هي أحد أضخم حدائق القاهرة الكبرى ، وواحدة من أكبر وأجمل حدائق العالم. تقع على مساحة 80 فدان كانت تستغل في الماضي كمقلب للقمامة والمخلفات لمدة تزيد علي ألف عام. تم الإعلان عن المشروع في عام 1984 وافتتحت للزائرين في عام 2005 حيث استغرق إنشائها أكثر من 7 أعوام بتكلفة إجمالية تزيد على 100 مليون جنيه تحملتها مؤسسة أغاخان للعمارة الإسلامية.
نبذة عامة
تقع بمنطقة الدراسة بالقاهرة، أحد أماكن الترفيه المتميزة، فهي تعتبر أيضا أحد المشروعات التي تساهم في نشر الثقافة وتتميز الحديقة بشكلها الذي يظهر في الإطار المعماري الإسلامي حيث تبدو المساحات على شكل البساتين البديعة وأماكن الجلوس المظللة التي تعود بنا إلى عصر المسلمين في الأندلس، أو الطرق المغطاة ذات النمط الفاطمي وتستخدم الحديقة شبكة ري توفر المياه بالتنقيط والرش ويتم تنظيم الري عن طريق محطة بالأحوال الجوية في الحديقة تحسب الاحتياجات من المياه على أساس درجات الحرارة والرطوبة أما عن أنواع النباتات التي تمت زراعتها بالحديقة فنجد الأشجار المحلية مثل الجميز وأشجار العناب، وهناك الأشجار اليابانية، بالإضافة إلى الأعشاب الطبية التي تتضمن الغار والبابونج والنعناع وحشيشة الليمون والكسبرة والزعتر ، وأصناف عديدة من الورود.
والحديقة يحيط بها النخيل من كل جانب مع شلالات ومجرى للمياه في وسط الصخور وبحيرة وبساتين وحقل للعب وساحة وموقع للمشاهدة من أعلى الهضبة يطل على القاهرة الفاطمية، كما يتضمن مساحة مخصصة لألعاب الأطفال وأخرى مدرجا ومسرحا للأطفال، وبالحديقة منطقة اخرى تم وضع عدد من المشغولات الفنية التي تم صنعها من بقايا قطع معدنية لتشكل في النهاية صور فنية جميلة تمثل حيوانات وطيور. ويتوسط موقع الحديقة مطعم وكازينو على قمة الهضبة، ويطل على شاطئ البحيرة في الحديقة مقهى، ويتخذ كل من المطعم والمقهى في تصميمهما ملامح العمارة القاهرية الفاطمية، وتربط بين مفردات الحديقة ممرات للتنزه تحيط بها المياه التي تنساب في نعومة في كل مكان، كما انها تطل في نهايتها على سور القاهرة القديم الذى أسسه صلاح الدين الأيوبي.
التاريخ
قام بإنشاء حديقة الأزهر على مساحة 30 هكتار، مؤسسة أغا خان للتخطيط العمراني، بعد ان قرر اهداء حديقة إلى مدينة القاهرة في 1984، بناء على الاعتقاد الاسلامي بأننا جميعا مسؤولون عن إبداع الخالق ولذلك يجب ان نترك الارض مكانا افضل، اتخذ هذا القرار اثناء مؤتمر 1984 “العاصمه الناميه: مواكبة نمو القاهرة المدني
تم تصميم المشروع المكلف 30 مليون دولار أمريكي، لكي يكون من عوامل التنمية الاقتصاديه، واصبح مثال يدرس للحلول المبدعه للعديد من التحديات التي تواجهها المدن التاريخيه، بما في ذلك التغلب على عنصر البيئه بتلك المدن.
تعمل الحديقه كرئة خضراء نتيجه لمساحتها الضخمه، ووقوعها وسط منطقه تاريخيه. كان من الواضح ان القاهرة تحتاج لمساحات خضراء أكثر. وقد وجدت احدى الدراسات ان نسبة المساحات الخضراء بالنسبه لعدد السكان في القاهرة بالكاد تساوي حجم أثر القدم مساحه لكل مواطن، كواحدة من أقل النسب بالعالم. الحديقه أكبر مساحة خضراء انشأت في القاهرة منذ قرن.
الموقع
تقع على الجانب الغربي من الحديقة القاهرة الفاطمية وامتدادها درب الأحمر، بثروتهما من المساجد، والأضرحه، ومزينه بخط طويل من المآذن، إلى الجنوب يقع مسجد السلطان حسن وما يحيطه، بالاضافه إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي، كانت هذه المنطقه بالفعل في حاجه إلى مساحه خضراء مفتوحه. إن التله المقام عليها الحديقه توفر منظر مرتفع للمدينه، وتعطي مشهد بانورامي رائع ب 360 درجه للمناظر الجذابه من القاهرة التاريخيه.
أكتشافات
قبل بدء العمل، كانت الدراسه موقع كبير للقمامه. وكان على العاملون نزع تراكمات من القمامه والحجاره تراكمت على مدى 500 عام، بمواد تقدر بحمولة 80,000 عربه كومت في الموقع عبر القرون، وأثناء تهيئة الموقع تمت العديد من الاكتشافات الهائلة.
وقد تضمنت تلك الاكتشافات إكتشاف سور المدينه الايوبيه والذي يعود للقرن الثاني عشر في عهد صلاح الدين، بالاضافه إلى العديد من الاحجار الثمينه بكتابات هيروغليفية. تلك الاحجار الاقدم، والتي تصل أطوال بعضها إلى متر واحد، تم استخدامها في بناء سور صلاح الدين. ولكي يتم كشف السور الذي دفن عبر الزمن كان لابد من الحفر لعمق 15 متر، 1.5 كيلومتر من السور بأبراجه وشرفاته غير المأذيه، ظهرت بكل روعتها.
أنتقادات
يتهم البعض مؤسسة أغا خان بأنها تهدف لإخلاء القاهرة الفاطمية من السكان لكي تعيد بهاء العمارة الفاطمية التي تقدسها الطائفة الإسماعيلية. وتهدف المؤسسة إلى اعادة شق شارع مستقيم يربط أهم مباني القاهرة الفاطمية. وفي ذلك السياق تقوم مؤسسة أغا خان بشراء المساكن في الدرب الأحمر وإزالتها أو تجميلها. ويرد الكثيرون بأن لا غضاضة في ذلك، فهي تعيد للقاهرة مجد غابر.