطر ثانية في العصر الحديث لتقويتها وتمت اعمال الاصلاح والتقوية في سنة 1891 حتى بلغت شانها الحالي ورجعت الحكومة الى راي موجيل بك في هذا الاصلاح وجاء مصر وكان قد بلغ الخامسة والسبعين من سنه فعينته الحكومة مهندسا مستشار للقناطر فتم الاصلاح وفقا لرايه وبذلك تسنى لهذا المهندس الكبير ان يكون على يده انشاء القناطر من ابتداء العمل فيها الى تمام بناءها