أحدث المقالات
الرئيسية / تاريخ مصر / لطفية النادى أول طيارة مصرية

لطفية النادى أول طيارة مصرية

مقدمة :

الطيران هو أحد أساليب النقل الحديثة ولكن مصطلح الطيران لا يدل فقط على السفر بل يشمل بذلك الصناعات الجوية الطائرات وأنواعها العسكرية منها والمدنية شركات النقل الجوي

من خطوط طيران وشركات ترفيه المطارات والعلوم المختصة في الطيران كما أن هناك أنشطة أخرى مثل القفز بالمظلة لا تستعمل فيه آلات معقدة ولكنه يدخل ضمن النشاط في الأجواء أما الطيار هو الشخص الذي يقود طائرة ويوجد صنفان من الطيارين

الطيارون العسكريون وهم ينقسمون حسب اختصاصاتهم على القوات البرية الجوية أو القوات البحرية ويلحق بهذا التصنيف أيضاً

الطيارين اللزين يعملون في المجالات الأمنية مثل قوات الشرطة وأيضاً قوات الدفاع المدني فهم يقودون في العادة طائرات قتالية أو للمهام الخاصة ومن المذيد من المعرفة لهذا المجال لابد من معرفة معلومات عن أول مطار فى مصر

وأول مطار فى مصر لابد أن نشبر هنا إلى مطار ألماظة أو قاعدة ألماظة الجوية حيث أنه يعتبر هو أول مطار مصري

تم بناؤه ليكون تحت سيطرتها التامة ويقع مطار ألماظة الجوى  شمال شرق القاهرة وبمقرب منه مطار القاهرة الدولي. بدأ العمل في بنائه عام 1930 وافتتح في 2 يونيو 1932 شهد المطار تطورات عديدة منذ افتتاحه وهو اليوم قاعدة جوية تابعة للقوات الجوية المصرية

لطفية النادى :

لطيفة النادي هي أول سيدة مصرية تقود طائرة حيث ولدت في القاهرة في 29 أكتوبر 1907 لأب يعمل في المطبعة الأميرية

وأم متفتحة تحلم بمستقبل أفضل لابنتها وهى تعد أول امرأة في مصر والعالم العربي تقود طائرة وفى عام 1933 التحقت لطيفة النادى بالتعليم النظامي شأن عدد قليل من نظيراتها في ذلك الوقت وفي المدرسة المتوسطة سمعت لطفية النادى

عن الطيران وكيفية قيادة الطائرة هذ العمل الذي كان حينها لا يزال أمرا حديثا فراودها الحلم حتى قررت السعي إلى تحقيقه وفي عام 1932 تأسست

مدرسة مصر للطيران في ألماظة فذهبت لطفية للالتحاق بالمدرسة ولكي تسلك هذا المضمار كانت تحتاج إلى تحقيق شرطين اثنين موافقة الأهل وتأمين نفقات المدرسة جاءت لطفية بوالدتها إلى إدارة المدرسة لتلبية الشرط الأول واحتالت بالعمل سكرتيرة في المدرسة لسداد النفقات

ذلك لأن والدها لم يكن يعرف شيئا عن عملية التحاقها بهذه المدرسة وكانت لطفية تحضر حصتين أسبوعيا في المدرسة

حيث تلقت 67 ساعة من التدريب على يد معلمين أجانب ومصريين وفي عام 1933 حصلت لطفية على إجازة الطيران لتكون بذلك أول امرأة في مصر تحصل عليها وثاني امرأة في العالم بعد الأمريكية أميليا إير هارت تقود طائرة بمفردها كما كانت لطفية رقم 34 في قائمة الحاصلين على هذه الرخصة في مصر

أي لم يتخرج قبلها على مستوى المملكة المصرية سوى 33 طيارًا فقط جميعهم من الرجال وبذلك تصبح أول فتاة مصرية عربية أفريقية

تحصل على هذه الإجازة علاوة على ذلك تعد لطفية أول امرأة مصرية تقود طائرة بين القاهرة والإسكندرية وثاني امرأة في العالم تقود طائرة منفردة إذ تمكنت من الطيران بمفردها بعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزدوج مع مستر كارول كبير معلمي الطيران بالمدرسة في مطار ألماظة فتعلمت في 67 يومًا وقد تلقت الصحافة الدعوة

لحضور الاختبار العملي لأول طيارة مصرية في أكتوبر وفي ديسمبر من عام 1933 أقيم سباق للسرعة على هامش مؤتمر دولي للطيران نظمته مصر وشارك فيه طيارون من أكثر من ستين دولة وشاركت لطفية في ذلك السباق بين القاهرة والإسكندرية وفاجأت الجميع بأن كانت الأولى في الوصول إلى نقطة النهاية قبل بقية المتسابقين لكن اللجنة المحكّمة رفضت الإقرار لها بهذا الفوز بدعوى أنها أغفلت إحدى خيمتين على ساحل البحر المتوسط لم تدر حولها مكتفية بالدوران حول واحدة ومنحت بذلك الجائزة لمتسابق فرنسي

نشأتها :

لطفية النادي من مواليد 29 أكتوبر 1907 كان والدها يعمل بالمطبعة الأميرية وكان يرى أن الدراسة للبنت يجب ألا تتعدى بالمرحلة الابتدائية

بعكس الأم التي رأت أن تعليم الفتاة ضرورة حتى نهاية المطاف لأن الأم هي مصنع الرجال التحقت لطفية بالأمريكان كولدج وقرأت في يوم من الأيام

عن الطيران وتشجيع الفتاة المصرية لدخول هذا المجال ومدرسة الطيران وقتها في أوائل نشأتها عام 1932 كانت كل الذي يلتحق بها من الرجال فقط ففكرت لطفية النادى لماذا لا تلتحق بالدراسة فى هذه المدرسة

وقد رفض والد لطفية أفكارها لتعلم الطيران بأصرار ومن جانب آخر لم تكن تملك نقودًا لدفع تكاليف هذه الدراسة وبحثت لطفية عن البدائل

فلجأت إلى كمال علوي مدير عام مصر للطيران آنذاك من أجل تحقيق رغبتها وطلب منها أن تعمل في مدرسة الطيران وبمرتب الوظيفة حتى يمكنها سداد المصروفات

وافقت لطفية النادى على هذه الفكرة وبالفعل أشتغلت بنفس المدرسة بوظيفة سكرتيرة فى مدرسة الطيران وكانت تحضر دروس الطيران مرتين أسبوعيًا

دون علم والدها تعلمت الطيران مع زملاء لها على يد مدربين مصريين وإنجليز في مطار ألماظة بمصر الجديدة وكانت الشابة الوحيدة بينهم وحظيت باحترامهم وتقديرهم في الوقت نفسه كانت تعمل في مطار ألماظة بغرض الحصول على المال

لتمويل تعلمها الطيران وقد لجأت لطفية إلى الكاتب الصحفي أحمد الصاوي صاحب العمود الصحفي الشهير ما قل ودل

والذي كان ينشر بجريدة الأهرام وقالت له أريد أن أتعلم طيران وكان رد الكاتب الصحفى أحمد الصاوي لكنك مازلتى صغيرة السن ويجب موافقة أهلك أولاً

وما كان منها إلا أن أحضرت والدتها للتتحدث مع الكاتب الصحفى المذكور وقالت الوالدة له إن التحاق لطفية سيثير غضب والدها وكنا نأمل عدم دفع مليم واحد للدراسة لأن والدها إن علم بالأمر أو حدث لها أي مكروه

سيتهمنى أننى السبب فى هذا الضرر  لا قدر الله وقد سلكت لطفية كل الطرق ودقت كل الأبواب لتحقيق هدفها حيث ذهبت إلى كمال علوي مدير عام مصر للطيران وقتها وعرضت عليه الأمر ورحب بها بمدرسة الطيران لتكون فاتحة خير لالتحاق أُخريات وفي نفس الوقت وستكون دعاية طيبة للمدرسة وقال لها أحصلى على وظيفة بالمدرسة وبالمرتب تستطيعين تسديد المصروفات وبالفعل عينت عاملة تليفون وسكرتيرة بالمدرسة

رحلتها مع الطيران :

توجت مجهودات لطفية بحصولها على إجازة الطيران عام 1933 وكان رقمها 34 أي لم يتخرج قبلها على مستوى المملكة المصرية سوى 33 طيارًا فقط جميعهم من الرجال

وكانت بذلك أول فتاة مصرية عربية أفريقية تحصل على هذه الإجازة عملت لطفية سكرتيرة بمدرسة الطيران وكانت تحضر دروس الطيران مرتين أسبوعيًا دون علم والدها إلى أن حصلت على إجازة طيار مدرب بتاريخ 27 سبتمبر 1933 بذلك تكون هذه الفتاة الصغيرة الحالمة أول فتاة عربية أفريقية تحصل على هذه الإجازة

وقد جصلت لطيفة النادى على الإجازة وعمرها 26 ربيعًا لتحقق بذلك حلمها بالطيران بمفردها ونشرت الصحف هذا الخبر مع صور مما أثار غضب والدها ولكى تقوم بإرضائه اصطحبته معها في الطائرة وحلقت به  فوق القاهرة والأهرامات ما لبث أن أصبح أكبر المشجعين لها كان مدرسها ومعلمها كارول الفرنسي يعاملها كالطفلة وقالت عنه «كان يخاف على جدا وأضافت مقولته «مش عاوز نفسك تتكبر بعد ما أصبحت أول فتاة مصرية تتعلم الطيران لا تفعلي مثل إيمي جونسون التي تكبرت على والديها بعد ما أصبحت طيارة

الطيران بمفردها :

في عامها السادس والعشرين كانت أول امرأة مصرية تقود طائرة بين القاهرة والإسكندرية وثاني امرأة في العالم تقود طائرة منفردة إذ تمكنت من الطيران بمفردها بعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزدوج مع مستر كارول كبير معلمي الطيران بالمدرسة فتعلمت في 67 يوماً وقد تلقت الصحافة الدعوة لحضور الاختبار العملي لأول طيارة كابتن مصرية في أكتوبر 1933 ومن أجمل لحظات عمرها على حد قولها عندما أخذت والدها في الطائرة وقادت به فوق القاهرة ثم ذهبت إلى الجيزة والتفت بالطائرة حول الأهرامات وأبي الهول

مؤتمر الطيران الدولي :

قام نادي الطيران بدعوة مؤتمر الطيران الدولي للانعقاد في مصر ليناقش أحوال الطيران وقوانينه ولوائحه

ثم يقوم بامتحان مهارات الطيار ومدي كفاءته واشترك في هذا السباق 62 طيارًا من مختلف الجنسيات بطائراتهم الخاصة وكان منهم مصريان أحمد سالم ومحمد صادق

شاركت لطفية في الجزء الثاني من سباق الطيران الدولي وهو سباق سرعة بين القاهرة والأسكندرية حيث بدأ السباق في 19 ديسمبر 1933 وخلال هذا السباق تربعت لطفية على طائرة من طراز جيت موث الخفيفة بمحرك واحد ومتوسط سرعة 100 ميل في الساعة

 كانت لطفية النادى أول من وصل إلى نقطة النهاية رغم وجود طائرات أكثر منها سرعة ومع ذلك فازت لطفية النادي بالمركز الأول في سباق الأسكندرية ولكن تعسف لجنة التحكيم التي كان معظمها إنجليز سحبوا منها النتيجة بحجة أن الطائرة لم تمر إلا على خيمة واحدة في المكان المحدد للعودة من الأسكندرية

والمكان المحدد كان موجود به خيمتان وظل الملك فؤاد الأول ملك مصر حينذاك منتظرًا النتيجة وأغضبه بشدة تعسف لجنة التحكيم ليحزن عندما عرف بعدم تأهلها وقال لها

هذه أول مرة يحدث في مصر هذا وقدمت لجنة التحكيم جائزة شرفية فأعطوها مبلغ قيمته 200 جنيهًا مصريًا كذلك أرسلت لها هدى شعراوي برقية تهنئة تقول فيها شرّفت وطنكِ ورفعت رأسنا وتوجت نهضتنا بتاج الفخر بارك الله فيكِ

