مقدمة :
لا ننكر أنه قد تعرضت ثروة مصر من القصور التاريخية للكثير من عمليات الفقد المأساوي بسبب الصراعات السياسية والإهمال المتعمد أحياناً على مر القرون
ورغم ذلك فالقليل الذي نجا منها لا يزال يثير الدهشة بسبب طرزه المعمارية الباهرة وبراعة التصميم كما أنه يشكل أيقونة لفنون العمارة بوصفها شاهد عيان على عصور كاملة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
التى عاشتها البلاد فى بعض الفترات وقصر الأتحادية من القصور الحديثة فى مصر ويعتبر هذا القصر بصفة عامة مزيجًا رائعًا يجمع بين العمارة الشرقية والإسلامية حيث تضافرت في إنشائه براعة الفنانين لإخراجه بهذه الروعة من أعمال الديكور وزخارف الرخام والمرمر والنقوش الإسلامية والآيات القرآنية حيث جمع مبنى القصر أروع وأجمل ما في الفنون الإسلامية والعربية من صحون وقباب ومقرنصات وأطباق نجمية وفنون الأرابيسك والشبابيك الجصية وروعة الزجاج المُلوَّن
نبذة تاريخية :
بني القصر عام 1908-1910 باسم فندق قصر مصر الجديدة وكانت تسمى ضاحية مصر الجديدة في ذلك الحين حيث إن
أرضها عبارة عن صحراء لم يغزوها العمران بعد وكان يصلها بالقاهرة ترام كهربائي وأفتتح القصر كأفخم فندق في أفريقيا فى الأول من ديسمبر 1910 ويرجع تاريخ المنطقة إلى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ١٨٩٢ – ١٩١٤ حيث أنشأ البارون إمبان وهو بلجيكي الجنسية
ويعتبر البارون إمبان من أغنى أثرياء العالم أنشأ ضاحية جديدة سُمِّيَت هليوبوليس أي مدينة الشمس التي عُرِفَت بعد ذلك بحي مصر الجديدة وكانت تتمتع هليوبوليس بخمسة مدارس ونادٍ رياضي وحلبة لسباق الخيل وملهى عام وقد أُنشئ عليها فندق كان من المُخطَّط أن يُطلق عليه في البداية فندق الواحة ولكن عند الافتتاح أُطلق عليه اسم فندق هليوبوليس بالاس وقد استغرق بناؤه عامين ١٩٠٨ – ١٩١٠ ووضع تصميمه المهندس
المعماري المتميز البلجيكي الجنسية ويُدعى إرنست جسبار وهو نفس المهندس الذي صمَّم حي مصر الجديدة فى بداية نشأتها وأطلق عليها ضاحية مصر الجديدة بعد إن كانت
أرض صحراوية وساعده في تصميم أهم القاعات وأكبرها المهندس المعماري الفرنسي ألكسندر مارسيل وقد اتَّخذ فى تصميمه الرائع الطابع والطراز الإسلامي وقام بإعداد الديكور المهندس جورج لوي كلود في عام ١٩٢٨ميلادية ووُصِفَ الفندق بأنه فندق ألف ليلة وليلة حيث أنه كان من أجمل وأهم الفنادق في العالم في ذلك الوقت
وكان طرازه المعماري المتميز ملفتًا لنظر أثرياء وملوك العالم فى كل مكان فأصبح عامل جذب سياحي هام جداً للعديد من الشخصيات الملكية وطبقة الأثرياء في مصر وخارجها من ابلان المجاورة وغيرها من دول العالم إضافة الي رجال الأعمال والأثرياء وكان من أهم نزلائه رجل الأعمال ميلتون هيرشي مؤسس ومالك شركة هرشي للشيكولاتة الأمريكية وجون مورجان الاقتصادي المعروف والمصرفي الشهير والملك ألبرت الأول ملك بلجيكا وزوجته الملكة إليزابيث دو بافاريا
قصر الأتحادية بالقاهرة :
يعتبر قصر الأتحادية هو قصر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أو قصر العروبة أو كما يسمى حالياً قصر الاتحادية أو قصر
هليوبوليس حيث أنه يقع في منطقة هليوبوليس بمصر الجديدة بالقاهرة هو قصر العمل الرسمي لرئاسة الجمهورية في مصر والذي يستقبل فيه رئيس الجمهورية في مصر الوفود الرسمية الزائرة ويقع في حي هليوبوليس الراقي شرق القاهرة وحيث إن كان فندق قصر مصر الجديدة من أفخم الفنادق في أفريقيا والشرق الأوسط
فكانَ له نزلاء مميزون فقد كان يرتاد الفندق السائحون من مختلف أنحاء العالم ومنهم النبلاء الأجانب والأثرياء وأيضاً كبار رجال الأعمال ومن أشهر النزلاء
جون پيرپونت مورگان ميلتون هرشي والملك ألبير الأول والملكة إليزابث من بلجيكا وقد أثرت الحروب وخاصة الحرب العالمية الأولى والحر العالمية الثانية على الفندق وفي أثنائهما كان يتحول إلى مستشفى عسكري بريطاني للجنود البريطانيين وحلفائهم ولقد افتتح قصر هليوبوليس
بمنطقة مصر الجديدة في البداية كفندق جراند أوتيل حيث أفتتحته الشركة الفرنسية المالكة في الأول من ديسمبر 1910 كباكورة فنادقها الفاخرة
في أفريقيا وقد صمم القصر المهندس المعماري البلجيكي ارنست جاسبار حيث احتوي علي 400 حجرة إضافة إلي 55 شقة خاصة وقاعات بالغة الضخامة وقد تم بناء القصر
من قبل شركتين متميزتين للإنشاءات كانتا هما الأكبر في مصر في ذلك الوقت هما شركة ليو رولين وشركاه وشركة بادوفا دينتامارو وفيرو فيما قامت شركة
ميسس سيمنز آند شوبيرت في برلين بمد الوصلات الكهربائية والتجهيزات وتم تأثيث حجرات المبنى آنذاك بأثاث فاخر وتحديدا من طرازي لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر أما القاعة المركزية الكبرى فقد كانت مكلفة فقد وضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال هذه الثريات كانت الأضخم في عصرها
وكانت تحاكي الطراز الشرقي وبالنسبة لقبة قصر فندق هليوبوليس فارتفاعها يبلغ 55 مترا من الأرض وحتي السقف وتبلغ مساحة القاعة الرئيسية
589 مترا مربعا وصممها ألكسندر مارسيل وقام بشؤون الديكور بها جورج لوي كلود وتم فرشها بسجاد شرقي فاخر ووضعت بها مرايا من الأرض إلي السقف أيضا مدفأة ضخمة من الرخام كما وضع 22 عمودا إيطاليا ضخما من الرخام وكان في الجهة الأخرى من القاعة الكبرى توجد قاعة طعام فاخرة تكفي 150 مقعدا وقاعة أخرى ضمت 3 طاولات بلياردو منها اثنتين كبيرتي الحجم
من طراز ثرستون أما الأثاث الذي كان من خشب الموهاجني فقد جيء به من مدينة لندن عاصمة إنجلترا فيما ضمت الحجرات العلوية مكاتب وأثاثا من
خشب البلوط جيء بها من محلات كريجير في باريس والطابق السفلي ومنطقة العاملين كان من الضخامة بحيث تم تركيب سكة حديدية خاصة بطول الفندق وكانت تعبر مكاتب الإدارة والمطابخ والثلاجات والمخازن ومخازن الطعام والعاملين واعتبر الفندق من أفخم الفنادق آنذاك وكان معماره المتميز
ما لفت إليه النظر وأصبح عامل جذب سياحي للعديد من الشخصيات الملكية الهامة في مصر وخارجها إضافة إلي رجال الأعمال الأثرياء وقد كان من ضمن نزلاء القصر ميلتون هيرشي وهو مؤسس ومالك شركة هيرشي للشيكولاتة الأمريكية الشهيرة وأيضاً جون بيربونت مورجان رجل الأعمال الاقتصادي والمصرفي الأمريكي الشهير وذلك الملك ألبير الأول ملك بلجيكا وزوجته الملكة إليزابيث دو بافاريا و عاصر فندق قصر هليوبوليس الحربين العالميتين الأولى والثانية مما عزز نشاطات القصر من الشخصيات الوافدة
المراحل التى مرَ عليها قصر الأتحادية :
فندق جراند أوتيل Grand Hotel قصر هليوبوليس الإتحادية حالياً إفتتحته الشركة الفرنسية المالكة في الأول من ديسمبر عام 1910 كباكورة فنادقها الفاخرة في قارة أفريقيا كما تحول في بعض فترات التى حدثت فيها حروب إلي مستشفي عسكري ومكان لتجمع الضباط من قبل سلطة الاحتلال البريطاني في مصر وفي الستينيات استعمل القصر الذي صار مهجوراً بعد فترة من التأميم كمقر لعدة إدارات ووزارات حكومية
وفي يناير العام 1972 في فترة رئاسة السادات لمصر صار هذا القصر مقرا لما عرف باتحاد الجمهوريات العربية الذي ضم آنذاك كلا من مصر وسوريا وليبيا
ومنذ ذاك الوقت عرف باسمه الحالي غير الرسمي قصر الاتحادية أو قصر العروبة وفي الثمانينيات وضعت خطة صيانة شاملة للقصر حافظت علي رموزه القديمة وأعلن بعدها المجمع الرئاسي في مصر للحكومة المصرية الجديدة برئاسة الرئيس مبارك ولم يكن يقيم حسني مبارك في القصر
سوي في أوقات العمل الرسمية حيث كان يسكن في منزله الخاص بضاحية هليوبوليس مصر الجديدة في نفس الحي
كما أن مبارك لم يكن يستقبل رؤساء وملوك الدول العربية والأجنبية القادمة إلي مصر به إلا إذا كانت الزيارات زيارة رسمية وفى وقت الحروب التى حدثت فى مصر من حرب 56 وحرب 67 وأيضاً حرب 73 قد أغلق الفندق في الستينيات ثم تحول إلى مقر للادارة الحكومية
وفي يناير 1972 أصبح هذا المبنى قصر الأتحادية مقراً لأتحاد الجمهوريات العربية أى الدولة الجديدة المتحدة بين
مصر وسوريا وليبيا فى أثناء فترة الاتحاد القصيرة بين مصر ليبيا وسوريا ولذلك أطلق عليه اسم قصر الاتحادية وفي الثمانينات أصبح المبنى قص رئاسي مصري ومقر للحكم وتحيط القصر الحراسة المشددة لأنه المقر الرئاسى للدولة وبه مساحات واسعة من الحدائق
وصف القصر وتصميمه :
يعتبر قصر الاتحادية بمصر الجديدة بالقاهرة يعتبر بصفة عامة مزيجًا رائعًا يجمع بين العمارة الشرقية والعمارة الإسلامية حيث تضافرت الحهود في إنشائه براعة الفنانين فى
تصميم عمارة القصور ليتم إخراجه بهذه الروعة من أعمال الديكور وزخارف الرخام والمرمر والنقوش الإسلامية والآيات القرآنية حيث جمع مبنى القصر أروع وأجمل ما في الفنون
الإسلامية والعربية من صحون وقباب ومقرنصات وأطباق نجمية وفنون الأرابيسك والشبابيك الجصية وروعة الزجاج المُلوَّن وقد صمم القصر المعماري البلجيكي إرنست گاسپار حيث احتوي
هذا القصر علي 400 حجرة بالإضافة إلي خمسة وخمسون شقة خاصة وقاعات بالغة الضخامة وقد تم تأثيث حجرات مبنى هذا القصر آنذاك بأثاث فاخر وتحديداً من طرازي
لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر أما القاعة المركزية الكبرى فقد كانت مكلفة فقد وضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال كانت هى الأضخم في عصرها وأيضاً كانت تحاكي الطراز الشرقي حيث أختلط الطراز الشرقى بالطراز الأوربى أما قبة قصر فندق هليوبوليس فارتفاعها يبلغ 55 مترا
من الأرض وحتي السقف وتبلغ مساحة القاعة الرئيسية 589 مترا مربعا و صممها ألكسندر مارسيل وقام بشؤون الديكور بها جورج لوي كلود وتم فرشها بسجاد شرقي فاخر ووضعت بها مرايا من الأرض إلي السقف وأيضا مدفأة ضخمة من الرخام كما وضع 22 عمودا إيطاليا ضخما من الرخام وكان في الجهة الأخرى من القاعة الكبرى توجد قاعة طعام فاخرة تكفي 150 مقعدا وقاعة أخرى ضمت 3 طاولات بلياردو منها اثنتين كبيرتي الحجم
من طراز ثرستون أما الأثاث الذي كان من خشب الموهاجني الرائع فقد جيء به من لندن فيما ضمت الحجرات العلوية مكاتب وأثاث من خشب البلوط المعروف بقيمته المتميزة وقد جيء بها من محلات كريجير في مدينة باريس والطابق السفلي ومنطقة العاملين كان من الضخامة بحيث تم تركيب شريط سكة حديدية خاصة بطول الفندق وكانت تعبر مكاتب الإدارة والمطابخ والثلاجات ومخازن الطعام وغرف العاملين وصمم القصر المعماري البلغاري
إرنست جاسپر حيث أقترح في تصميمه طراز هليوپوليس المحلي في العمارة الذي يجمع بين العمارة الإيرانية والإسلامية والعمارة الكلاسيكية الاوروپية تولى بناؤه شركة ليون رولين وپادوڤا دنتامارو وفرو أكبر شركتان للمقاولات في مصر في ذلك الوقت قام بالتوصيلات الكهربية في القصر شركة سيمنز الألمانية وتم تجهيز القصر بأحداث المرافق المتوفرة حينها حيث كان الفندق يعمل تحت ادارة فرنسية