نبذة تاريخية:
عندما فتح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضوان الله عليه البلدان ،كتب إلى عماله بالبصرة والكوفة والشام ومصر أن يتخذ كل منهم مسجداً للجماعة وأن لا يبنوا فى موضع واحد مسجدين حتى لا يضار أحدهما الآخر ، وأن يجعلوا للقبائل مساجد ، فإذا كان يوم الجمعة أنضموا إلى مسجد واحد المسجد الكبير ، وبعد التشاور مع المجموعة التى أتت إلى مصر مع عمرو بن العاص فى بناء المسجد واتفقوا أن يكون دار قيسبة حيث تصدق به لبناء الجامع مكان داره .
تأسيس الجامع:
وضع أساس الجامع أربعة من الصحابة وهم أبو ذر الغفارى وأبو صبرة ومحمئة بن جزء الذبيدى ، ونبيه أبن صواب الذى كان يضع الطوب اللبن بيده ، وقال بن ميسر فى تاريخه وهو الذي كان يهندس معهم ( وهو أبن أخ المقوقس ) حيث طلب منهم أن يتخذوا الكنيسة العظمى ليحل مكانها الجامع لأنه أعتنق الدين الأسلامى الحنيف ، وإن الذى أقام المحراب لهذا الجامع هو عبادة بن الصامت ورافع أبن مالك، ثم أمر عمرو بن العاص بإقامة القبلة ، وهو كان الوالى على مصر يومئذ، فبنى هذا الجامع فى سنة 21 من الهجرة .
موضع الجامع قبل إنشائه:
يقع الجامع بالفسطاط بحي مصر القديمة ، فبعد فتح الاسكندرية أرادها عمرو عاصمة لمصر فأمره عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن ينزل المسلمين منزلاً لا يحول بينه وبينهم نهر ولا بحر ، فاختار مكان فسطاطه ونزل هناك فسميت البقعة باسم الفسطاط، وأتخذ دار قيسبة بن كلثوم التجيبى الذى جاء إلى مصر مع عمرو بن العاص لوضع أساس الجامع ، فقد تنازل قيسبة عن داره لبناء الجامع ،الذى سمى بأسمه
، وكان يعرف أيضاً بمسجد الفتح ، والمسجد العتيق ،وتاج الجوامع ، وكان أول إنشائه مركزا للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر .
ثم بنيت حوله مدينة الفسطاط التي هي أول عواصم مصر الإسلامية، وأخذ الفسطاط يتسع سريعاً بعد أن نزلت فيه القبائل العربية الإسلامية مثل (أسلم، بلى، معاذ، ليث، عنزة، هذيل، عدوان) وتحولت المدينة الجديدة ذات كثافة سكانية كبيرة وأصبحت حاضرة مصر.
وصف المسجد فى بداية إنشائه:
كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعاً فى 30 ذراعاً بما يعادل (675 متر ) وظل كذلك حتى عام 53هـ / 672م حيث توالت التوسعات . حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري، وهو الآن120 فى 110أمتار ( أي حوالي 13200 متر ).
والمسجد فى البداية كان له بابان يقابلان دار عمرو من الجهة الشرقية و وبابان آخران فى الناحية البحرية وبابان فى غربه . وكان الخارج من المسجد إذا خرج من من زقاق القناديل وجد ركن المسجد الشرقى محازيا لدار عمرو . وكان سقف المسجد مطاطأ جداً (منخفضاً ) ومكون من الجريد والطين محمولاً على ساريات من جزوع النخل كما كانت الحوائط من الطوب اللبن وغير مطلية، ولم يكن به صحن، وكانت أرضه مفروشة بالحصباء، وبه بئر يعرف بالبستان استخدمه المصلون وقتها للوضوء، وظل كذلك حتى عام”53هـ ـ 672م”، حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصارى والى مصر من قبل معاوية بن أبى سفيان وأقام فيه أربع مآذن، وتوالت الإصلاحات والتوسعات بعد ذلك على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معمارى.، وكانت المسافة بين الجامع وبيت عمرو بن العاص 7 أزرع ، ثم أخذ الجامع فى الأتساع بحسب أحتياج أهله.
القيمة التاريخية لمسجد عمرو بن العاص :
يعتبر مسجد عمرو بن العاص اللبنة الإسلامية الأولى فى القاهرة العاصمة وأفرقيا كلها .، ونظرا لدوره التاريخى فى الماضى والحاضر وقيمته الأثرية العظيمة، ودوره الحضارى فى مناحى الحياة بمصر وفى كافة المجالات أطلق عليه العديد من الأسماء والألقاب، منها الجامع العتيق وتاج الجوامع ومسجد الفتح ومسجد النصر وجامع مصر وقطب سماء الجوامع.
كما يعد مسجد عمرو بن العاص أول جامعه إسلامية قبل الأزهر والزيتونة والقيروان، حيث تلقى فيه طلاب العلم كافة علوم اللغة العربية والدين الإسلامى الحنيف، وهو الأثر الإسلامى الوحيد الباقى منذ الفتح الإسلامى لمصر، ومن أشهر تلاميذه الإمام الليث بن سعد، والإمام الشافعى، والسيدة نفيسة، وابن حجر العسقلانى، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام.
التصميم المعمارى للمسجد فى بدايته :
حول تصميم المسجد المعمارى، يوجد بالركن الشمالى الشرقى لرواق القبلة قبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فتتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، ويتوج واجهات الجامع من الخارج من أعلى شرافات هرمية مسننة، كما أن للجامع مئذنة يرجع تاريخها إلى عصر مراد بك، وهى مئذنة بسيطة تتكون من دروة واحدة ذات قمة مخروطية.
أحداث تاريخية أثرت على المسجد:
إبان الحملة الصليبية على بلاد المسلمين وتحديدا عام 564 هـ،، خاف الوزير شاور من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط فعمد إلى إشعال النيران فيها إذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط وكان مما احترق وتخرب وتهدم جامع عمرو بن العاص. وعندما ضم صلاح الدين الأيوبى مصر إلى دولته، أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام 568 هـ، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذى تم عمل طبقة من الرخام ، ونقش عليه نقوشا التى من بين هذه النقوش أسمه .
لحقت بالجامع أضرار كبيرة نتيجة الحرائق التى اشتعلت فى الفسطاط و أتت على المدينة بأكملها سنة 1168 م بأوامر من الوزير شاور فى عهد الخليفة العاضد، وكان شاور يريد أن يعيق دخول الصليبيين و الأيوبيين و استيلائهم على المدينة، كما أن الزلزال الكبير الذى وقع فى مصر عام “702 هـ ــ 1303 م”، قد أضر بكثير من مبانى القاهرة ومن بينها جامع عمرو الذى تشققت جدرانه و انفصلت اعمدته، فى عهد الناصر محمد بن قلاوون إلى الأمير سلار بتعمير الجامع تعميراً شاملاً، وفى سنة 1212 هـ ــ 1797 م أمر مراد بك، حاكم مصر من البكوات المماليك، بإصلاح المسجد و صلى فيه الجمعة الأخيرة من رمضان،
فدرج الولاة من بعده على صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان فى مسجد عمرو أو المسجد العتيق.
وقد اتخذت عادة الاحتفال الشعبي الكبير بآخر جمعة في رمضان من كل عام في هذا المسجد بصلاة الأمراء والملوك فيه منذ ذلك الحين.
حكام مصرالذين ساهموا فى أضافات للمسجد والترميم والأصلاحات وإعادة بناء:
- مسلمة بن مخلد الأنصاري : والي مصر من قبل “معاوية بن أبي سيفان” ذاد من مساحته وأقام فيه أربع مآذن
- عبد العزيز بن مروان : هدم ماكان موجود بالمبنى وأدخل فيه رحبة سنة79 هجرية
- عبد الله بن عبد الملك: رفع سقف المسجد حيث كان مطاطأ
- قرة بن شريك العباسى : هدم الجامع كله بأمر الوليد بن عبد الملك ، وأعاد البناء وذاد مساحته وعد أبوابه فصارت 11 باب سنة92 هجرية
- صالح بن على :توسع فى المساحة وأضاف أربعة أساطين سنة 133 هجرية
- موسى بن عيسى :أضاف رحبة جديدة سنة175 هجرية
- عبد الله بن الطاهر : توسع فى مساحة الجامع وأدخلها فى صجن الجامع سنة 212 هجرية
- رحبة الحارث : تم بناء رحبة جديدة لتسع الزيادة فى عدد المترددين فى سنة 237 هجرية
- أحمد بن طولون : وضع أعمدة قوية من الخشب وعليها جسر خشبى صلب وتم تركيب ستائر عليه للحماية من الحر سنة257 هجرية
- أبو أيوب أحمد : أضاف رحبة ومحراب سنة 258 هجرية
- خمارويه بن أحمد بن طولون: بسبب حريق أنهار جزء من الجامع فأعاده إلى ماكان عليه سنة 275 هجرية
- أبى حفص العباسى : أضاف غرفة للآذان وهى خاصة بالمؤذن وذلك مابين سنة 336 _333 هجرية
- أبى بكر محمد أضاف رواق واحد له محراب فى سنة 357 هجرية .
- أبى الفرج يعقوب : بأمر العزيز بالله أضاف أبى الفرج فوارة تحت قبة بيت المال وأضاف مساقف سنة 378 هجرية .
- الحاكم بأمر الله:تم بياض المسجد ونقشت ألواح بماء الدهب ونصبت فوق الأبواب سنة378 هجرية .
- المستنصر بالله : قام بعمل الحجر المقابل للمحراب وأذاد فى المقصورة وحسن من غرفة المرذنين سنة 438 هجرية
- السلطان صلاح الدين يوسف: بعد حريق الفسطاط سنة 564 هجرية الذى أتى على الجامع وأحرقه ،أعاد صلاح الدين صدر الجامع والمحراب الكبير ونقش عليه أسمه سنة 568 هجرية .
- القاضى تاج الدين عبد الوهاب: بعدما قد حدث خلل فى البناء أمر بإبطال الفوارة (الفسقية )
- السلطان بيبرس البندقدارى : تم هدم بعض أجزاء من الجامع وأعيد البناء والأعمدة وجدد فى الألواح المذهبة وكتب عليه أسم السلطان سنة 666 هجرية .
- المنصور قلاون:قام ببياض الجامع سنة 687 هجرية
- سيف الدين سلار: بعد حدوث زلزال شديد وقوى أدى إلى سقوط بعض الأعمدة فأعاد بنائها وأصلاح الأجزاء التالفة وذاد من عدد الأعمدة لتقويتها سنة 702 هجرية.
- أبن برواناه:تم تحسين الأسقف والأعمدة وقام بعمل درابزين بين البابين ، وتبليط الأرض بالرخام
- الصاحب تاج الدين : قام بعمل سقاية سنة 696 هجرية .
- البرنبارى :عمل سقاية وأحسن من السقاية القديمة وأضافمزيرة (مجموعة أزيار ) لينتفع بها الناس .
- سبيل النشو :أنشأ الوزير تاج الدين سبيل سنة 776 هجرية .
- الرئيس برهن الدين المجلى : حدثت بعض الميولفى بعض الأعمدة والقواصر فأعاد بنائها وأصلح من رخام الحصن سنة 854 هجرية .
- السلطان قيتباى: كشف عن تهدم بعض الحيطان فأعاد بنائها وكذلك السقوف سنة 876هجرية .
- مراد بك محمد : فى هذا الحين كان الجامع قد تخرب مع مدينة الفسطاط التى خربت فأعاد الناء ونصب أعمدة وتم بياض الجامع وفرشه بالحصي وعلق به قناديل سنة 1211 هجرية .
وفي1212 في عهد العثمانيين قام الأمير مراد بك بإعادة بناءِ داخلِ الجامع بعد هدمه ، إثر سقوط إيوانه وميل عُمُده ، إلا أن القائمين على البناء لم يكونوا بمستوى العمل الكبير والمهمة العظيمة لمثل هذه المساجد الضخمة ، فكان ترميم مراد بك غير منتظم ولا متناسق ، غير أنه بنى بالمسجد منارتين هما الباقيتان إلى الآن.ووافق الفراغ من ترميم مراد بك لمسجد عمر بن العاص آخر جمعة من شهر رمضان ، فاحتفل بافتتاحه ، وأثبت تاريخ هذه العمارة في ألواح تاريخية فوق الأبواب الغربية وفوق المحرابين : الكبير والصغير.وقد اتخذت عادة الاحتفال الشعبي الكبير بآخر جمعة في رمضان في هذا المسجد بصلاة الأمراء والملوك فيه منذ ذلك الحين.
أهمل الجامع تماماً وقت الحملة الفرنسية
ديوان الأوقاف سنة 1317 هجرية:تم عمل عمارة مجددة فى البناء كله والسقف والبلاط والبياض وأصلح كل ماهو تالف .
أعمال لجنة حفظ الآثار:
تم فحص بناء الجامع بلجنة فنية ، حيث تم الوصل لمعرفة الأسباب الهندسية والبيئية التى أدت إلى تدهو الجامع ..
أسباب ومظاهر التدهور بالجامع :
- إلى جانب أنه قد أهمل الجامع تماماً وقت الحملة الفرنسية ‘ هناك بعض الأسباب الهندسية التى أدت إلى هذه الحالة السيئة .
- عملية بناء عقد وإيوان القبلة في اتجاه ” عمودي ” علي جدار القبلة وفي اتجاه عكسي للإيوانات الثلاثة أدي إلي تغير واضح جداً للمتخصصين في السلوك الإنشائي للأثر .
- كان من تبعات ذلك أيضا أن إضطر المرمم في الفترات السابقة إلي بناء دعامات من المباني خلف جدار إيوان القبلة لتقليل الحركة الأفقية الناتجة من التغير في السلوك الإنشائي .
- انهيار جزء من سقف إيوان القبلة نتيجة للأسباب السابق ذكرها .
- سوء حالة معظم الأعمدة الرخامية مما أدي إلي إجراء بعض الترميمات والتى كانت غير ملائمة بها والتي لا تتناسب مع طبيعة مكوناتها .
- إستخدام قواعد حجرية أو خرسانية أسفل بعض الأعمدة الرخامية بإيوان القبلة .
- تشبع الحوائط الحاملة بإيوان القبلة بالرطوبة والأملاح نتيجة ارتفاع منسوب المياه تحت السطحية
- ضعف الإضاءة بإيوان القبلة نتيجة قلة عدد الفتحات بجدار الإيوان وسد بعضها نتيجة تعامد العقود عليها .
- سوء وتدهور حالة الأسقف الخشبية لإيوان القبلة .
- سوء حالة الأرضيات مع تبليط الصحن ببلاط موزايكو حديث .
- تلف شبكة الكهرباء والإنارة الخاصة بالجامع .
أهم خطوات مشروع الترميم :
بعد تكليف أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة فى ترميم الآثار الأسلامية لإعداد مشروع فك إيوان القبلة بالكامل وإعادة العقود الحاملة إلي وضعها الأصلي في اتجاه موازي مع عقود الإيوانات الثلاثة الأخيرة وحائط القبلة بالإضافة إلي خفض منسوب أرضية إيوان القبلة ثم إعادته إلي منسوبه الأصلي الأثري حتى يكون متمشيا مع منسوب أرضية الإيوانات الثلاثة مع دراسة كافة المشاكل الإنشائية والمعمارية .
كما شمل مشروع الترميم أعمال خفض منسوب المياه الجوفية بالأثر وكذلك شبكة جديدة لتصريف مياه المطر وإطفاء الحريق كذلك اشتمل مشروع الترميم علي جميع الأعمال المعمارية وأعمال تنسيق الموقع العام الخارجي بما يليق بحرم جامع عمرو وتنفيذ مشروع كهرباء وإضاءة بأسلوب يتناسب مع طابع وأصالة الأثر وقيمته التراثية والوظيفية
أحداث في التاريخ المعاصر :
شهد المسجد أحداثاً جساماً في التاريخ المعاصر أهمها:
– الزلزال المدمر الذي هز مصر كلها يوم الاثنين 15 ربيع الثاني 1413هـ / 12 أكتوبر 1992م وأصيبت بعض أعمدة المسجد وحوائطه بشروخ وتصدعات واضخة وقامت هيئة الآثار المصرية بترميمه.
– انهيار خمسين متراً من سور حرم الجامع ليلة الجمعة 13 شوال 1414هـ / 25 مارس 1994م وقامت هيئة الآثار بإقامة سور خرساني بارتفاع ستة أمتار حول الجامع ومرافقه.
– في يوم الأحد الموافق 5 ذو القعدة 1416هـ / 24 مارس 1996م انهار 150 متراً من سقف المسجد في الجزء الجنوبي الشرقي بإيوان القبلة، ولذلك تم فك إيوان القبلة تماماً ثم أعادة البناء وتصويب الأخطاء المعمارية التي نتجت عن تجديدات التى قام بها “مراد بك” .
محكمة ، وبيت مال اليتامي:
ويشير بعض الدارسين والمهتمين بمسجد عمرو بن العاص إلى أنه كانت فيه محكمة لفض المنازعات الدينية والمدنية ، وكانت تعقد جلساتها في الجانب الغربي منه.
كما أن مسجد عمرو في الفسطاط كان به بيت المال ، فقد وصف الرحالة ابن رسته بأنه كان موجوداً أمام المنبر على شكل قبة عليها أبواب من حديد. ويرى بعض هؤلاء الدارسين أن بيت المال هذا ، ليس هو بيت المال الرئيسي الخاص بالدولة ، بل إنما هو بيت مال اليتامى.
حلقات ودروس وعلماء:
ولا يفوتنا أن نشير إلى الدور العلمي الرائد والمؤثر الذي قام به جامع عمرو بن العاص طيلة قرون متتالية ومازال .
ويكفيه فخراً أن من أشهر ممن ألقى دروسا وخطبا ومواعظ فى هذا الجامع “الشافعى، والليث بن سعد، وأبو طاهر السلفى، والعز بن عبد السلام، ابن هشام صاحب السيرة، والشيخ محمد الغزالى”ن الإمام الشافعي ألقى فيه دروسه و الليث بن سعد و أبو طاهر السلفي ، وخطب فيه العز بن عبد السلام .
كما يكفيه فخراً أن حلقات الدرس فيه في البداية كانت سنة 326هـ (33) حلقة منها (15) حلقة للشافعيين و (15) حلقة للمالكيين و(3) حلقات للأحناف ثم ارتفع العدد إلى (110) حلقات. فإذا قدرنا أن كل حلقة بها (20) مستمعاً فلا أقل من أن يكون مجموع طلاب العلم في جامع عمرو بن العاص حينذاك أكثر من ألفي طالب…
بل كان في المسجد عام 415هـ حلقة درس ووعظ للسيدات ، تقوم عليها إحدى النساء الشهيرات في زمانها ، وهي أم الخير الحجازية…
الجامع الآن :
حالياً يعتبر مسجد عمرو قلعة للثقافة والدعوة والإعلام بالإسلام معرفة وعملاً من خلال الأنشطة المتعددة في ساحته سواء علي أعواد منبره أو كرسي الدروس فيه، أو من خلال الأنشطة الاجتماعية المتصلة مباشرة بالحي الذي يحيط به من خلال المقرأة ولجنة الزكاة وفصول التقوية وغير ذلك مما يدعم صلة المجتمع المسلم بهذا المسجد العريق”.