أحدث المقالات
الرئيسية / تاريخ مصر / تاريخ وتطور البريد المصرى

تاريخ وتطور البريد المصرى


مقدمة :

للبريد المصرى تاريخ عريق ودور هام تناولته العديد من الدراسات والكتب، خاصة أنه لعب دورًا كبيرًا هو نفسه فى التأريخ للأحداث الكبرى والإحتفاء بالشخصيات العظيمة التى تزخر بها مصر. تعد مصر من أوائل الدول التي عرفت البريد منذ أقدم العصور، فقد قام الفراعنة بتنظيم نقل البريد خارجيًا وداخليًا، وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل وذلك في ذهابهم وفى إيابهم.

البريد بالممالك القديمة (عصر الفراعنة ) ظهر مع أختراع الكتابة فى تاريخ البشرية ، وتأسيسهم لدول وحضارات،وجدت بعض الخطابات الخاصة بالفراعنة باللغة الهيروغريفية ،منقوشة على جدران معابدهم . كما عثر فى مواقع كثيرة من بلاد الشام وبلاد مابين النهرين على رسائل متبادلة مابين ملوك هذه البلدان وفراعنة مصر ، حيث كان فراعنة مصر تملك أنظمة بريدية منظمة كالتى يتميز بها الصينيين والفرس والأشوريين رغم تطور تكنولوجيا الاتصالات وتقدمها يظل للبريد نكهته ومذاقه الخاص الذى جعله يحافظ على مكانته ثابتة ،رغم وجود الكثير من التحديات حوله.

نبذة عامة عن البريد المصرى ومكانته بين الدول :

يعد واحدًا من أقدم مؤسسات مصر وأعرقها، يسهم بشكل مباشر في أهداف خطط الدولة الرامية إلى تحقيق التنمية، حيث تأسس البريد المصري عام 1865، ومر بكثير من المراحل عبر العصور بداية من عصر  الفراعنة حتى العصر الحديث.تم تأسيس هبئة البريد فى 2 يناير 1865، وهى أحد أقدم وأعرق مؤسسات البلاد، من حيث الخدمات المقدمة للمواطنين . ولكن قبل تأسيس البريد المصرى، فى تلك الحقبة من التاريخ، كيف كانت وسائل البريد، وكيف كان ينقل المواطن فى العالم القديم رسائله من منطقة لأخرى. ويختلف المؤرخون حول تفسير معنى كلمة “بريد” حيث يرجع بعضهم إنها من أصل عربى، بينما يرى آخرون إلى إنها كلمة ذو أصل “فارسى”، وذهب البعض إلى أنه من أصل لاتينى.

بعد معرفة الممالك القديمة بأمر البريد انتقل إلى العرب وكانت طريقته البدائية التي أخذوها عن البيزنطيين، هي إشعال النار على قمم الجبال للتأكيد على رسالة متفق عليها من قبل، ومن هنا جاء المثل المشهور “أشهر من النار على العلم”، ثم تطور بشكل كبير في زمن الدولة الأموية على يد معاوية بن سفيان، ووضع النظام الأول للبريد العربي، وجعل من مدينة البصرة في جنوب العراق مركزًا  رئيسياً له.

أما على المستوى العربي والإفريقي كانت مصر ضمن الإدارات السباقة في الانخراط في الحركة البريدية العالمية التي بدأت بأوروبا منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن الماضي وهي تعد الدولة الوحيدة عربيا وأفريقيا التي اضطلعت بتنظيم المؤتمر البريدي العالمي في دورته العاشرة، وذلك فى عام 1934.

تطور البريد بتطور وسائل النقل، فقد أدى تطور الملاحة البحرية، وظهور القطارات إلى تسريع تسليم البريد الذي زاد من رغبة المستخدمين في كتابة الرسائل، وكانت تفرز الرسائل في القطارات لتسلم بشكل سريع، كما وجدت في القطارات قضبان معدنية لالتقاط أكياس البريد في المحطات التي لا تقف فيها. وبعد انطلاق الطائرات المحلقة في السماء عام 1905 انطلق معه البريد عام 1910 لينقل جوًا لأول مرة ما بين مدينتين في بريطانيا، وكانت مصر والعراق من أوائل الدول العربية تتأسس فيها دائرة رسمية للبريد في العهد الحديث.

وتتميز هيئة البريد فى مصر بكونها تقدم العديد من الخدمات المختلفة التى لا تقتصر على خدمات المراسلات وحسب، وإنما تقدم خدمات حكومية وأخرى مجتمعية جعلتها تحافظ على مكانتها منذ 151 عامًا وحتى الآن. تطورت أشكال المراسلة والبريد، عبر العصور والقرون، بشكل كبير، فبعدما كانت الرسائل تقدم مكتوبة على الورق البردى، انتقلت الآن إلى أصبحت يمكنك الرسائل عبر الإنترنت. ويمكن معرفة تاريخ ومراحل تطور البريد حتى وصوله إلى شكله الحالي.

البريد المصرى فى عصر الفراعنة :

تعتبر مصر أقدم دولة فى العالم معرفة بالنظام البريدى، وذلك كجزء من منظومة الفراعنة والتى شهدت حكومات منظمة ذات إدارات وجيوش وأساطيل كبرى، ولذا كان من الطبيعى أن يتصل ملوك البلاد بعمالهم فى جميع  الأقاليم وفى البلاد التى تم فتحها وأصبحت عامرة بالعمال والفلاحين المصريين  وأن يربطهم بهولاء بريد منتظم يحمل إليهم أنباء رعاياهم.

يرجع تاريخ أول وثيقة ذُكر بها كلمة  البريد ، إلى عهد الأسرة الثانية عشرة عام (2000 ق.م) وذلك فى وصية من أب لولده تكشف أهمية صناعة الكتابة والمستقبل المجيد الذي ينتظر الكاتب في وظائف الحكومة، وقد قام الفراعنة بتنظيم نقل البريد خارجيا وداخليا وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في رواحهم وغدوهم في داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش . وقد وجد مجموعة من الرسائل القديمة وهى مجموعة كانت بين ملوك مصر القديمة، وبين ملوك الحيثين وآشور وبابل وقبرص، وصقلية.

 ولم يكن  للبريد الداخلى حينئذ أى نظام فكان يتولى نقلها سعاة معروفون بالأمانة، أما بريد الجمهور فكان لا يوجد له إدارة أو نظام من الدولة، لكن الأغنياء كانوا يبعثون برسائلهم مع عبيدهم، وكان الفقراء ينتهزون هذه الفرصة ليرسلوا خطاباتهم مع هولاء العبيد ،وإن الفراعنة فى الغالب كانوا يستخدمون نقل البريد عبر السعادة، والذين بدورهم يستخدمون النيل كوسيلة للمواصلات، ويستخدمون القوافل والجيوش فى الطرق الخارجية.

البريد المصرى  فى العصر البطلمى :

في عهد البطالمة كان البريد ينقسم إلى، البريد السريع ، وذلك لنقل بريد الملك ووزيره وموظفي الدولة وكان يستخدم في نقله الجياد السريعة ، والبريد البطئ لنقل البريد بين الموظفين في داخل البلاد . ولذلك فإن  نظام البريدالمصرى فى عصر  البطالمة ، أكثر انضباطا وكان هناك مكاتب بريد يعمل بها سعاة، بنظام ساعات محددة، وهو النظام الذى تم اتباعه فى نقل رسائل الملك ووزير المالية وكبار الموظفين،  فكانت الرسائل  تستغرق أربعة أيام فقط لتنقل رسائل من الفيوم إلى الإسكندرية، حيث كان يستخدم سعادة البريد السريع، والذى ظهر فى تلك الفترة، الخيول، لنقل رسائلهم وكان الخيول إلزامًا على أصحاب الأقطاع أن يعدوها لتكون صالحة لذلك، ويقدمونها بدون مقابل . وقد استمر البريد في مصر بعد الفتح الروماني بنفس النظام وإن لم يكن بالنظام الدقيق الذي وضعه البطالمة حتى فتح العرب لمصر.

البريد المصرى فى العصر الرومانى :

فى العصر الرومانى، لم يكن النظام المتبع فى البريد بنفس الدقة التى كانت عليها فى العصر البطلمى، وأن كانت تلك الحقبة شهدت تنظيم البريد فى تلك الأمبرطورية الكبيرة، واستخدموا المركبات لنقل البريد وأعدوا حظائر للجياد ومحطات راحة على طول الطرق المهمة لاستبدال الجياد والسعاة وتقديم الطعام ووسائل الراحة.

استعان الأغريق بالحمام الزاجل والذى كان معروف لدى الناس فى حين تلك الفترة من الزمن ، لنقل نتائج الألعاب الأوليمبية من مكان إقامتها إلى المدن البعيدة ليعرف المواطنين أخبار الفائزين.

لكن كان أول استخدام فعلى للحمام الزاجل في الحروب كما ورد فى الوثائق التى عُثرَ عليها، وأيضاً حسب المصادر التاريخية، وكان في زمن الإمبراطور الروماني أوكتافيوس الثالث الذى كان يقود جيش الأمبراطورية، فهو الذي استخدم هذا النوع من الحمام وذلك  لتبادل الأخبارالهامة والخطط العسكرية مع قائد جيشه “بروتس” الذي حاصرته قوات “مارك أنطوني” في مدينة “فودليا”.

البريد المصرى ما بعد الفتح الأسلامى :

استخدم العرب البريد في نقل أخبار الدولة والتجسس على الولاة ونقل الأخبار إلى الخليفة وساروا على نفس النظام الذي وضعه الفرس والبطالمة من قبل ، كان أول ديوان للبريد بشكل رسمى كان فى العهد الأموى على يد الخليفة معاوية بن أبى سفيان، وهو  أول من نظم البريد في الإسلام وكان يستخدم في نقل البريد السريع طرقاً معينة مقسمة إلى محطات متساوية لتغيير الخيول والتزود بالمؤن.

وقام بتطوير البريد  الخليفة عبد  الملك بن مروان، وكان مُهمة مسئول الديوان توصيل المكاتبات بين عاصمة الخلافة والولايات التابعة لها، ثم تطورت مع اتساع الدولة، وأصبحت تختص بنقل الأخبار والحوادث، مشيرًا إلى أن العرب اتخذوا ذلك النظام من النظام الفرسى، وأقاموا محطات لذلك كان تبعد كل محطة عن الاخرى مسيرة يوم.

وفى الدولة الفاطمية ، اهتموا بالبريد، وصار أصحابه يعرفون بأصحاب الأخبار، وكانوا يوافونهم بكل ما يصل إليهم من أحداث، وكان يعمل فى ديوان البريد أهل العقل والحكمة، مشيرًا إلى أن القاطميين أيضًا استخدموا الحمام الزاجل فى المراسلات وبالغوا فى الاهتمام به وأفردوا له ديوانا وجرائد بأنساب الحمام . والبريد فى العصر المملوكى ألغوا بريد الخلافة ، وأنشأوا بريد خاص كان ينقله السعاة ويستخدموا الجمال فى نقله، كما استخدموا البريد بواسطة الخيل وأنشأوا أصطبل خاص يحمل اسم أصطبل خيل البريد، وكان يستخدم ذلك النوع بأمر  خاص من السلطان . مع دخول الحملة الفرنسية مصر كان هناك فَرسان للبريد يتغيرون كل مسافة محددة الطول ، وكان يهتم القائد للحملة بتنظيم ذلك بنفسه ويقوم بتعيين مسئول لنقل البريد فى كل منطقة.

البريد المصرى فى عصر محمد على باشا :

التطور الكبير للبريد المصرى كان فى عهد محمد على باشا، ويعتبر هو أول من فكر فى أنشاء البريد لنقل الرسائل الرسمية داخل ولاية مصر ، وكانت نواة تأسيس أول بريد رسمى فى البلاد، حيث أعد المحطات وأصلح العديد من الطرق لسعاة البريد، حتى أن بعضهم تعرض للأعتداء على أيدى الفلاحين، فأمر محمد على بتأديبهم، واستخدم الأساطيل والجيوش والسفن لمعرفة أخبار حملاته الحربية، وكانت  القاهرة هى المركز الرئيس للمراسلات.

كما اهتم إبراهيم باشا، بالبريد الحربى، وأراد أن يخدم المصرىين حينئذ فأمر بأعداد مشروع خاص، لإنشاء بريد عام ينقل رسائل الجمهور، وهو ادى لأستياء بريطانيا من ذلك المشروع، كما أن التطور الكبير الذى وضعه إبراهيم باشا، اعتبرت فى ذلك الوقت نقلة حضارية، حتى أن الإدارة فى ذلك الوقت استغنت عن استخدام الحمام الزاجل نظرا لقيام نظام  جديد محددة  الهدف

البريد  المصرى في العصر الحديث :   

وترجع نشأة البريد في العصر الحديث لعام 1831 حينما قامت بعض الدول الأجنبية، بناء على ما لها من امتيازات، بإنشاء مكاتب بريد في مصر قبل أن تنظم مصر بريدها وتجعله مصلحة أميرية. فأنشأت إنجلترا مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر بالسويس وتم إلغاؤهما سنة 1878

وفي عام 1836 أنشأت فرنسا مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر ببورسعيد وتم إلغاؤهما عام 1931، أما المكاتب النمساوية واليونانية والإيطالية والروسية فقد أنشئت كلها بالإسكندرية في سنوات 1838، 1859، 1866، 1867، وقد تم إلغاؤها كلها في أعوام 1889، 1882، 1884، 1875، على التوالي.

أما مؤسسة البريد المصرية الحديثة فقد بدأت عندما قام إيطالي في الإسكندرية يدعى “كارلو ميراتى” بإنشاء إدارة بريدية على ذمته لتصدير واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى تصدير وتوزيع الرسائل نظير اجر معتدل. كما قام بنقل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية من مكتبه الكائن بميدان القناصل الذي يدعى الآن ميدان سانت كاترين. وبعد وفاته عام 1842 خلفه ابن أخته ويدعى “تيتوكينى” الذي شعر بأهمية المشروع وأشرك معه فيه صديقه “موتسى” ونهض بالمشروع حتى وطده على أقوى الأسس وأطلق عليه اسم “البوسطة الأوروبية” ،وقد احتلت هذه البوسطة مكانه هامة وظلت تباشر نقل وتوزيع مراسلات الحكومة والأفراد، وكان الجمهور عظيم الثقة بالبوسطة الأوروبية .

ولما افتتح أول خط حديدي بين الإسكندرية وكفر العيس سنة 1854 أنشأت الشركة مكاتب بريد لها في القاهرة والعطف ورشيد ثم أنشأت في سنة 1855 مكتبين في دمنهور وكفر الزيات وعندما امتد الخط الحديدي إلى كفر الزيات فالقاهرة عن طريق طنطا وبنها وبركة السبع انتهزت شركة البوسطة الأوربية هذه الفرصة واستخدمت خطوط السكة الحديد في نقل إرساليات البريد بين القاهرة والإسكندرية وبالعكس بموجب عقد لمدة خمس سنوات اعتبارا من يناير 1856 وكان هذا بمثابة امتياز باحتكار نقل البريد في الوجه البحري لأنه نص على غرامة لشركة البوسطة الأوروبية توقع على كل من يضبط متلبسا بنقل رسالة لأحد الأفراد.

الخديوي إسماعيل كان أول من سعى إلى تمصير البريد، لأنّ الشركة كانت مملوكة لإيطاليين، ويديرها جياكومي موتسي، وكان عدد مكاتبها لا يتعدى الـ19 مكتباً في أنحاء الجمهورية، وكانت تسمّى البوسطة الأوروبية، وتهدف إلى تقديم خدمة مراسلات الجاليات الأجنبية في مصر داخل البلاد وخارجها منذ العام 1840. في عام 1865 أمر الخديوي إسماعيل بشراء الشركة، وأبقى على مديرها الإيطالي لإدارتها، بعدما أعطاه لقب رتبة البكوية، ليتضاعف عدد مكاتب البريد إلى 28 مكتباً.

وقد شعر الخديوي إسماعيل بأهمية البوسطة الأوربية وقام بشرائها من ” موتسى ” بعد وفاة شريكه “تيتو كينى ” وكان ذلك في 29 أكتوبر 1864 وقد عرضت الحكومة المصرية على ” موتسى ” وظيفة مدير عام البريد وفي 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوسطة الأوربية إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا للبريد المصري وعيدا للبريد كل عام. وقد ألحقت مصلحة البريد في أول أمرها بوزارة الأشغال ثم نقلت تبعيتها بعد ذلك لعدة وزارات وفي ديسمبر 1865 تم إلحاقها بديوان عام المالية.

وفى 28 سبتمبر 1867 وضعت تحت إشراف رئيس مجلس الأحكام وناظر الداخلية والمالية ثم ألحقت في 19 مايو 1875 بوزارة الحقانية والتجارة وفي 10 ديسمبر 1878 ألحقت بوزارة المالية. وقد صدرت اللائحة الخاصة بتنظيم أعمال البريد بموافقة وزارة المالية في 21 ديسمبر 1865 بأن يكون نقل الرسائل وإصدار طوابع البريد احتكارا للحكومة المصرية. وفي مارس 1867 صدر منشور لجميع مكاتب البريد بجعل ” كساء العاملين ” إجباريا وصار لكل موظف كسوتان إحداهم لعُملة اليومى والثانية للحفلات الرسمية والتشريفات .

ثم أدخلت عليه تعديلات فيما بعد شملت النوع والطراز ،  كانت المكاتب في أول عهدها تقوم بالإضافة إلى أعمال البريد ببيع طوابع الملح والصودا التي ألغيت سنة 1899 وتذاكر الحجاج وتذاكر السفر والبواخر وسندات الدين وقسائم السندات وورق الدمغة وكذلك أشغال التلغراف والتليفون نظير أجر يدفع لمصلحة التليفونات ، وتم  افتتاح فروع خارجية في إسطنبول وأزمير وجدة وبيروت وطرابلس والسودان، وخلال عام 1898 وصل عدد مكاتب البريد المصري إلى 802 ،ووصل عدد الطرود عام 1896 إلى 16 مليوناً ونصف مليون طرد داخلي، و153 ألف طرد خارجي،بينما في عام 1919 صدر القانون رقم 7 بإنشاء وزارة المواصلات التي تشمل السكك الحديدية والتلغرافات والتليفونات ومصلحة البريد ومصلحة المواني والطرق والنقل الجوي، وصدر قانون شامل تناول جميع رسوم نقل البريد عام 1931.

وقد تم في هذا العام نقل مقر إدارة البريد من الإسكندرية إلى القاهرة واستقرت بمبناها الحالي بميدان العتبة. وفى عام 1934 تم عقد المؤتمر العاشر لاتحاد البريد العالمي بالقاهرة ، و ذلك تقديراً للخدمات البريدية المميزة التي شهدتها البلاد في تلك الفترة ،  وهو يوافق الذكرى رقم 70 لإنشاء مصلحة البريد المصرية، وعلى أثر قيام ثورة يوليو 1952 تم تخصيص ميزانية مستقلة لمصلحة البريد وصار لها الحق في توجيه فائض إيراداتها في أعمال تحسين الخدمة البريدية فى مصر والنهوض بها بالشكل الملائم لهذة الحقبة من التاريخ .

وفي عام 1957 صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 710 بإنشاء هيئة البريد المصرية لكي تحل محل مصلحة البريد. حتى تم إدخال نظام الخدمات الأهلية “مكاتب بريد أهلية – وكالات بريدية” عام 1959. وفى عام 1959 تم إدخال نظام الخدمات الأهلية (مكاتب بريد أهلية – وكالات بريدية). وفى عام 1961 تم إنشاء أول مدرسة ثانوية للبريد بقرار من رئيس الجمهورية. وفى عام 1965 تم إنشاء المعهد العالي للشئون البريدية الذي انضم فيما بعد إلى كلية التجارة بجامعة حلوان عام 1975.

وفى عام 1966 صدر قرار رئيس الجمهورية بإنشاء الهيئة العامة للبريد لكي تحل محل هيئة البريد وفي عام 1970 صدر القانون رقم 16 بنظام  البريد المصري، وفي عام 1982 صدر القانون رقم 19 بإنشاء الهيئة القومية للبريد لكي تحل محل الهيئة العامة للبريد وتتبع وزارة المواصلات. يحتفل العالم في التاسع من أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للبريد، وهو الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي في عام 1874 بالعاصمة السويسرية برن، وقد تم الإعلان عن تاريخ اليوم العالمي للبريد في مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي الذي عقد في طوكيو، باليابان في عام 1969، لتشارك كل دول العالم الاحتفالات في هذا اليوم كلاً على طريقته .

العصر الذهبى للبريد المصرى  :

وعلى الرغم من اختراع الهاتف في ذلك الوقت بالقرن العشرين إلا أنه كان عصر ذهبي للبريد، وذلك نظرًا لارتفاع سعر المكالمات الهاتفية وعدم وجود الهواتف بالبيوت، وكذلك لازدياد البريد الشخصي ونقله بالشحن الجوي الذي انتظم في كل دول العالم ،حتى ظهرت بدايات البريد الإلكتروني على شبكة أربانت “الإنترنت حاليًا”، و تطور إلى مراحل عديدة كان من بينها إرسال “راي توملينسون”سنة 1971 أول رسالة تستخدم الرمز “@” للفصل بين اسم المستخدم، وعنوان الحاسوب، كما استقر عليه الوضع اليوم.

معلومات مختصرة عن البريد المصرى والخدمات التى تقدم للمواطن :

1. يرجع تاريخ نشأة البريد فى مصر خلال العصر الحديث إلى العام 1831 حيث أنشأت الدول الأجنبية الحاصلة على امتيازات فى مصر عدة مكاتب بريد فى مدينة الإسكندرية و مدينة السويس وبورسعيد.
2. تم إلغاء غالبية مكاتب البريد الأجنبية فى مصر خلال الفترة من 1838 إلى 1889.
3. يرجع تاريخ البريد المصرى إلى العام 1865 حين اشترى الخديوى إسماعيل من الإيطالى “موتسي” مشروع “البوسطة الأوربية الذى كان بمثابة إدارة بريدية خاصة تنقل الرسائل داخل وخارج مصر.
4. منذ ذلك التاريخ أصبح البريد هيئة مصرية، ويرجع تاريخه تحت الإدارة المصرية إلى 151 سنة.
5. يزيد عدد العاملين فى هيئة البريد عن 50 ألف فرد، حسب تصريحات وزير الاتصالات.
6. يبلغ عدد مكاتب البريد فى مصر حتى الآن 3927 مكتب فى جميع أنحاء مصر، 1700 منهم مكاتب مميكنة.
7. يخدم كل مكتب بريد فى مصر ما يقرب من 18.5 ألف شخص.
8. تقدم هيئة البريد خدماتها فى فترتين، صباحية ومسائية وهناك 110 مكاتب تعمل فى الفترة المسائية.
9. تم إرسال 101.1 مليون رسالة حكومية بالبريد خلال هذا العام، حسب آخر إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.
10. يقدم البريد المصرى ما يقرب من 21 خدمة تتنوع بين الحكومية والبريدية والمجتمعية والمالية.
11. 100.6 مليار جنيه قيمة المبالغ المودعة فى حسابات توفير البريد، ويبلغ عدد العملاء 23 مليون عميل.

رؤساء البريد المصرى :

هذه الشخصيات البارزة في تاريخ البريد المصري، أذكرها بترتيب وتواريخ تقلد المنصب:

  1. جيـاكو موتسي ( 1/1/1865 – 18/8/1876 ).
  2. الفريد كليار باشا ( 18/8/1876 – 25/12/1879 ).
  3. ف هالتون باشا ( 25/12/1879 – 20/1/1887 ).
  4. يوسف سابا باشا ( 3/1/1887 – 15/9/1907 ).
  5. يورتون باشا ( 16/9/1907 – 15/11/1923 ).
  6. حسن مظلوم باشا ( 18/11/1923 – 31/12/1929 ).
  7. محمد بك شرارة ( 10/1/1930 – 10/6/1936 ).
  8. عبد الحميد الصحن ( 25/6/1936 – 9/11/1937 ).
  9. فؤاد حسيب ( 22/1/1938 – 13/2/1944 ).
  10. أحمد زكي سعد ( 23/2/1944 – 14/12/1944 ).
  11. محمد أمين فكري ( 15/12/1944 – 23/4/1946 ).
  12. أحمد ممدوح مرسي ( 24/4/1946 – 1/2/1948 ).
  13. عزيز زكي ( 19/11/1948 – 21/6/1950 ).
  14. محمد خيرت ( 18/11/1950 – 28/9/1952 )

«متحف البريد» في مصر… طوابع ومقتنيات نادرة ورسائل منسية :

متحف البريد المصري، يضم 1250 قطعة نادرة، يسهل عن طريقها التعرف على تاريخ البريد في مصر. تأسس عام 1936، وكان يُعرف باسم متحف فؤاد الثاني، وفتح أبوابه أمام الجمهور في العام 1940 بعد اكتمال مقتنياته. إنّ السّر في اهتمام الملك فؤاد الأول بالبريد، أنّه كان مولعاً في الأساس بجمع الطوابع، وهي الهواية التي ورثها ابنه الملك فاروق.

كانت الأسرة العلوية بشكل عام تولي اهتماماً كبيراً بالبريد، كونه أحد مظاهر الازدهار والتقدم. يحتوي المتحف على ممر صغير وغرفتين، إحداهما تكشف تطوّر البريد في مصر، بينما خُصّصت الغرفة المظلمة لجمع الطوابع. واستعان مسؤولو المتحف بمجسّمات للتعريف بطبيعة العمل داخل غرف البريد، وقد وُضع أوّل مكتب لمدير الهيئة، حين كانت تسمى «البوسطة المصرية»، وعُلّقت فوقها لوحة مكونة من 10 آلاف طابع، تُمثّل أبا الهول، كانت قد أُهديت إلى الملك فؤاد الثاني، بمناسبة افتتاح المتحف. ويزور المتحف كثيراً من الهواة و الدارسين.

فالدارسون يأتون للتّعرف على تاريخ البريد ورؤية مقتنيات لا يوجد لها مثيل في متاحف مصر الأخرى، بينما الهواة يقصدون غرفة الطّوابع لاكتشاف النادرة منها، سعياً لاستكمال مجموعتهم الخاصة. فقد صدر  أول طابع بريد  في عام 1866، وكان يحمل ألواناً وقيماً مختلفة، وطُبع في مطبعة دار «إخوان بيلاس» في إيطاليا، بعلامة مائية على شكل هرم من فوقه الشمس، ولم تستقبل «المطبعة الأميرية» أول دفعة لطباعة الطّوابع المصرية إلّا بعد ذلك التاريخ بسبع سنوات. وكان يخصص  للبريد وسائل نقل متعددة، فكانت هناك بواخر مخصصة ذات خط ملاحي محدد لنقل البريد الخارجي والداخلي، وقد تراجع دورها بعد افتتاح السّكة الحديد، في حين انطلقت أولى رحلات البريد الجوّي من مصر إلى الخرطوم في العام 1914.

وقد ظهر ذلك من مقتنيات المتحف الذي ضمّ مجسّمات لعربات نقل البريد والبواخر المختلفة الأحجام، وفقاً للمسافة والجهة التي تقصدها، كان أشهرها الباخرة «جمال» المختصة بنقل البريد من القاهرة إلى بلاد النوبة.لن تجد أي تفاصيل تتعلق بالبريد في مصر، إلّا ووضعت في المتحف. صناديق البريد أيضاً لها وجود داخل المتحف، حيث كانت الصناديق تنقسم إلى بريد داخلي وخارجي وسريع، كل منها له لونه المميز، وكان ساعي البريد يضع جواله أسفل الصندوق، ويفتحه من الأسفل، فتسقط الخطابات في الجوال دون عناء.

و هناك أيضاً ركن مخصص للرسائل التي لم يستدل على أصحابها، ولا تزال تحتفظ بها هيئة البريد منذ إرسالها في نهاية القرن التاسع عشر، إضافة إلى الطوابع التذكارية التي صدرت في المناسبات المختلفة وحملت وجوه المشاهير والملوك والأمراء، ومن ثم الفلاحين والعمال، عقب قيام ثورة يوليو (تموز) 1952، كما توجد شهادات الشكر والجوائز التي حصلت عليها الهيئة، كان أبرزها على الإطلاق، خطاب شكر موجه من محمود محروس أبو حسين، مدير إشارة القوات المسلحة إلى رئيس هيئة البريد عن الدور الوطني الذي لعبه رجال البريد خلال حرب 73، عندما كان البريد في بعض الأحيان الوسيلة الوحيدة لنقل الخطابات والرسائل.

أقسام المتحف :

  • القسم التاريخى : فيه النماذج اللى بتورى تطور الكتابه و الرساله فى عصور مختلفه زى لوحة نارمر و محابر من العصر الفرعونى و الرومانى والقبطى , وورق بردى و تماثيل للكاتب ايام الفراعنه و جوابات قديمه من عصور مختلفه.
  • قسم المؤتمرات : فيه صور لمؤسس اتحاد البريد العام وصور اعضاء المؤتمرات الخاصة بالبريد الدولى من سنة 1874 لحد سنة 1924, و الاتفاقيات اللى حصلت فى كل مؤتمر.
  • قسم ادوات البريد : فيشمل على مجموعات متنوعة من السنج والموازين والحقائب البريدية ومحافظ الطوابع والحوالات وضواغط الرصاص والأختام القديمة والحديثة وصناديق خطابات مكانيكية وعادية …
  • قسم الملابس : فيشمل على انواع مختلفة من الملابس لكبار الموظفين ولرؤساء الاقسام والموزعين وشارات مختلفة قماشية ونحاسية وعلامات للطوافة …
  • قسم المباني : ويشمل نماذج مصغرة لبعض المباني البريدية كمصلحة البريد بالقاهرة ومكتب بريد بور سعيد وبور فؤاد ونموذج لمكتب بريد قروي ونموذج مصغر لقلم توزيع لمراقبة بريد القاهرة…
  • قسم الخرايط والإحصا : فيشمل على خرايط ورسومات بيانية وإحصائية تظهر تطور اعمال المصلحة من مراسلات مسجلة وعادية وحوالات داخلية وخارجية وطرود …
  • قسم النقل : يشمل على نماذج لوسايل نقل البريد قديمة وحديثة من عربات خشب وحديد وموتوسيكلات وسكة حديد وبواخر لنقل البريد…
  • قسم الطوابع : فيشمل على مجموعات من الطوابع المصرية والأجنبية وإكليشهات وقوالب وألواح لصنع طوابع ، وكذلك مجموعة من نماذج خطوات العمل فى صنع طوابع البريد بمصلحة المساحة .. كما يضم تصنيفاً فريداً لمجموعات الطوابع لكل من البريد الأوروبي والبريد الافريقي والبريد الاسيوي والبريد الامريكي و أيضاً البريد الأسترالي …
  • قسم البريد الجوي : فيشمل على نماذج مختلفة من الحمام الزاجل ونماذج لبعض الطائرات مهداه من شركة الطرق الجوية الامبراطورية وشركة خطوط الطيران الهولندية ، ونموذج لأول خطاب ورد إلي اسكندرية من لندن فى 17 أغسطس سنة 1929 ، وأول خطاب بالبريد الجوي أرسل الى كراتشي من البريد المصري بالخط الجوي بين القطر المصري والهند ..

القسم الاجنبي : ويشمل على مجموعة صور لمباني ومتاحف بعض الإدارات البريدية الاجنبية ، وبعض الادوات المستخدمة بتلك الإدارات .

متحف البريد المصرى يحكى تاريخ الأقتصاد :

يحكي متحف البريد المصري، تاريخ “البوسطة” والذي يحتوي على أهم الطوابع التي تصدر عن هيئته منذ إنشائه في 1886، وهو من أروع المتاحف في عهد الملك فؤاد.

تأسيس المتحف

افتتح المتحف أثناء اجتماع مؤتمر البريد العالمي العاشر بالقاهرة في سنة 1934، ويقع بميدان العتبة بالقاهرة، وخضع للتجديد في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك فبراير عام 1989.

المتحف به عدة أقسام بداية من القسم التاريخي وهو يحكي تطور الكتابة والرسالة في عصور مختلفة مثل لوحة نارمر ومحابر من العصر الفرعوني والروماني والقبطي، وورق بردي وتماثيل للكاتب أيام الفراعنة وخطابات قديمة من عصور مختلفة، وقسم المؤتمرات وهو مخصص لعرض صور لمؤسس اتحاد البريد العام وصور أعضاء مؤتمرات البريد الدولي من سنة 1874 إلى 1924، والاتفاقيات التي أُبرمت في كل مؤتمر.

كما أنه يضم أيضًا قسم أدوات البريد وهو يشتمل على مجموعات متنوعة من السنج والموازين والحقائب البريدية ومحافظ الطوابع والحوالات وضواغط الرصاص والأختام القديمة والحديثة وصناديق خطابات مكانيكية وعادية، وقسم الملابس وهو من أنواع مختلفة من الملابس لكبار الموظفين ولرؤساء الأقسام والموزعين وشارات مختلفة قماشية ونحاسية وعلامات للطوافة.
كما يشمل المتحف قسم المباني ويشمل نماذج مصغرة لبعض المباني البريدية كمصلحة البريد بالقاهرة ومكتب بريد بورسعيد وبورفؤاد ونموذج لمكتب بريد قروي ونموذج مصغر لقلم توزيع لمراقبة بريد القاهرة، وقسم الخرائط والإحصاء ويشمل على خرائط ورسومات بيانية وإحصائية تظهر تطور أعمال المصلحة من مراسلات مسجلة وعادية وحوالات داخلية وخارجية وطرود، وقسم النقل ويشمل على نماذج لوسائل نقل البريد قديمة وحديثة من عربات خشب وحديد وموتوسيكلات وسكة حديد وبواخر لنقل البريد.
ويأتي على رأس تلك الأقسام وأهمها قسم الطوابع وهو مكون من مجموعات رائعة من الطوابع المصرية والأجنبية وإكليشهات وقوالب وألواح لصنع طوابع، وكذلك مجموعة من نماذج خطوات العمل في صنع طوابع البريد بمصلحة المساحة، كما يضم تصنيفًا فريدًا لمجموعات الطوابع لكل من البريد الأوروبي و أيضاً البريد الأفريقي والبريد الآسيوي والبريد الأمريكي و كذلك البريد الأسترالي.
وأيضًا من الأقسام الكبرى، قسم البريد الجوي وهو يشمل على نماذج مختلفة من الحمام الزاجل ونماذج لبعض الطائرات مهداة من شركة الطرق الجوية الأمبراطورية وشركة خطوط الطيران الهولندية، ونموذج لأول خطاب ورد إلى الإسكندرية من لندن في 17 أغسطس عام 1929، وأول خطاب بالبريد الجوي أرسل إلى كراتشي من البريد المصري بالخط الجوي بين القطر المصري والهند.
وأخيرًا القسم الأجنبي والذي يشمل على مجموعة صور لمباني ومتاحف بعض الإدارات البريدية الأجنبية، وبعض الأدوات المستخدمة بتلك الإدارات.

عن Madeha Genady

Madeha Genady
مصر كما رأيتها و أحيا على أرضها و أرتوى من نيلها -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مصر التي في خاطري وفي فمي ........ أحبها من كل روحي ودمي ......... ياليت كل مؤمن بعزها ......... يحبها حبي لها ......... بني الحمى والوطن ......... من منكم يحبها مثلي أنا

شاهد أيضاً

دار المحفوظات العمومية (مصر)

مقدمة : الوثائق والمخطوطات هي من أهم المصادر التي يعتمد عليها في تدوين التاريخ كما ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *