أحدث المقالات
الرئيسية / تاريخ مصر / سبيل أم عباس الأثرى

سبيل أم عباس الأثرى

مقدمة :

يوجد بالقاهرة مئات الأسبلة وهى عبارة عن مجموعة أبنية من طرز معمارية مبهرة وهذا يلفت أنظارنا إلى تاريخ من التكافل الاجتماعي وهو يعتبر

مرفق لمياه الشرب أهالي في أغلبه بمعنى من يبنيه ليست منظمة حكومية ولكن الأهالى بنفسهم كعمل خيرى كما يوجد هناك أسبلة تابعة  للحكومة في بعض الأحيان وهذه الأعمال عبارة عن نشاط خيرى كان يستهدف الفقراء وعابري السبيل

وأساتذة الآثار والعمارة والحضارة الإسلامية يشيرون للأسبلة بإنها من العمائر الخيرية التى قامت بدور فى خدمة المجتمعات الإسلامية عامة والمجتمع المصرى خاصة

ولفظ السبيل تعني أنها أُوقفت فى سبيل الله للخير طمعا فى ثواب الآخرة بتوفير مياه شرب عذبة نقية للناس طوال العام وكانت الأوقاف سببا لازدهار الأسبلة حيث يُوقف المُحسن بعض أملاكه للإنفاق علي السبيل وتعود الأسبلة لأزمنة مختلفة ويرجع أقدمها فى القاهرة لعصر المماليك البحرية والموضوع الذى نحن بصدده هو سبيل أم عباس

 القاهرة الفاطمية :

القاهرة الفاطمية أو قاهرة المعز منذ قديم الزمان تعرف بمدينة الألف مئذنةلكثرة المساجد فيها وأنشئت عبر العصور

منذ الفتح الإسلامي لمصر وحتى وقتنا الحالى وللقاهرة طابعا خاصا ومميزاً لما تحويه من كنوز إسلامية عريقة

تهفو لها النفس وتشعر عند النظر إليها أو زيارتها أنك تحلق فى السماء لما فيها من عبق التاريخ والشاهدة على عدد لا حصر له من القصص التى نعلمها والتى لا نعلما ولكن بمجرد النظر إليه تشعرك بارتفاع الروحانيات وحالة من السعادة الغير مبرره وبها آثار وكنوز من مظاهر القاهرة الإسلامية

نبذة عن الأثر :

أثناء وجودك بميدان السيدة وتجولك إلى حى القلعة وعند وصولك عند تقاطع شارع الركيبة والسيوفية مع شارع الصليبة

ستجد ذلك الأثر التاريخى على شمال الشارع الرئيسي أنه سبيل أم عباس والذى تجاوز عمره أكثر من 150 عاما فهو من أشهر الأسبلة الموجودة

فى مصر من حيث التاريخ وامتزج سبيل أم عباس بالفن المعمارى العثمانى والأوروبى فى آن واحد حيث استعانت بنبا هانم بمهندس تركى لوضع التصميم الخاص بالسبيل  حيث لم تعرف بمصر أى أسبله ذات الأضلاع المثمنة بعكس ما اعتادت عليه تركيا مستخدمة الرخام الأبيض

المزخرف بنقوش نباتيه من الطراز الأوربى وزين بعدد من الكتابات بخط نسخي وكتابة سورة الفتح كاملة بطريقة إطارية على الأضلاع الثمانية وقام بكتابتها الخطاط التركى عبد الله بك زهدي وبقية النقوش على واجهة السبيل تحتوى على آيات من القرآن الكريم ذات صلة بوظيفة السبيل وشارع الصليبة واحد من أقدم شوارع القاهرة الإسلامية في العصور الوسطى ويمتد من ميدان القلعة وصولاً إلى ميدان السيدة زينب وأطلق على الشارع اسم “الصليبة” منذ حوالي 700عام بسبب تقاطعه مع العديد من الشوارع الأخرى

سبيل أم عباس :

سبيل أم عباس أحد الأسبلة التاريخية العريقة حيث يعود تاريخه إلى أكثر من 150عامًا ويعد هذا السبيل من الأسبلة الرائعة في مدينة القاهرة

في القرن التاسع عشر الميلادي وعادة ما كان يلحق بالسبيل كُتاب أو مدرسة لتعليم الأطفال القرآن الكريم وقد شيد على مساحة شاسعة

وزخرفت جدرانه بزخارف نباتية بديعة متقنة محفورة على الرخام متأثرة بفن الروكوكو الأوروبي كما يتميز بوجود كتابات باللغتين العربية والتركية وتنتهي إحدى الأشرطة الكتابية باسم الخطاط عبد الله الزهدي النابلسي مقرونًا بوظفيته سبيل أم عباس وهو يعتبر أشهر سبيل بين معالم حي الخليفة بالقاهرة

وهو نموذج حى يجسد مكانة المرأة ودورها فى أعمال الخير وقد تم بنائه عام 1895 وأنشأته السيدة بنبا قادن بنت عبد الله البيضا  وزوجة الأمير

أحمد طوسن باشا ووالدة الخديوي عباس حلمي الأول ووهبته على روح ابنها والي مصر الخديوى عباس حلمي الأول (1280–1296هـ/ 1863-1879 م) وهو ابن عم الخديوي إسماعيل باشا

وتم إنشاؤه فى منتصف القرن التاسع عشر ويقع السبيل فى حى القلعة بقلب القاهرة عند تقاطع شارع الركبية وشارع السيوفية مع شارع الصليبة المؤدى لميدان القلعة وأمام حمام الأمير شيخو بالقاهرة وكما ذكرنا أنشأته السيدة بنبا قادن زوجة الأمير أحمد طوسون باشا ابن محمد على باشا وأم الخديوى عباس حلمى الأول الذى حكم مصر فى الفترة من 1848 وحتى 1854

قصة بناء سبيل أم عباس :

قررت أم عباس الأميرة بنبا قادن والدة الخديوي عباس حلمي الأول والتى قرّرت بعد مرور 13 سنة من وفاته أن تبني هذا السبيل في حي القلعة الشهير

ترحُمًا على روح ابنها عباس والذي قُتلَ في قصره ببنها عام 1854 إثر محاولة اغتياله وأصبح سبيل أم عباس مثل دارج اعتاد عليه المصريين واصبحوا يتلفظون به فى مواقف عديدة وأصرت الأميرة أنّ يُسمى السبيل بـ أم عباس وليس سبيل الأميرة بنبا قادن تخليدًا لذكرى ولدها المتوفي لعلّ دعوات العطشانين تكون رحمة لإبنها

وأيضاً لحرمانية ذكر اسم الملكه وقتها وقدخصص سبيل أم عباس لتوزيع مياه الشرب النقية على المارة طلباً للثواب واستجلاباً للدعاء وقد خصص لتوزيع مياه الشرب النقية والمعطرة بماء الورد والزهر على المارة  وقد ألحقت به السيدة بنبا قادن كُتّاباً أو مكتباً وعينت به معلمين لتعليم الأطفال العلوم الحديثة كما في المدارس الحكومية فى عهد الخديو إسماعيل وقد وفّرَ السبيل مياه الشرب للمارة وأيضاً للبيوت التي لا يقدر أصحابها على تحمل أجور السقايين

الوصف المعمارى لسبيل أم عباس :

يتكون سبيل أم عباس من مستويين المستوى الأول يوجد تجت الارض وتوجد فيه الصهاريج التى تستخدم فى تخزين المياه

التى تمد السبيل وكانت تلك الصهاريج تملأ بمعرفة سقايين عن طريق نقلها فى قرب جلدية بمياه من أعماق النيل حتى تكون خالية من الشوائب

وكانت تلك المرحلة تتم فى شهر أغسطس من كل عام فى موسم الفيضان حيث تكون الشوائب فى أقل معدلاتها أما المستوى الثانى كان فى منسوب الطريق العام وهو عبارة عن حجرة ذات ثلاث شبابيك ويوجد فى صدر هذا السبيل لوحة من الرخام يسمى الشاذروان

وهو ذات فائدة مزدوجة الأولى تبريد مياه الشرب والثانية تنقية المياه من الشوائب إن وجدت والثانى كان يتم تنظيف هذا اللوح الرخامى فى نهاية كل يوم عقب إعلاق أبواب السبيل بعد صلاة العشاء وفيما يخص المياه فقد عرف إن تلك المياه المقدمة فى الأسبلة دائماً مخلوطة بمواد عطرية مثل العنبر والورد أو الزهر وذلك للقضاء على أى عطن قد يلحق الماء جراء التخزين السنوى كما إنها تضفى على المياه حلاوة العطر فتنعش الشاربين

تصميم السبيل وطرازه :

ويتميز سبيل أم عباس بأنه يأخذ هيئة المثمن وهذا التخطيط من الأمثلة النادرة بالقاهرة وقد أستعانت الأميرة بنبا في تصميم هذا  السبيل  بمهندس تركى

نقل هذا الشكل المثمن المألوف في بعض الأسبلة العثمانية بتركيا لواجهة سبيل أم عباس ووضع التصميم الخاص بالسبيل مستخدما الرخام الأبيض المزخرف بنقوش نباتية

من الطراز الأوروبى ككساء للسبيل كما زين السبيل بعدد من الكتابات ذات خط النسخ إضافة إلى كتابة سوره الفتح كاملة بطريقة إطارية عليا على الأضلاع الثمانية

والذى قام بكتبتها الخطاط التركى عبد الله بك زهدى أما بقية النقوش على واجهة السبيل فتحتوى آيات من القرآن الكريم ذات صلة بوظيفة السبيل وتزدان بكتابات مكتوبة بخط نسخ نفذت بقدر كبير من الدقة والإتقان وقد استعانت الأميرة بنبا بالخطاط المعروف والمشهور في ذلك الوقت عبدالله بك زهدي لتنفيذ الكتابات التي تحيط بمثمن الواجهة في شريط كتابى بأعلي الجدران

فضلا عن كتابات موزعة علي القسم السفلي من الواجهة وكانت أم عباس تعطي هذا الخطاط راتبا شهريا

قدره 7500قرش بعد قيامه بتنفيذ الكتابات أما بقية النقوش على واجهة السبيل فتحتوى آيات من القرآن الكريم ذات صلة بوظيفة السبيل

ويتميز سبيل أم عباس بالتصميم الأنيق ذات الطرز الأسلامية والتركية المزدوجة والمغطى بالرخام وقبة مثمنة الأضلاع زُين السبيل بعدد من الكتابات بخط النسخ مع كتابة سورة الفتح على الأضلاع الثمانية

كما يتميز سبيل أم عباس بالطراز المعماري المزدوج حيثُ يشمل الطراز العُثماني والطراز الأوروبي وفى منهى الدقة فى التنفيذ ومنتهى الروعة والجمال الفنى المتميز فقد استعانت بنبا قادن بمهندس تركي لوضع التصميم الخاص بالسبيل ذو الأضلاع المثمنة وكسيَت الواجهة كلها بالرخام الأبيض وزينت بزخارف نباتية ولمزيد من الخصوصية اختارت أم عباس خطّاط مشهور آنذاك وهو عبد الله بك زهدي لكّي يرسم النقوش والآيات القرآنية

الوضع الحالى لسبيل أم عباس :

أوشك الأثر على اختفاء معالمه الأثرية من شدة الاتساخ والأتربة التى تكسوه وتختبئ بداخل نقوشاته كما أن لافتته الخشبية تآكلت وتكاد تسقط من صدأ مساميرها أما السور الحديدى الذى يحيط بالأثر فقد سرق بعضه وجدرانه ملئت بالملصقات التى أخفت بعض الشروخ وعلى إحدى جدرانه توجد ساعة تساقطت عقاربها وأرقامها تلاشت من شدة اتساخها أما البوابات فقد أغلقت بالأقفال وقد تعرض السبيل خلال الفترة الماضية إلى انطفاء واختفاء معظم معالمه لعدم الاهتمام به بسبب شدة الاتربة التي تغطى و تخفى معالمه

عن Madeha Genady

Madeha Genady
مصر كما رأيتها و أحيا على أرضها و أرتوى من نيلها -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مصر التي في خاطري وفي فمي ........ أحبها من كل روحي ودمي ......... ياليت كل مؤمن بعزها ......... يحبها حبي لها ......... بني الحمى والوطن ......... من منكم يحبها مثلي أنا

شاهد أيضاً

شارع المعز لدين الله الفاطمى

المقدمة : شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *