مقدمة :
جذور العمارة في بلدنا مصر عبر مراحل تاريخية مختلفة وذلك في محاولة لرصد الأسس الفنية والمعمارية التي قامت عليها
نهضة تشيد القصور في البلاد العربية فى فترة بعد الفتح الأسلامى حيث تشير إلى أنه كان بالقاهرة
قبيل تولي محمد علي الحكم عُدد من القصور التي أهتم المسلمون بتشييدها كما في كل بقاع العالم الإسلامي وفي عمارتها امتزجت الفلسفة العقائدية بمعايير المعالجة البيئية فجاء صحن البيت المكشوف ساحة يتصل خلالها أهل الدار بالسماء
ثم نافورة تتوسطه لتلطيف درجة حرارة البيوت والقصور أو أية مبانى تستخدم سكن أو مبانى خاصة كالمدارس والمستشفيات
والمبانى الحكومية كانت حتى القرن الرابع عشر الميلادى كانت تتركز في القاهرة الفاطمية حيث شيّد المماليك منذ ذلك التاريخ
قصورهم ودورهم ومبانيهم خارجها ومازال إلى يومنا هذا يوجد بصمة العمارة المملوكية المتميزة حتى يومنا هذا وتتمثل فى قصر الذهب الذى نحن بصدده فى هذا الموضوع
نبذة عن البرنس نجيب شركس :
البرنس نجيب عبد الله حسن شركس آخر أمراء المماليك حيث أنه رغم معيشته فى فرنسا لسنوات طويلة
وسفره لدول كثيرة حول العالم إلا أنه لايستطيع البعد عن مصر فهو مثل الطير مهما ذهب لابد أن يعود لموطنه
وهو أمير مملوكى وواحداً من آخر من تبقوا من المماليك الذين حكموا مصر فى زمن مضى أختار أن يبتعد عن زحام المدينة وصخب الحياة فى أرقى أحياء القاهرة ليعيش فى قصره الذى ياخذه إلى عصر غير الذى نعيش فيه لا لشيىء يربطه بالعالم الخارجى سوى نهر النيل
ولقب البرنس هو لقبه وسط أهالى جزيرة الدهب والذى أعده وأعاده للحياة مرة اخرى للحصول على تاريخ جدوده
والقصر يعد أجمل ما فى المنطقة رغم أنه يقع وسط البيوت المتهالكة والأراضى الزراعية ويظهر كتحفة معمارية فخمة رائعة الجمال
وحول ما إذا كان هو فقط آخر أحفاد المماليك فى مصر قال البرنس شركس لسنا وحدنا بل يوجد عدد من العائلات
هذه العائلات لديها تاريخ طويل يرجع للمماليك أو الشراكسة من العائلات أولاد الناس من الشعب وقد بنى شركس القصر قبل 20 عاماً
وذلك إحياء لنسب أسلافه الراحلين من أجداده وذلك من أجل الحفاظ على تاريخهم الزاخر وفى حديث للأمير مع أحد القنوات الفضائية قال أنا من سلالة المماليك الشراكسة وجدى حسن بك عبد الله الكبير وكان يعمل ناظر الشئون الخديوية فى عهد الخديوى اسماعيل
وكان لديه ثروة كبيرة لكنه افلس ووالدى هو عبد الله بك حسن شركس هكذا بدأ آخر أمراء المماليك البرنس نجيب شركس يروى حكايته
منذ ترك فرنسا وقرر العيش فى قصره الذى بناه داخل مصر ويستكمل ويقول والدتى فرنسية وعشت هناك سنوات طويلة من عمرى
لكننى فضلت أن أكمل باقى عمرى فى مصر لأننى أحبها واعشقها ومنذ أكثر من عشرين عاماً بدأت بالفعل قصة بناء القصر
على أن يكون التصميم على الطراز الأسلامى المملوكى داخل جزيرة الدهب على ضفاف النيل وأكد البرنس نجيب قائلاً قمت ببناء هذا القصر الذى أسكنه بعد ما تركت شقتى فى الزمالك
تركت شقتى ليس من أجل الفخامة أو التباهى ولكن لإحياء الفن المعمارى المصرى فى العصور السابقة
وقد قال البرنس أنه فاتح القصر للزوار وأى مواطن يريد مشاهدة القصر برحب جداً بوجوده مرحباً بهم والطريق الوحيد للوصول إلى قصر شركس هو عبور النيل إلى جزيرة الدهب
الجزيرة الصغيرة حيث يقف القصر المحاط بالأراضى الزراعية التى لا يوجد بها سوى بيوت صغيرة ريفية ويقف القصر شامخاً
حيث يُرى من كل انحاء الجزيرة ويضم علامات مملوكية على كل جدرانه بينما تحيط بالقصر الحدائق ويتميز بمبانيه وبواباته المقوسة ولا يمكن االوصول لقصر شركس سوى عن طريق القوارب
قصة بناء قصر الذهب :
كشف البرنس نجيب عبد الله حسن شركس عن قصة بناء قصر الذهب فى مصر موضحاً انه بعد عودته من باريس
عاش فى منطقة الزمالك بالقاهرة ولكنه فضلَ بناء أستراحة على طراز خاص جداً فى جزيرة الدهب
وسط الخضرة والهدوء والمناظر الخلابة من حوله فى كل مكان بالجزيرة وأثناء البناء تحول هذا البناء إلى قصر
حيث أنتهى البناء وقد تم تصميمه على طراز الفنون الأسلامية وأبضاً المملوكية واستخدمت الحجارة مثلما أستخدمها أجداده المماليك
وأكد البرنس نجيب شركس إن القصر بنى على يد معلم مقاول كان أحد تلاميذ المهندس الفذ حسن فتحى المشهور لذلك توافر لديه الحس الفنى المتميز خلال البناء فى وسط جزيرة صغيرة بنهر النيل فى منطقة جنوب الجيزة
وفى حوار مع أحد الاجهزة الأعلامية ذكر البرنس نجيب شركس إن فكرة بناء القصر راودته من فترة طويلة جداً
وأستطرد القول أنه يريد أن يختم حياته فى مصر ويحلم بإعادة مجد أجداده وخاصة أنه واسرته هاجروا إلى فرنسا
موطن والدته الفرنسية وعاش هناك فترة طوبلة من الزمن وقد فكر أنه ليس له أى مكان فى مصر وأيضاً
تخوف من أن تاريخ أجداده سينسى ولذا فكرة بناء بيت أو أستراحة على الطراز المملوكى سيطرة على تفكيره
حتى قرر التنفيذ بالفعل حتى يُحيى ذكرى أجداده من المماليك وبدأ البناء من حوالى 20 سنة أو أكثر قليلا
وذلك حرصاً منه ومن أجل إحياء لنسب أجداده الراحلين والحفاظ على تاريخهم وكما سبق القول إن البرنس نجيب شركس هو أمير مملوكى وواحد من آخر ما تبقوا من المماليك الذين حكموا مصر فى زمن مضى
وفى أحد الحوارات مع أحدى الأجهزة الأعلامية أضاف البرنس شركس منذ فترة شبابى وفكرة أن أبنى بيتاً صغيرا ويكون تصميمه على الطراز المملوكى والأسلامى فكرة مستمرة
حتى أراد الله تحقيقها وبالفعل فعلت ذلك وتحول البيت أثناء عملية البناء تحول الحلم إلى قصر على طراز أجدادى الشراكسة وقد بناه لى مهندسين وعمال مصريين ويوضح شركس أن جده الاكبر هو الشريف حسن شركس وتزوج أبناء الشريف حسن شركس من حفيدات المماليك وقد حكم المماليك مصر لأكثر من 260 عاماً وأنتهى حكمهم بالغزو العثمانى عام 1515 م
قصر الذهب :
يقع قصر الذهب فى جزيرة الذهب جنوب محافظة الجيزة ويعد صاحب القصر البرنس نجيب عبد الله حسن شركس
هو آخر أحفاد مماليك مصر المحروسة وقد تم بناء هذا القصر من حوالى عشرين عاماً وتم بناؤه رغبة من البرنس
نجيب عبد الله حسن شركس فى الحفاظ على تراث أبائه وأجداده ويضم القصر علامات مملوكية على كل جدرانه
فى حين تحيط بالقصر حدائق غناء جول مبانيه وبوباته المقوسة ولا يمكن الوصول لقصر شركس إلا عن طريق القوارب
وبعد أن أنفق البرنس الكثير من أمواله فى بناء القصر فهو يسمح للغرباء من محبى الاطلاع وفنون تصميم المبانى
والطلاب الدارسين لفنون العمارة بزيارته والطريق الوحيد للوصول إلأى قصر شركس هو عبور النيل من قارب إلى جزيرة الدهب الصغيرة حيث بقف القصر المحاط بالأراضى الزراعية والبيوت الصغيرة والقصر يقف شامخاً فى جزيرة الذهب حيث يُرى من كل أنحاء الجزيرة
القصر يواجه مشاكل :
منذ حوالى عشرين عاماً بدأ نجيب عبدالله حسن والمعروف بلقب البرنس بناء قصراً على الطراز الأسلامى المملوكى آخذاً من جزيرة الدهب مستقراً له
ليطل على ضفاف النيل الخالد تلك التفاصيل التى أضفت مميزات على الموقع والمكان هى نفسها
كانت السبب حالياً فى حصول المبنى على أنذار بالهدم لاعتباره جزء منه يتبع طرح النهر المقرر أزالتها
وتعود حكاية القصر لعام 1994 حين قرر البرنس ذو الأصل المملوكى بناء قصر على طراز أجداده المماليك
فاشترى البرنس نجيب شركس فطعة أرض بجزيرة الدهب من أحد المزارعين وأتبع إجراءات تسجيلها وألتزم بمرور تلك الأعوام على دفع الضرائب والكهرباء وبمرور السنوات أضحى القصر من المعالم المعمارية الهامة للجزيرة وأصبح أيقونة المنطقة بأشملها
إلى الحد الذى جعل نادى الوزراء المصرى والمحامين من سنوات قليلة جداً كانوا يطلبون من البرنس نجيب شركس
حين يأتيهم زوار مهمين إنارة هذه التحفته المعمارية ليطلوا على مشهد مبهر للنيل وهو ماذاد من دهشته من قرار الإزالة
وقد ذكر البرنس نجيب شركس أنه لم يخبره أحداً لا من الحكومة أو أى مسئول أو الموظفين الذين عملوا لى التصاريح بالبناء
واستطرد البرنس نجيب شركس يقول أنا لا أعلم ولمْ يدلنى أحدً على الإطلاق من المسئولين فى الحكومة حيبنها إن هذا المكان مخالف وأوضح البرنس المملوكى أنه قد تواصل مع المسئولين فى وزارة الرى وإن مسألة قصره محل نقاش حالياً لافتاً إلى أن الإدارة تتحرى الدقة فى الأزالات حتى لا تظلم احد وتصبح على يقين بأن أى مبنى مخالف بالفعل يستحق الأزالة
البيئة والتاريخ :
أستعد البرنس لمغادرة منزله فى الزمالك والأتجاه إلى جزيرة الدهب لبناء قصراً ليس من أجل الفخامة ولكن لأحياء الفن المعمارى المصرى
فى العصور السابقة ولذلك فإن من يستمتع بمشاهدة فنون العمارة فى هذا القصر هم بالفعل يستمتعون برؤية مصر
من خلال طرز العمارة التى يتميز بها هذا القصر حتى الآن لم يعلم البرنس أية تفاصيل أخرى بشأن إِلتهام جزء من قصره
حيث قال أنا لست وحدى فيه بيوت كثيرة بجوارى فى الجزيرة مهددة بنفس الشيىء كل ما أعلمه أن اى مبنى يقع فى ال 30 متر طرح النهر
سوف يزال خلال شهر فيما بعث الأمير شركس بخطاب إلى وكيل وزارة الرى للأستعلام عن الموضوع لكنه لم يتلقى رداً وأستطرد يقول بصياغة كلامه أنا مش بعارض القانون بس على الأقل بطلب يعطونى وقتى لكى أجد حل ممكن أدفع رسوم للدولة علشان المكان أو اللى يناسبهم فيما خيم الحزن على العمال الذين شيدوا القصر
كل العمال مقهورين وبيقولوا لى وقد خيم عليهم الحزن أحنا نهد اللى بنيناه بأيدينا هذا صعب جداً حيث أنه
لم يعد القصر مجرد سكن للبرنس وأسرته بل أصبح وجهة للباحثين من بينهم أساتذة الجامعة والباحثين المتخصصين
فى التنمية المستدامة لجزيرة الدهب ومشكلات نهر النيل والذين ينظمون جولات للطلاب بغرض البحث والذين هم أنفسهم ينشرون الوعى بين سكان الجزيرة بكيفية حماية ضفاف النيل ومنع التلوث وجمع النفايات وإلقائها
والقصر يعتبر فعلياً مركز علمى وملتقى حضارة للطلاب وتهدف جولات الطلاب بين أروقة القصر الذى يحمل روح عصر المماليك
لكى نظهر لهم فنون العمارة بالطرز المختلفة وخاصة الطراز المملوكى والطراز الأسلامى وكيف يكون تصميم عمرانى متوافق مع البيئة
فيما يعكف الباحثون داخل القصرعلى تدريب سكان الجزيرة على كيفية تدوير النفايات الزراعية للمحافظة على البيئة
وحينما علمت بهذه المشكلة التى تواجه القصر وهى إزالة القصر !!! خاصة أنه سيطال الجزء الذى يجتمع فيه الباحثون غلب عليهم جميعاً الحزن
وعلامات الغضب ففى كل حائط فى القصر له تاريخ ومعنى وكل جزء بالقصر أيضاً له تاريخ ومعنى من الحضارة المصرية التى يتحلى بها القصر ونفذت فى الجزيرة وخاصة إن القصر مفتوح للباحثين وأهل العلم والقصر هو الشيىء الوحيد اللى يرمز للحضارة المصرية وتاريخها هل يصح إن هذا سيتحول إلى كوم تراب فوق النيل !