المقدمة :
شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو قصبة القاهرة الكبرى هو شارع يمثل قلب
مدينة القاهرة الفاطمية القديمة والذي تم تطويره حديثاً لكي يكون متحفاً مفتوحاً للعمارة والآثار الإسلامية ومع نشأة مدينة القاهرة خلال عهد الدولة الفاطمية في مصر نشأ شارع المعز الذى نحن بصدده فكان تخطيط هذه المدينة يخترقه شارع رئيسى
يمتد شارع المعز لدين الله الفاطمى الشهير والمعروف بأنه متحف كبير للآثار الأسلامية يمتد من باب زويلة جنوباً وحتى
باب الفتوح شمالاً في موازاة الخليج وقد أطلق عليه من قبل هذا الأسم المعروف به حالياً الشارع الأعظم وفي مرحلة لاحقة أطلق عليه قصبة القاهرة وقد قسم مدينة المعز لدين الله الفاطمى إلأى قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسي والروحي للمدينة
المعز لدين الله الفاطمى :
هو المعز لدين الله أبو تميم معد بن المنصور والذى ولد بمدينة المهدية عام 932ميلادية وهو رابع الخلفاء الفاطميين في
إفريقية وهى تونس حاليًا وأول الخلفاء الفاطميين في مصر والإمام الرابع عشر من أئمة الإسماعيلية حكم من 953 حتى 975 تولى المعز لدين الله الخلافة الفاطمية خلفًا لأبيه المنصور أبي طاهر إسماعيل الخليفة الثالث في قائمة الخلفاء الفاطميين وكان المعز رجلًا مثقفًا يجيد عدة لغات مولعًا بالعلوم والآداب متمرسًا بإدارة شئون الدولة
وتصريف أمورها فقد كان كيسًا فطنًا وكان يحظى باحترام رجال الدولة وتقديرهم وانتهج المعز سياسة رشيدة فأصلح
ما أفسدته ثورات الخارجين على الدولة ونجح في بناء جيش قوي واصطناع القادة والفاتحين وتوحيد بلاد المغرب تحت رايته وسلطانه ومد نفوذه إلى جنوب إيطاليا ولم تغفل عينا المعز لدين الله عن مصر فكان يتابع أخبارها وينتظر الفرصة السانحة لكي يبسط نفوذه عليها متذرعًا بالصبر وحسن الإعداد حتى يتهيأ له النجاح والظفر
نبذة عن أستيلاء الفاطميون على مصر :
عهد المعز لدين الله الفاطمى إلى قائده جوهر الصقلي بقيادة الحملة التي أعدها هذا القائد للاستيلاء على مصر
وضمها للدولة الفاطمية الذي نجح من قبل في بسط نفوذ الفاطميين في الشمال الأفريقي كله وحينما وصل جيش المعز إلى مصر لم يجد مشقة في مهمته ودخل عاصمة البلاد في 17 من شعبان 358هـ/ 6 يوليو 969م دون مقاومة تذكر وبعد أن أعطى الأمان للمصريين وقد أسس جوهر مدينة القاهرة عام 969م وأقام بها قصرًا كبيرًا
لإقامة المعز لدين الله الفاطمى وعرف هذا القصر باسم القصر الشرقي الكبير كما أنشأ الجامع الأزهر ليكون منبرًا للدعوة
الشيعية وكانت مدينة القاهرة وقت إنشائها حدودها من الشمال بموقع باب النصر المعروف من أبواب القاهرة ومن الجنوب بموقع باب زويلة الشهير وما يليه وتحد شرقًا بموقع باب البرقية وباب المحروق المشرفين على المقطم وتعرف هذه المنطقة في أيامنا بالدراسة وتحد غربًا بباب سعادة وما يليه حتى شاطيء النيل
أنتقال المعز إلى القاهرة :
عندما أصبحت كل الظروف مهيأة لاستقبال الخليفة المعز لدين الله في القاهرة العاصمة الجديدة للخلافة الفاطمية
كتب إليه جوهر الصقلى يدعوه إلى الحضور وتسلم زمام الحكم فخرج المعز لدين الله الفاطمى من المنصورية عاصمته في المغرب في الخامس من أغسطس عام 972ميلادية وكانت تتصل بالقيروان وحمل معه كل ذخائره وكل أمواله حتى رفات آبائه وقد حملها معه وهو في طريقه إليها واستخلف على المغرب أسرة بربرية محلية
وهي أسرة بني زيري وكان هذا يعني أن الفاطميين قد عزموا على الاستقرار في القاهرة وأن فتحهم لها لم يكن لكسب أراضٍ جديدة لدولتهم وإنما لتكون
مستقرًا لهم ومركزًا يهددون به الخلافة العباسية وقد وصل المعز إلى القاهرة بمصر في السابع من رمضان 362 هـجرية الموافق الحادى عشر من يونيو 972م وأقام في القصر الذي بناه جوهر وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرًا للخلافة الفاطمية وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية
وقضى المعز الجزء الأكبر من خلافته في المغرب ولم يقض في مصر إلا حوالي ثلاث سنوات فقط ولكنها كانت ذات تأثير في حياة دولته فقد نجح المعز لدين
الله الفاطمى في نقل مركز دولته إلى القاهرة عاصمة مصر وأقام حكومة قوية أحدثت انقلابًا في المظاهر الدينية والثقافية
والاجتماعية في مصر ولا تزال بعض آثاره الشهيرة والمعروفة للمؤرخين والدارسين تطل علينا حتى الآن وجعل من مصر قلبا للعالم الإسلامي كله ومركزًا عظيماً لنشر دعوته الإسماعيلية وأ]ضاً التطلع إلى التوسع وبسط النفوذ كما كان هو أول خليفة فاطمي يحكم دولته
من القاهرة عاصمته الجديدة وقد حارب المعز لدين الله الفاطمى القرامطة حيث أنه جرد لهم الجيوش الخاصة بهم إلى أنه قـد استطاع إبعادهم تماماً
إلى شرق الجزيرة العربية بالمملكة العربية السعودية حالياً وبعيدًا عن مكة المكرمة وكل المناطق التى تحيط بها وقد توفي المعز لدين الله في مصر بالقاهرة العاصمة وذلك في السادس عشرمن ربيع الثاني عام 365 هـجرية والموافق الثالث والعشرين من ديسمبر عام 975 ميلادية
لماذا سمى بشارع المعز :
أطلق على الشارع قديماً عدة أسماء هي الشارع الأعظم وأيضاً قصبة القاهرة ثم قصبة القاهرة الكبرى ثم بعد ذلك
وأخيراً أطلق عليه اسم المعز لدين الله الفاطمى في عام 1937 وذلك تكريماً لمنشئ مدينة القاهرة عاصمة مصر وتمتد تلك التسمية من منطقة باب الفتوح إلى منطقة باب زويلة شاملة كل شوارع باب الفتوح أمير الجيوش النحاسين وبين القصرين والصاغة الأشرفية والشوايين العقادين المناخلية والمنجدين والسكرية
إلى باب زويلة وتعود هذه التسمية الحالية إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وهو أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل
بن القائم بأمر الله محمد بن المهدي عبد الله الفاطمي الذي يعود أصله إلى جزيرة صقلية بينما ولد بمدينة المهدية سنة 319هـ وتنسب إليه القاهرة المُعزية وقد بويع بالخلافة في دولة المغرب وكان هو أول خليفة فاطمي يدخل مصر بعد فتحها سنة 358هـ.جرية
موقع شارع المعز :
موقع شارع المعز لدين الله الفاطمي يقع شارع المعز لدين الله الفاطمي في القاهرة عاصمة مصر في منطقة الأزهر ويحده من الشمال باب النصر وباب الفتوح ومن الشرق شارع الدراسة وبقايا أسوار القاهرة ومن الجنوب شارع باب الوزير ومن الغرب شارع بورسعيد ويرجع تاريخه إلى عام 969م أي منذ تأسيس مدينة القاهرة التى بناها المعز لدين الله وهو أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم نظراً لاحتفاظه بالأبنية الأثرية بالكامل حتى الأن ويُعد شارع المعز لدين الله مزاراً أثرياً وسياحياً وسوقاً تجارياً يتردد عليه مئات الآلاف يومياً
أهمية شارع المعز لدين الله الفاطمى :
أهمية شارع المعز لدين الله الفاطمي التاريخية يرجع أصل تسمية شارع المعز لدين الله الفاطمي بهذا الاسم نسبةً إلى الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الذي ضم مصر تحت الحكم الفاطمي ولهذا الشارع أهمية تاريخية كبيرة حيث إنّه أقدم شارع ذي طابع معماري إسلامي في العالم ومنه مر المعز لدين الله الفاطمي في موكبه للمرة الأولى وفيه عاش صلاح الدين الأيوبي وعاش به أيضاً المؤرخ المقريزي وولد في الروائي نجيب محفوظ ودرس الرئيس جمال عبد الناصر في مدرسة موجودة به
آثار موجودة بشارع المعز :
يضم الشارع مجموعة من أروع آثار مدينة القاهرة يصل عددها إلى29 أثراً تعكس إنطباعاً كاملاً عن مصر الإسلامية فى الفترة من القرن العاشر
حتى القرن التاسع عشر الميلادي والتي تبدأ من العصر الفاطمي عام 297 ميلادية حتى عام 567هـ الموافق عام 969 ميلادية إلى عام 1171ميلادية
حتى عصر أسرة محمد علي 1220- 1372هـ/ 1805- 1953م وتتنوع الأثار الموجودة مابين مباني دينية وسكنية وتجارية ودفاعية واليوم تصطف الأسواق ومحلات الحرف اليدوية التقليدية
على طول الشارع مما يضيف إلى سحر الشارع التاريخي ويضم شارع المعز لدين الله العديد من الآثار الإسلامية
أهمها جامع الأقمر وهو أصغر مسجد في القاهرة ولقد أمر ببنائه الخليفة الآمر بأحكام الله أبو على المنصور بن المستعلى بالله في عام 1125م ويُعد جامع الأقمر تحفة معمارية وهو المسجد الوحيد الذى ينخفض مستواه عن سطح الأرض
وباب الفتوح وهو أحد بوابات أسوار القاهرة وقد بناه الوزير بدر الجمالي وذلك في عام 1087 ميلادية للسيطرة على مداخل القاهرة وباب زويلة
وهو أحد بوابات أسوار القاهرة قام بإنشائه القائد الفاطمي بدر الدين الجمالي في عام 1092 ميلادية وجامع الحاكم بأمر الله ولقد بدأ بناؤه في عام 989 ميلادية وذلك في عهد العزيز بالله الفاطمي وبعد أن توفي
أتم البناء ابنه الحاكم بأمر الله في عام واحد ويوجد أيضاً سيبل وكتاب عبد الرحمن كتخدا وقصر الأمير بشتاك وسبيل وكتاب خسروا باشا ومجموعة السلطان الغورى وأيضاً مجموعة السلطان المنصور قلاوون ومسجد وسبيل وكتاب سليمان أغا السلحدار وباب زويلة والمدرسة الكاملية ومسجد ومدرسة الظاهر برقوق ومدرسة وقبة السلطان الناصر محمد قلاوون ووكالة نفيسة البيضاء وسبيل محمد على بالنحاسين ومدرسة وقبة نجم الدين أيوب ومسجد ومدرسة الأشرف يرسباى
تحولات فى شارع المعز :
مع التحول الذي عرفته القاهرة عاصمة مصر فى أوائل القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي خلال عهد الدولة المملوكية مع بدء الهجوم
على المشرق والعراق فقد نزح كثير من المشارقة إلى مصر فااتسعت الأماكن وتم عمارتها وذلك خارج أسوار القاهرة وقد أحاطت الأحياء الناشئة بسور القاهرة الفاطمي وامتلئ الشارع الأعظم بسلسلة
من المنشآت الدينية والتعليمية والطبية والأسواق التجارية والأحياء السكنية بحيث أصبح القسم الأكبر من الآثار الإسلامية لمصر مركزاً داخل حدود القاهرة المملوكية وتجمعت الأنشطة الاقتصادية في هذا العصر حول الشارع الأعظم وعلى امتداده خارج باب زويلة تجاه الصليبة والقلعة وامتدت قصبة القاهرة خارج أسوارها الفاطمية من أول الحسينية شمالاً خارج باب الفتوح وحتى المشهد النفيسي جنوباً خارج باب زويلة