مساندة هدى شعراوي لها :

تولت هدى شعراوي مشروع اكتتاب من أجل شراء طائرة خاصة للطفية لتكون سفيرة لبنات مصر في البلاد التي تمر بأجوائها أو تنزل بها وتظهر للجميع مقدرة المرأة المصرية على خوض جميع المجالات

وكانت لطفية النادى قد فتحت الباب لبنات جنسها لخوض التجربة التى لم يسبقها أحد فى هذه التجربة فلحقت بها دينا الصاوي وزهرة رجب ونفيسة الغمراوي ولندا مسعود أول معلمة طيران مصرية

وأيضاً بلانش فتوش وعزيزة محرم وعايدة تكلا وليلى مسعود وعائشة عبد المقصود وقدرية طليمات فكان عدداً لا بأس به أقتادوا بالكابتن لطيفة النادى ثم أحجمت فتيات مصر عن الطيران بصفة نهائية فلم تدخل مجال الطيران فتاة مصرية منذ عام 1945 وهكذا توالت إنجازات كابتن لطفية أول كابتن طيار مصرية إلى أن تقاعدت عن الطيران وعينت بمنصب سكرتير عام نادي الطيران المصري بعدما ساهمت في تأسيسه وإدارته بكفاءة عالية إلى أن هاجرت إلى سويسرا

علاقتها بإيميليا إيرهارت :

أميليا ماري إيرهارت كاتبة ورائدة متفوقة في الطيران الأمريكي كانت إيرهارت أول امرأة تحصل على صليب الطيران الفخري نظرا لكونها أول امرأة تطير بمفردها عبر المحيط الأطلسي

وقد حققت أميليا إيرهارت العديد من الأرقام القياسية الأخرى وكتب عن تجربتها في الطيران فى جميع وسائل الإعلان لديهم وحققت مبيعات كبيرة وكان لها دور أساسي في إنشاء التاسعة والتسعون وهي منظمة طياري

وعلاقة لطفية النادى بأيمليا إيرهارت الأمريكية بالرغم أنهما لم يلتقيا  لكن جمعتهما صداقة المراسلات حيث إنهما يشتركون فى خوض أغرب وأصعب تجربة على مستوى العالم

وقد تم التواصل بينهما عن طريق الخطابات يتحدثان عن مغامراتهما في رحلاتهما إنجازات متوالية لم تتوقف لطفية عن المشاركة في مسابقات الطيران وكان من بينها سباق دولي أقيم في مصر عام 1937 من القاهرة إلى الواحات اشترك فيها 14 طيارًا وطيارة من مختلف جنسيات العالم وجاء ترتيب لطفية في المرتبة الثالثة بين السيدات المشتركات

الأحتفاء بلطفية النادى والوفاة :

في عام 1996 تم إنتاج فيلم وثائقي تناول قصة كفاح لطفية النادي بعنوان الإقلاع من الرمل وفي هذا الفيلم سُئلت عن السبب الحقيقي وراء رغبتها في الطيران فقالت أنها كانت تريد أن تكون حرة وفي عام 1997 حصل الفيلم على الجائزة الأولى للمجلس الأعلى للثقافة في سويسرا وفي 2014 احتفى جوجل في نسخته العربية بوضع صورتها على صفحته الرئيسية في ذكرى مولدها ويذكر أن لطفية لم تتزوج قط وعاشت جزءًا كبيرًا من حياتها في سويسرا حيث منحت الجنسية السويسرية تكريمًا لها وتوفيت عن عمر يناهز الخامسة والتسعين في القاهرة عام 2002

عن Madeha Genady

Madeha Genady
مصر كما رأيتها و أحيا على أرضها و أرتوى من نيلها -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مصر التي في خاطري وفي فمي ........ أحبها من كل روحي ودمي ......... ياليت كل مؤمن بعزها ......... يحبها حبي لها ......... بني الحمى والوطن ......... من منكم يحبها مثلي أنا

شاهد أيضاً

المتحف الزراعى المصرى

المقدمة : المتاحف هي ذاكرة الأجيال وحافظة التاريخ وأحد أهم أدوات نقل المعرفة والهوية عبر ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *