تبلغ مساحة البيت الذي ينسب إلى الشيخ محمد أمين السحيمي آخر سكانه ما يزيد على ألفي متر مربع تم بناؤها على نظام الجدران الحاملة فقد كان الشيخ السحيمي أحد رواق الأتراك بالأزهر الشريف
عندما توفي عام 1928 رأت السيدة أرملته ضرورة استبداله خاصة بعدما أصبح غير صالح للسكن وعندما علم الملك فؤاد الأول بأهمية البيت أصدر مرسوماً ملكياً ينص على تخصيص مبلغ 6 آلاف جنيها لشرائه وضمه إلى لجنة حفظ الآثار العربية والإسلامية
وقد اعتبرته اللجنة أثراً في عام 1980 ويوصف هذا الأثر بالتاريخي ويوجد به 110 من الفراغات تختلف في تنوعاتها ما بين فراغات وقاعات للاستقبال توجد بالدور الأرضي ويعلوها قباب ثم قاعات وأخرى تتخللها غرف صغيرة وكبيرة استخدمت بغرض المعيشة
تبلغ مساحة فناء البيت 200 متر وفي داخل البيت يوجد حمام متكامل أعد بطريقة كانت تناسب سكان هذا البيت وتم وضع قبتين بالحمام وقاموا بتزيين القبتين بمضاوي زجاجية ملونة رائعة الجمال
كما توجد بالمنزل آبار للمياه وحديقة خصصت خلف المبني والبيت مثال للبيوت العربية التقليدية بنكهة قاهرية والدخول إلى البيت يكون من خلال الممر الذي يؤدي إلى الصحن الذي توزعت فيه أحواض زرعت بالنباتات والأشجار تفتح غرف البيت على الصحن
عند الصعود إلي الطابق الأول تجد مجموعة من القاعات تشبه الموجودة بالطابق الأرضي إلا إنها تحتوى على العديد من الشبابيك المغطاة بالمشربيات أو الشناشيل الخشبية
بعض هذه الشناشيل يطل على الصحن والبعض الآخر يطل على الشارع ومن ورائها يمكن لنساء المنزل مشاهدة ما يحدث في الشارع أو الحديقة دون أن يراهن أحدمن الغرباء
كما كانوا يستخدمونها في تبريد القلل الفخارية ويعتقد أن لهذا السبب بدأت فكرة المشربيات فكتب التراث تؤكد أن كلمة مشربية تعود إلى فعل شرب وعدم وجود إيوان بهذا الطابق يجعلنا لا نعلم إذا كانت تلك القاعات مخصصة للنوم أو لشيء آخر بالإضافة إلى بعض الغرف المميزة الخاصة
الملاحظ في بيت السحيمي مدي تأثره بالتخطيط العثماني للعمارات القديمة والتي كانت تُشيد من طابقين فقط الأول يُطلق عليه السلاملك وهو ذلك الجزء المُخصص لإستقبال الضيوف من الرجال أما الطابق الثاني فيُسمى الحرملك وهو الجزء المخصص لحريم السلطان والمحرم على الغرباء تماما ولا يدخله إلا صاحب المنزل فقط
لذلك يتكون من طابقان وصحنان الأمامي حديقة يتوسطها تختبوش وهي دكة خشبية مزينة بخشب الخرط أما الخلفي فكان مخصصًا للخدمة حيث يحتوي على حوض من الماء وساقية للري وطاحونة لصحن الدقيق تدار بواسطة الحيوانات
عند باب المنزل توجد شجرتين من الزيتون والسدر وبمجرد عبور الباب تجد نفسك في الطابق الأرضي للوجه القبلي من المنزل قاعة واسعة منتظمة الشكل تنقسم إلي إيوانين والإيوان عبارة عن قاعة مسقوفة محاطة بثلاث جدران
والجهة الرابعة إما تكون مفتوحة تماما أو مصفوفة بأعمدة وإن كان أحيانا يتقدمها رواق مفتوح يطل علي الفناء الداخلي بين الإيوانين مساحة منخفضة تُسمي الدرقاعة وهو المكان الذي يحافظ على الخصوصية داخل البيت
إحدى الغرف التي توجد بالقسم البحري كسيت جدرانها بالقيشاني الأزرق المزخرف برسوم نباتية دقيقة وتضم مجموعة من الأواني صنعت من الخزف والسيراميك الملون لذلك يرجح إنها كانت مطبخ البيت
بجوار هذه الغرف غرفة أخرى صغيرة جدا كانت تستخدم لتخزين الطعام حتى لا تتعرض الأطعمة للتلف
كما يوجد حمامين لهما سقف مقبب هذا السقف به فتحات زجاجية مستديرة واسعة إلى حد ما فهى تساعد على دخول أشعة الشمس للأضاءة وأيضا التدفئة فى فصل الشتاء حيث البرد القارص ونزول الأمطا وقدتكون أمطار غزيرة أحياناً
ويستخدم أحدهما في الصيف حبث التهوية الجيدة أتقاء حراة الصيف والآخر في الشتاء حيث يوجد به موقدا لتسخين الماء لعمل جلسات المساج والتدفئة
بالإضافة إلى حمام ثالث تقليدي مكسو بالرخام الأبيض الرائع الجمال ذو سقف مقبب وفتحات مربعة ودائرية مغطاة بالزجاج الملون المبهر للناظرين
ولا يوجد بالمنزل أسرة للنوم كما هو الحال فى أيامنا هذه فكان سكانه ينامون على مراتب من القطيفة الجيدة من أجود أنواع القطيفة و والمتميزة والمزخرفة بزخارف فنية رائعة الجمال ومبهرة للناظرين
الطابق الأرضى :
القسم الأول نجد قاعة واسعة منتظمة الشكل تنقسم إلى إيوانين يحصران في الوسط مساحة منخفضة عنهما يطلق عليها الدرقاعة وقد رصفت بالرخام الملون يمتد حول جدران الإيوانين شريط من الكتابة يحتوي على أبيات من نهج البردة وسقف القاعة من الخشب المكسو برسومات وزخارف نباتية وهندسية ملونة
كانت هذه القاعة الجميلة تستخدم كمجلس للرجال فقط وللبيت إيوان آخر هذا الأيون مفتوح على الصحن ويتوجه نحو الشمال ليستلم هواء البحر البارد صيفا يسمى المقعد
وهذا المقعد له سقف خشبي أيضا يشبه القاعة كأن المجلس يستخدم شتاء والمقعد يستخدم صيفا وعلى جدران الإيوانين يمتد شريط طويل، نقش عليه أبيات من قصيدة نهج البردة أروع قصائد الشاعر المصري أحمد شوقي في المدح النبوي
أما سقف القاعة فمن الخشب المكسو برسومات وزخارف نباتية ملونة كما يوجد إيوان آخر مفتوح على الصحن البحري له سقف خشبي يشبه سقف القاعة أما الوجه البحري فيشبه الوجه القبلي تماما إلا إنه أكبر حجما
ويوجد به تفاصيل معمارية أكثر دقة وفخامة وفي وسطه يوجد حوض ماء صمم بالرخام المذهب رائع الجمال وحوض آخر يستخدم لري الزرع يسمى فسقية على هيئة شمعدان وفي القسم البحري مجلس آخر يشبه الأول في التصميم
أي مكون من إيوانين ودرقاعة إلا أن هذا المجلس أكبر حجما وبه تفاصيل معمارية أدق وأكثر فخامة وفي وسطه حوض ماء من الرخام المذهب وفى هذا الحوض فسقية على هيئة شمعدان
مما يدل على أنه صمم وكأنه صحن مسقف والقسم البحري به إيوان أيضا ويعلو الإيوان مشربية مصنوعة من خشب العزيزي وسقف هذا الإيوان من الخشب تتوسطه قبة صغيرة بها فتحات ليدخل منها الهواء والضوء تسمى الشخشيخة
هذه اشخشيخة مصنوعة من الخشب العزيزى وهى أيضا مزخرفة من الداخل
و الشخشيخة مغطاة بالجص الأبيض من الخارج وفي المجلس أكثر من كوة موجودة في الجدران وضعت عليها خزائن من الخشب العزيزى المشغول بالنقوش الهندسية والنباتية رائعة الدقه والجمال
بعد المجلس غرفة لقراءة القرآن فيها كرسي كبير من الخشب المشغول ينزل من سقف هذه الغرفة مصباح من النحاس يضئ بالفتيل المغموس بالزيت
وفي المجلس أيضاً أكثر من كوة في الجدران وضعت عليها خزائن من الخشب المشغول بالنقوش الهندسية والنباتية وبعد المجلس غرفة لقراءة القرآن فيها كرسي كبير من الخشب المشغول
ينزل من سقف هذه الغرفة مصباح خاص للأضاءه من النحاس الأصفر اللامع يضئ بالفتيل المغموس بالزيت
الطابق الأول :
في الطابق الأول غرف العائلة وهي عبارة عن قاعات متعددة تشبه التي في الطابق الأرضي إلا أن بها شبابيك واسعة وكثيرة مغطاة بالمشربيات
تطل هذه المشربيات على الصحن وبعضها على الشارع ولا يوجد إيوان في الطابق الأول مما يجدر ذكره أن الغرف لم تكن تميز غرف للنوم أو غيره
وذلك باستثناء بعض الغرف المحددة وإحدى الغرف في الطابق الأول بالقسم البحري كسيت جدرانها بالقيشاني الأزرق المزخرف بزخارف نباتية
ويوجد بها أواني الطعام المصنوعة من الخزف الرائع والسيراميك الملون والمزخرف حيث يبدو أنها كانت تستخدم لإعداد الطعام
وبجوار هذه الغرفةغرفة صغيرة جدا غير مزخرفة تستخدم للتخزين ولم يكن في البيت أَسرة بل أن العائلة كانت تنام على مراتب من القطيفة المزخرفة والملونة بألوان متعددة وزاهية وأيضا يوجد في البيت حمام تقليدي عبارة عن غرفة صغيرة مكسوة بالرخام الأبيض لها سقف مقبب
هذا السقف به كوات مربعة ودائرية مغطاة بالزجاج الملون كما أنه يوجد في الحمام موقد لتسخين الماء وحوض منحوت من قطعة واحدة من الرخام المزخرف بالإضافة إلى خزان كبير لتخزين الماء
أما سقف القاعة مضنوع من الخشب المكسو برسومات وزخارف نباتية وهندسية ملونة ولقد كانت هذه القاعة تستخدم كمجلس للرجال
ولبعض أسقف القاعات مناور يعلوها شخشيخة خشبية كما أنه يوجد حمامين لهما سقف مقبب به فتحات زجاجية مستديرة تساعد على دخول أشعة الشمس، يستخدم أحدهما في الصيف والآخر في الشتاء حيث يوجد به موقدا لتسخين الماء لعمل جلسات المساج بالإضافة إلى حمام ثالث تقليدي مكسو بالرخام الأبيض ذو سقف مقبب وفتحات مربعة ودائرية مغطاة بالزجاج الملون
الطابق الثاني :
هذا الطابق الثانى قد تم تخصيصه للنساء فقط وبسمى الحرملك ولا يدخله إلا صاحب المنزل فقط
ويمتاز بالنقوش والزخارف الدقيقة والمبهرة للناظرين أليها والكتابة الهندسية والمعمارية رائعة الجمال والدقة
وهو الجزء المخصص لحريم السلطان ومحرم على الغرباء تماماً كما يحتوي البيت على 115 منفذاً أو غرفة تمتاز بالزخارف والنقوش الخشبية الشرقية وله صحنان الأمامي بمثابة حديقة مزروعة يتوسطها ما يسمى تختبوش وهي دكة خشبية مزينة بأشغال من خشب الخرط
أما الخلفي في هذا الصحن شجرتان زرعتا عند بناء البيت زيتونة وسدرة وكان مخصصًا للخدم
حيث يحتوي على حوض من الماء وساقية للري وطاحونة لطحن الدقيق تدار بواسطة الحيوانات وكما ذكرنا يوجد حوض للماء وساقية للري وطاحونة تدار بواسطة الحيوانات
ويبدأ البيت بمجاز وهو رواق عرف بهذا الاسم في العمارة الإسلامية وخاصة في البيوت لحجب البيت عن أعين من في الشارع ويفضي هذا المجاز إلى صحن البيت المزين بأحواض الزرع والأشجار وتفتح كل غرف البيت وحجراته على هذا الصحن كما هو الحال في عامة البيوت الإسلامية مراعاة لحرمة البيت
مداخل بيت السحيمى :
يضم البيت مدخلين الأول في الجزء الأوسط من الواجهة الجنوبية الغربية ويعتبر هذا المدخل المدخل الرئيسي للبيت أما المدخل الثاني فيقع في إحدى طرفي الواجهة
ويعتبر المدخل الرئيسي أحد النماذج الحضارية والأثرية التي تمثل خلود الحضارة الإسلامية في فن المعمار
وقد حرص مصممو بيت السحيمى ألا يؤدي الباب الرئيسي متوجهاً إلى فناء البيت مباشرة حيث كان يحرص النساء على الجلوس بهذا الفناء للترفيه عن أنفسهن ولقضاء أوقات الراحة للتسام مع كل العائلة وذلك حتى لا يتمكن وافد الدار من رؤيتهن
ويوصف المدخل وصفاً دقيقاً فهو عبارة عن دخلة معقودة بعقد نصف دائري يوجد خلفه باب خشبي به زخارف أسلامية رائعة الجمال يؤدي هذا الباب الخشبى إلى سلم آخر يهبط إلى الدركاة
وهي مربعة الشكل زينت أرضيتها بالبلاط كما خصصت بهذه الدركاة مصطبة لحارس المنزل للجلوس عليها
أما بالجزء الجنوبي لهذه الدركاة فهناك فتحة معقودة تؤدي إلى دهليز ينتهي إلى الفناء الرئيسي للمنزل ويتميز البيت من الداخل والخارج بوجود نماذج متنوعة ومتفردة من أشكال الفنون الزخرفية والإسلامية
حيث توجد جدران ومشربيات وأسقف خشبية تعود إلى العصر الإسلامي في أشكال صناعاته الزخرفية ويوجد بالدور الأرضي أربع قاعات واحدة بالجهة الشمالية الغربية وأخرى بالجنوبية الغربية وأنشئت بالجهة الجنوبية الشرقية يوجد بالبيت رواق يمكن التوصل إليه من باب يوجد بالركن الشرقي للفناء الرئيسي حيث يتم صعود درجتين من السلم تؤديان إلى رحية مستطيلة يوجد بها بابان الأول يؤدي إلى الرواق والآخر يؤدي إلى ملحقات الرواق
قاعة الكاشتى :
يمكن الدخول إلى هذه القاعة بواسطة مدخل يقع في الجزء الشمالي للفناء
حيث يؤدي هذا الجزء إلى سلم يصعد إلى الدور الأول من البيت فنجد هناك رحية مستطيلة بها ثلاثة أبواب
الأول يؤدي إلى دهليز يربط جميع أرجاء المنزل والباب الثاني عبارة عن دخلة بها مشربية تطل على الفناء الرئيسي
بينما يؤدي الباب الثالث إلى قاعة واسعة مستطيلة الشكل نقشت بزخارف ملونة ذو فن أسلامى رائع الجمال مبهر للناظرين
تحوي هذه القاعة على أعمدة الرخامية وفرشت أرضيتها بالرخام القيم وتؤدي إلى قاعة أخرى يطلق عليها قاعة الكاشاتي
بيت السحيمي هو بيت عربي ذو معمار فريد تم بناؤه على الطراز العثماني فتم تخصيص الطابق الأرضي للرجال ويسمى السلاملك والطابق العلوي للنساء ويعرف بالحرملك
يقع في أشهر حوارى الجمالية وهى حارة الدرب الأصفر يتكون البيت من قسمين الأول ينسب للشيخ عبد الوهاب الطبلاوي الذى أقامه سنة 1058هـ / 1648م أما القسم الثانى
فقد أنشأه الحاج إسماعيل بن إسماعيل شلبي سنة 1211هـ/1797م يعد بمثابة متحف مفتوح لفنون العمارة الإسلامية ترجع تسميته إلى الشيخ محمد أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر
آخر شخص سكن فيه وأشرف عليه وزارة الآثار فيتبع منطقة آثار شمال القاهرة تتزين أجزاء من جدرانه بأبيات من نهج البردة
تَكفل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي بترميم البيت بمنحة عشرة ملايين جنيه خمس سنوات الوقت الذي استغرقه ترميم وتوثيق البيت
والذى بدأ عام 1996 وحتى عام 2000 أصبح مركز للإبداع الفني التابع لصندوق التنمية الثقافية ويتم فيه عروض ثابتة للفرق التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة وغيرها