أحدث المقالات
الرئيسية / ثقافة وفنون / بيت السحيمى

بيت السحيمى

مقدمة :

تعتبر منطقة القلعة من أكثر المناطق الأثرية والحضارية في مصر، حيث كانت إحدى مقار الممالك المصرية القديمة بمختلف ثقافتها، وقد حوت هذه المنطقة أكثر المقتنيات الأثرية على مر العصور، وبجانب الثراء الأثري والحضاري يوجد هناك بيت يعتبر نموذجاً متفرداً من مخلفات نماذج عمارة البيوت السكنية الخاصة وهو بيت السحيمي ، ولا يمكن أن تمر بشارع المعز لدين الله الفاطمي في قلب القاهرة التاريخية دون أن يلفت انتباهك هذا البناء الساحر بشبابيكه المطلة على الشارع

يأخذك “بيت السحيمي إلى العصر العثماني الذي تميّز بالإبداع في فنون العمارة الإسلامية المتميزة ويعتبر بيت السحيمي نموذجاً فريداً من نماذج عمارة البيوت السكنية الخاصة ذات الطابع الأسلامى

بل أنه البيت الوحيد المتكامل الذي يمثل عمارة القاهرة في العصر العثماني في مصر وقد أستخدمته السنيما المصرية فى تصويربعض مشاهد الأفلام فى هذ البيت الساحر  والمتابع للأفلام المصرية  التى يستخدم فيها مثل هذه النوعية من البوت الأثرية  أن تتملكه الرغبة في أن يعود به الزمان ليعيش في أحد البيوت التي صورّت فيها مشاهد هذه الأفلام نظراً لجمال عمارتها وديكوراتها فهو واحد من هذه البيوت ولا يزال شامخاً إلى الآن

ويقع بيت السحيمي بحارة الدرب الأصفر، المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي وهو  أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم في قلب القاهرة فهو واحد من أشهر المعالم الإسلامية والتحف المعمارية

مما جعله يصنّف على أنه من أجمل آثار القاهرة التاريخية ويعد السحيمي البيت الوحيد المتكامل الذي يمثل عمارة القاهرة في العصر العثماني بمصر وعُرف بيت السحيمي بذلك الإسم نسبة إلى آخر من سكانه وهو شيخ رواق الأتراك بالأزهر الشريف محمد أمين السحيمي الذي ولد بمكة المكرمة

وقد أتى محمد أمين السحيمى إلى مصر ليستقر بذلك المنزل وفيه أقام الليالي الرمضانية، وجعل منه ساحة دينية ودنيوية للتشاور كما جعله مأوى لعابري السبيل من أهل المكا

وعندما توفي  أمين السحيمى عام 1928 تواصلت الدولة المصرية مع عائلته ليتحول المنزل إلى أحد الآثار الإسلامية العريقة بمصر عام 1931

ويمثل الأثر حقبة تاريخية وإسلامية ذات تأثير بليغ على مصر في العصر العثماني الذي اتخذ من هذا البيت رمزا لعمارة القاهرة (1517 – 1798)

رغم أهمية المنزل كأحد الآثار الإسلامية بالقاهرة إلا إنه ظل لسنوات طويلة مهمشًا ومهملًا حتى بدأت الدولة بترميمه عام 1994 ميلادية ليعود مرة ثانية إلى حالته الأصلية ويستقبل بيت السحيمى الزائرين كمتحف أثري ويستخدم كمتحف لفنون العمارة الإسلامية ومركز للإبداع الفني هو بيت عربي ذو معمار شرقي متميز

وصف بيت السحيمى :

يقع المنزل بحارة الدرب الأصفر إحدى الحارات العتيقة بمدينة القاهرة الفاطمية وقد شيد في العصر العثماني حيث أنشأ القسم الجنوبي منه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي عام ١٠٥٨هـ/١٦٤٨م وسجل ذلك على قطعة خشبية بأحد جدران المنزل

بينما أنشأ القسم الشمالي الحاج إسماعيل شلبي  شيخ يندر التجار عام ١٢١١هـ/١٧٩٦م  وسمي السحيمي نسبة إلى آخر من سكنه وهو الشيخ محمد أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر وتبلغ مساحته ألفين متر مربع ويشتمل البيت على عدة قاعات تتألف كل منها من إيوانين بينهما دورقاعة يتوسط بعضها فسقية من الرخام

وبعض أسقف القاعات مناور يعلوها شخشيخة خشبية وكسيت جدران بعض القاعات من أسفل بوزرات الخشب المزخرف على هيئة بلاطات القيشاني

وكسيت الأرضيات بالرخام وبقاعات البيت مشربيات رائعة الجمال ونوافذ من الخشب الخرط ودواليب وبالبيت كتابات أثرية تشتمل على تاريخ الإنشاء والمنشئ وأيضاً قصيدة البردة للأمام البوصيري

 

تبلغ مساحة البيت الذي ينسب إلى الشيخ محمد أمين السحيمي آخر سكانه ما يزيد على ألفي متر مربع تم بناؤها على نظام الجدران الحاملة فقد كان الشيخ السحيمي أحد رواق الأتراك بالأزهر الشريف

عندما توفي عام 1928 رأت السيدة أرملته ضرورة استبداله خاصة بعدما أصبح غير صالح للسكن وعندما علم الملك فؤاد الأول بأهمية البيت أصدر مرسوماً ملكياً ينص على تخصيص مبلغ 6 آلاف جنيها لشرائه وضمه إلى لجنة حفظ الآثار العربية والإسلامية

وقد اعتبرته اللجنة أثراً في عام 1980 ويوصف هذا الأثر بالتاريخي ويوجد به 110 من الفراغات تختلف في تنوعاتها ما بين فراغات وقاعات للاستقبال توجد بالدور الأرضي ويعلوها قباب ثم قاعات وأخرى تتخللها غرف صغيرة وكبيرة استخدمت بغرض المعيشة

 تبلغ مساحة فناء البيت 200 متر وفي داخل البيت يوجد حمام متكامل أعد بطريقة كانت تناسب سكان هذا البيت وتم  وضع قبتين بالحمام وقاموا  بتزيين القبتين بمضاوي زجاجية ملونة رائعة الجمال

كما توجد بالمنزل آبار للمياه وحديقة خصصت خلف المبني والبيت مثال للبيوت العربية التقليدية بنكهة قاهرية والدخول إلى البيت يكون من خلال الممر  الذي يؤدي إلى الصحن الذي توزعت فيه أحواض زرعت بالنباتات والأشجار تفتح غرف البيت على الصحن

يمثل ذلك البيت أسلوب العمارة السكنية خلال العصور الوسطى فالشبابيك السفلية بالواجهة الخارجية التي صممت بحيث تكون مرتفعة

والمشربيات الجميلة العلوية المغشاة أيضاً بالخشب الخرط الرائع الجمال ومدخل المنزل المؤدي إلى ممر منكسر جميعها نفذت على هذا النحو مراعاة لخصوصية أهل المنزل

وينتهي الممر المنكسر بالفناء الأوسط الذي تتوسطه حديقة صغيرة يجاورها بئر ماء البيت ويعد هذا الفناء متنفس البيت والوحدة الرئيسية بالمنزل ويتصدر الضلع الشمالي له وحدة انتظار واستقبال الضيوف

والتختبوش كلمة فارسية تعني صاحب المقعد أو الكرسي وهي عبارة عن مساحة مفتوحة على الصحن مباشرة كما نجد المندرة (المنظرة) بضلع الفناء الجنوبي وبالضلع الشرقي والغربي مداخل تؤدي إلى قاعات سفلية وسلالم صاعدة إلى القاعات العلوية

وتتكون القاعات من مساحة وسطى تمثل الدرقاعة ويتعامد عليها إيوانان ويفتح بأعلاها شبابيك زاسعة للإضاءة والتهوية وتزين أرضية الدرقاعات الفسيفساء الرخامية الرائعة ذات التشكيلات الهندسية وتظهر روعة الأعمال الخشبية الجميلة في الأسقف والكتابات الحائطية

وقد تم تجليد الجزء السفلي من الجدران بالخشب الجيد كما نجد الأشرطة التي تحمل أشعار بردة البوصيري التي تميز منشآت العصر العثماني بشكل عام ومن العناصر الهامة بالبيت المقعد الذي يقع أعلى المدخل بالضلع الجنوبي ليستقبل الرياح الشمالية في فصل الصيف

ومن أهم القاعات بالبيت القاعة الخزفية التي تعلو التختبوش حيث كسيت جدرانها ببلاطات القيشاني العثماني كما نجد بها عدد من الأطباق الخزفية الجميلة ومن أهم عناصر البيت كرسي الولادة والحمام المجاور للقاعة الخزفية الذي يعتبر تصغيرًا للحمامات العامة

أما الفناء الخلفي فيوجد به حديقة وطاحونة للحبوب وساقية مياه للشرب والبيت متأثر تخطيطيا بالعمارة العثمانية التي تخصص الطابق الأرضي للرجال ويسمى السلاملك والطابق العلوي للنساء فقط ويسمى الحرملك لذا فالطابق الأرضي من بيت السحيمى كله لاستقبال الضيوف من الرجال وليس فيه أي غرف أو قاعات أخرى

عند الصعود إلي الطابق الأول تجد مجموعة من القاعات تشبه الموجودة بالطابق الأرضي إلا إنها تحتوى على العديد من الشبابيك المغطاة بالمشربيات أو الشناشيل الخشبية

بعض هذه الشناشيل يطل على الصحن والبعض الآخر يطل على الشارع  ومن ورائها يمكن لنساء المنزل مشاهدة ما يحدث في الشارع أو الحديقة دون أن يراهن أحدمن الغرباء

كما كانوا يستخدمونها في تبريد القلل الفخارية ويعتقد أن لهذا السبب بدأت فكرة المشربيات فكتب التراث تؤكد أن كلمة مشربية تعود إلى فعل شرب وعدم وجود إيوان بهذا الطابق يجعلنا لا نعلم إذا كانت تلك القاعات مخصصة للنوم أو لشيء آخر بالإضافة إلى بعض الغرف المميزة الخاصة

الملاحظ في بيت السحيمي مدي تأثره بالتخطيط العثماني للعمارات القديمة والتي كانت تُشيد من طابقين فقط الأول يُطلق عليه السلاملك وهو ذلك الجزء المُخصص لإستقبال الضيوف من الرجال أما الطابق الثاني فيُسمى الحرملك وهو الجزء المخصص لحريم السلطان  والمحرم على الغرباء تماما ولا يدخله إلا صاحب المنزل فقط

لذلك يتكون من طابقان وصحنان الأمامي حديقة يتوسطها تختبوش وهي دكة خشبية مزينة بخشب الخرط أما الخلفي فكان مخصصًا للخدمة حيث يحتوي على حوض من الماء وساقية للري وطاحونة لصحن الدقيق تدار بواسطة الحيوانات

عند باب المنزل توجد شجرتين من الزيتون والسدر وبمجرد عبور الباب تجد نفسك في الطابق الأرضي للوجه القبلي من المنزل قاعة واسعة منتظمة الشكل تنقسم إلي إيوانين والإيوان عبارة عن قاعة مسقوفة محاطة بثلاث جدران

والجهة الرابعة إما تكون مفتوحة تماما أو مصفوفة بأعمدة وإن كان أحيانا يتقدمها رواق مفتوح يطل علي الفناء الداخلي بين الإيوانين مساحة منخفضة تُسمي الدرقاعة وهو المكان الذي يحافظ على الخصوصية داخل البيت

إحدى الغرف التي توجد بالقسم البحري كسيت جدرانها بالقيشاني الأزرق المزخرف برسوم نباتية دقيقة وتضم مجموعة من الأواني صنعت من الخزف والسيراميك الملون لذلك يرجح إنها كانت مطبخ البيت

بجوار هذه الغرف غرفة أخرى صغيرة جدا كانت تستخدم لتخزين الطعام  حتى لا تتعرض الأطعمة للتلف

كما يوجد حمامين لهما سقف مقبب هذا السقف به فتحات زجاجية مستديرة واسعة إلى حد ما فهى تساعد على دخول أشعة الشمس للأضاءة وأيضا التدفئة فى فصل الشتاء حيث البرد القارص ونزول الأمطا وقدتكون أمطار غزيرة أحياناً

ويستخدم أحدهما في الصيف  حبث التهوية الجيدة أتقاء حراة الصيف والآخر في الشتاء حيث يوجد به موقدا لتسخين الماء لعمل جلسات المساج والتدفئة

بالإضافة إلى حمام ثالث تقليدي مكسو بالرخام الأبيض الرائع الجمال  ذو سقف مقبب وفتحات مربعة ودائرية مغطاة بالزجاج الملون  المبهر للناظرين

ولا يوجد بالمنزل أسرة للنوم كما هو الحال فى أيامنا هذه  فكان سكانه ينامون على مراتب من القطيفة  الجيدة من أجود أنواع القطيفة و والمتميزة  والمزخرفة بزخارف فنية رائعة الجمال ومبهرة للناظرين

الطابق الأرضى :

القسم الأول نجد قاعة واسعة منتظمة الشكل تنقسم إلى إيوانين يحصران في الوسط مساحة منخفضة عنهما يطلق عليها الدرقاعة وقد رصفت بالرخام الملون يمتد حول جدران الإيوانين شريط من الكتابة يحتوي على أبيات من نهج البردة وسقف القاعة من الخشب المكسو برسومات وزخارف نباتية وهندسية ملونة

كانت هذه القاعة الجميلة تستخدم كمجلس للرجال فقط وللبيت إيوان آخر  هذا الأيون مفتوح على الصحن ويتوجه نحو الشمال ليستلم هواء البحر البارد صيفا يسمى المقعد

وهذا المقعد له سقف خشبي أيضا يشبه القاعة كأن المجلس يستخدم شتاء والمقعد يستخدم صيفا وعلى جدران الإيوانين يمتد شريط طويل، نقش عليه أبيات من قصيدة نهج البردة أروع قصائد الشاعر المصري أحمد شوقي في المدح النبوي

أما سقف القاعة فمن الخشب المكسو برسومات وزخارف نباتية ملونة كما يوجد إيوان آخر مفتوح على الصحن البحري له سقف خشبي يشبه سقف القاعة أما الوجه البحري فيشبه الوجه القبلي تماما إلا إنه أكبر حجما

ويوجد به تفاصيل معمارية أكثر دقة وفخامة وفي وسطه يوجد حوض ماء صمم بالرخام المذهب رائع الجمال وحوض آخر يستخدم لري الزرع يسمى فسقية على هيئة شمعدان وفي القسم البحري مجلس آخر يشبه الأول في التصميم

أي مكون من إيوانين ودرقاعة إلا أن هذا المجلس أكبر حجما وبه تفاصيل معمارية أدق وأكثر فخامة وفي وسطه حوض ماء من الرخام المذهب وفى هذا الحوض فسقية على هيئة شمعدان

مما يدل على أنه صمم وكأنه صحن مسقف والقسم البحري به إيوان أيضا ويعلو الإيوان مشربية مصنوعة من خشب العزيزي وسقف هذا الإيوان من الخشب تتوسطه قبة صغيرة بها فتحات ليدخل منها الهواء والضوء تسمى الشخشيخة

هذه اشخشيخة مصنوعة من الخشب العزيزى وهى أيضا مزخرفة من الداخل

و الشخشيخة مغطاة بالجص الأبيض من الخارج وفي المجلس أكثر من كوة  موجودة في الجدران وضعت عليها خزائن من الخشب العزيزى  المشغول بالنقوش الهندسية والنباتية رائعة الدقه والجمال

بعد المجلس غرفة لقراءة القرآن فيها كرسي كبير من الخشب المشغول ينزل من سقف هذه الغرفة مصباح من النحاس يضئ بالفتيل المغموس بالزيت

وفي المجلس أيضاً أكثر من كوة في الجدران وضعت عليها خزائن من الخشب المشغول بالنقوش الهندسية والنباتية وبعد المجلس غرفة لقراءة القرآن فيها كرسي كبير من الخشب المشغول

ينزل من سقف هذه الغرفة مصباح خاص للأضاءه من النحاس الأصفر اللامع يضئ بالفتيل المغموس بالزيت

الطابق الأول :

في الطابق الأول غرف العائلة وهي عبارة عن قاعات متعددة تشبه التي في الطابق الأرضي إلا أن بها شبابيك واسعة وكثيرة مغطاة بالمشربيات

تطل هذه المشربيات على الصحن وبعضها على الشارع ولا يوجد إيوان في الطابق الأول مما يجدر ذكره أن الغرف لم تكن تميز غرف للنوم أو غيره

وذلك باستثناء بعض الغرف المحددة وإحدى الغرف في الطابق الأول بالقسم البحري كسيت جدرانها بالقيشاني الأزرق المزخرف بزخارف نباتية

ويوجد بها أواني الطعام المصنوعة من الخزف الرائع والسيراميك الملون والمزخرف حيث يبدو أنها كانت تستخدم لإعداد الطعام

وبجوار هذه الغرفةغرفة صغيرة جدا غير مزخرفة تستخدم للتخزين  ولم يكن في البيت أَسرة بل أن العائلة كانت تنام على مراتب من القطيفة المزخرفة والملونة بألوان متعددة وزاهية وأيضا يوجد في البيت حمام تقليدي عبارة عن غرفة صغيرة مكسوة بالرخام الأبيض لها سقف مقبب

هذا السقف به كوات مربعة ودائرية مغطاة بالزجاج الملون كما أنه يوجد في الحمام موقد لتسخين الماء وحوض منحوت من قطعة واحدة من الرخام المزخرف بالإضافة إلى خزان كبير لتخزين الماء

أما سقف القاعة مضنوع من الخشب المكسو برسومات وزخارف نباتية وهندسية ملونة ولقد كانت هذه القاعة تستخدم كمجلس للرجال

ولبعض أسقف القاعات مناور يعلوها شخشيخة خشبية كما أنه يوجد حمامين لهما سقف مقبب به فتحات زجاجية مستديرة تساعد على دخول أشعة الشمس، يستخدم أحدهما في الصيف والآخر في الشتاء حيث يوجد به موقدا لتسخين الماء لعمل جلسات المساج بالإضافة إلى حمام ثالث تقليدي مكسو بالرخام الأبيض ذو سقف مقبب وفتحات مربعة ودائرية مغطاة بالزجاج الملون

الطابق الثاني :

هذا الطابق الثانى قد تم تخصيصه للنساء فقط وبسمى الحرملك ولا يدخله إلا صاحب المنزل فقط

ويمتاز بالنقوش والزخارف الدقيقة والمبهرة للناظرين أليها والكتابة الهندسية والمعمارية رائعة الجمال والدقة

وهو الجزء المخصص لحريم السلطان ومحرم على الغرباء تماماً كما يحتوي البيت على 115 منفذاً أو غرفة تمتاز بالزخارف والنقوش الخشبية الشرقية وله صحنان الأمامي بمثابة حديقة مزروعة يتوسطها  ما يسمى تختبوش وهي دكة خشبية مزينة بأشغال من خشب الخرط

أما الخلفي في هذا الصحن شجرتان زرعتا عند بناء البيت زيتونة وسدرة وكان مخصصًا للخدم

حيث يحتوي على حوض من الماء وساقية للري وطاحونة لطحن الدقيق تدار بواسطة الحيوانات وكما ذكرنا يوجد حوض للماء وساقية للري وطاحونة تدار بواسطة الحيوانات

ويبدأ البيت بمجاز وهو رواق عرف بهذا الاسم في العمارة الإسلامية وخاصة في البيوت لحجب البيت عن أعين من في الشارع ويفضي هذا المجاز إلى صحن البيت المزين بأحواض الزرع والأشجار وتفتح كل غرف البيت وحجراته على هذا الصحن كما هو الحال في عامة البيوت الإسلامية مراعاة لحرمة البيت

مداخل بيت السحيمى :

يضم البيت مدخلين الأول في الجزء الأوسط من الواجهة الجنوبية الغربية ويعتبر هذا المدخل المدخل الرئيسي للبيت أما المدخل الثاني فيقع في إحدى طرفي الواجهة

ويعتبر المدخل الرئيسي أحد النماذج الحضارية والأثرية التي تمثل خلود الحضارة الإسلامية في فن المعمار

وقد حرص مصممو بيت السحيمى ألا يؤدي الباب الرئيسي متوجهاً إلى فناء البيت مباشرة حيث كان يحرص النساء على الجلوس بهذا الفناء للترفيه عن أنفسهن ولقضاء أوقات الراحة للتسام مع كل العائلة وذلك حتى لا يتمكن وافد الدار من رؤيتهن

ويوصف المدخل وصفاً دقيقاً فهو عبارة عن دخلة معقودة بعقد نصف دائري يوجد خلفه باب خشبي به زخارف أسلامية رائعة الجمال يؤدي هذا الباب الخشبى إلى سلم آخر يهبط إلى الدركاة

وهي مربعة الشكل زينت أرضيتها بالبلاط كما خصصت بهذه الدركاة مصطبة لحارس المنزل للجلوس عليها

أما بالجزء الجنوبي لهذه الدركاة فهناك فتحة معقودة تؤدي إلى دهليز ينتهي إلى الفناء الرئيسي للمنزل ويتميز البيت من الداخل والخارج بوجود نماذج متنوعة ومتفردة من أشكال الفنون الزخرفية والإسلامية

حيث توجد جدران ومشربيات وأسقف خشبية تعود إلى العصر الإسلامي في أشكال صناعاته الزخرفية ويوجد بالدور الأرضي أربع قاعات واحدة بالجهة الشمالية الغربية وأخرى بالجنوبية الغربية وأنشئت بالجهة الجنوبية الشرقية يوجد بالبيت رواق يمكن التوصل إليه من باب يوجد بالركن الشرقي للفناء الرئيسي حيث يتم صعود درجتين من السلم تؤديان إلى رحية مستطيلة يوجد بها بابان الأول يؤدي إلى الرواق والآخر يؤدي إلى ملحقات الرواق

قاعة الكاشتى :

يمكن الدخول إلى هذه القاعة بواسطة مدخل يقع في الجزء الشمالي للفناء

حيث يؤدي هذا الجزء إلى سلم يصعد إلى الدور الأول من البيت فنجد هناك رحية مستطيلة بها ثلاثة أبواب

الأول يؤدي إلى دهليز يربط جميع أرجاء المنزل والباب الثاني عبارة عن دخلة بها مشربية تطل على الفناء الرئيسي

بينما يؤدي الباب الثالث إلى قاعة واسعة مستطيلة الشكل  نقشت بزخارف ملونة ذو فن أسلامى رائع الجمال مبهر للناظرين

تحوي هذه القاعة على أعمدة الرخامية وفرشت أرضيتها بالرخام القيم  وتؤدي إلى قاعة أخرى يطلق عليها قاعة الكاشاتي

تحويل القصر إلى مركزاً للأبدع الفنى :

وظل البيت على حالته ملكاً لأسرة السحيمي إلى أن غادرته عام 1931م حين تواصلت فيه الحكومة ممثلة في لجنة حفظ الآثار العربية مع العائلة

وذلك لتسجيل المنزل بكل ما يحويه كأثر إسلامي مقابل تعويض مادي كبير بلغ وقتها 6 آلاف جنيه مصري وبحسب وزارة الآثار المصرية

ويمثل البيت أسلوب العمارة السكنية خلال العصور الوسطى فالشبابيك السفلية بالواجهة الخارجية صممت بحيث تكون مرتفعة

والمشربيات العلوية المغشاة بالخشب الخرط ومدخل المنزل المؤدي إلى ممر منكسر جميعها نفذت على هذا النحو مراعاة لخصوصية أهل المنزل

وينتهي الممر المنكسر بالفناء الأوسط الذي تتوسطه حديقة صغيرة يجاورها بئر ماء لأستخدمات البيت

وخضع بيت السحيمى الذي أقيم على مساحة نصف فدان لعملية تجديد شاملة في تسعينيات القرن الماضي

تكلفت 12 مليون جنيه ويتكون من حديقة أمامية حيث مدخل البيت الذي يؤدي إلى الصحن وبه أحواض نباتات وأشجار وتطل غرف البيت عليها

ونظراً لبنائه في العصر العثماني فقد خُصِّص الطابق الأول و الأرضي للرجال حيث استقبال الضيوف ويسمى السلاملك أما الطابق العلوي فللنساء ويسمى الحرملك

ومع سوء حالة البيت في بداية التسعينيات خضع خضع بيت السحيمي إلى عملية تجديد شاملة حيث تم رصد ‏14‏ ألف شرخ فيه عند تسجيل حالته سنة ‏1993 وتم ترميمه بمنحة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي بتكلفة عشرة ملايين جنيه  وأثناء عمليات الترميم عثر العمال على حفريات تؤكد أن المنزل بُني فوق أنقاض وبقايا مباني تعود إلى العصر الفاطمي

فيما استمرت أعمال مشروع توثيق وترميم وتنمية منطقة بيت السحيمي لمدة خمس سنوات منذ عام 1996 وحتى عام 2000

ومع انتهاء الترميم صدر قرار بتحويل البيت إلى مركز للإبداع الفني تابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية ليكون مع بداية الألفية مركز إشعاع ثقافي وفني في منطقة الجمالية

يعبر عن الهوية المصرية فتقيم فيه وزارة الثقافة عروضا متنوعة للتراث المصري خاصة في شهر رمضان مثل عروض الأراجوز خيال الظل التنورة

البيت يفتح أبوابه لاستضافة فرق التراث الشعبي والمعارض الفنية التي تنظم داخل قاعاته وباعتباره متحفاً مفتوحاً لفنون العمارة الإسلامية

كمايفتح بيت السحيمي أبوابه لاستقبال المصريين والسائحين للتمتع بجولة بين حجراته وأقسامه بشكل يومي وويعتبر هذا البيت من أجمل آثار القاهرة التاريخية

وكما ذكرنا من قبل إن بيت السجيمى يعتبر مركز إبداع السحيمى نموذجاً فريداً للتأثير الإجتماعى للعمل الثقافى والأثرى من حيث تأثير الموقع الثقافى فى المجتمع المحيط به

فنلمس التطور الذى أحدثه وجود هذا المركز فى البيئة المحيطة به وفى سلوكيات الأفراد والمجتمع هناك

وذلك من خلال الأنشطة الثقافية والفنية التى يقدمها والتى أصبحت جزءاً من برنامج الحياة اليومية لسكان المنطقة وحفاظاً على الموروث الموسيقى والشعبى وحرص الصندوق على رعاية فرق التراث الشعبى فى مصر وتوفير أماكن عرض ثابتة لها

قام الصندوق بفتح أبواب بيت السحيمى لإستضافة أضخم فرق مصرية للتراث الشعبى الموسيقى

وهى فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبى والتى يبلغ عدد أفرادها اكثر من 55 فناناً تحت قيادة المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعى

وهى من الفرق التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة وتقدم عروضها مجاناً يوم الأحد من كل أسبوع بمركز إبداع السحيمى

وقد تم مؤخراً استضافة نوع آخر من الفنون الشعبية بمركز إبداع السحيمى وهو فن الأراجوز وخيال الظل

ذلك الفن الشعبى الذى أخذ صندوق التنمية على عاتقه الحفاظ عليه وحمايته من الإندثار بعد أن رحل معظم فنانيه القدامى

وأصبحت تقدم بالبيت عروض دائمة للأراجوز وخيال الظل كما تقام ورش عمل لتعليم الشباب أصول هذا الفن من أجل اعداد جيل جديد قادر على مواصلة المسيرة

هناك عروض فنية متنوعة  بخلاف التى تقام على مدار الشهر  تتم باعتبار إن بيت السحيمى متحف مفتوح لفنون العمارة الإسلامية

فهو يفتح أبوابه للمعارض الفنية من خلال قاعات العرض التى يحتويها البيت والتى تتناسب مع طبيعة المكان

عن Madeha Genady

Madeha Genady
مصر كما رأيتها و أحيا على أرضها و أرتوى من نيلها -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- مصر التي في خاطري وفي فمي ........ أحبها من كل روحي ودمي ......... ياليت كل مؤمن بعزها ......... يحبها حبي لها ......... بني الحمى والوطن ......... من منكم يحبها مثلي أنا

شاهد أيضاً

شارع المعز لدين الله الفاطمى

المقدمة : شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *