أحدث المقالات
الرئيسية / تاريخ مصر / مسجد ومدرسة وسبيل (الأمير خاير بك) بالتبانة الدرب الأحمر

مسجد ومدرسة وسبيل (الأمير خاير بك) بالتبانة الدرب الأحمر

مقدمة :

شارع باب الوزير الأثري هذا الشارع الفريد من نوعه حيث لا نجد شوارع أثرية مفتوحة تُبهر المارة وتُنير الدراسين

مثل هذا الشارع فهو يُدهش الماريين فيه من جماله سواء كانوا المصريين أو السائحين جيث  آثار وحقب تاريخية

تجاور بعضها البعض وتاريخ وأرث شاهد على عبقرية السابقين ومنها أرث المماليك تلك الحقبة التي حاوت الكثير من الأحداث فى هذا الشارع والذى يطلق عليه أيضاً شارع التبانة الأثرى

سنتعرف على التصميم المعماري لمدرسة الأمير المملوكي خاير بك والجامع الاثري والسبيل الخاصة به وهذه  مجموعة خاير بك جزء من ذلك وهى المسجد الذي أنشأه الأمير خاير عام 908 هجريا 1502 ميلاديا، وهو أحد المماليك الجراكسة،  وشارع التبانة الاثري يبدأ من شارع سكة المحجر المؤدي الى قلعة صلاح الدين الأيوبي من الميدان والموازي لسورها وينتهي امام باب زويلة التاريخي وينقسم الشارع الى ٤ اقسام شارع المحجر شارع باب الوزير التبانة الدرب الأحمر وحالياً تنهض وزارة السياحة والآثار لإحياء هذا الشارع

نيذة عن خاير بك :

الأمير خاير بك أحد أمراء المماليك الجراكسة هو أول حاكم لمصر تحت السلطنة العثمانية وآخر والي مملوكي في حلب وقد ولد لأب يدعى

ملبان الجركسي من أصل أفغاني وبدايته عندما قدمه أبوه للسلطان قايتباي فتتدرج في المناصب الحربية حتى وصل إلى مرتبة حاجب الحجاب

أي كبير الأمناء في عهد قنصوه الغوري الذي عينه نائبا له في حلب 1504 ميلاديا 901 هجريا وظل في هذه الوظيفة إلى سنة 922 هجرية – 1516م

حين غَزا السلطان سليم الشام وعندئذ ولاه الغوري قيادة ميسرة الجيش المملوكى وعندما اشتد هجوم الجيش التركى خان خاير بك سيده وانسحب فأدى انسحابه إلى وقوع الاضطراب في صفوف الجند وهزيمة المماليك في موقعة مرج دابق التي قتل فيها السلطان الغورى

ولم يعثر له على أثر وبعد ذلك أخذ في تمهيد السبيل لدخول الجيش العثمانى مصر ببذر بذور الفتنة في الجيش المملوكى المرتد من الشام

مما أدى إلى انهيار الدولة المملوكية والقبض على آخر ملوكهم طومان باى وقتله وهكذا بدأ حكم العثمانيين لمصر وكان خاير بك أول حاكم عليها من قبل الدولة العثمانية فصار يتصرف في شئونها تصرف الملوك وكان عهده عهد قسوة وعنف وساءت أحوال البلاد وتوفى سنة 928 هجرية / 1521م

وقدلقبه سليم الأول خاين بك لخاينته للسلطان الغوري وعين نائبا على مصر 1517م حتى وفاته 1522 وهو من أمر بشنق سلطان مصر طومان باي فى باب زويلة اتصف ذلك الخائن بالقسوة والدموية وكثرة قتل الناس ظالمين وابرياء أعدم حوالي 10000 شخص وعزل القضاة الأربعة والأمراء وغير نظام المقاييس والموازين والعملة وقوانين مصر وضع مكانها قوانين تركية جائرة وحابي التركمان والانكشارية وغيرهم لينهبوا ويفسدوا  وأصبحت اللغة التركية هي اللغة الأولى في مصر

مسجد خاير بك :

تم بناء مسجد خاير بك في العصر المملوكي الجركسي تحت قيادة الأمير خاير بك او سلطان ليلة او المقلب بخائن بك في عام ٩٠٨ هجريا

والموافق ١٥٠٢ ميلاديا ويقع المسجد على الاتجاه الأيمن من شارع المحجر ومسجد خاير بك في شارع باب الوزير إلى جوار مسجد آق سنقر بالقاهرة

أنشأه في سنة 908 هجرية_ 1503م يتكوّن المشهد الخارجي للمسجد من القبة الجميلة المحلى سطحها بزخارف نباتية والمنارة التي فُقدت قمتها

في وقت غير معروف والمدخل المعقود الذي تغطيه طاقية مقرنصة الأركان مقرنصة (أي رسومات تصنع في المساجد خاصة تسمى مقرنصة) للأركان ثم السبيل الواقع في الطرف الشمالي من الواجهة كلها تكون مجموعة متناسقة تمتاز بعدم بنائها على خط واحد مما زاد في جمال تكوينها ويؤدي المدخل إلى دركات معقودة على يسار الداخل إليها

باب يؤدي إلى ممر يصل منه إلى فضاء به مبان ومقابر مبعثرة وتطل عليه الوجهة الخلفية للمسجد وبقايا واجهة قصر الأمير الناق أحد أمراء المماليك البحرية ويتكون المنظر الخارجي للمسجد من القبة الجميلة المحلي سطحها بزخارف نباتية والتى فُقدت قمتها في وقت غير معروف والمدخل المعقود الذي تغطيه طاقية أما تخطيط المسجد عبارة عن حيز مربع أمام المحراب على جانبيه إيوانان يفصلهما عنه عقدان وبنهاية الإيوان القبلى منهما بابان يؤدي أحدهما إلى القبة والثاني إلى الغرفة الواقعة أسفل المنارة

ويسترعى النظر في هذا المسجد طريقة تسقيفه فهو مغطى بقبوات مصلبة من الحجر وبها صفف عقدها بقبوات حجرية وفى القبة شبابيك عمودية على كل حوائط المربع

من الداخل ووجهاته مغطاة بقبوات حجرية دقيقة الصنع ويعتبر مسجد خاير بك تاريخ بناء أقدم المساجد الاثرية التاريخية أما المئذنة المدرسية فتعلوا المدفن الصغير بجوار القبة وهي تتكون من ثلاث طوابق تقوم على قاعدة مربعة الشكل يتكون الطابق الأول من الشكل الثماني

له أربع فتحات بالطابق والثاني مستدير الشكل وتمتاز هذه المئذنة أنها تحتوي على سلمين يلتفان بشكل حلزوني حول المئذنة من الداخل بحيث لا يلتقيان إلا في الطابق الثالثقصر ال/ير الناق وتلحقها بمدرسة خاير بك والسبيل يقع يقع في الجهة الجنوبية الشرقية وبه شاذوران وفي مقابلها توجد حجرة مربعة لها فتحة بئر يجاوره حوض لوضع الماء ويعلوها حجرة ثابتة بها حوض مثمن ويجاور الفاتحة العليا للبئر وتحت الطابق الأول صهريج ماء لتخزين المياه وهو بناء مضمون تحت الأرض

وصف المسجد :

هذا المسجد بواجهة مميزة تحتوي على سبيل وكتاب ومدخل تذكاري ومئذنة وقبة تطل على شارع التبانة مباشرة حيث تصميم السبيل

على الطراز المملوكي ذات الشباكين يعلوه كتاب بحجرة مسقوفة وارفرف لحماية الأولاد من اشعة الشمس والامطار في الشتاء بالإضافة لتصميم جوانب السبيل مفتوحة المسجد له مدخل مميزة بفتحة باب معقودة بعقد مدبب بشريط زخرفي زجاجي يعلو الشريط فتحة خاصة للأضاءة

ثم عقد المدخل مكون من طاقية مزخرفة بالمشهر وصف واحد من المقرنصات واسفلها ٣ اقسام على الطراز القايتباي الجركسي

تم تصميم مدرسة خاير بك على الشكل المستطيل يتوسط صحن مغطى ب٤ أيونات بالإضافة لوزرة رخامية تحيط بكل ايوان بارتفاع ١٥٠ سم

سوف تشاهد زخارف ونصوص إسلامية مزخرفة بزخارف رائعة وذلك من ايه سورة الفتح بشريط علوي على الحائط. وسوف تشاهد عن ايوان القبلة

منبر مصنوع من الخشب الأصلي سليمان باشا الخادم حيث قام الأمير سليمان باشا الخادم ببناء المنبر ودة للمبلغ في عام ٩٤٣ هجريا الموافق ١٥٣٦ ميلاديا

ويوجد بالمسجد سبيل عدة طوابق وحوض مياه وبئر وصهريج كبير في الدور الأرضي لتخزين المياه وقت الحاجة بالإضافة لطاسات نحاسية تراثية كانت تستخدم للشرب في شارع باب الوزير

 مدرسة خاير بك :

تقع مدرسة خاير بك بحى باب الوزير جنوب القاهرة الفاطمية كما تسمى قاهرة المعز نسبة للمعز لدين الله الفاطمي بجوار سور القاهرة

الذي أقيم في العصر الأيوبى 572هجرية/ 1176م والذي يقع إلى الجنوب الشرقي للمدرسة أما الجانب الجنوبي الغربي منها فيشغله قصر الأمير الين آق

الذي بنى سنة 693 هجرية / 1293م وفي الجهة الشمالية الشرقية من المدرسة يوجد مسجد آق سنقر الذي أقيم سنة 747هجرية_1347م وتتكون

المدرسة من شكل مستطيل يتوسطه صحن مغطى ويشغل أضلاعه الأربعة إيوانات متعامدة إلا إن الإيوانين الشرقي والغربي أكثر عمقا من إيوان القبلة الذي يشكل الضلع الجنوبي من المدرسة والإيوان الشمالي المقابل له وذلك لأن المدرسة مستطيلة الشكل وليست مربعة ويحيط بجدران الإيوانات جميعها وزرة رخامية بارتفاع 1.5من أرضية المدرسة

يعلوها شريط نقشت عليه آيات من سورة الفتح ويتوسط الإيوان الجنوبي المحراب ويكتنفه حليتين أقل عمقا وتشغل هذه الحليات الثلاث جميع مساحة الإيوان الجنوبي

ومما يستدعى النظر في تخطيط مدرسة خاير بك هو انفرادها بظاهرة لم تسبق إليها كما إنها لم تستعمل بعد ذلك وهو قلة عمق إيوان القبلة وهي ظاهرة لم تستعمل قط في

المدارس والتي أطلق عليها في العمارة المملوكية السدلتان ويوجد بالايوان الشمالي المقابل له أربعة كتيبات على مستويين تحتفظ فيها الكتب الدينية 

ويوجد بإيوان القبلة منبر خشبى جميل الصنع أنشأه سليمان باشا الخادم نائب السلطنة العثمانية على مصر في ولايته الثانية (943هجرية_ 1536م) كما أنشأ دكة للمبلغ في الإيوان المقابل لإيوان القبلة ويتوسط الإيوان السابق بابان الشمالي منهما صغير وذو عتب مزرر

يؤدى إلى المدفن الصغير والجنوبي كبير ويؤدى إلى مدفن ثان ويقع في تجويف عميق يكتنفها مصطبتان ويعلوه عقد ذو ثلاثة فصوص يشغلها خمس حطات من المقرنصات والدلايات

ويغطى صحن المدرسة قبة مفتوحة تقوم على مقرنصات ركنية كبيرة كما فتحت في الايوانات جميعها نوافذ معقودة مملوءة بالزجاج المعشق المتعدد الألوان

وقد الحق بالمدرسة مدفنان أحدهما كبير ويتكون من مربع تتخلله فتحات النوافذ كما يحيط بأعلى الجدار وزرة رخامية يعلوها نص كتابى يضم كل ألقاب خاير بك

وتاريخ الإنشاء 908هجرية ويعلو المدفن قبة بصلية الشكل تقوم على رقبة رقعة مرتفعة يتخللها نافذة أما المدفن الصغير فيتكون كذلك من مربع يحتوى على نافذتين أحدهما تطل على الرحبة التي تتقدم المدرسة والأخرى تطل على الطريق ويحيط بالمربع من أعلى شريط من الآيات القرآنية من سورة آل عمران ويغطى المدفن قبة ضحلة تقوم على مثلثات كروية

ويغطى صحن المدرسة قبة مفتوحة تقوم على مقرنصات ركنية كبيرة كما فتحت في الايوانات جميعها نوافذ معقودة مملوءة بالزجاج المعشق المتعدد الألوان

وقد الحق بالمدرسة مدفنان أحدهما كبير ويتكون من مربع تتخلله فتحات النوافذ أما مئذنة المدرسة فتعلو المدفن الصغير وبجوار قبته الضحلة وهي تتكون من ثلاثة طوابق

تقوم على قاعدة مربعة ويتكون الطابق الأول من شكل ثمانى يتخلله أربع فتحات أما الطابق الثاني فمستدير الشكل وأيضاً الطابق الثالث

وتمتاز هذه المئذنة بأنها تحتوى على سلمين يلتفان على شكل حلزونى حول المئذنة من الداخل بحيث لا يلتقيان إلا في الطابق الثالث وقد الحق بمدرسة خاير بك سبيل يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المدرسة ويتكون السبيل من عدة طوابق الأول منها مربع الشكل وبه شاذروان في جهته الجنوبية وفي الجهة المقابلة توجد حجرة مربعة بها فتحة بئر يجاوره حوض حجري لوضع الماء به

ويعلو هذه الحجرة حجرة ثانية بها حوض مثمن تجاور الفتحة العليا للبئر ويوجد تحت الطابق الأول صهريج لتخزين المياه

وهو بناء مطمور يوجد تحت الأرض يغطيه وتبرز الواجهة الشمالية الغربية للسبيل عن الواجهة الرئيسية للمدرسة ويوجد بهذه الواجهة

شبابيك يوجد بها طاسات نحاسية لامعة ذات سلاسل مربوطة يستعملها الناس في الشرب من الصنابير التي بأسفل هذه الشبابيك

وفي يوم الأحد 5 أكتوبر 1522م اترجت القاهرة بنبأ وفاة خاير بك وهو في الستين من عمرهالأمراء الجراكسة جُهز للدفن وصُلي عليه عند باب القلعه ومشى العسكر العثمانى والأمراء الجراكسة والمماليك أمام نعشه وصلى عليه القضاة الأربعة عند باب الوزير وتم دفنه بجانب إخوته في المدرسة التي بناها

مسجد لم يصلِ فيه أحد :

ويقول ابن إياس في كتابه «بدائع الزهور في وقائع الدهور» إنه عندما اشتد المرض به لزم الفراش وأُصيب بالشلل التام وأصابته 3 أمراض حتى أن الأطباء احتاروا في علاجه

وظن الوالي الخائن أن إنفاقه لماله سيشفيه، فلجأ للتصدق على الأطفال في الكتاتيب بمنحهم الفضة ليدعوا له بالشفاء ويضيف ابن إياس كان يشتري الدعاء بمال ولما اشتد به المرض أعتق جواريه ومماليكه وأفرج عن كل من سجنهم ظلماً ووزع الحبوب والغلال

على المحتاجين والفقراء فأخرج 10 آلاف أردب من القمح للتوزيع وبنى مسجده وبحسب ابن إياس لم ير الناس أحسن من هذه الأيام في عهده فجاد على الناس وبر الفقراء ولم يعرف الله إلا وهو تحت المر.وتقول الروايات التاريخية إن أحداً لم يقرأ عليه الفاتحة بعد وفاته في 1522 ميلادية لما ساد في عصره من ظلم وترددت الروايات المتداولة بعد وفاته أفادت بأن الناس كانوا يسمعون صرخاته داخل قبره ليلاً حتى ضجوا من ذلكأما مسجده فربما يكون من سخرية القدر وعدالة السماء فإن المعماري الذي أقام مسجده قد أخطأ في اتجاه القبلة لذا لم يُصلِ فيه المسلمون يوماً منذ بنائه قبل نحو 5 قرون

عن Madeha Genady

Madeha Genady
مصر كما رأيتها و أحيا على أرضها و أرتوى من نيلها -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مصر التي في خاطري وفي فمي ........ أحبها من كل روحي ودمي ......... ياليت كل مؤمن بعزها ......... يحبها حبي لها ......... بني الحمى والوطن ......... من منكم يحبها مثلي أنا

شاهد أيضاً

مسجد بارسباي

مقدمة : فى عهد سلطنة المماليك فى مصر كان واضحاً ازدهاراً الفن الإسلامي وخاصة في ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *