دخلت المسيحية مصر في منتصف القرن الأول الميلادي وذلك بدخول القديس مرقس إلى الأسكندرية وتأسيس أول كنيسة في مصر وأفريقيا بأسرها.
وقد عاني المسيحيون من اضطهاد الرومان لهم خصوصا في فترة الإمبراطور دقلديانوس الذي اتخذ القبط من عام توليه عرش الامبراطورية بداية للتقويم السنوي لدي المسيحيين الأقباط.
تأثير المسيحية فى مصر على العالم
أخد العالم نواحي مختلفة من الأدب القبطي أهمها اقوال الاباء ثم خطب القديسين في كفاح الوثنيه لتثبيت الميسحية ثم السحر ثم الأدب الدنيوي أو الشعبي.
فأما أقوال الأباء فهي الأقوال الكنسية التي دعمت الرهبنة وبينت ناحيتيها النفسية والعملية وقد وفد علي مصر من الشرق والغرب من دونوا هذه الأقوال وأثبتوها بلغاتهم اليونانية واللاتينية والسريانية وفتحت لهم هذه التعاليم المسيحية المحضه الطريق الي الرهبنة فساروا علي هديتها وانسجوا علي منوالها.
والرهبان القبط في عصورهم الأولي عرفوا بالتقوى والتواضع فكانوا يعلمون فيعملون وجاءت اقوالهم بلغات مختلفة في كتاب بستان الرهبان وكتب الأباء الحاذقون في العبادة وكذلك في سيرهم ،ظهر في مصر من القديسين الأقباط من لم يعرف العالم أقوى منهم شكيمه في تثبيت المسيحية والكفاح ضد الوثنية.
الأقباط فى العصر الرومانى
البطالمه الذين حكموا مصر من اسكندريه من حكم بطليموس الاول حتى حكم كليوباترا السابعه تمصروا و أحترموا العادات و التقاليد و الثقافه المصريه و لم يتم فرض ديانه أو لغه على المصريين ، و حاولوا دمج ما بين العقائد المصريه و اليونانيه لأسترضاء المصريين و اليونانيين ، وأنسجم المصريين و البطالمه على هذا الدمج ، الذى ظل حتى سنة 30 قبل الميلاد عندما غزا الرومان مصر و قضوا على الدوله البطلميه و احتلوا مصر و حولوها من مملكه مستقله لولايه رومانيه يحكمها نائب عن الامبراطور الرومانى الذى أهتم بجمع اكبر قدر من الضرائب ونقل المحاصيل والحبوب إلى روما ، و طبق القوانين الرومانيه على المصريين.
فى هذه الأيام كان يتكون سكان مصر من ثلاثة طوائف رئيسيه هما المصريين واليونانيين واليهود، وبطبيعة الحال كان عدد اليونانيين واليهود بالنسبه لعدد المصريين كان صغير جداً ، لكن رغم ذلك منح لهم الرومان مزايا كتيره لم يمنحوها للمصريين وأنشأوا محاكم مثل المحاكم المختلطه. ولم يتدخل الرومان فى ديانة المصريين ولغتهم ، و أستمر الحكم الرومانى لمصر بشكله اللاتينى و البيزنطى 670 سنه و انتهى بالفتح الأسلامى لمصر سنة 640.
دخول المسيحية مصر
فى الفتره الرومانيه دخلت المسيحيه مصر فى نصف القرن الأول الميلادى على يد مار مرقس ، والمصريين فى عصور الدوله البطلميه و الرومانيه قبل دخول المسيحيه مصر ، التفوا حول معابدهم و كهنتهم و ظلت المعابد المصريه فى الصعيد و الدلتا بعيداً عن الاسكندريه والتى تعتبر ملجأهم للمحافظه على هويتهم القوميه، وكانت الاسكندريه عاصمة مصر فى تلك الأيام معزوله عن مصر .
والقوميه كانت دائماً عبر تاريخ مصر هى الكلمه السحريه للمصريين ، وقد لاحظ هيرودوت تمسك المصريين بتقاليدهم وعاداتهم وحافظوا عليها عبر التاريخ .
المسيحية والثقافة المصرية القديمة
وكان لدخول المسيحيه مصر اثر سلبى على الثقافه المصريه القديمه ، واللغه المصريه القديمه بالرغم من أن الكنائس احتفظت بشكل من اشكال اللغه المصريه القديمه، لكن اللغه القبطيه استخدمت الحروف اليونانيه مما تسبب فى فقدان المصريين القدره على القراءة باللغة الديموقطية ، فأندثرت اللغة الديموقطية التى أثرت على معرفة تاريخ القدماء المصريين حتى تم أكتشاف حجر رشيد .
من جهه أخرى أعتبرت المسيحيه إن الثقافة المصرية القديمه وثنيه ، وبهذا تم تدمير معابد فرعونيه و بطلميه ، كان منها معبد سيرابيس ، وتحولت معابد إلى كنائس و صوامع .
رغم استمرار القوميه المصريه فى تاريخ مصر ، ولكن بدخول المسيحيه مصر خلق نوعاً من الإنفصام ما بين مصر المسيحيه و مصر القديمه ، فى هذا الحين أصبح تاريخ مصر يبدأ عند الأقباط منذ عهد مار مرقس ،
وتكررت هذه الحالة فى تاريخ مصر بعد دخول الإسلام ، فأصبح تاريخ مصر بيبدأ عند المصريين المسلمين من سنة 640. وبذلك تأثر تاريخ مصر الفرعونى للمرة الثانية .
رغم كل هذه التحولات العقائدية ،ظل التاريخ المصرى تاريخ واحداً وحضارة ممتدة عبر خمسة ألاف سنة ، دوله قائمة دون انقطاع ، و أيضاً ان القوميه المصريه ظلت ثابت عبر الزمان.