مقدمة :
فى عهد سلطنة المماليك فى مصر كان واضحاً ازدهاراً الفن الإسلامي وخاصة في مدينة القاهرة حيث الحماس الديني الذى جعلهم يرعون
الهندسة واتصاميم المعمارية والفن عموماً بسخاء في ظل الحكم المملوكي فقد ازدهرت التجارة والصناعة وأصبحت عاصمتهم القاهرة واحدة من أغنى مدن الشرق الأدنى ومركزاً للنشاط الفني والفكري كما ورد عن ابن خلدون القاهرة هي مركز الكون وحديقة العالم بقباب مهيبة وساحات ومآذن شاهقة
منتشرة في جميع أنحاء المدينة وتتمثَّل العمارة الإسلامية والفنون خلال عصر المماليك في المباني الدينية مثل الجامع والمدرسة والخانقاه
وأيضاً في العمارة المدنية كالقصور والدور الخاصَّة والخانات والوكالات والمشافي كما تحتفظ العمارة الخاصة بالمساجد بالتقاليد المعروفة
فهي مؤلَّفة من صحن مكشوف تحفُّ به أربعة أروقة ومن حرم مغطى أمَّا المدرسة فهي مؤلَّفة من إيوانين متقابلين مفتوحين على صحن وقد تلحق بالمدرسة غالبًا أضرحة ومصليَّات وظهر في هذا العصر بناء الجامع والمدرسة
أمَّا ما يسمى بالخانقاه فهي أشبه بمدرسة مخصَّصة للصوفيَّة أو لرجال الأعمال حيث يكون لهم جناح في هذا المبنى لمزاولة أعمالهم والخانات
ومع أنَّ فنَّ العمارة المملوكي كان محصِّلة الفنون المعمارية التي ظهرت قبل هذا العصر فإنَّه امتاز بنضج الزخارف واستخدامها للحجر والآجر والإكساء بالرخام مع زيادة الاهتمام
بطراز الأعمدة والدعامات من الرخام والغرانيت وأيضاً استعمال موفَّق للأعمدة القديمة وقد اهتمَّ المعمار بواجهات المنشآت
حيث ظهرت عناصر زخرفية جديدة والتى بدت على شكل مقرنصات وشرَّافات مسنَّنة مع الاهتمام برشاقة المآذن وزخرفتها حجريًّا وقد ازداد الاهتمام بالمداخل الشامخة بالإضافة إلى المشربيَّات الجميلة والشناشيل وخاصة في عمارة القصور والبيوت التي تُحقِّق الإطلال الخارجي مع احتجاب النساء كما تُحقِّق تكييفًا هوائيًّا
نبذة تاريخية لمسجد برسباى :
يعتبر مسجد الأشرف برسباي بمدينة الخانكة تحفة معمارية يتوافد عليها المواطنون لصلاة التراويح حيث يرجع تاريخ إنشاء مسجد الأشرف برسباى
لعام ثمنمائة وواحد وأربعين هجرية الموافق 1437م وبنى في عهد السلطان الأشرف سيف الدين برسباي في عهد
المماليك وهو مسجد أثري يعود لعصر المماليك مضيفًا أن ذلك المسجد يضم المئات من المصلين خاصة فى صلاة التراويح بجانب أنه يقام بذلك المسجد مناسبات دينية وعائلية كعقد القران بحانب مسابقات الدينية وتعليم الأطفال حفظ القرآن أنشأ مسجد للسلطان الأشرف برسباي فيما بين 831 – 841 ه/ 1427- 1437م
وينسب أسم مدينة الخانكة إلي الخانقاه التي أنشأها الناصر محمد بن قلاوون في المكان سنه 725ه وقد أسس هذا المسجد وألحق به مدرسة السلطان المملوكي الأشرف سيف الدين برسباى الذى كان أحد مماليك السلطان الظاهر برقوق الذى أعتقه ثم تدرج فى الوظائف حتى وصل لكرسى السلطنة عام 825 هجرية الموافق عام 1422م وللسلطان برسباى مسجدان آخران أحدهما في قرافة المماليك بالقاهرة أيضا عام 835 هجرية الموافق عام 1432م
وثانيهما في مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية والذى بناه عام 841 هجرية الموافق عام 1437م وكل هذه المساجد
تنطق بجمال الهندسة والتصميم الفنى المتميز وحسن الزخرفة فقد دخلت فيها جميعا صناعة الرخام بقيمته وجمال شكله
وكذلك جمال شكل الشبابيك الجصية المفرغة المحلاة بالزجاج الملون شأنا عظيما فى الدقة والإتقان حيث جمعت بين براعة التصميم ودقة الصناعة ويعتبر مسجد الأشرف برسباي بمدينة الخانكة
تحفة معمارية يتوافد عليها المواطنون لصلاة التراويح حيث يرجع تاريخ إنشاء هذا المسجد لعام 841 هجرية 1437م وبنى في عهد السلطان الأشرف سيف الدين برسباي في عهد المماليك وهو مسجد أثري يعود لعصر المماليك مضيفًا أن ذلك المسجد يضم المئات من المصلين خاصة فى صلاة التراويح بجانب أنه يقام بذلك المسجد مناسبات دينية وعائلية كعقد القران بحانب المسابقات الدينية وتعليم الأطفال حفظ القرآن
موقع مسجد برسباى :
ويقع هذا المسجد موضوع هذا البحث بشارع المعز لدين الله الفاطمي المعروف لمعظم المصريين وكثير من الأجانب عند تقاطعه مع شارع جوهر القائد وقد بدأ السلطان برسباي في عمارته عام 826 هجرية الموافق عام 1423م وقد فرغ من بنائه عام 829 هجرية الموافق عام 1425م وهي السنة التي فتح فيها قبرص يقع هذا المسجد والمدفن وبقايا الخانقاه الملحقة بهما بقرافة المماليك
على الطريق الموصل بين خانقاه برقوق ومسجد قايتباى في وكان غرض الأشرف برسباى من اختيار هذا المكان هو إنشاء تربة له يدفن فيها ألحق بها مسجداً صغيراً وخانقاه وإذا جال الإنسان ببصره فى تلك البقعة الصحراوية لراعه منظر القباب الجميلة المبعثرة فيها والتى يزيد فى روعتها اختلاف أشكالها وتباين أوضاعها وتنوع زخارفها وهى بالفعل جديرة بأن تسمى مدينة القباب مسجد وخانقاه السلطان الأشرف برسباى بالقرافة الشرقية المعروفة بصحراء قايتباي ويجاروها مسجد السلطان قايتباي خانقاه الناصر فرج بن برقوق خانقاه الأشرف إينال مسجد الأمير قرقماس
من هو السلطان الأشرف برسباى :
الأشرف برسباى هو السلطان الثاني والثلاثون في ترتيب سلاطين دولة المماليك وهو الثامن في ترتيب سلاطين دولة المماليك الجركسية
ويعد من أعظم سلاطين الدولة المملوكية وعلي يديه تم فتح جزيرة قبرص وقد بدأ برسباي حياته مثل آلاف المماليك الذين كانوا يجلبون إلى مصر
ويتلقون تعليما شرعيا وتربية خاصة في فنون الحرب والقتال ثم يلتحقون بخدمة السلاطين وكبار الأمراء ويحدث أن ترتقي ببعضهم مواهبهم وملكاتهم إلى المناصب القيادية في الدولة وقد تسعدهم الأقدار فيصعدون إلى سدة الحكم والسلطنة فيصبحون ملء الأسماع والأبصار وتتطلع إليهم الأفئدة والقلوب
بعد أن كانوا مجهولي النسب مغموري الأصل ولكن رفعتهم همتهم أو ذكاؤهم وحيلتهم وقد كان برسباي مملوكا للأمير دقماق المحمدي الذي إشتراه من أحد تجار الرقيق
وقد مكث في خدمته زمنا ولقب بالدقماق نسبة إليه فأصبح يعرف ببرسباي الدقماقي ثم أهداه سيده إلى السلطان الظاهر برقوق سلطان مصر فأعتقه وجعله من جملة مماليكه وأمرائه
وبعد وفاة السلطان برقوق تقلب في مناصب متعددة في عهد من خلفه من السلاطين إلى أن صار دوادارا كبيرا فى أيام الملك الظاهر ططر وظل كذلك
إلى أن توفى ططر وخلفه إبنه الصالح محمد فما لبث أن خلفه برسباى وبذلك نجح في إعتلاء عرش السلطنة وهو الحلم الذى كان يتمني تحقيقه وقد نجح السلطان برسباي في الفترة التي قضاها في الحكم وهي نحو سبعة عشر عاما في إشاعة الأمن والإستقرار والقضاء على الثورات والفتن التي شبت في البلاد والضرب على أيدي الخارجين على النظام بيد من حديد
كما فعل مع ثورة طائفة المماليك الأجلاب وهم الذين جاءوا إلى مصر كبارا وكانوا قد عاثوا في الأرض فسادا لتأخر رواتبهم الشهرية
في فترة من الفترات أثناء حكمه كما كان متواضعا حسن الخلق غير سباب لين الجانب ذا شيبة نيرة وهيبة حسنة متجملا في حركاته حريصا على ناموس الملك وكان يميل إلى فعل الخير
ويكثر من الصوم ولا يتعاطى شيئا من المسكرات وكانت أيامه في غاية الحسن من ناحية الأمن والخير ورخاء الأسعار وعدم الفتن والمؤامرات
وقد مكنه ذلك الإستقرار والأمان الذي نعمت به البلاد في عهده من القيام بفتح جزيرة قبرص بالبحر الأبيض المتوسط ولفتح قبرص قصة لايفوتنا في هذا المقام أن نذكرها حيث تم فتح هذه الجزيرة في عام 827 هجرية الموافق عام 1423م حين أرسل الأشرف برسباي حملة إستطلاعية إلى جزيرة قبرص
وقد إتجهت حملة برسباى إلى ميناء ليماسول كرد فعلٍ على الحملات التي قام بها ملوك تلك الجزيرة على الإسكندرية ودمياط اللتين نهبت حوانيتهما وبيوتهما في أثناء إشتداد حملات تيمورلنك المغولي
على بلاد الشام كما كان ملكها قد قام بالتعرض للسفن التجارية المملوكية وأسر بحارتها ووصل الأمر بالملك القبرصي إلى حد مهاجمة سفينة كانت تحمل هدايا من الأشرف برسباي للسلطان العثماني مراد الثاني فلما تصدعت دولة تيمورلنك بعد وفاته قام السلطان الأشرف برسباي بهذا الرد وفي العام التالي 828 هجرية
الموافق عام 1424م أرسل حملة ثانية وكانت وجهتها في هذه المرة مدينة فاما جوستا وقد أحرزت النصر ومكثت أربعة أيام ثم إتجهت إلى مدينة ليماسول وتمكنت من فتحها بعد جهد ثم رجعت الحملة إلى مصر
وبعد عام خرجت حملة جديدة سارت نحو ليماسول ففتحتها ثم إتجهت نحو الداخل فإلتقت بجيش كبير يقوده ملك قبرص جانوس بنفسه فجرت معركة طاحنة بين الفريقين إنتصر فيها المسلمون إنتصارا كبيرا
وأسروا الملك وحملوه معهم وساروا نحو نيقوسيا فصلوا الجمعة بها ثم رجعوا إلى مصر والملك معهم أسير وفي القاهرة إفتدى الملك نفسه وذلك بعد أن داروا به في شوارع القاهرة لكي يراه العامة ووافق على أن تكون قبرص تابعة لدولة المماليك وبقيت بعدها كذلك مدة بقاء الدولة المملوكية وبذلك إنتهى صفحة الحروب الصليبية نهائيا إذ بقي التهديد الصليبي قائما لبلاد الإسلام منطلقا من جزيرة قبرص وذلك بعد خروج الصليبيين من بلاد الشام وهزيمتهم في عهد الدولة الأيوبية في دمياط والمنصورة بمصر
مسجد السلطان الأشرف برسياى :
أنشئ مسجد السلطان الأشرف برسباى بالقاهرة على نظام المساجد ذات التخطيط المتعامد حيث يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربع إيوانات والحقت به المدرسة بهدف تدريس المذاهب الإسلامية الأربعة وتقع الواجهة الرئيسية للمسجد والمدرسة على شارع المعز لدين الله الفاطمي ويبلغ طولها 37.5 متر وإرتفاعها 14 متر ولا تمتد بمحازاة الطريق تماما حيث أن بها تراجع أو إنحناء بسيط وبها أربع نوافذ مفتوحة تطل على إيوان القبلة ويعلو هذه النوافذ مجموعة أربع شبابيك علوية
وفوق هذه الواجهة وإلي يمين المدخل توجد مئذنة المسجد ولها قاعدة مربعة وتشتمل على ثلاث دورات والدورة الأولى منها مربعة والثانية أسطوانية تحليها جفوت متقاطعة والثالثة تتكون من أعمدة رخامية تعلوها الخوذة
وقد جددت هذه الطبقة عام 1945م في عهد الملك فاروق وتعلو الواجهة أيضا عند نهايتها البحرية القبة الضريحية التي تعلو الضريح وهي قبة حجرية حليت بخطوط متكسرة على شكل دالات محفورة فى الحجر والمدخل الرئيسى للمسجد والمدرسة مرتفع نسبيا
عن الأرض بمسافه 1.55 متر يصعد إليه بسلم جانبي مزدوج يبلغ عدد درجاته 8 درجات تؤدي إلى بسطة تتقدم حنية الباب وهذه البسطة يبلغ طولها 2,5 متر وعرضها 1.9 متر ويوجد أسفل هذه البسطة حانوت صغير له باب خشبي يبلغ إتساعه 1.5 متر وإرتفاعه 2.2 متر وتصل هذه البسطة إلى باب المدخل الرئيسي وهذا الباب مزخرف بالنقوش النحاسية ويتوسطه ميدالية كبيرة من النحاس المفرغ ذات الزخارف النباتية
وعليه شريط كتابي نصه عز مولانا السلطان المالك الملك الأشرف برسباي عز نصره ويحيط بعتب الباب إطار من الفسيفساء الرخامية من الثلاث جوانب وتؤدى فتحة الباب الرئيسي إلى غرفة المدخل أو كما تسمى فى كتب التاريخ والآثار الدركاة
وهى حجرة مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها 3.4 متر فرشت أرضيتها بالرخام الملون ويعلوها سقف خشبي مسطح حديث ويوجد بصدر الدركاة مصطبة فرشت بالرخام ويوجد أسفلها خزانة لها باب خشبي صغير
كما يوجد بكل من الجدارين الشمالي والجنوبي لهذه الدركاة فتحة باب يبلغ إتساعها 1.8 متر وإرتفاعها 2.1 متر ويحيط بكل فتحة إطار من الزخرفة ويعلو كل منها نافذة صغيرة مستطيلة وفتحه الباب الموجوده بالجدار الشمالي تؤدي إلى الدهليز الذى يبلغ طوله 27.9 متر وإتساعه 3.2 متر يعلوه سقف خشبي مسطح مجدد وفرشت أرضيته بالرخام الملون ويوجد بالجدار الجنوبي للدهليز أربع فتحات الفتحة الأولى تؤدي إلى الكُتاب وسكن طلاب الصوفية
والثانية تؤدي إلى المكان التي كانت تشغله المكتبة أما الجدار الشمالي للدهليز به نافذة كبيرة مستطيلة تفتح على ديوان القبلة ولها شباك من مصبعات النحاس كما يوجد بنهاية الحائط الشمالي فتحة باب ويبلغ إتساعها 1.75 متر وإرتفاعها 2.9 متر تؤدي إلى صحن المدرسة
وصحن المدرسة يتكون من مستطيل يبلغ طوله 19.05 متر وعرضه 14.8 متر ويطل عليه من الجوانب الأربعة أربعة إيوانات متعامدة وأحد الأبواب الجانبية المؤدي إلى الضريح أولها الإيوان الشرقي وهو إيوان القبلة وهو أكبر إيوانات المسجد وهو مستطيل الشكل يبلغ إتساعه 16.5 متر وعمقه 12.8 متر
يعلوه سقف خشبي مزخرف بزخارف نباتية ذات طابع تركي ويطل على الصحن من خلال عقد مدبب على شكل حدوة الفرس وقد فرشت أرضية الإيوان بالرخام الملون في تصميمات هندسية بارعة ويعتبر الجدار الشرقى لهذا الإيوان الأكثر زخزفة وبراعة حيث توجد به خمس حنيات ثلاثة منهم عبارة عن نوافذ تطل على شارع المعز لدين الله
وكذلك لها شبابيك من مصبعات النحاس ويتوسط هذا الجدار المحراب الذى يبلغ إتساع حنيته متر تقريبا وعلى جانبي المحراب يوجد عمودان لهما تيجان وقواعد رومانية الشكل والمحراب مكسو بالرخام الملون وبجوار المحراب يوجد المنبر المصنوع من الخشب المطعم
وبابه يتكون من مصراعين يزخرفهما حشوات مجمعة في شكل طبق نجمى يتوسط الباب ويعلو الباب حشوة حفرت عليها كتابة نسخية نصها مولانا السلطان الملك الاشرف عز نصره وبعد الباب يوجد تسع درجات خشبية تصعد الى جلسة الخطيب وقمة المنبر وبإيوان القبلة يوجد أيضا
كرسى المصحف وهذا الكرسي مطعم بالعاج في تصميمات هندسية في هيئة حشوات مجمعة في شكل نجمى وقد تم تجديد كرسى المصحف عام 1914م بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية أما الإيوان الغربي والذى يعتبر ثاني الإيوانات من حيث الإتساع والزخرفة فيبلغ إتساعه 11.2 متر وعمقه يبلغ 8 متر وفرشت أرضيته بالحجر الجيري على غير عادة أرضيات المدرسة ويعلو هذا الإيوان سقف خشبي مسطح ويشرف هذا الإيوان على أربع أبواب جانبية أحدهم باب لغرفة يستعملها الأن عمال المسجد
وباقى الأبواب تؤدي إلى سكن طلاب الصوفية والكتاب وأخيرا يأتي الإيوانان الشمالي والجنوبي وهذان الإيوانان متشابهان لدرجة كبيرة جدا حيث يبلغ إتساع الإيوان الشمالى 6.8 متر وعمقه 5.5 متر ويوجد بصدره حنية يعلو واجهتها عقد ثلاثى مزخرف
ويوجد داخل الحنية نافذه لها مصرعان من الخشب ويعلو الحنية نافذة مزخرفة بالزجاج الملون أما الإيوان الجنوبى فيشبه الشمالى تماما إلا بإختلاف بسيط في طوله وعلي وجه العموم فأسقف هذه الإيوانات نجدها غنية بنقوشها المذهبة رائعة الجمال ويبقي لنا من عناصر هذا الأثر
الضريح والذى تم فصله عن صحن المدرسة بباب جانبي يوجد بالصحن وبعد الباب يوجد ممر يؤدي إليه ومدخل الضريح مزخرف بالخشب المطعم بالعاج وللضريح نافذة مستطيلة تطل على أحد الشوارع الجانبية ولها شباك من مصبعات النحاس كما أن لها مصراعان من الخشب ويعلو الضريح القبة الضريحيه السابق وصفها من الخارج ومن الداخل نجدها قد زخرفت بعدد من العبارات الدينية تتدلى منها القناديل الخاصة بالإضاءة أما الضريح نفسه فمحاط بسور من الخشب المطعم بالعاج
روعة التصميم الهندسى للمسجد :
يُصعد إلى المسجد بسلم ذى قلبتين متقابلتين تؤديان إلى المدخل الذى تعلوه منارة بسيطة الشكل حلت محل المنارة الأصلية ، ويؤدى المدخل إلى دركات على يسار الداخل منها باب معقود يؤدي إلى المسجد الذى يتكون من رواقين بينهما مجاز ينتهى بباب ينفذ إلى المدفن. ويغطي المسجد سقف من الخشب محمول على صفين من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية وفي السقف آثار نقوش قديمة وبأزراره كتابة متضمنة اسم المنشئ ويكسو جدران المسجد والمدفن وزرة من الرخام الملون المطعم بالصدف
على أشكال هندسية جميلة بلغت حد الدقة والإتقان إلى الدرجة التىتبهر الناظرين كذلك الأرضية فإنها مفروشة بالرخام الملون الأصلى ويجاور المحراب
منبر خشبى دقيق الصنع وجميل التصميم وكما ذكرنا إن مسجد برسباى يرجع تاريخه إلى حوالى سنة 855 هجرية /1451م ويعلو الوزرة الرخامية بالمسجد والمدفن يوجد به
شبابيك جصية مفرغة محلاة بالزجاج الملون وتعتبر من أدق ما احتوته مساجد القاهرة الأثرية أما الواجهة فتشتمل على المدخل المكتوب على جانبيه اسم المنشئ وألقابه
وتاريخ الإنشاء وتتكون من صفوف قليلة الغور مفتوح بها شبابيك سفلية وأخرى علـوية وتنتهى بمقرنصات وتقوم القبة فى الطرف البحري من الوجهة وهى مبنية من الحجر يحليها من الخارج زخارف هندسية منتهى الدقة ورائعة الجمال
محفورة فى الحجر وتقع بقايا واجهة الخانقـاه على امتداد واجهة المسجد قبلى المدخل ومثبت عليها طرز رخامية غاية الدقة والتصميم الفنى المتميو يقرأ من كتابة محفورة بها اسم المنشئ وذكر الأعيان التى أوقفت عليها وخصص ريعها لصيانتها ورعايتها
إنشاء مسجد برسباى الاثري :
ؤنشأ مسجد السلطان الأشرف برسباي فيما بين (831 – 841 ه/ 1427- 1437م) و ينسب أسم مدينة الخانكة إلي الخانقاه التي أنشأها الناصر محمد بن قلاوون في المكان سنه 725هـ
وقد نصت حجة وقف السلطان برسباي أن هذا المكان مسجدا و ليس مدرسة وأطلقت عليه الجامع الكائن بسرياقوس كما تذكر الحجة أن الجامع الموصوف إلى مولانا السلطان برسباى
قد وقفة جامعاً مسجداً لله تقام فيه الصلوات والإعتكافات وأذن للمسلمين في الدخول فيه للصلاة ووقف المنبر لخطيب الجمعة و العيدين و فعل ما جرت العادة في مثل ذلك
ووقف الدكه التي أمام المنبر وأذن للمؤذنين للآذان في يوم الجمعة للتكبير والتهليل ووقف المئذنة الخاصة بالمسجد للصلاة والتسبيح والتهليل و التكبير في كل ليلة و ألحق أن هذه البلدة كان بها مبان أخري للسلطان برسباي غير الجامع عبارة عن خانقاه خصصها السلطان لمائه صوفي
وإلي جوارها حمام و مطبخ و اندثرت إلا الجامع ويتكون الجامع من مساحة مربعه يتوسطها صحن مكشوف حاليا يحيط به أربع ظلات و للجامع واجهات مبنية بالحجر المشهر
واجهاته الشمالية الشرقية التي بها المدخل الرئيسي كما يوجد مدخل آخر بالواجهة الشمالية الغربية ومن المحتمل أنه كان يوجد باب ثالث بالجهة الجنوبية الغربية وقد قامت لجنة حفظ الآثار العربية بتجديد لإعادة رونقها المئذنة علي غرار مئذنة المدرسة الأشرفية والسبيل يقع بالزاوية الشرقية من التخطيط و هو من أنواع السبل ذات الشباكين
الوصف المعمارى للمسجد :
قد اسس الاشرف برسباى المسجد والمدرسة حيث كان هو احد مماليك الظاهر برقوق الذى اعتقه وتدرج فى الوظائف
حتى وصل لكرسى السلطنه عام 824هـ / 1422م وتقع هذه المدرسه بشارع المعز لدين الله الفاطمي حيث بدأ السلطان الأشرف برسباي في عمارتها عام 826هـ / 1424م
وقد انشئت هذه المدرسه على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد المعروف لمصممين المساجد فى عصر المماليك حيث تتكون من صحن مكشوف تحيط به اربع ايوانات ويذكر أنه قد اسست هذه المدرسه ليُدرس فيها المذاهب الأربعه ومن الجدير بالذكر أيضاً أن مدرسة الأشرف برسباى تعتبر مدرسة الوحيده بشارع المعز لدين الله الفاطمى الأن هى التي تقوم بدور المسجد حيث تقام فيه الخمس صلوات وترفع فيه خطبه الجمعه
الواجهة الرئيسية للمدرسة
الواجهة الرئيسية للمدرسة تقع على شارع المعز لدين الله الفاطمي فى منطقة القاهرة الفاطمية ويبلغ طولها 37.5 متر كما يبلغ ارتفاعها 14 متر
ولا تمتد بمحازاة الطريق تماما حيث أن بها تراجع أو إنحاء بسيط ويوجد بها اربع نوافذ كبيرة مفتوحه تطل على ديوان القبله ويعلو هذه النوافذ مجموعه اربع شبابيك علويه وفوق هذه الواجهه مئذنه المسجد الرشيقة والقبه الضريحه التي تعلو الضريح
المدخل الرئيسى :
المدخل مرتفع نسبيا عن الأرض بمسافه 1.55 متر يصعد إليه بسلم جانبي مزدوج ويبلغ عدد ثمانى دراجات تؤدي إلى بسطه تتقدم حنيه الباب وهذه البسطه يبلغ طولها 2.5 متر وعرضها 1.90 متر ويوجد اسفل هذه البسطه حانوت صغير له باب خشبي يبلغ اتساعه 1.5 متر وارتفاعه 2.20 متر وتصل هذه البسطه إلى باب المدخل الرئيسي فهذا الباب مزخرف بالنقوش النحاسيه يتوسط الباب ميداليه كبيره من النحاس المفرغ ذات الزخارف النباتيه الجميلة وعليه شريط كتابي نصه عز مولانا السلطان المالك الملك الأشرف برسباي عز نصره ويحيط بعتب الباب اطار من الفسيفساء الرخاميه من الثلاث جوانب
الدركاه غرفه المدخل :
تؤدى فتحه الباب الرئيسي إلى غرفه المدخل او كما تسمى فى كتب التاريخ والاثار الدركاه وهى مربعه الشكل يبلغ طول ضلعها 3.40 متر فرشت أرضيتها بالرخام الملون ويعلوها سقف خشبي مسطح حديث ويوجد بصدر الدركاه مسطبه فرشت بالرخام ويوجد اسفلها خزانه لها باب خشبي صغير ويوجد بكل من الجدارين الشمالي والجنوبي لهذه الدركاه فتحه باب يبلغ اتساعها 1.80 متر وارتفاعها 2.10 متر ويحيط بكل فتحه اطار من الزخرفه ويعلو كل منهم نافذه صغيره مستطيله فتحه الباب الموجوده بالجدار الشمالي تؤدي إلى الدهليز
الدهليز وصحن المدرسة :
يبلغ طول الدهليز 27.90 متر واتساعه 3.20 متر يعلوه سقف خشبي مسطح مجدد وفرشت ارضيته بالرخام الملون ويوجد بالجدار الجنوبي للدهليز اربع فتحات الفتحه الأولى تؤدي إلى الكتاب وسكن طلاب الصوفيه والثانيه تؤدي إلى المكان التي كانت تشغله المكتبه أما الجدار الشمالي للدهليز به نافذه كبيره مستطيله الفتحة الثالثة تفتح على ديوان القبله ولها شباك من مصبعات النحاس كما يوجد بنهاية الحائط الشمالي فاتحه باب الفتحة الرابعة ويبلغ اتساعها 1.75 وارتفاعها 2.90 متر تؤدي إلى صحن المدرسه ويتكون الصحن من مستطيل يبلغ طوله 19.05 متر وعرضه 14.80 متر ويطل عليه من الجوانب الأربعه اربعه ايوانات متعامده وأحد الأبواب الجانبيه المؤدي إلى الضريح
الايوان الشرقي _ إيوان القبلة :
هو اكبر ايوانات المدرسه وهو مستطيل الشكل يبلغ اتساعه 16.5 متر وعمقه 12.80 متر يعلوه سقف خشبي مزخرف بزخارف نباتيه ويطل على الصحن من خلال عقد مدبب على شكل حدوه الفرس وفرشت أرضيه الايوان بالرخام الملون ويتعتبر الجدار الشرقى لهذا الايوان الاكثر رخزفه
حيث يوجد به خمس حنيات ثلاثه منهم عباره عن نوافذ تطل على شارع المعز لدين الله الفاطمى ولها شبابيك من مصبعات النحاس ويتوسط هذا الجدار المحراب ويبلغ اتساع حنيته متر وعلى جانبي المحراب عمودان ذو تيجان وقواعد رومانيه الشكل والمحراب
مكسى بالرخام وبجواره المنبر المصنوع من الخشب المطعم وباب المنبر يتكون من مصراعين يزخرفهما حشوات مجمعه في شكل طبق نجمى يتوسط الباب ويعلو الباب حشوه حفرت عليها كتابه نسخيه نصها مولاناه السلطان الملك الاشرف عز نصره وبعد الباب يوجد تسع درجات خشبيه تصعد الى جلسه الخطيب وقمه المنبر بايوان القبله يوجد أيضا كرسى المصحف مطعم بالعاج في تصميمات هندسيه في هيئه حشوات مجمعه في شكل نجمى وقد تم تجديد كرسى المصحف سنه 1914 بواسطه لجنه حفظ الاثار العربيه
الايوان الغربي :
الأيون الغربى يعتبر ثاني الايوانات من حيث الاتساع والزخرفه الأسلامية المعروفة والذى يبلغ اتساعه 11.2 متر وعمقه يبلغ ثمانى أمتار وقد فرشت ارضيته بالحجر الجيري وذلك على غير عاده أرضيات المدرسه كما يعلو هذا الايوان سقف خشبي مسطح الشكل ويشرف هذا الايوان الغربى على اربع أبواب جانبيه احداهم باب لغرفه يستعملها الأن عمال المدرسه وباقى الأبواب تؤدي إلى سكن طلاب الصوفيه والكتاب
الايوانان الشمالي والجنوبي والضريح :
هذان الايوانان الشمالى والجنوبى يلاحظ أنهما متشابهان تماماً لدرجه كبيره جدا حيث بلغ اتساع الايوان الشمالى ستة وثمانى من عشرة متر
وعمقه يصل إلى خمسة ونصف متر تقريباً كما يوجد بصدره حنيه يعلو واجهتها عقد ثلاثى مزخرف بزخرفة وتصميم ذات الطابع الأسلامى الجميل ويوجد داخل الحنيه نافذه لها مصرعان من الخشب كما يعلو الحنيه
نافذه واسعة مزخرفه بالزجاج الملون أما الايوان الجنوبى فيشبه الشمالى تماما الا باختلاف بسيط في الطول ويفصل الضريح عن صحن المدرسه باب جانبي
حيث يوجد الصحن بعد الباب كما يوجد ممر طويل يؤدي إلى الضريح ومدخل الضريح مزخرف أيضاً بالخشب المطعم بالعاج الأصلى ذات القيمة العالية
وللضريح نافذه مستطيله الشكل تطل على احد االشـوارع الجانبيه لشارع المعز لدين الله الفاطمى ولها شباك من مصبعات النحاس كما لها مصراعان من الخشب القبه الضريحيه زخرفت من الداخل بعدد من العبارات الدينيه وتدلى منها القناديل أما الضريح نفسه فمحاط بصور من الخشب الطمعم بالعاج